المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

القرآن الكريم وعلومه
عدد المواضيع في هذا القسم 17808 موضوعاً
تأملات قرآنية
علوم القرآن
الإعجاز القرآني
قصص قرآنية
العقائد في القرآن
التفسير الجامع
آيات الأحكام

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
تـشكيـل اتـجاهات المـستـهلك والعوامـل المؤثـرة عليـها
2024-11-27
النـماذج النـظريـة لاتـجاهـات المـستـهلـك
2024-11-27
{اصبروا وصابروا ورابطوا }
2024-11-27
الله لا يضيع اجر عامل
2024-11-27
ذكر الله
2024-11-27
الاختبار في ذبل الأموال والأنفس
2024-11-27

الأخلاق والتربية.
29/11/2022
الترابط بين الآباء والأبناء
5-6-2017
نذر الحج مطلقا أو مقيدا بزمان
7-9-2017
The semiconductor revolution
4-5-2021
مبدأ سيادة القانون في دستور 16 تموز 1970 المؤقت
26-10-2015
ربو الخبازين Bakers Asthma
4-7-2017


تفسير آية (9) من سورة النساء  
  
7752   04:19 مساءً   التاريخ: 3-2-2017
المؤلف : اعداد : المرجع الإلكتروني للمعلوماتية
الكتاب أو المصدر : تفاسير الشيعة
الجزء والصفحة : .......
القسم : القرآن الكريم وعلومه / التفسير الجامع / حرف النون / سورة النساء /

 

قال تعالى : {وَلْيَخْشَ الَّذِينَ لَوْ تَرَكُوا مِنْ خَلْفِهِمْ ذُرِّيَّةً ضِعَافًا خَافُوا عَلَيْهِمْ فَلْيَتَّقُوا اللَّهَ وَلْيَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا} [النساء : 9] .

 

تفسير مجمع البيان
- ذكر الطبرسي في تفسير  هذه الآية (1) :

 

لما أمر الله تعالى بالقول المعروف ، ونهاهم عن خلافه ، أمر بالأقوال السديدة ، والأفعال الحميدة فقال : ﴿وليخش الذين لو تركوا من خلفهم ذرية ضعافا﴾ ، فيه أقوال : (أحدها) أنه كان الرجل إذا حضرته الوفاة ، قعد عنده أصحاب رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلّم) فقالوا : أنظر لنفسك ، فإن ولدك لا يغنون عنك من الله شيئاً . فيقدم جل ماله . فقال : وليخش الذين لو تركوا من بعدهم أولادا صغارا ﴿خافوا عليهم﴾ الفقر ، وهذا نهي عن الوصية بما يجحف بالورثة ، وأمر لمن حضر الميت عند الوصية ، أن يأمره بأن يبقي لورثته ، ولا يزيد وصيته على الثلث ، كما أن هذا القائل ، لو كان هو الموصي ، لأحب أن يحثه من حضره على حفظ ماله لورثته ، ولا يدعهم عالة : أي كما تحبون ورثتكم فأحبوا ورثة غيركم ، وهذا معنى قول ابن عباس ، وسعيد بن جبير ، والحسن ، وقتادة ، ومجاهد ، والضحاك .

(وثانيها) : إن الأمر في الآية لولي مال اليتيم ، يأمره بأداء الأمانة فيه ، والقيام بحفظه ، كما لو خاف على مخلفيه إذا كانوا ضعافاً ، وأحب أن يفعل بهم ، عن ابن عباس أيضاً ، فيكون معناه : من كان في حجره يتيم ، فليفعل به ما يحب أن يفعل بذريته من بعده ، وإلى هذا المعنى يؤول ما روي عن موسى بن جعفر قال : أن الله أوعد في مال اليتيم عقوبتين ثنتين أما (إحداهما) : فعقوبة الدنيا قوله ﴿وليخش الذين لو تركوا﴾ الآية قال : يعني بذلك ليخش أن أخلفه في ذريته كما صنع بهؤلاء اليتامى .

(وثالثها) : أنها وردت في حرمان ذوي القربى أن يوصي لهم ، بأن يقول الحاضر : لا توص لأقاربك ، ووفر على ورثتك . وقوله ﴿خافوا عليهم﴾ : معناه خافوا من جفاء يلحقهم ، أو ظلم يصيبهم ، أو غضاضة ، أو ضعة . ﴿فليتقوا الله﴾ : أي فليتق كل واحد من هؤلاء في يتامى غيره أن يجفوهم ويظلمهم ، وليعاملهم بما يحب أن يعامل به يتاماه ، بعد موته . وقيل : فليتقوا الله في الإضرار بالمؤمنين . 

