أقرأ أيضاً
التاريخ: 13-11-2016
676
التاريخ: 13-11-2016
1361
التاريخ: 13-11-2016
979
التاريخ: 13-11-2016
829
|
ليست لدينا معلومات واضحة عن المجتمع التدمري الا منذ العصر الروماني حيث تكثر الوثائق التاريخية التي تعطينا تفاصيل عن التنظيمات التدمرية والسكان (1) .
ويبدو مما لدينا من معلومات ان غالبية افراد المجتمع التدمري ينتمون الى قبائل عربية استقرت في تدمر ، في اوقات متفاوتة ، ومن ثم فقد كان ابناء تدمر الاحرار مكونين من عدد من العشائر ينتسب افراد كل منها الى جد واحد ولدينا من اسماء هذه القبائل : بنو انوبات – بلتي – بلعا – برسعه – جد بعل – زبد بعل – جنجن – حتار – هالا – حنفي – حشاش – يديب – قمر – مجدات (2) .. الخ.
وكانت هذه العشائر (3) متفاوتة في مركزها الاجتماعي ربما بسبب عوامل الثروة والنفوذ السياسي ، وكان لكل عشيرة زعماؤها ومجلسها الخاص الذي يدير شؤونها حيث كانت تحصل بين العشائر القديمة منافسات وخصومات بسبب التطلع الى المراكز العليا في ادارة شؤون المدينة وقد وصلت الينا اخبار عن منازعات حدثت بين قبيلتي قمر وبني انوبات وكثيرا ما كانت هذه المنازعات تؤدي الى عقد محالفات بين القبائل المتنازعة (4) .
ولم يستطع المجتمع التدمري ان يتجاوز القيم القبلية على الرغم من اشتغال معظم ابنائه بالتجارة والاعمال الحضرية وذلك لان تدمر كانت تقع في وسط البادية (5) حيث كانت تجارة القوافل تتطلب اقامة شبكة من العلاقات الوثيقة مع ابناء القبائل البدوية المجاورة من اجل تامين الحماية اللازمة لحركة القوافل على طرقات التجارة الصحراوية . وهكذا بقي المجتمع التدمري نصف حضري لقوة ارتباطه بمجتمع البادية (6) .وفي هذا المجتمع التجاري نصف الحضري الذي يضم ارستقراطية تجارية – مالية وفئات وسطى مرتبطة ارتباطا وثيقا بالأرستقراطية التجارية كانت هناك طبقة عبيد تقوم بتنفيذ كل المهمات التي تتطلبها التجارة والزراعة والحرف (7) الاخرى كما سوف نبين حيث يقسم هذا المجتمع الى :-
1. الطبقة الارستقراطية :
جعل الازدهار الاقتصادي تدمر واحدة من امهات المدن وبخاصة في القرنين الثاني والثالث ق.م (8) حيث كانت تعد واحدة من مدائن الشرق الضائعة الصيت وهي وان تكن اصغر من انطاكية والاسكندرية(9) الا انها لم تكن اقل منها اهمية اقتصادية وشهرة سياسية(10) .
وقد صعدت تدمر بسرعة الى القمة بسبب هذا الازدهار الاقتصادي حيث تهيأت فيها فرصة ذهبية لبروز طبقة ارستقراطية تضم التجار واصحاب القوافل والوسطاء والوكلاء والصيارفة ، وقد بلغت هذه الطبقة في ثرائها شأوا بعيدا وساعدها على ذلك اقامة حكم (اوليغارشي) (11) في خدمة الاقتصاد التدمري الذي يؤمن له الحماية ويعصمه من المنافسة وقد تجمعت في خزائن هذه الطبقة الارستقراطية التجارية التدمرية ثروات ضخمة من عملياتها (12) الاقتصادية الواسعة التي غطت اجزاء كثيرة من العالم القديم فكان هؤلاء التجار يصرفون شؤون جانب هام من المبادلات الاقتصادية بين الشرق الاقصى وعالم البحر المتوسط (13). ويشكل ابناء هذه الطبقة نسبة قليلة من ابناء المجتمع التدمري لانهم يمثلون الطبقة ذات السيادة في تدمر .
