أقرأ أيضاً
التاريخ: 27-10-2016
1917
التاريخ: 27-10-2016
3750
التاريخ: 26-10-2016
1089
التاريخ: 2023-12-27
995
|
اللغة الأكّدية (لِشَانُم أَكّديتُمْ) هي لغة سامية قديمة، ظهرت في بلاد النهرين، منذ 3000 سنة قبل الميلاد وانتشرت لتصبح لغة المراسلات الرسمية في الهلال الخصيب وعموم بلدان الشرق الاوسط. وهي تصنف ضمن مجموعة اللغات السامية الشرقية. تأثرت اللغة الأكادية باللغة السومرية، وهي لغة غير سامية والتي كانت مستعملة إلى جانب الأكادية، ثم حلت الأكادية محلها في بداية الألفية الثانية قبل الميلاد. وبقيت اللغة الأكادية (بلهجتيها البابلية والآشورية) سائدة في العراق لثلاثة آلاف عام، حيث حلت الآرامية محلها في القرون الأخيرة السابقة للميلاد.
يقسم المؤرخون تاريخ اللغة الأكادية إلى ثلاث مراحل:
ـ المرحلة الأكادية (من حوالي 2800 حتى 2000 قبل الميلاد).
ـ المرحلة البابلية (من حوالي 2000 حتى 1000 قبل الميلاد).
ـ المرحلة الآشورية (من حوالي 1000 حتى سقوط الدولة الآشورية في القرن الخامس قبل الميلاد).
الاكدية تدوَّن بالخط المسماري الذي ورثته من السومرية، فوق ألواح الطين. وهى اللغة الوحيدة التى حفظت كتابات ترجع إلى منتصف الألف الثالث قبل الميلاد، دُوِّنَت بالخط المسماري على ألواح من الفخار، ومن أهم هذه الكتابات:
قوانين مدينة אֶשְנֻנַ (إشنونا) من بداية الألف الثانى ق.م، وقوانين حمورابى من القرن السابع عشر ق.م، ملحمة جلجامش من القرن السادس عشر ق.م ورسائل تل العمارنة من القرن الرابع عشر ق.م وغيرها.
وصلت اللغة الأكَّـادية إلى قمة انتشارها فى القرن السابع عندما أصبحت المملكة الأشورية فى ذروة قوتها، واستخدمتها (اللغة الأكَّـادية) مناطق كثيرة فى الشرق الأدنى. حتى فيما بعد، عندما فقدتا أشور وبابل قوتهما، وأفسحت اللغة الأكَّـادية كلغة حديث، الساحة للغة اليونانية، أصبحت لغة الكتابة فى المراسلات والمعاملات المالية وغيرها.
أن الأكاديين هم أول من مارس فن الترجمة في تاريخ البشرية، فلقد حفظ لنا الدهر من أدبهم ترجمات قاموا بها من اللغة السومرية إلى لغتهم الأكادية، كما حفظ لنا مجموعة من القوائم اللغوية المحتوية على شرح أكادي للكلمات السومرية النادرة أو الصعبة، فكانوا بذلك أول من مارس (علم صناعة المعجم) ولكن بصورة محدودة لأن القوائم التي عثر عليها تقتصر على طائفة معينة من الأسماء. أما في الفترة البابلية، فقد وضعت قوائم لغوية مزدوجة أطول من القوائم الأكادية لطول عهد البابليين بالحقبة السومرية.
مميزات اللغة الاكدية:
احتفظت اللغة الأكادية بحكم قدمها بالكثير من خصائص اللغة السامية الأم وهي اللغة التي تفرعت اللغات السامية عنها. فاحتفظت بالإعراب الذي لم تحتفظ به كاملاً إلاّ الأكادية والعربية مع فارق أن الإعراب في الأكادية يكون بالميم وليس بالنون (التنوين) كما هو في العربية، والإعراب بالميم (تَـمِّيم) هو الأصل في الساميات. ويشار إليه بوضع ميم صغيرة في نهاية الكلم. مثال: مُشْكِينُم (muškīnum) مِسكين، والكلمة من السومرية. عموماً تتميز اللغة الأكَّـادية بلهجتيها الرئيستين بالسمات اللغوية والنحوية التالية:
1- جذور الكلمات تتكون فى الغالب من ثلاثة حروف وفى بعض الحالات أربعة حروف.