﴿وليقولوا قولا سديدا﴾أي مصيبا عدلا موافقا للشرع والحق . وقيل : أنه يريد قولا لا خلل فيه . وقيل : معناه فليخاطبوا اليتامى بخطاب حسن ، وقول جميل . وفي معنى الآية ما روي عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلّم) أنه قال : " من سره أن يزحزح عن النار ، ويدخل الجنة فليأته منيته وهو يشهد أن لا إله إلا الله ، وأن محمدا رسول الله ، ويحب أن يأتي إلى الناس ما يحب أن يؤتى إليه " . ونهى رسول الله أن يوصي بأكثر من الثلث ، وقال : " والثلث كثير " وقال لسعد : " لأن تدع ورثتك أغنياء ، أحب إلي من أن تدعهم عالة ، يتكففون الناس " .

__________________

1. تفسير مجمع البيان ، ج3 ، ص 25-26 .

 

تفسير الكاشف
- ذكر محمد جواد مغنيه في تفسير  هذه الآية (1) :

 

{ولْيَخْشَ الَّذِينَ لَوْ تَرَكُوا مِنْ خَلْفِهِمْ ذُرِّيَّةً ضِعافاً خافُوا عَلَيْهِمْ فَلْيَتَّقُوا اللَّهً ولْيَقُولُوا قَوْلًا سَدِيداً} . الأمر في ( ليخش ) موجه إلى ولي اليتيم ، والمعنى ان على ولي اليتيم أن يفعل بماله ما يحب الولي أن يفعل بأموال أيتامه الولي الذي يقوم على شؤونهم من بعده ، تماما مثل عامل الناس بما تحب أن يعاملوك به .

وكما تدين تدان . وعن الإمام موسى بن جعفر (عليه السلام) إن اللَّه أعد لمن يسيء التصرف في مال اليتيم عقوبتين : الأولى في الدنيا ، وهي إساءة التصرف في مال أيتامه .

والثانية في الآخرة ، وهي نار الحريق . قال الإمام علي (عليه السلام) : أحسنوا في عقب غيركم تحسن الناس في عقبكم .

______________________

1. تفسير الكاشف ، ج2 ، ص 259 .

 

تفسير الميزان
- ذكر الطباطبائي في تفسير  هذه الآية (1) :

 

قوله تعالى : { وَلْيَخْشَ الَّذِينَ لَوْ تَرَكُوا مِنْ خَلْفِهِمْ ذُرِّيَّةً ضِعافاً خافُوا عَلَيْهِمْ الآية } الخشية التأثر القلبي مما يخاف نزوله مع شائبة تعظيم وإكبار ، وسداد القول وسدده كونه صوابا مستقيما .

ولا يبعد أن تكون الآية متعلقة نحو تعلق بقوله : { لِلرِّجالِ نَصِيبٌ } الآية لاشتماله على إرث الأيتام الصغار بعمومه فتكون مسوقة سوق التهديد لمن يسلك مسلك تحريم صغار الورثة من الإرث ، ويكون حينئذ قوله : { وَلْيَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً } كناية عن اتخاذ طريقة التحريم والعمل بها وهضم حقوق الأيتام الصغار ، والكناية بالقول عن الفعل للملازمة بينهما غالبا شائع في اللسان كقوله تعالى : { وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْناً } الآية : ـ البقرة 83 ، ويؤيده توصيف القول بالسديد دون المعروف واللين ونحوهما فإن ظاهر السداد في القول كونه قابلا للاعتقاد والعمل به لا قابلا لأن يحفظ به كرامة الناس وحرمتهم .

وكيف كان فظاهر قوله : { الَّذِينَ لَوْ تَرَكُوا مِنْ خَلْفِهِمْ ذُرِّيَّةً ضِعافاً خافُوا عَلَيْهِمْ } إنه تمثيل للرحمة والرأفة على الذرية الضعاف الذين لا ولي لهم يتكفل أمرهم ويذود عنهم الذل والهوان ، وليس التخويف والتهديد المستفاد من الآية مخصوصا بمن له ذرية ضعفاء بالفعل لمكان لو في قوله : { لَوْ تَرَكُوا } ، ولم يقل : لو تركوا ذريتهم الضعاف بل هو تمثيل يقصد به بيان الحال ، والمراد الذين من صفتهم أنهم كذا أي أن في قلوبهم رحمة إنسانية ورأفة وشفقة على ضعفاء الذرية الذين مات عنهم آباؤهم وهم الأيتام والذين من صفتهم كذا هم الناس وخاصة المسلمون المتأدبون بأدب الله المتخلقون بأخلاقه فيعود المعنى إلى مثل قولنا : وليخش الناس وليتقوا الله في أمر اليتامى فإنهم كأيتام أنفسهم في أنهم ذرية ضعاف يجب أن يخاف عليهم ويعتنى بشأنهم ولا يضطهدوا ولا يهضم حقوقهم فالكلام في مساق قولنا : من خاف الذل والامتهان فليشتغل بالكسب وكل يخاف ذلك .

