أقرأ أيضاً
التاريخ: 31-10-2016
1206
التاريخ: 31-10-2016
1546
التاريخ: 30-10-2016
1330
التاريخ: 31-10-2016
1385
|
على الرغم من ابتداء مراسلات العمارنة مع الملوك الكاشيين من حوالي 1402 ق.م.، الا ان العلاقة بين مصر وبابل على عهد دولتها الثالثة ترجع إلى عهد كارا انداش ذاته الذي حظى بعلاقة وطيدة من قبل ملك مصر امنحتب الثاني تم إزاءها تبادل السفارات بين الجانبين وما يستتبعها من هدايا قيمة. ولقد مكنت هذه العلاقة السليمة القوافل التجارية لبابل من ارتياد سورية ومصر والأناضول بسلام.
ولقد آتت السياسة السلمية لكارانداش وخلفه كاريجالزو الأول ثمارها من خلال حجم الاعمار الانشائي الذي قاما به في مدن سومر وبابل. سواء كزخرفة معابد الآلهة الكبرى مثل انانا في أوروك او تعمير مدن جديدة مثل ايشا (عقرقوف الحالية) قرب بغداد.
ولقد حصلت بابل على عهد كاريجا لزو الأول على كميات كبيرة من الذهب من مصر، ساعده على تحقيق خطته الطموح في تعمير مدن اور واريدو واروك. كما حظيت العاصمة بابل بهذا الاهتمام لأهميتها الدينية والسياسية والتجارية للدولة.
ولقد عاصر خلفه وابنه كدشمان انليل الأول الملك امنحتب الثالث حيث زوجه هذا الاخير اخته، وتناديا في خطاباتهما المتبادلة بلفظة اخي التي تشير إلى المساواة في وضع كل منهما للآخر، كما اتسع نطاق تبادل المنتجات الثمينة فيما بينها، فقد كانت ترسل مصر في طلب الخيل والعربات واللازورد من بابل، مقابل الذهب والفضة والبرونز والعاج والأثاث من خشب الابنوس وغيره، فضلا عن الاقمشة والعطور. ويبدو ان طلب البابليات كمحظيات لدى الملك المصري قد نال حظا وفيرا في سياق هذه المبادلات.
بيد ان العلاقة في نهاية عهد كدشمان انليل الأول ثم خلفه بورنابورياش قد اعتراها بعض الشوائب التي كان مردها عزوف اخناتون عن الاهتمام بالعلاقات الخارجية وما يتعلق بها من ادق التفاصيل. الأمر الذي ادى لشكوى الملك البابلي من ضعف حجم التعاون من قبل الجانب المصري والذي تمثل في قلة المرسل من الهدايا والمنتجات مقارنة بما يرسله بل وتعهده بأرسال اخته كزوجة للفرعون.
ولقد ألقت العلاقات بين كل من مصر وبابل مع آشور بظلالها على العلاقة بينهما. فمصر كانت على علاقة طيبة بأشور او باليط ملك اشور على العكس من بابل. وهو الأمر الذي أدى إلى نوع من الفتور في العلاقة بينهما في النصف الثاني من عصر العمارنة. الا ان العلاقة بين بابل واشور قد تحسنت فيما بينها، ربما لإمكان مجابهة الأوضاع السياسية الخارجية بالمنطقة، وأثمر هذا التحسن عن زواج سياسي بين ملك بابل وابنة ملك آشور. وقد انجبت له ابنا لم يفلح في الحفاظ على عرش والده فقتل بتمرد داخلي استدى تدخل جده ملك اشور لينصب اخيه كاريجالزو الثاني على عرش بابل.
وجدير بالذكر، ان بابل قد نجحت خلال هذه المرحلة في اخضاع دلمون لسطوتها، واقامة علاقات تجارية مع اليونان، حسبما تشير لذلك الأدلة الاثرية. كما ساعدها سقوط مملكة ميتاني على يد الحيثيين إلى توطيد مكانتها واقامة علاقات ذات سمة محددة مع اشور او على شكل من الرد مع خاتي (الحيثيين).
ولعل هذا الوضع الجديد في ميزان القوى لصالح بابل قد دفع بكاريجالزو الثاني إلى دحر العيلاميين بمنطقة ديالى وغزو سوسه. بل تعدى بالأمر إلى محاربة ملك آشور انليل نيراري جنوب آشور في موقعه عند منطقة سوجاجو. وهي. تحركات تعني نقل القوة البابلية من موصف المدافع إلى الهجوم خارج حدودها. وان كان يغلب على الظن ان اقتتال اشور وبابل في تلك الموقعة لم يغير من حقيقة ارتباط تاريخهما بالعديد من المعاهدات والزيجات السياسية لتدعين موقفهما ازاء الظروف السياسية الدولية.
