أقرأ أيضاً
التاريخ: 5-10-2014
5117
التاريخ: 5-10-2014
1443
التاريخ: 13-02-2015
1467
التاريخ: 22-04-2015
1761
|
لمناسبة قوله تعالى عن الأرض : {وَبَارَكَ فِيهَا وَقَدَّرَ فِيهَا أَقْوَاتَهَا} [فصلت : 10] نشير إلى الذين قالوا : ان السبب الأول لوجود الجوع في العالم هو تضخم سكان الأرض وتزايدهم يوما بعد يوم بينا أقوات الأرض وخيراتها لا تفي بحاجة السكان ، ولا تتناسب مع زيادة انتاج الأطفال ، ثم اختلف هؤلاء فيما بينهم على وجه الحل لهذه المشكلة ، فمن قائل : ان الحل هو حتمية الحروب الطاحنة ، وتقتيل الناس بالملايين حتى يحصل التوازن بين عدد السكان وانتاج الغذاء . . وقد روّج لهذا الرأي الذين يملكون الصناعة العسكرية ومعهم الذين يحتكرون موارد الأرض ومقدراتها ، ويكدسون الثروات على حساب الملايين وبؤسهم وشقائهم .
وقال آخرون : إذا لم تكن الحرب فلتكن الأمراض والأوبئة المهلكة ، وشاع رأي ثالث ، وهو تحديد النسل وتخطيطه . ولا ضرر في هذا الرأي فإن تحديد النسل حق طبيعي وشرعي لكل إنسان ، شريطة أن يكون التحديد قبل وجود النسل ، بل وقبل استقرار النطفة في الرحم واستعدادها لتكوين الجنين ، أما الرأي القائل بضرورة انتشار الأوبئة فهو موبوء . وكفى القول الأول وهنا ان القائلين به هم تجار الحروب الاستعمارية ، وأصحاب الشركات الاحتكارية والسيطرة الاقتصادية على البلاد الفقيرة النامية .
ان السبب الأول لمشكلة الجوع يكمن في صراع قوى الشر على خيرات الأرض واحتكار مقدراتها ، وفي رفاهية الفئة القليلة على حساب شقاء الفئة الكثيرة ، وفي إحراق المحاصيل الزراعية للمحافظة على الغلاء وارتفاع الأسعار ، وفي إلقاء ألوف الأطنان من المواد الكيماوية السامة على القرى والمزارع في مناطق واسعة شاسعة بفيتنام وغيرها ، وفي توجيه العلم إلى الانتاج الحربي والصناعة العسكرية .
ولو اتجه العلم إلى الانتاج السلمي فقط لزادت خيرات الأرض عن حاجة أهلها وكانت الأرزاق كالتراب . فقد نشرت « مجلة اليونسكو » بحثا جاء فيه : ان تكاليف قذيفة كبيرة واحدة تكفي لبناء 75 مستشفى ، بكل واحد منها مائة سرير بكامل المعدات ، أو شراء خمسين ألفا من الجرارات الزراعية التي يمكن أن تحرث ملايين الأفدنة بدلا من حرثها بمن عليها بقنابل الدمار . . وقد أنفقت الولايات المتحدة على حرب فيتنام وحدها 400 بليون دولار دون أن تنهي الحرب . . أليست هذه البلايين من بعض خيرات الأرض وبركاتها ؟ ولو أنفقت في سبيل الزراعة لكانت كافية وافية بزرع جميع الصحاري والبحار وبعض الكواكب أيضا ، ولعاش أهل الأرض ومعهم أمثالهم في هناء ورخاء .
وأيضا لو صح الرأي القائل : ان خيرات الأرض وأقواتها لا تفي بحاجة أهلها لكان معنى هذا ان اللَّه لم يحسن التقدير والتدبير ، وانه أخطأ في إحصاء سكان الأرض على مدى الأزمان ، أو انه أخطأ في تقدير ما يحتاجونه من الأقوات . .
تعالى اللَّه عما يقول الجاهلون . . ان الحل لمشكلة الجوع لا يكون بالحروب ، ولا بانتشار الأوبئة ، ولا بتحديد النسل ، وأية جدوى من هذا التحديد ما دام في الناس ظالم ومظلوم ، وآكل ومأكول ، وإنما الحل لهذه المشكلة هو إزالة الموانع التي تحول بين الإنسان وأسباب معيشته ، هو استغلال خيرات الأرض لإنتاج الغذاء والكساء ، ولسد كل ما يحتاجه الإنسان الحاضر والآتي .
|
|
مخاطر عدم علاج ارتفاع ضغط الدم
|
|
|
|
|
اختراق جديد في علاج سرطان البروستات العدواني
|
|
|
|
|
مدرسة دار العلم.. صرح علميّ متميز في كربلاء لنشر علوم أهل البيت (عليهم السلام)
|
|
|