ولم يؤمر الناس في الآية بالترحم والترؤف ونحو ذلك بل بالخشية واتقاء الله وليس إلا أنه تهديد بحلول ما أحلوا بأيتام الناس من إبطال حقوقهم وأكل مالهم ظلما بأيتام أنفسهم بعدهم ، وارتداد المصائب التي أوردوها عليهم إلى ذريتهم بعدهم.

وأما قوله : { فَلْيَتَّقُوا اللهَ وَلْيَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً } فقد تقدم أن الظاهر أن المراد بالقول هو الجري العملي ومن الممكن أن يراد به الرأي .

(كلام في انعكاس العمل إلى صاحبه)

من ظلم يتيما في ماله فإن ظلمه سيعود إلى الأيتام من أعقابه ، وهذا من الحقائق العجيبة القرآنية ، وهو من فروع ما يظهر من كلامه تعالى أن بين الأعمال الحسنة والسيئة وبين الحوادث الخارجية ارتباطا ، وقد تقدم بعض الكلام فيه في البحث عن أحكام الأعمال في الجزء الثاني من هذا الكتاب .

الناس يتسلمون في الجملة أن الإنسان إنما يجني ثمر عمله وأن المحسن الخير من الناس يسعد في حياته ، والظلوم الشرير لا يلبث دون أن يذوق وبال عمله ، وفي القرآن الكريم آيات تدل على ذلك بإطلاقها كقوله تعالى : { مَنْ عَمِلَ صالِحاً فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ أَساءَ فَعَلَيْها }  [حم السجدة : 46] ، وقوله : { فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقالَ ذَرَّةٍ خَيْراً يَرَهُ وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ } : [الزلزال : 8] ، وكذا قوله تعالى : { قالَ أَنَا يُوسُفُ وَهذا أَخِي قَدْ مَنَّ اللهُ عَلَيْنا إِنَّهُ مَنْ يَتَّقِ وَيَصْبِرْ فَإِنَّ اللهَ لا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ } : ـ يوسف : 90 ، وقوله : { لَهُ فِي الدُّنْيا خِزْيٌ } [ الحج : 9] ، وقوله { وَما أَصابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِما كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ } الآية [ الشورى : 30] ، إلى غير ذلك من الآيات الدالة على أن الخير والشر من العمل له نوع انعكاس وارتداد إلى عامله في الدنيا .

والسابق إلى أذهاننا ـ المأنوسة بالأفكار التجربية الدائرة في المجتمع ـ من هذه الآيات أن هذا الانعكاس إنما هو من عمل الإنسان إلى نفسه إلا أن هناك آيات دالة على أن الأمر أوسع من ذلك ، وأن عمل الإنسان خيرا أو شرا ربما عاد إليه في ذريته وأعقابه قال تعالى : { وَأَمَّا الْجِدارُ فَكانَ لِغُلامَيْنِ يَتِيمَيْنِ فِي الْمَدِينَةِ وَكانَ تَحْتَهُ كَنْزٌ لَهُما وَكانَ أَبُوهُما صالِحاً فَأَرادَ رَبُّكَ أَنْ يَبْلُغا أَشُدَّهُما وَيَسْتَخْرِجا كَنزَهُما رَحْمَةً مِنْ رَبِّكَ } [الكهف : 82] ، فظاهر الآية أن لصلاح أبيهما دخلا فيما أراده الله رحمة بهما ، وقال تعالى { وَلْيَخْشَ الَّذِينَ لَوْ تَرَكُوا مِنْ خَلْفِهِمْ ذُرِّيَّةً ضِعافاً خافُوا عَلَيْهِمْ } الآية.

وعلى هذا فأمر انعكاس العمل أوسع وأعم ، والنعمة أو المصيبة ربما تحلان بالإنسان بما كسبت يدا شخصه أو أيدي آبائه.