2- إشتقاقات الكلمة تكون من خلال تغيير الحركات فى جذر الكلمة ومن خلال سوابق ولواحق خاصة وكذلك من خلال إضافة بعض الصوامت (الحروف).
3- فى اللغة الأكَّـادية أربع حركات أساسية طويلة وقصيرة u, i, a, e
4- اختفت الحروف الحلقية والتى تعتبر من سمات اللغات السامية، فى معظم الحالات وتحولت إلى حركات مثل : נהר nāru , חמור imru ، על bēlu وغيرها.
5- تضاف علامة الجمع فى نهاية الكلمة، مثل اللغة العبرية.
6- تشبه الأعداد أعداد باقي اللغات السامية.
7- يحل حرف الشين فى بعض الحالات، محل حرف الهاء فى العبرية مثل: היא ši ، הוא šu
8- للفعل 12 وزناً وللأزمان (الماضى، المستقبل، المضارع....) تتبع الأكَّـادية طريقة مختلفة تماماً عن باقى اللغات السامية.
9- لا توجد علامة خاصة للتعريف لكن يضاف للأسماء المنكرة حرف (m) مثل amtum جارية، أَمَة.
10- يختلف تركيب الجملة الأكَّـادية عن تركيب جُمَل بقية اللغات السامية. فيكون الفعل فى اللغة الأكَّـادية فى نهاية الجملة مع إضافة حركات ā أو ū.
الاكدية والعربية:
ـ ألفاظ الأكدية لا تختلف كثيراً عن ألفاظ العربية، ولكنها أقرب الى ألفاظ اللهجات الحالية السائدة في العراق والشام، مثل : ز= ذ، س = ث، ص = ظ ض،1 =غ و ع و ح و 5، ش = س. وهذه بعض الامثلة:
أٌزْنُمْ = أٌذْنٌ / شُورُمْ = ثَوْرٌ / صِلُّمْ = ضِلٌّ / ًرْصًتُمْ = أَرْضٌ / بًيلُمْ = بَعْلٌ / ًدًيشُمْ = حَدِيثٌ (أصل الكلمة الأكادية حَدَاثٌ) / كَرْشُمْ = كَرْشٌ (أصلا ب س2) / رًيشُمْ = رَأْسٌ / شَرَّاقُمْ = سَرَّاقٌ / يِشْرِقْ = يسرق / يِدَّقْ = يُقتل
ان إعراب الأكادية شبيه جداً بإعراب العربية، مثلاً:
بِيتُمْ = بَيْتٌ / بِيتَمْ = بَيْتًا
بِيتِمْ = بَيْتٍ
بِيتَانْ = بَيْتَانِ
بِيتِينْ = بَيْتَيْنِ
بِيتُمْ = بَيْتٌ
بِيتَاتُمْ = بُيُوتٌ
بِيتَاتِمْ = بُيُوتٍ، بُيُوتًا
لكن في حال الإضافة يستعمل صيغة بلا إعراب:
بِيتْ أَوِيلِمْ = بَيْتُ اَلْرًّجلِ
الضمائر تختلف أكثر عن العربية:
أَنَاكُ = أنا / أَتَّ = أنتَ / أَتِّ = أنتِ / شُو = هو / شِي = هي / نِنُ = نحن / أتُّنُ = أنتم / أَتِّنَ = أنتن / شُنُ = هم / شِنَ = هن
الصفة الأخرى إن الأكدية خالية من صوت الهاء حيث استعيض عنه في الأغلب بصوت الشين، فتحول ضمير المؤنث : (هــي) إلى (شـي).