2. طبقة الاجانب :
لقد شهد المجتمع التدمري الى جانب هذه الفئة الارستقراطية وجود فئة اخرى هم الاجانب حيث كان اغلب هؤلاء من الاغريق والعبيد المحررين الذين سكنوا في تدمر فكانوا يشتغلون بالتجارة وخدمة القوافل وممارسة الحرف والمهن التي تشبع احتياجات الناس المتنوعة (14) ، فلم تكن لأصحاب هذه الطبقة مكانة محترمة في المجتمع التدمري (15) .
3. طبقة العبيد :
لم يصلنا من اخبار العبيد (16) في تدمر الشيء الكثير سوى عن بيوتهم التي شيدت في مقالع تدمر وهي اشبه بالقبور . ولقد عثر على اسماء بعض العتقاء منهم في المدافن التدمرية وصورهم المرسومة التي كانت تبين الاعمال التي كانوا يقومون بها من خدمة السادة الذين كانوا يقضون اوقات الفراغ بالصيد والقنص وحضور الولائم (17) .
والواقع ان تدمر كانت تعيش الفترة المسماة بفترة العبودية أي ان عملية الانتاج في مجتمعها كانت تقوم اساسا على العبيد الذين يباعون نساء ورجالا (18) كالسلع ولأسيادهم حق بيعهم واستثمارهم والاستمتاع بهم او قتلهم (19) .
وقد كانت اعمال العبيد الاساسية في المقالع والملاحة وفي معاصر العنب وسياسة الخيل والابل وجر الاثقال وكري الترع والابار (20) ، فكانت زيادة عدد العبيد في العالم القديم تشير الى المستوى الاجتماعي للسيد لذلك كانت الطبقة الارستقراطية التدمرية تحيط نفسها بعبيد مسلحين فكانت تشتريهم خصيصا لهذا الغرض(21) .
ولو نظرنا الى باقي فئات المجتمع التدمري فسوف نلاحظ انه يتكون من عدد من الفرس الذين كانوا من الاجانب (22) حيث كان للفرس مكانة عالية في تدمر ويعاملون كأنهم من المواطنين الاحرار ، وكان هناك ايضا بعض الرومان (23) الذين يشتغلون ببعض الوظائف ، وبعض التجار البسطاء من غير اهالي تدمر الذين يقيمون لأغراض تجارتهم زمناً محدداً حيث كانوا يسكنون الخانات الخاصة بهم ويخضعون لمراقبة موظف خاص . والى جانب هؤلاء يوجد الغرباء او الزوار الذين كانوا يقيمون عادة في فنادق خاصة بهم ولكل جالية فندقها الذي يشرف عليه رئيس مسؤول عن شؤون تلك الجالية (24) .
_________
(1) علي، المفصل، ج3، ص83.
(2) عاقل ، تاريخ العرب ، ص141 ؛ الاشقر ، اميل جشي ، زينب ملكة تدمر ، ج1 ، لبنان –1975 ،ص9 ؛ علي ، سيد امير ، مختصر تاريخ العرب والتمدن الاسلامي ،ترجمة : رياض رأفت ، القاهرة – 1938 ، ص56 ؛ العزيز ، المرجع السابق ، ص72 ؛ حتي ، تاريخ سورية ، ج1 ، ص441 ؛ O, Leary, Delacy D.D, Arabia before Muhammad, London, 1927, P.38.
(3) ابن حبيب ، المحبر ، ص256 ؛ ابن خلدون ، العبر ، ج1 ، ص122 ؛ جمعة ، النظم الاجتماعية ، ص148 ؛ الحوفي ، الحياة العربية ، ص317 ؛ العلي ، محاضرات ، ج1 ، ص132.
(4) الجميلي ، محاضرات ، ص121 ؛ رشدي ، مدنية العرب ، ص65 ؛ زكار ، سهيل ، تاريخ العرب والاسلام منذ ما قبل المبعث وحتى سقوط بغداد ، العراق – 1982 ، ص14 ؛ جمعة ،المرجع نفسه ،ص148 .
(5) الملاح ، الوسيط ، ص185 ؛ زكار ، تاريخ العرب ، ص15 ؛ جمعة ، مذكرات في تاريخ العرب ، ص32 ؛ حتي ، تاريخ سورية ، ج1 ، ص432 .
(6) سالم، دراسات، ج1، ص176؛ علي، المفصل، ج3، ص85؛ Hitti, P.K., History of the Arabs, London, 1966, P.g 130-142.