والتدبر في كلامه تعالى يهدي إلى حقيقة السبب في ذلك فقد تقدم في الكلام على الدعاء في الجزء الثاني من هذا الكتاب في قوله تعالى : { وَإِذا سَأَلَكَ عِبادِي عَنِّي } : ـ البقرة : 186 ، دلالة كلامه تعالى على أن جميع ما يحل الإنسان من جانبه تعالى إنما هو لمسألة سألها ربه ، وأن ما مهده من مقدمة وداخله من الأسباب سؤال منه لما ينتهي إليه من الحوادث والمسببات قال تعالى : { يَسْئَلُهُ مَنْ فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ كُلَّ يَوْمٍ هُوَ فِي شَأْنٍ } [الرحمن : 29] ، وقال تعالى : { وَآتاكُمْ مِنْ كُلِّ ما سَأَلْتُمُوهُ وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَتَ اللهِ لا تُحْصُوها } [إبراهيم : 34] ، ولم يقل : وإن تعدوه لا تحصوه لأن فيما سألوه ما ليس بنعمة ، والمقام مقام الامتنان بالنعم واللوم على كفرها ولذا ذكر بعض ما سألوه وهو النعمة.

ثم إن ما يفعله الإنسان لنفسه ويوقعه على غيره من خير أو شر يرتضيه لمن أوقع عليه وهو إنسان مثله فليس إلا أنه يرتضيه لنفسه ويسأله لشخصه فليس هناك إلا الإنسانية ومن هاهنا يتضح للإنسان أنه إن أحسن لأحد فإنما سأل الله ذلك الإحسان لنفسه دعاء مستجابا وسؤالا غير مردود ، وإن أساء على أحد أو ظلمه فإنما طلب ذلك لنفسه وارتضاه لها وما يرتضيه لأولاد الناس ويتاماهم يرتضيه لأولاد نفسه ويسأله لهم من خير أو شر ، قال تعالى : { وَلِكُلٍّ وِجْهَةٌ هُوَ مُوَلِّيها فَاسْتَبِقُوا الْخَيْراتِ } [ البقرة : 148 ] ، فإن معناه أن استبقوا الخيرات لتكون وجهتكم خيرا.

والاشتراك في الدم ووحدة الرحم يجعل عمود النسب وهو العترة شيئا واحدا فأي حال عرضت لجانب من جوانب هذا الواحد ، وأي نازلة نزلت في طرف من أطرافها فإنما عرضت ونزلت على متنه وهو في حساب جميع الأطراف ، وقد مر شطر من الكلام في الرحم في أول هذه السورة.

فقد ظهر بهذا البيان أن ما يعامل به الإنسان غيره أو ذرية غيره فلا محيص من أن ينعكس إلى نفسه أو ينقلب إلى ذريته إلا أن يشاء الله ، وإنما استثنينا لأن في الوجود عوامل وجهات غير محصورة لا يحيط بجميعها إحصاء الإنسان ، ومن الممكن أن تجري هناك عوامل وأسباب لم نتنبه لها أو لم نطلع عليها توجب خلاف ذلك كما يشير إليه بعض الإشارة قوله تعالى : { وَما أَصابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِما كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُوا عَنْ كَثِيرٍ } : [ الشورى : 30].

__________________________

1. تفسير الميزان ، ج4 ، ص 171-174 .

 

تفسير الأمثل
- ذكر الشيخ ناصر مكارم الشيرازي في تفسير  هذه الآية (1) :

 

دعوة إِلى العطف على اليتامى :

يشير القرآن الكريم ـ بهدف إِثارة مشاعر العطف والإِشفاق لدى الناس بالنسبة إِلى اليتامى ـ إِلى حقيقة يغفل عنها الناس أحياناً ، وتلك الحقيقة هي : إِن على الإِنسان أن يعامل يتامى الآخرين كما يحبّ أن يعامل الناس يتاماه .

تصوروا مشهد أطفال فقدوا آباءهم وأمهاتهم يعيشون تحت كفالة شخص قاسي القلب خائن لا يرعى مشاعرهم ، كما لا يراعي جانب العدالة في حقّهم .

أجل تصوروا هذا المشهد المؤلم ، كم يؤلمكم ويحزنكم ذلك ؟ هل تحبّون مثل ذلك لأبنائكم الصغار من بعدكم؟ كلا حتماً ، فكما تحبّون ورثتكم فأحبّوا ورثة غيركم ويتاماهم ، واحزنوا لما يحزنهم.

