أقرأ أيضاً
التاريخ: 2023-04-16
1056
التاريخ: 2024-09-15
272
التاريخ: 19-1-2016
2703
التاريخ: 24-11-2019
2998
|
توصف فترة المراهقة بمرحلة الإثارة والتجاذب العاطفي . ويشمل ذلك جميع أبعاد حياة الفرد بما فيها جانب الغريزة.. فعلى أثر التغيرات التي تحصل في المزاج وفي الوضع النفسي, تتغير ميول واهتمامات الأشخاص، ويتجه تفكير البعض نحو الحياة الخاصة حيث الزواج وتشكيل الأسرة.
ويمكن أن تحمل التغيرات الحاصلة في هذا المجال أخطارا أو مضارا عديدة للأشخاص في بعض الحالات. يقول أحد العلماء: إن مرحلة المراهقة، بما تنطوي عليه من آلام نفسية، وضغوط عاطفية، وقلق وخوف واضطراب وشعور بالذنب، قد تكون اشد مراحل الحياة صعوبة. وهو الأمر الذي يتغير على أثره طبيعة وسلوك الأحداث بشكل يثير استغراب واستفهام أولياء الأمور.
ـ التنوع العاطفي :
إن العاطفة لدى المراهقين، والفتيات منهم على وجه الخصوص، متنوعة وسريعة التبدل. فقد يكون المراهق فرحا ومسرورا الآن وبعد لحظة تتبدل حالته الى هم وحزن ثقيلين، أو أن يكون متفائلا وسرعان ما ينقلب تفاؤله الى يأس وقنوط، أي أن العاطفة لدى المراهق، بخلاف العاطفة المتزنة لدى الكبار، تتميز بالتطرف وبسرعة التبدل من حالة الى أخرى معاكسة.
تتميز الفتاة المراهقة بدرجة من الرقة والشفافية بحيث قد يخلق لديها رؤية عدد من الأزهار البرية عالما من المرح والنشاط ... ويحرك لديها قوة الابتكار والإبداع . كما ومن شأن رؤية طرف نملة أو سقوط طائر من عشه أن يدفعها الى البكاء.
إنها مستغرقة في عالم آخر هو عالم العواطف والإثارة، عالم من الأفراح والأتراح حقيقي وحتى خيالي. ويمكن إرجاع بعض هذه الحالات الى دوافع... ومن الحب، والكراهية، والحسد، والشعور بالذنب، والخوف، والاضطراب، والحزن والفرح. وقد تندفع الفتاة بنحو آخر الى التطرف في هذه المجالات. ولهذا فإنها تتصور أن الكبار غير مكترثين بأحاسيسها من جهة، والكبار أيضا من جهتهم قد يصفونها بالجنون والشذوذ ويغيرون مواقفهم منها .
ـ الاضطرابات :
إن فترة المراهقة هي مرحلة بروز مختلف حالات القلق والاضطراب التي تؤدي بدورها الى الإصابة بمختلف الاعتلالات النفسية والسلوكية كتنفيس عن حالة الاضطراب . ويعاني المراهق خلال ذلك من قلق واضطراب دائمين تبلغ شدتهما درجة يشعر معها وكأن هناك خطرا يتهدده بين لحظة وأخرى.
إن كل شيء بالنسبة لفئة المراهقين، في هذه المرحلة، يدعو الى القلق والاضطراب، الحياة الأسرية والحياة المدرسية، والعلاقات، والصداقات، والتفكير بالمستقبل الوظيفي، والأبعاد المرتبطة بالنمو والبلوغ و... وقد تتجلى حالة الاضطراب والقلق على شكل الخوف، والكآبة، والوسواس وحتى الهستيريا احيانا.
وتعود حالة الاضطراب لدى المراهقين في جذورها الى مرحلة الطفولة، ويرجع سببها في الغالب لطريقة تعامل الأم مع الشخص في مرحلة الطفولة، وهي نتيجة للمخاوف المنتقلة اليه
عن طريق الأم .
كما ويمكن أيضا إرجاع الاضطراب في أسبابه الى تناقض الوالدين في تعاملهما مع الأبناء، حيث اللين تارة والخشونة ــ في اخرى، الأمر الذي يفقدهم الثقة بأولياء الأمور في غالب الأحيان، ويتعرضون، على أثر الإعتمالات النفسية، التي لا يستطيعون الإعلان عنها، الى الإصابة بالقلق والاضطراب. وكذلك يمكن العثور على جذور هذه الحالة في السنوات الأولى للحياة، وحتى في الشهر الأول من الولادة الذي يتميز فيه الرضيع بحساسية استثنائية تجاه الأفعال والتصرفات، والضوضاء والشجار. وتتفاقم هذه الحالة بالتدرج إذا لاحظ الشخص في سنوات لاحقة من عمره حالات من قبيل التمييز بين الأبناء، أو الشجار بين الأبوين، أو مسألة الطلاق والانفصال في أوساط الأسرة.
ـ الخوف لدى المراهق :
ليس واضحا على وجه الدقة سبب تعرض الكثير من المراهقين، خلال هذه المرحلة من العمر، الى الإصابة بالخوف. فالتجارب والشواهد الحياتية اليومية تدل على أن المراهقين، وفئة الإناث منهم على الأخص، يعانون من حالة الخوف، وغالبا ما تكون هذه المخاوف غير مبررة، مثل الخشية من الصراصر أو الفئران أو الظلام و ...
