أقرأ أيضاً
التاريخ: 26-10-2016
2599
التاريخ: 26-10-2016
1037
التاريخ: 26-10-2016
1118
التاريخ: 27-10-2016
1992
|
كان الفن السومري مصدر الهام للأكديين ، وبعبارة أخرى اقتبس الفاتحون حضارة السومريين المغلوبين . وقد كشفت الحفائر الاثرية عن بمعنى التركة التي تخلفت من عصر الدولة الأكدية سواء في العبارة الدينية أ
و في فن النحت أو النقش ، عن الكثير عن مظاهر الفن الأكدي .
فبالنسبة للعمارة الدينية: يلاحظ ان بعض الملوك قر نهاية عصر بداية الاسرات السومرية بدؤوا يحاولون التحلل من الرابطة الدينية القوية ، ومزاولة سلطاتهم السياسية في الدولة بدلا من المعبد ، مما ترك أثره في الانتاج الفني المعماري أثناء هذه الفترة . وعلى ذلك ففي الامكان القول بأن ظهور شخصية الملك ، وتجسيم المركزية المطلقة ، كان يمثل في الواقع الدوافع الرئيسية الى التحلل من سلطة المعبد . فقد اتجه سرجون الأكدي الى تقوية الروابط بين دويلات المدن وبين الملك ، على أساس ان الولاء لشخص الملك كان هو أساس لوحدة الدولة . ولقد وصل هذا التطور في مفهوم الملكية العراقية الى غايته عندما حمل كل من الملكين سرجون ، ونرام سن الصفة الالهية ، ولقبا أنفسهما بلقب " ملك الاحياء الاربعة" (ملك الكون) (1) . ولقد كان من نتيجة ذلك التحلل من سلطة المعبد الى درجة انه لم يعرف الكثير عن تطور عمارة المعابد في ذلك العصر.
أما في مجال النقش: فقد عثر على بقايا لوحتين (2) تخلفتا عن عصر سرجون الأكدي . ويتضح فيهما ضعف المستوى الفني ، وكذلك ضعف التركيز في وصف الاحداث. الا ان هذه اللوحات تظهر سرجون أكبر نسبيا من جنوده، ولكنه لم يكن لابسا تاج الآلهة. وفي جز آخ رمن هذه اللوحات ، يبدو منظر المعركة ، وبعض الطيور، والكلاب تنهش رأس أحد الاعداء . وفي جزء ثالث من اللوحة ، يظهر العدو ممسكا في شبكة . ويلاحظ أن نفس التعبير الفني في هذه اللوحة موجود كذلك في لوحة النسور الخاصة بالملك اياناتوم، ولكن مع خلاف في ممسك الشبكة . ففي لوحة اياناتوم يظهر الاله ننجرسو ممسكا بالشبكة . بينما في لوحات سرجون يظهر الملك نفسه ممسكا بالشبكة . ان هذا التعبير الفني يشير بوضوح الى تصدر الملك، وبداية اكتسابه صفات القداسة . اذ ان الآلهة تظهر في اللوحة وكأنها لا تريد ان تتدخل في شؤون البشر ، بينما الملك الذياختارته الآلهة يزاول سلطاته كاملة غير منقوصة .
وبالنسبة للملك نرامسن ، فقد عثر على لوحة وهي المعروفة بلوحة النصر (3). وهي موجودة حاليا بمتحف اللوفر. وقد اتجه الفنان العراقي القديم الذي نحتها الى تسجيل انتصارات هذه الملك الحربية على ملوك لوللوبو وسودورى ويبدو فيها منظر نرامسن في حجم أكبر من الشخصيات الاخرى ، مما يؤكد حمله لصفة خاصة . وقد كرس نرامسن هذه اللوحة لاله الشمس شمش في سيبار، ثم نقلت الى سوسة. واللوحة مصنوعة من الحجر الرملي (4) الاصفر، ويبلغ ارتفاعها متران وعرضها 105 سم . أما سمكها فيتراوح بين 18 ، 35 سم (5) . ويستدل من دراسة هذه اللوحة، على ظهور صورة الملك بمفرده في الجزء الاعلى من اللوحة، وفوقه أجسام سماوية تمثل آلهة . ويلاحظ كذلك ان الملك نرامسن يلبس على رأسه التاج المقدس ذو القرنين ،ويمسك بإحدى يديه قوسا وفي الاخرى سهما، بينما يتدلى من ذراعه اليسرى بلطة المعركة. مسلة النصر بمتحف اللوفر
وتنبغي الاشارة الى وقفة الملك الثابتة، والتي يبدو فيها غير مبال بأحداث الحرب، بينما يصعد الجنود الجبل، والنصر في ميدان المعركة يبدو حليفا للملك من منظره الضخم، وهو يضع قدمه على جثث الاعداء المنهزمين . واللوحة بما احتوته من تعبيرات تشير الى تقديس الملك نرامسن (6) . وقد استطاع الفنان ان يستخدم في تكوين موضوع هذه اللوحة سطحا غير مستو * ، مثل فيه الملك واقفا فخورا، مما يجعله يحتل المقام الاول. وقد قام الملك شتروك ناخونتى بإعادة نقش تلك اللوحة باللغة العيلامية، وذكر ان هذا الاثر قد أخذ الى بلاد خابيرتي Hapirti حيث كرس للإله ان شوشيناك (7) In-Shushinak.
