أقرأ أيضاً
التاريخ: 27-10-2016
2205
التاريخ: 26-10-2016
1133
التاريخ: 27-10-2016
5397
التاريخ: 26-10-2016
2688
|
عصر الدولة الأكدية او عصر الانتصار السامي من حوالي 2350 الى 2150 ق . م . طبقا للتاريخ المختصر (1):
كان كل من العنصرين السومري والسامي يقطن جنبا الى جنب في جنوب العراق القديم . فمنذ عصور ما قبل الاسرات واثناء عصر بداية الاسرات السومرية ، تعاقبت الهجرات السامية الوافدة من شبة الجزيرة العربية الى جنوب العراق . وكان من نتيجة ذلك أن السيادة الى هذه العناصر السامية الوافدة ، وذلك عندما تمكن سرجون Sargon الاكدي (2) حوالي 2584-2530 ق. م . ن القضاء على حكومة المدن السومرية ، وتكوين الدولة السامية الأولى في العراق ، ففي الوقت الذي تولى فيه سرجون الاكدي الزعامة ، اتجه نحو الشمال في اتجاه قبائل الجوتيين التي تسكن الجبال الشمالية الشرقية (جبال زاجروس) ، وتقدم سرجون فغزا مدينة أشور ، ثم هزم قبائل الجوتيين . ويعد ان انتهى من اخضاع الشمال ، اتجه نحو الجنوب وسار الى الوركاء بهجمة خاطفة (دمر مدينة الوركاء كما حطم أورارها) قبل (أن يدخل المعركة مع رجل الوركاء ويهزمه) (3). وعندئذ وصل لوجال زاجيزي الى ميدان المعركة ، فانتصر عليه سرجون (وأسره واحضر ذليلا الى بوابة انليل) في نيبور كتذكار لانتصاره أمام الاله الوطني ، مشيرا بذلك الى ارادة الاله في اختياره كوريث للعرش (4). ثم اتجه بعد ذلك الى مدينة اور ، وبعدها الى مقاطعة لجش حيث هاجمها وحطمها (و) المقاطعة من لجش الى البحر اكتسحها و (غسل أسلحته في مياه البحر) . ولم يتبق امامه من حلف جنوب بابل سوى اوما التي استدار اليها . وكانت النتيجة (تعامل مع رجل أورما في المعركة وهزمه ، وحاصر مدينته وسحق اسوارها ) (5) . وعندئذ سارعت مجموعة المدن السومرية بالخضوع له الواحدة بعد الاخرى، وتقديم فروض الطاعة والولاء له، بعد أن انتصر في اربع وثلاثين معركة. وقد ادعى سرجون نسبه للالهة عشتار . يقول النص:
.... انا سرجون ، الملك القدير ملك اكد
كانت امي كبيرة الكاهنات ، ولم أعرف أبي
.... وحملتني في سلة من الحصير .. وقذفت بي في النهر ..
أكى Akki الذي يحمل الماء رفعني ...
واعتبرني بمثابة ابنه
... ثم عينني بستانيا
... أحبتني الالهة عشتار
وفي خلال أربع و (....) سنوات تقلدت وظيفة الملكية (6)... "
ويستدل من دراسة هذا النص على ان الملك سرجون لم يكن من سلالة الملوك ، فأبوه غير معروف وامه انجبته سرا ، وقذفت به في النهر ، ولكن الالهة عشتار اجبته وقلدته حكم البشر . ومن ناحية أخرى، تشير بعض النصوص العراقية القديمة الى ادعاء الملك سرجون الاكدي ، بأن الاله انليل هو الذي منحه حكم اكد . يقول النص ( .... رجون ، ملك اكد ، مندوب عشتار ، ملك كيش ، كاهن الاله آنو ، ملك البلاد ، الحاكم المفوض لأنليل العظيم (7) ... ) . ويتمشى مع نفس الاتجاه نص لعنة اكد (... الى سرجون ملك اكد ... ، انليل منحه السيادة والملكية (8) ...).
ولقد اتبع سرجون سياسة مركزية في حكمه ، واتخذ عاصمة جديدة قريبة من كيش، عرفها التاريخ باسم اجادة (الاسم السومري) المركزية اي خاضعين له في المدن الاخرى ، وذلك حتى يتمكن من اخضاع البلاد المجاورة.
وفي اسطورة سرجون نقرأ " .... تسلقت سلاسل الجبال العالية ، وعبرت السلاسل السفلية ... درت حول (أراضي) البحر ثلاث مرات واستوليت على دلمون ... وذهبت الى در Der العظيمة (9) ... ".