وعلى هذا يكون مفهوم قوله سبحانه : (وليخش الذين لو تركوا من خلفهم ذرية ضعافاً خافوا عليهم) هو أنّ الذين يخافون على مستقبل أولادهم الصغار عليهم أن يخافوا مغبة الخيانة في شؤون اليتامى ويخافوا مغبة إِيذائهم.

وأساساً : إِنّ القضايا الإِجتماعية تنتقل في شكل سنة من السنن ـ من اليوم إِلى الغد ، ومن الغد إِلى المستقبل البعيد ، فالذين يُروّجون في المجامع سنة ظالمة مثل إِيذاء اليتامى فإِن ذلك سيكون سبباً لسريان هذه السنة على أولادهم وأبنائهم أيضاً ، وعلى هذا لا يكون مثل هذا الشخص قد أذى يتامى الآخرين وورثتهم فقط ، بل فتح باب الظلم على أولاده ويتاماه أيضاً.

لهذا وجب أن يتجنب أولياء اليتامى مخالفة الأحكام الإِلهية ، ويتقوا الله في اليتامى ويقولوا لهم قولا عدلا موافقاً للشرع والحق ، قولا ممزوجاً بالعواطف الإِنسانية والمشاعر الأخوية ، لكي يندمل بذلك ما في قلوب أُولئك من الجراح ، وينجبر ما في أفئدتهم من الكسر ، وإِلى هذا يشير قوله سبحانه : (فليتقوا الله وليقولوا قولا سديداً).

إنّ هذا التعليم الإِسلامي الرفيع المذكور في العبارة السابقة إِشارة إِلى ناحية نفسية في مجال تربية التيامى ـ جديرة بالإِهتمام والرعاية ، وهي : إنّ حاجة الطفل اليتيم لا تنحصر في الطعام والكساء ، بل مراعاة مشاعرهم وأحاسيسهم القلبية هو الأهم ، وهو ذو تأثير كبير جدّاً في بناء مستقبلهم ، لأن الطفل اليتيم إِنسان كغيره ، يجب أن يحصل على غذائه اللازم من الناحية العاطفية ، فيجب أن يحظى بالحنو والرعاية كما يحظى بذلك أي طفل آخر في حضن أبيه وأُمّه . أنه ليس «حَمَل» يخرج مع القطيع للرعي عند الصباح ، ويعود عند الغروب ، بل هو إِنسان يجب ـ مضافاً إِلى الرعاية الجسدية ـ أن يحظى بالرعاية الروحية ، والعناية العاطفية ، وإِلاّ نشأ قاسياً مهزوماً ، عديم الشخصية ، بل وحاقداً خطيراً .

_________________

1. تفسير الأمثل ، ج3 ، ص 40-41 .

 




وهو تفسير الآيات القرآنية على أساس الترتيب الزماني للآيات ، واعتبار الهجرة حدّاً زمنيّاً فاصلاً بين مرحلتين ، فكلُّ آيةٍ نزلت قبل الهجرة تُعتبر مكّيّة ، وكلّ آيةٍ نزلت بعد الهجرة فهي مدنيّة وإن كان مكان نزولها (مكّة) ، كالآيات التي نزلت على النبي حين كان في مكّة وقت الفتح ، فالمقياس هو الناحية الزمنيّة لا المكانيّة .

- المحكم هو الآيات التي معناها المقصود واضح لا يشتبه بالمعنى غير المقصود ، فيجب الايمان بمثل هذه الآيات والعمل بها.
- المتشابه هو الآيات التي لا تقصد ظواهرها ، ومعناها الحقيقي الذي يعبر عنه بـ«التأويل» لا يعلمه الا الله تعالى فيجب الايمان بمثل هذه الآيات ولكن لا يعمل بها.

النسخ في اللغة والقاموس هو بمعنى الإزالة والتغيير والتبديل والتحوير وابطال الشي‏ء ورفعه واقامة شي‏ء مقام شي‏ء، فيقال نسخت الشمس الظل : أي ازالته.
وتعريفه هو رفع حكم شرعي سابق بنص شرعي لا حق مع التراخي والزمان بينهما ، أي يكون بين الناسخ والمنسوخ زمن يكون المنسوخ ثابتا وملزما بحيث لو لم يكن النص الناسخ لاستمر العمل بالسابق وكان حكمه قائما .
وباختصار النسخ هو رفع الحكم الشرعي بخطاب قطعي للدلالة ومتأخر عنه أو هو بيان انتهاء امده والنسخ «جائز عقلا وواقع سمعا في شرائع ينسخ اللاحق منها السابق وفي شريعة واحدة» .