وفيما يتعلق بالنحت : فقد دخل على فن النحت في العصر الأكدي بعض النزعات الفنية ، مثل قوة التعبير في نحت الاشخاص ، مما يتضح أثره في كافة أنواع النحت ، سواء النحت البارز على الحائط أو النحت الغائر . ولقد ورث الأكديون عن أواخر العصر السومري الأسلوب الواقعي في النحت وهذبوه .
ولقد كان للتطور الجديد في نظام الملكية العراقية القديمة أثره الواضح في مجال النحت في تلك المرحلة. فلقد اعطى هؤلاء الملوك لأنفسهم نوعا من التعالي الدنيوي لم يكن له مثيل في تاريخ العراق . وجاء الفن ليعبر عن ذلك الاتجاه في انتاجه المادي . ومن امثلة فن النحت المعبرة عن ذلك ، الرأس البرونزية (8) الخاصة بالملك سرجون والتي بلغت ثلاثة أرباع الحجم الطبيعي وقد عثر على هذه الرأس في أطلال نينوى (عاصمة آشور) . وهي تعتبر من روائع الفن العراقي القديم ، حيث استطاع الفنان اظهار ملامح الوجه وخاصة الانف والشفتين بشكل طبيعي ، كما طعم العينين بالأحجار الثمينة .
ومن أمثلة النحت كذلك تمثال اورموش والذي وضعه في مواجهة تمثال الاله في معبد نيبور. والتمثال مصنوع من الرصاص (9). وكذلك تمثال مانيشتوسو الذي عثر عليه في سوسة ، وكرس للاله ناروتي Naruti معبود تلك المدينة ، وموجود حاليا بمتحف اللوفر(10) . ومما تجدر الاشارة اليه انه لم يمض زمن طويل ، حتى استطاع الصناع الأكديون ان ينافسوا من علومهم تلك الصناعة من السومريين ، وخاصة في مجال الفنون الصغرى (11) .
وفيما يتعلق بزخارف الاختام ، فقد ركز الفنانون الاكديون اهتمامهم في اظهار التفاصيل الدقيقة في الاختام ، اكثر من اهتمامهم بالزخارف التي كان يهتم بها السومريون ، حيث تظهر صور لمعبودات وزهور واشجار في خطوط هندسية (12) . ومن النماذج المعبرة عن تلك الاختام ، خاتم اسطواني مصنوع من الرخام الابيض ، وبه نقش لثورين لكل منهما راس آدمية ، وهما يقفان على اقدامهما الخلفية . وفي الجهة اليمنى يظهر جلجامش ممسكا بقدم الثور الأمامية وعرفه ، بينما يظهر في الناحية اليسرى صراع بين جلجامش وثور آخر، وبين المنظرين يوجد تصميم لاله الشمس وهو ينزع من التلال الشرقية (13) .
ختم اكدي وفيه يتضح الصراع بين جلجامش وثور
________
(1). Frankfort, H., The Art and Architecture of the Ancient Orient, London, 1954, p. 42.
(2). Frankfort, H., Ibid, p. 43.
(3). Frankfort, H., Ibid, p. 43.
(4). Langdon, S.H., "Naram-Sin and the Decline of the Dynasty of Sargon", (in) C.A.H., Cambridge 1928, pp. 417-418.
(5). Langdon, S.H., "The Dynasties of Akkad and Lagash", (in) C.A.H., Volume of Plates 1, Cambridge 1927, p. 52, p1. A.
(6). Frankfort, H., kingship and the Gods, A study of Ancient Near Eastern Religion as the Integration of Society and Nature, Chicago, 1969, p. 225.
* نحت بارز يدل على براعة في النقش، وهذا يتطلب جهدا كبيرا ومهارة فنية.
(7). Langdon, S.H. Op. Cit., p. 52.
(8). Parrot, A., Op. Cit., p. 171.
(9). ل . ديلابورت ، المرجع السابق ، ص 35 .
(10). Langdon, S.H., Op. Cit., p. 50. A.
(11). جيمس هنري برستد ، المرجع السابق ، ص 179 .
(12). Langdon, S.H., Op. Cit., p. 48.
(13). Langdon, S.H., Ibid. p. 54, p1. A.
|
|
5 علامات تحذيرية قد تدل على "مشكل خطير" في الكبد
|
|
|
|
|
مكتبة العتبة العباسية.. خدمات رقمية متطورة وجهود لتلبية احتياجات الباحثين
|
|
|