ويشير نص اخبار سرجون " .... سرجون ملك اكد نشر الذعر في كافة انحاء الممالك ... واخترق البحر في الشرق وهزم بنفسه بلاد الغرب في العام الحادي عشر (من حكمه) وأقام حكومة مركزية ، وشيد لوحة في الغرب . وسار ضد بلاد كازالا Kazalla وحول كازالا الى خرائب (10) .... ).
ان حملات سرجون الأكدي على بلاد سورية لم تكن في الواقع بدافع المجد الحربي ، ولكنها في الحقيقة كانت نتيجة دوافع سياسية واقتصادية .
فقد كان الأكديون في مسيس الحاجة الى منفذ لهم على البحر الابيض المتوسط ، شبيه بمنفذهم على الخليج الفارسي . وبالإضافة الى ذلك ، فإن الاكديين كانوا يحتاجون الى المواد الخام مثل الاخشاب والاحجار والمعادن ، كما يشير الى ذلك أحد النصوص التي يذكر فيه سرجون أن انتصاراته في الغرب تصل " ... الى المدى الذي تصل اليه غابة اخشاب الارز (11) وجبال الفضة (12) .... (13) ".
ويشير نص اخبار سرجون كذلك ، الى حملته ضد بلاد سوربارتو Subartu " .... لقد ثارت سوبارتو ولكنها خعت لقدرته الحربية ... لقد صادر ممتلكاتهم واحضرها الى اكد (14) ...). وتظهر تلك الفتوحات مدى ما وصلت اليه الامبراطورية الأكدية في عهد سرجون.
وفي مجال السياسية الداخلية ، يمكن ملاحظة مجهودات سرجون . فبعد نجاحه في توطيد شؤون الدولية الأكدية ، ونتيجة لفتوحاته الحربية ، انتعشت الحالة الاقتصادية . ويشير الى ذلك بعض فقرات النص التالي " ... في هذه الايام امتلأت مساكن اكد بالذهب ... كما امتلأت مخازن الغلال ... (15) " .
وتدعيما لمركزه السياسي والديني ، ادخل اسمه في العقود مع اسماء الآلهة ، بمعنى ان من يخل بشروط العقد بعد القسم باسم الملك فإنه يسيء للآلهة . كما قام بتطوير أسلحة الجيش ، وأدخل استخدام الاسلحة الخفيفة في القتال ، كما شيد العديد من المعابد بالمدن ، واعاد بناء معبد الاله انليل ، كما ادخل سرجون طريقة جديدة للتقويم الموحد في كافة انحاء مملكته بعكس النظام الذي كان متبعا ، فقد كن لكل مدينة تقويمها الخاص بها من حيث شهورها واعيادها . وفي أواخر حكمه ، قامت ثورة ضده ولكنه استطاع ان يهزم الثوار " ... ثارت كل البلاد ضده وحاصروه في أكد (ولكن) استطاع سرجون ان يهزم الثوار وان يسحق جيوشهم (16) ... " .
وعلى الرغم من ذلك ، فلم تستقر الامور نهائيا حيث مات سرجون ، وخلفه على العرش ابنه اورموش Urmush – ريموشRimoush (2515- 2592ق.م) الذي قضى على القلاقل في الدولة الأكدية ، وخاصة في مدن اور وأوما ولجش . كما واصل جهود ابيه في مجالات التوسع الخارجي ولا سيما ارض عيلام . وقد أقام نصبا تذكاريا سجل فيه انتصاره في معبد نيبور . وقد عثر على اسمه مصحوبا بلقب ملك كيش " .... ريموش ، ملك كيش ، كان سيدا على عيلام .... (17) " . ويرى بعض المؤرخين ان مدة حكمه لم تزد على تسعة اعوام بعد ان قامت ثورة في القصر .
وبعد أورموش، تولى العرش اخوه مانيشتوسوManishtousou (2508- 2514ق.م) الذي واصل سياسته في محاولة للإبقاء على املاك الدولة الأكدية . فحارب العصاة بأن سير الجيوش التي قاتلت في الشرق اراضي انشان Anshan ، وشريخوم Sherikhum وهزمهما ، واستولى على الكثير من الغنائم . اما باقي المدن التي ثارت ضده وهي حوالي اثنتين وثلاثين مدينة ، فقد اتحدوا ده ولكنه تمكن من هزيمتهم واخضاع مدنهم (18) . ولم يكتف مانيشتوسو بسياسة الغزو الخارجي ، ولكنه اظهر نشاطاً كبيرا في المجال الاقتصادي والسياسي . ومن آثاره الهامة المسلة السوداء التي خلد عليها أعماله السياسية والحربية والاقتصادية.
وقد اعترفت سوسة بسلطانه ، وأقام حاكمها تمثالا له (19) . وتشير لوحة بالمتحف البريطاني الى انتصاره على الكثير من المدن على الخليج العربي .