(7) عاقل ، المرجع السابق ، ص142 ؛ العلي ، محاضرات ، ج1 ، ص49 ؛ علي ، المفصل ، ج3 ، ص80 ؛ حتي ، تاريخ العرب ، ج1 ، ص98 ؛ Gibbon, (E.), the Decline and fall of the Roman Empire, London, 1950.
(8) علي ، سيد ، مختصر تاريخ العرب ، ص58 ؛ حتي ، تاريخ سورية ، ج1 ، ص432 ؛ الدبس ؛ تاريخ سورية ، ج1 ، ص12 ؛ مهران ، دراسات ، ص542 .
(9) الاسكندرية : مدينة من مدن بلاد الشام تقع بالقرب من اللاذقية . ابن خرداذبة ، المسالك والممالك ، ص177 ؛ ابن حوقل ، صورة الارض ، ص165 ؛ الحموي ، معجم البلدان ، ج4 ، ص167 .
(10) عبد الحميد ، تاريخ العرب ، ص126 ؛ باشميل ، العرب في الشام ، ص125 ؛ علي ، تاريخ العرب ، ج3 ؛ ص78 ؛ البني ، عدنان ، تدمر والتدمريون ، دمشق – 1978 ، ص101 .
(11) اوليغارشي : مصطلح روماني يعني اقامة حكما اقتصاديا في خدمة الاقتصاد التدمري .عاقل ، المرجع السابق ، ص142 ؛ Gibbon , the Decline,P.125.
(12) علي ، محمد ، خطط الشام ، ج1 ، ص64 ؛ ابو النصر ، الحضارة الاموية ، ص43 ؛ حتي ، تاريخ سورية ، ج1 ، ص435 .
(13) الرشيد، تعامل العرب التجاري، ج2، ص215؛ حوراني، العرب والملاحة، ص45؛ باقر، مقدمة في تاريخ الحضارات ، ج1 ، ص25 ؛ علي ، المفصل ، ج3 ، ص81 ؛ الجميلي ، المرجع السابق ،ص122 .
(14) الملاح ، المرجع السابق ، ص186 ؛ علي ، المفصل ، ج3 ، 83 ؛ العلي ، محاضرات ، ج1 ، ص49 .
(15) برو ، تاريخ العرب ، ص120 .
(16) ابن رسته ، احمد بن عمر ، الاعلاق النفيسة ، ليدن – 1891 ، ص58 ؛ المسعودي ، مروج الذهب ، ج1 ، ص282 ؛ الحاج ، حضارة العرب ، ص121 ؛ علي ، المفصل ، ج4 ، ص360 – 366 .
(17) الزبيدي ، تاج العروس ، مج9 ، ص96 ؛ بلوغ الارب ،ج1 ،ص386 ؛ علي ، المفصل ، ج5 ، ص70 .
(18) علي، المفصل، ج4، ص365.
(19) البني ، تدمر والتدمريون ، ص103 ؛ فروخ ، تاريخ الجاهلية ، ص150 ؛ برو ، المرجع السابق ، ص257 .
(20) الصمد، الصناعات والحرف، ص105.
(21) ضيف، العصر الجاهلي، ص375؛ البني، المرجع نفسه، ص104؛ Cook, North, P.27.
(22) باشميل ، المرجع السابق ، ص123 ؛ علي ، تاريخ العرب ، ج3 ، ص76 ؛ الاشقر ، زينب ملكة تدمر ، ج1 ، ص9 ؛لوبون ، حضارة العرب ، ص79 .
(23) ابو ضيف ، مصطفى ، تاريخ العرب منذ ما قبل الاسلام الى ظهور الامويين ، بلا.م-1986 ، ص70 ؛ لوبون ، المرجع نفسه ، ص80 .
(24) العلي ، محاضرات ، ج1 ، ص50 ؛ Bury (J.B.), Ahistory of the Later Roman Empire from Areadius to Irene, Vol.2, London, 931, P.G. 395-800
|
|
دراسة يابانية لتقليل مخاطر أمراض المواليد منخفضي الوزن
|
|
|
|
|
اكتشاف أكبر مرجان في العالم قبالة سواحل جزر سليمان
|
|
|
|
|
اتحاد كليات الطب الملكية البريطانية يشيد بالمستوى العلمي لطلبة جامعة العميد وبيئتها التعليمية
|
|
|