أقرأ أيضاً
التاريخ: 14-11-2016
231
التاريخ: 14-11-2016
309
التاريخ: 13-11-2016
303
التاريخ: 14-11-2016
248
|
[جواب الشبهة]
ان الله تعالى يريد الطاعات ويكره المعاصي (1). هذه مسالة قد اختلف المسلمون فيها. فذهبت المعتزلة: إلى ان الله تعالى، يريد الطاعات من العبد، بان يوقعها العبد اختيارا منه غير مجبر له عليها، ويكره منه ايقاع المعاصي (2).
وقالت الاشاعرة: ان الله تعالى مريد لجميع الكائنات، سواء كانت طاعة او معصية، حسنا كان الواقع او قبيحا، وكاره لجميع مالم يوجد، سواء كان طاعة او معصية، حسنا كان غير الموجود او قبيحا.
والثاني باطل لوجوه:
احدها: انه لو كان مريدا لجميع الكائنات، ومن جملتها القبائح، لكان مريدا للقبائح، وارادة القبيحة قبيحة ، والله تعالى لا يصدر عنه القبيح، فلا يكون مريدا للقبائح ، ولو كان كارها لجميع مالم يوجد، ومن جملته الطاعات، لكان كارها للطاعة، وكراهة الطاعة قبيحة، والله تعالى لا يصدر عنه القبيح.
وثانيها: انه لو كان مريدا لجميع الكائنات، وكارها لجميع المعدومات، لكان آمرا بما لا يريد من الطاعة المعدومة، وناهيا عما يريده من القبائح الموجودة.
وامر الانسان بما يكرهه، ونهيه عما يريده، قبيح عند العقلاء، والله تعالى لا يصدر عنه القبيح...
وثالثها: قوله تعالى: {كُلُّ ذَلِكَ كَانَ سَيِّئُهُ عِنْدَ رَبِّكَ مَكْرُوهًا} [الإسراء: 38] فقد اثبت كراهة هذه القبائح، وهو يخالف مذهبهم.
ورابعها: انه لو كان مريدا الكفر من الكافر، والمعصية من العاصي، لكانا مطيعين لله تعالى، حيث فعلا مراد الله تعالى، ولو كره الايمان والطاعة منهما، لكانا مطيعين له، حيث تركا ما يكرهه الله تعالى، وهو محال.
وخامسها: كيف يريد الله تعالى الكفر من الكافر ثم يعاقبه عليه؟ وكيف يكرهه الايمان، ثم يعاقبه على تركه ؟
[ثانيا] : ان إرادة النبي (صلى الله عليه وآله) موافقة لإرادة الله تعالى وكراهته موافقة لكراهته تعالى (3) اختلف المسلمون هنا فذهبت طائفة: إلى ان النبي (صلى الله عليه وآله) انما يريد ما يريد الله تعالى من العبد، ويكره ما يكرهه الله تعالى.
وذهبت طائفة اخرى: إلى ان النبي صلى الله عليه وآله، وسلم يريد من العبد ما يكرهه الله تعالى، ويكره منه ما يريده الله تعالى.
حيث ذهبوا إلى ان الله تعالى يريد جميع الكائنات، ويكره جميع المعدومات، وكفر الكافر مراد لله تعالى وكره الله منه الايمان، [ وكذا، اراد من العاصي العصيان، وكره منه الطاعة، والنبي (صلى الله عليه وآله) قد اراد من الكافر الايمان (4) ] ومن العاصي الطاعة، فلم يجب على مقتضى مذهبهم، موافقة الارادتين، ولا الكراهتين ، ولا شك في بطلان هذا المذهب.
______________
(1) ينظر: قواعد المرام: ص 112، وكتاب النافع في يوم الحشر: ص 47.
(2) ينظر: نهاية الاقدام: ص 79 و 254، الابانة عن اصول الديانة: ص 60 و 64، اصول الدين: ص 147، المنية والامل للمرتضى
(3) ينظر: قواعد المرام: ص 122.
(4) هذه العبارة ساقطة من النسخة المجلسية: ورقة 8، لوحة أ، سطر 1، ومكانها فقط: (وكره الله منه الايمان ومن العاصي الطاعة)، بينما هي موجودة في المخطوطة المرعشية: ورقة 37، لوحة أ، سطر 8 - 9، والصحيح يبدو: بجانب المرعشية.
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مكتبة أمّ البنين النسويّة تصدر العدد 212 من مجلّة رياض الزهراء (عليها السلام)
|
|
|