الفعل الأكادي يختلف كثيراً عن الفعل العربي، ففي الأكادي الفعل له صيغ كثير جداً. أهمها:
الماضي (يشبه المضارع العربي)، مثلا إِرْفُدْ = ركض / المضارع: إِرَفَّدْ = يركض/ الماضي البعيد: إِرْتَفَدْ = كان قد ركض / الحال: رَفُدْ = هو ركض.
بعض الحروف الأكادية تشبه حروف العربية، مثلا ؤُ=و، كِيمَ = كَـ. لكن الكثير منها تختلف، مثلا: أَنَ = لِـ، إِنَ = في أي بِـ، إِشْتُ = من.
الأكَّـدية والعبرية:
يعتقد كثير من الباحثين أن العبريين الاوائل إتصلوا بالأكديين وأثرت اللغة الأكَّـادية على بداية نشأة اللغة العبرية. ويقول البعض أن هناك أكثر من ألف كلمة دخلت اللغة العبرية من اللغة الأكَّـادية، مثل: אגרת , אחי ، אם , אניה , אנכי , הלך , אלף , ירח , אויב , אור , היכל , כסא, סוכן , ספר ....
ويبدو أن ذلك التأثير لم يكن فى الكلمات فقط بل يوجد تقارب بين اللغة العبرية والأكَّـادية فى الصور النحوية مثل: يستخدم وزن נפעל فى الأكَّـادية للتعبير عن المبني للمجهول مثل اللغة العبرية وكذلك بعض التعبيرات المألوفة فى العهد القديم مثل שנה את טעמו (صوئيل الأول 21 :14) , כמים לים מכסים (إشعيـاء11 : 9) ، עטה של שפם (حزقيال 25 : 17)، وهذه التعبيرات لها نظير فى اللغة الأكَّـادية.
طريقة قراءة النصوص الأكدية:
دونت النصوص الأكادية والبابلية والآشورية بالكتابة المسمارية وهي كتابة بدأت صورية وانتهت مقطعية. والكتابة المسمارية المقطعية هي كتابة تدون (المساميرُ) فيها مقاطع صوتية مكونة من حرف وصوت مثل (مَ، مُ، مِ) الخ؟ وتمر عملية القراءة بمراحل ثلاث هي:
1- قراءة النص الأكادي ونقل المقاطع الصوتية المسمارية إلى العربية.
2- تجميع المقاطع الصوتية وتكوين الكلمات.
3- القراءة والترجمة.
مثال :
- بع.عل شَ.مِ.اي و إر.صِ.تِم
- بَعْل شَمِي وإرصتِم
- ربُّ/ سيِّدُ السماوات والأرض.
وإليكم هذا النص الأكادي (البابلي) من القرن الرابع والعشرين قبل الميلاد، الذي يُعرف في علم الآشوريات بـ (أُخذة كِشْ) لأنه عُثر على رقيمه في مدينة كِشْ. والأُخذة هي تعويذة يستكتبها الرجلُ الكاهنَ أو الساحرَ لاستمالة قلب امرأة يهواها ... ولا يزال هذا التقليد معمولاً به في العالم العربي كما هو معروف!
وهذه الأخذة استكتبها رجل من كِش أحدَ الكهان لاستمالة قلب امرأة يتعشقها كانت فيما يبدو تصده.
ولحسن الحظ وُجِدَ قبل أعوام من الآن كتاباً في العربية عالج فيه كاتباه هذا النص معالجة علمية جيدة جداً وقدَّماه شارِحَين إياه شرحاً مسهباً بمقارنته مع العربية مقارنة عميقة لأنهما متخصِّصَيْن في علم الآشوريات. وأنصح الزملاء المهتمين بالنصوص القديمة للشرق باقتنائه وقراءته خصوصاً وأن المصادر العربية التي تقدم النصوص السامية والشرقية القديمة من اللغات الأصلية (وليس نقلاً عن اللغات الأوربية) نادرة جداً. والكتاب هو:
"أُخْذَةُ كِش، أقدم نص أدبي في العالم، تقديم وتحقيق: ألبير فريد هنري نقاش وحسني زينة، مكتبة لسان المشرق، ديوان النصوص الأصلية، بيروت 1989 .