وعلى اية حال، فلقد صاغت العلاقات بين اشور وبابل والحيثيين معالم تاريخ المنطقة منذ عهد عاشر ملوك بابل كاداشمان تورجو (1281-1264 ق.م.)، لا سيما بعد نجاح الحيثيين في تحديد العلاقة مع مصر بعد موقعة قادش على عهد ملكهم مواتاللي الثاني وملك مصر رعمسيس الثاني.
ولقد عقدت خاتي معاهدة مع بابل، توطدت عراها بزيجة سياسية بين الاسرتين. بل وأمتد اثرها بوفاة ملك بابل وتولى خلفه كاداشمان انليل الثاني وهو لم يبلغ الحلم بعد، الأمر الذي دفع ملك الحيثيين خاتو سيللي الثالث لأن يأخذ على عاتقه الحفاظ على عرش بابل لوريثه الشرعي. بيد انه يبدو انه حاول استغلال هذا الأمر بتأديب الملك البابلي على آشور، وهو الأمر الذي لم يلق ترحيبا من جانب بابل. بل أنه بوفاة كاداشمان انليل الثاني اعترى العلاقة المتداخلة بين بابل والحيثيين نوع من الفطام السياسي اذا جاز التعبير، ربما بسبب ظهور القبائل الأرامية وتهديدها للمنطقة او لقوة آشور المتزايدة وهي جميعها امور استدعت من كل دولة تقييم وقفها على حدة.
وعلى اية حال، فان المصادر قد ضمت عن الفترة التالية لوفاة كاداشمان انليل الثاني وحتى عهد ملكها الرابع كاشتلياش الرابع (1232 – 1225 ق.م.)، والذي اجتاح في عهده الملك الآشوري تجلات نيرارتو العاصمة بابل والحق بها خسائر جمة، معلنا نفسه (ملكا على سومر وأكد ...) ويبدو ان هذا الهجوم راجع لخيانة الملك البابلي لعهوده مع آشور، التي عينت خلفا له حاكما من قبلها.
بيد ان واقع الأمر يشير إلى ان السبب الحقيق لهذا الهجوم مرجعه ليس فقط سعي آشور لمناطق المواد الخام، بل ما هو اهم من ذلك؛ ادى السيطرة على طرق التجارة المتحكمة في نقل تلك المواد ذاتها.
ولقد أعقب هذا الغزو من الاشوري سلسلة من الاحداث الغامضة المرتبطة بسلسلة من الاسماء الحاكمة الذين لم يكن لهم من حظ في الملك سوى اللقب فحسب. اذ كان يتعين موافقة آشور وعيلام على توليهم حكم بابل، بل واحيانا كان يحاول اي من الطرفين تعيين حاكم من قبله بما يستتبعه تمرد داخل بابل يؤدي إلى هجوم خارجي لإقرار الوضع. وهو سيناريو للأحداث تجلى بوضوح عندما حاول ملك عيلام شوتروك ناحونتي اجلاس ولده على عرش بابل، فقوبل بمقاومة كاشية دفعته إلى مهاجمة بابل عام 1168 ق.م. وأعمال جرائمه بها ليس بالقتل والسلب والهدم فحسب، بل ونقل المقتنيات الاثرية للحكام الاقدمين من بابل إلى سوسه.
ولقد حاول آخر ملوك الاسرة الكاشية انليل نادين احي عام 1156 ق.م. استعادة سطوة اسرته على حكم بابل من قبضة العيلاميين ولكن محاولته باءت بالفشل. اذ هاجم العيلاميون بابل وأسروا ثانيه تمثال مردوخ، وقضوا على آخر سلالة الحكام الكاشيين في بابل التي دخلت بدورها مرحلة جديدة من تاريخها وهو ما يمكن ان نطلق عليها (عصر الاسرات البابلية المتأخرة).
وإذا بقى من امر حيال سقوط حاكم الاسرة الكاشية، فهو إنها لم تكن بمفردها التي جابهت هذا المصير اذ شاركتها فيه خاتي (المملكة الحيثية)، وظهرت تهديدات شعوب البحر التي قوضت نفوذ مصر وأضعفت قوتها ودلفت بها إلى عصر الانتقال الثالث. واستوطت الفلسطينيون ارض كنعان التي شهدت صراعهم مع بني اسرائيل، وبدأ استخدام العالم القديم لمعدن الحديد بدلا من البرونز ليدخل به مرحلة جديدة في تاريخه الطويل من عصر البرونز بأقسامه الثلاثة إلى عصر الحديد Iron Age مع بداية الألف الأول قبل الميلاد.
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
وفد كلية الزراعة في جامعة كربلاء يشيد بمشروع الحزام الأخضر
|
|
|