المعروف أن فرق الخوف عن الاضطراب هو أن للخوف موضوع مشخص، في حين يوصف الاضطراب بالخوف من خطر لم يقع أو لا وجود له في الواقع الموضوعي. إن هذه الحالة تزول بالتدرج شيئا فشيئا، ويكتسب الخوف معنى ولونا آخر عند المراهق أو المراهقة . لكنها على أية حال تعد مشكلة للكثير من العوائل في الوقت الحاضر ، ونلاحظ منها خشية الفتاة من وضعها، ومن أنوثتها ، ومن المفاجآت غير السارة، ومن احتمالات الانحراف... واغلب هذه الحالات ممزوجة بالاضطراب الى درجة يصعب تفكيكها.
ـ التوترات النفسية :
إن حياة المراهقة، خصوصا لدى الفتيات، تنطوي دائما على أزمات وإثارات عصبية. وتبلغ هذه الحالة من الشدة بحيث تنسلب من المراهقين القدرة على حل المشاكل والصعاب التي يواجهونها. ويقول أحد المتخصصين إن المراهقة حتى في أبسط أشكالها، تعد أزمة عاطفية قريبة الى المرض النفسي في أغلب الحالات.
وبطبيعة الحال، فإن الإناث أكثر عرضة لإيحاءات التوترات النفسية نسبةً الى الذكور. ويعد ضعف الجنس اللطيف في المقاومة أمام الإثارات في الظاهر حالة طبيعية ذاتية وليست اكتسابية.
وفيما يخص منشأ وجذور هذه التوترات، يمكن الإشارة، فضلا عن الأبعاد الذاتية أو الناتجة عن ظروف النمو، الى الضغوط النفسية المباشرة وغير المباشرة. وكذلك التشدد في أعمال الرقابة من قبل الوالدين والمربين خصوصا في فترة الطفولة. ومن هنا يمكن القول إن الذين تعرضوا ـ أو ما يزالون ـ الى التشدد من قبل أولياء الأمور خلال مرحلة الطفولة ، نادرا ما يستطيع أحدهم حفظ توازنه في هذا المجال.
المهم هو أن هذه التوترات وخصوصا الاضطرابات النفسية، ترافقها في الغالب تغييرات فسيولوجية من قبيل زيادة التعرق، والإجهاد العضلي، وزيادة دقات القلب، والتعب الشديد... وقد تؤدي هذه الحالة الى مضاعفات خطيرة على الشخص يصعب علاجها في مراحل لاحقة.
ـ المشاعر :
تتصف هذه الفئة بمشاعر حادة ومتناقضة, فهي شفافة ورقيقة بشدة من جهة ، وقاسية وخشنة من جهة أخرى. وبعبارة أخرى إن التطرف لديها ظاهر في كلا الاتجاهين ويمازجه اضطرابات عاطفية شديدة.
إن هؤلاء يشعرون أحيانا أنهم بلداء لا يستوعبون المسائل وطرق حلها، أو يتصورون أنهم أشخاص مرفوضون من قبل أسرهم والآخرون، ولذا فإنهم يسعون الى الفات نظر الآخرين وجذبهم اليهم بشتى الوسائل، وقد يندفعون في هذا السبيل الى القيام بأفعال وتصرفات خاطئة.
وقد يتعلق أفراد هذه الفئة بزملائهم الى حد الهيام بهم. يقول أحد العلماء: إن الفتيات، شأنهن شأن الفتيان، يضعن في بعض الأوقات رؤسهن على أكتاف صديقاتهن بشكل لا إرادي، الا أن هذه الحاجة الى الحنان هي حاجة شخصية تبرز عادة بأشكال مختلفة، وقد تؤدي هذه الحالة في بعض الموارد الى الانحراف والجنوح.
ـ جذور الاختلالات :
إن الاختلالات العضوية كثيرة، ومنها الصداع، وسوء الهضم، والإسهال، والمرض، والانقباض النفسي، والرجفة، والضعف، والإجهاد، وكلها تعود في جذورها الى الاعتلالات والتوترات العاطفية والنفسية. كما وقد لوحظ أن القلق والخوف في مرحلة الطفولة، وخصوصا الحرمان من حنان الأم، أدى ببعض أفراد هذه الفئة الى أن يستصغروا شأنهم ويفقدوا ثقتهم بأنفسهم وبقدراتهم، والى أن يعجزوا عن تعويض هذا النقص في المراحل اللاحقة من حياتهم.
يرى أحد العلماء أن الدوافع... في مرحلة الطفولة، تولد في مرحلة المراهقة اضطرابات وتوترات نفسية ذات اتجاهات مخربة وعدائية. وقد يبلغ ذلك في بعض الحالات حدودا لا تطاق. ولا بد أن نضيف هنا هذه المسألة وهي أن الكثير من التوترات العصبية لدى المراهق تنتج من الكآبة والاضطراب.
فقد تولد الاختلالات العاطفية، في حال استفحالها، أخطارا ومضارا عديدة للمراهق والأسرة. وقد يؤدي التشوش الذهني والقنوط بالمراهق، طبقا لبعض الآراء، الى التفكير بالانتحار، ومن حسن الحظ فإن أعمال اللهو والتسلية تحول دون الإمعان في السوداوية والتفكير بالانتحار.
|
|
دراسة يابانية لتقليل مخاطر أمراض المواليد منخفضي الوزن
|
|
|
|
|
اكتشاف أكبر مرجان في العالم قبالة سواحل جزر سليمان
|
|
|
|
|
اتحاد كليات الطب الملكية البريطانية يشيد بالمستوى العلمي لطلبة جامعة العميد وبيئتها التعليمية
|
|
|