أقرأ أيضاً
التاريخ: 24-3-2021
1974
التاريخ:
1775
التاريخ: 14-11-2016
1504
التاريخ: 11-1-2021
3956
|
تقع مكة في واد طويل تحيطه الجبال من معظم الجهات وتخفيه؛ حتى إن ابنيتها لا ترى للقادم الا اذا اقترب منها، وأطل على الوادي. وقد سهلت هذه الجبال على أهلها مهمة الدفاع عنها (1). غير ان في هذه الجبال وديانا وشعابا تجري فيها السيول بعد الأمطار؛ وكثيرا ما تهدد ابنية مكة؛ وقد اغرقت الكعبة وهدمتها عدة مرات. كما ان هذه الشعاب كانت ملجأ لمن يكره أهل مكة او يكرهونه؛ وقد اتخذ المسلمون من بعض هذه الشعاب لهم مركزا يقيمون فيه طقوسهم الدينية وعباداتهم بمأمن من اعين النظار (2)، كما لجأوا اليها، عندما قاطعهم القرشيون.
مناخ مكة جاف قاري حار جدا في الصيف؛ وقد كان القرشيون يعذبون بعض المسلمين الأول بإيقافهم في رمضاء الصيف عقابا لهم. غير ان جفاف المناخ ادى الى جعلها صحية، فكانت خالية من الاوبئة، ولا سيما الملاريا التي عانى منها سكان المناطق ذات المياه الوفيرة، كخيبر ويثرب. وأمطارها قليلة، وقد تمر سنوات بدون ان يسقط أي مطر. لذل كانت مياهها شحيحة، واعتمد سكانها على مياه الابار للشرب؛ ولكن معظم مياه هذه الابار مالحة، ومنها بئر زمزم. وقد تحمل المسؤولون عن إدارة مكة عبء إيجاد المياه لها، فحفروا فيها كثيرا من الابار (3)؛ وعينوا رجلا كلفوه مهمة تدبير سقاية الحجيج. وكثيرا ما كانوا يضطرون الى مزج الماء بالزبيب، كيما يجعلوه صالحا للشرب (4).
غير انه اذا سقطت الأمطار، وخاصة في الشتاء وأوائل الربيع، فإنها تكون غزيرة، وتسيل المياه من الجبال الى الوديان والشعاب، مكونة سيولا قوية جارفة تهدد الابنية في بطون الوديان؛ وكثيرا ما كانت تجرف الكعبة. وقد حاول البعض إقامة عدد من السدود توقف السيول، لوقاية محلاتهم. فمن ذلك ردم بني جمح وردم آل عبدالله؛ ثم أقام عمر بن الخطاب سدا كبيرا استعان في بنائه بمهندسين وبنائين من الفرس (5).
لا تكفي هذه المياه للزراعة، لذلك كانت مكة (في واد غير ذي زرع)؛ لكن قد تنبت فيها بعض الاعشاب مدة قصيرة من السنة، فتكفي لرعي المواشي. وقد تنبت بعض الأشجار الصحراوية في الجبال المحيطة بها. ويروى ان قصي عندما أراد بناء الكعبة اقتطع شجيرات كانت قائمة هناك (6). غير ان هذه لم تكن تكفي لسد حاجة الناس الى المواد الغذائية. لذلك كانوا يضطرون الى استيراد الاغذية من البلاد الأخرى، ولا سيما من الطائف واليمامة؛ مما جعل المواد الغذائية تتوفر فيها. وقد اشار القرآن الكريم الى ذلك { رَبِّ اجْعَلْ هَذَا بَلَدًا آمِنًا وَارْزُقْ أَهْلَهُ مِنَ الثَّمَرَاتِ } [البقرة: 126].
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) الازرقي : ج1 ص38.
(2) ابن هشام : السيرة ج1 ص265 275؛ الطبري : ج2 ص231 (عن ابن اسحاق)؛ وانظر بحثنا (معالم مكة العمرانية).
(3) الازرقي : اخبار مكة ج1 ص64 – 65، ج2 ص172 – 183 خاصة.
(4) كذلك ج1 ص65.
(5) راجع عن السدود، الازرقي : ج2 ص142 – 4؛ أما عن الردم، فراجع ما ذكره في ص165 – 166.
(6) ابن اسحاق : في الطبري ج2 ص184؛ سيرة ابن هشام ؛ ج1 ص137.
|
|
دراسة يابانية لتقليل مخاطر أمراض المواليد منخفضي الوزن
|
|
|
|
|
اكتشاف أكبر مرجان في العالم قبالة سواحل جزر سليمان
|
|
|
|
|
المجمع العلمي ينظّم ندوة حوارية حول مفهوم العولمة الرقمية في بابل
|
|
|