نص الأخذة وترجمتها:
إِل حَيا إِرْحَمَ(م) يِرَءَّمْ
إِرْحَم(م) مَرَءْ إِلت عَشْتَرْ إِنْ زَجِّ(م) يُثَّبْ
إِنْ رُغْتِ كَنَكْتِ(م) يُدَرَّءْ
وَرْدَتا دَمِقْتا تُحْتَنـّا(م)
كِرِيشُ(م)ْ تُرْدا تُرْدامْ(م)
أَنَ كِرِي رُغْتِ كَنَكْت(م) طِيبْ دادْكَ
آخُذْ فاكِ شَ رُقَّتِ(م)، آخُذْ بُرَّماتِ عِنيكِ، آخُذْ عُرْكِ شَ ثِنَتتِ(م)
***
أَشْحِطْ كِرِيشْ إِلُسِينْ أَبْـتُكْ جِشْ صَرْبَتَ(م)
يُومِيشَّ دُورِي تَنِتَّ(م) تِزْكَرِينِـي
كِ رَعي يطور صأن(م) عَنْزِ(م) جَلُمَشَ لَخْر(م) فُخَسَّ أَتان(م) مُهْرَشْ
شِرْكُوا يِداشُ شَمْنُ(م) طِيبُوتُ(م) شَفَتاشُ
أسامْ شَمْن(م) إِنْ قاتِيشُ أَسامْ إِرِنِ(م) إِنْ فُودِيشُ
إِرْحَم(م)يُدَبَّـبُشِ(م) وَ يِشْكُـنُشِ أَنَ مُخُّوتِ(م)
***
آخُذْ فاكِ شَ دَدِ
إِلتُ عَشْتَرْ و إِلتُ إَشْخَرَ أُتِمِّيكِ
قَدِ زَوَرْشُ وَ زَوَرْكِ لا إَعْـتَمْدا لا تَفَسَّحِينِّ
ترجمة حرفية:
الإلهُ حيا يَرأَمُ اليَرْحمَ
اليرحمُ ابنُ الإلهةِ عشتار في المحراب
بالبخور المُرِّ يَتَطَيَّب
البَتُولَتانِ الحَسْناوانِ اسْتُرْضِيَتا
وَرَدَتا الكَرْمَ وَصَدَرَتا
في كَرمِ بَخُّور المر طَيِّبْ وِدَّك
أخَّذْتُ فاكِ ذا الرِّقَّةِ، أخَّذْتُ عَينَيك الزَّرقاوَين، أخَّذتُ حِرَكِ ذا الثَّنْيَة!
***
أَسْرَعتُ إلى كَرْمِ الإله سِين، وقَطَعتُ من غَرَبَة الفُرات
ذكرتني إحسانا طُولَ عُمْرِي، يوماً تلو الآخر
كالراعِي يَطُورُ الضّأنَ، والعَنزةِ جَدْيَها، والشاةِ حَملَها، والأتانِ مُهْرَها
نِعْمَتان يَداهُ، دُهْنٌ وطِيبٌ شَفَتاهُ
دُهنُ الأَرْزِ العَطِر في كَفَّيْـهِ، دُهنُ الأرز العَطِر في فُودَيهِ
زَمْزَمَ اليَرْحمُ عليها ... ثُم فَتَنَها!
***
أخَّذْتُ فاكِ الحَبِيب!
أَقْسَمتُ عَليكِ بالإلهةِ عَشتار والإلهةِ إِشْخَرَ
ألا تَذْهَبِي قَبلما زَوْرُهُ وَزَوْرُكِ... يَتَّصِلان
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
المجمع العلمي ينظّم ندوة حوارية حول مفهوم العولمة الرقمية في بابل
|
|
|