وبعد اغتياله نتيجة مؤامرة (20) في القصر، خلفه على العرش اعظم ملوك الاسرة الأكدية نرامسنNaram-Sin (2452- 2507ق.م) الذي اشتهر بفتوحاته الخارجية. وتشير الادلة الاثرية التي تخلفت من عهده، الى انتصاره في كافة الميادين وخاصة على القبائل الجبلية في شمال العراق ، وانه استطاع ان يمده نفوذه من الخليج الفارسي حتى آسيا الصغرى . وقد عثر على لوحة تسجل انتصاراته على قبائل لولوبو Lulubo وملكها ساتوني(21) (Satuni) ، وكذلك قبائل سودوري(22) (Soudouri) في كل من زاجروس وماندا وعيلام وهضبة ايرن . وقد نقلت هذه اللوحة الى سوسة كما يشير الى ذلك نص شوتروك ناخونتي Shutruk-Nakhunte وهو ملك عيلامي . وعلى ذلك يكون الغرض من نقل اللوحة هو التأكيد على هزيمة عيلام ، كما تؤكد بعض النصوص هزيمة ما جان (23) على يد نرامسن ، وأسر ملكها مانودانو Mannudannu ".... وسار (كذلك) ضد بلاد ما جان ، وأمسك بنفسه مانودانو ملك ما جان (24) .... ".
كما تشير بعض النصوص (25) الى حملته التي وصلت الى جبلا لامانوس وتدمير مدن أرمانوم Armanum وابلا(26) Ibla)) " ..... في كل الازمنة (منذ) خلق الانسان ،لم يتمكن ملك من الملوك من اكتساح أراضي أرمانوم وابلا . ومن اجل ذلك ، فتح الاله نرجال Nergal الطريق امام البطل نرامسن وسلمه ارمانوم وابلا ، كما منحه كل من أمانوس Amanus وجبل خشب الارز والحبر العلوي .... (27) " .
وكان من نتيجة فتوحاته ، ان امتدت امبراطوريته حتى شملت معظم سورية وعيلام ، وجانب من آسيا الصغرى حتى ساحل البحر المتوسط وتشير بعض الادلة الاثرية الى احتمال التقاء المصريين القدماء بالأكديين على ساحل سورية ، مما أدى الى اختلاط الحضارتين المصرية القديمة والعراقية القديمة ، وتبادل المقومات الحضارية المؤثرة فيهما عن طريق سورية .
وقد نجح نرامسن في ادارة تلك الاقاليم سياسيا واقتصاديا ، كما اهتم بشؤون المعابد وتجديدها سواء معبد انليل ، في كل من نيبور وشمش وسيبار ، او هياكل لجش . ومن الادلة الاثرية التي تؤكد ذلك الجانب الديني ، لوحة بمتحف انقرة تشير الى الاله انكى وهو يقدم يد المساعدة للملك في حروبه في الشمال. وفي نهاية عهد نرامسن يقوم بالدفاع عن سوبارتو ضد هجمات الجوتيين وقبائل اللوللوبي ، ويستطيع هزيمة ملك سيموروم وانبير . هذا وتشير لوحة باللوفر الى انتصاره على قبائل الـ لولوبي في خانق .
وعلى ذلك يمكن القول بان الامبراطورية الأكدية عانت في اواخر عهد نرامسن الكثير من الاضطرابات الداخلية ، اذ التقى اعداؤها في حلف قوى منهم أمير كيش وملك أمورو في سورية ، وملك كانس في آسيا الصغرى ، منتهزين الفرصة للاطاحة بوحدة الدولة السياسية .
__________
(1). يوجد اختلاف بين التأريخ المطول والتاريخ المختصر يصل الى حوالي 200 عام . والتأريخ المختصر يقترح عام 2350 ق . م . بداية حكم سرجون . بينما هو 2584 ق . م . في التاريخ المطول.
نجيب مخائيل ابراهيم ، المرجع السابق ، ص 131 .
(2). شاروكين اي الملك الصادق . وقد عثر على الاسم لسرجون في بعض النصوص الدينية في مكتبة اشور بانيبال في نينوى، وكذلك على رأس دبوس ، موجود بالمتحف البريطاني ، كرس للاله شمش في معبده في سيبار.
(3). Gadd, C.J., The Dynasty of Agade and the Gutian Invasion (in) C.A.H., 3rd ed., vol. 1, part 2A, Early History of the Middle East, Cambridge 1971, p. 421.
(4). Gadd, C.J., Ibid. p. 421.
(5). Gadd, C.J., Ibid. p. 421.
(6). Speiser, E.A., Akkadian Myths and Epics, "The Legend of Sargon", (in) A.N.E.T, P. 119.
(7). Leo Oppenheim, A., Historical Documents, "Sargon of Agade", (in) A.N.E.T., P. 267.
وجد النص منقوشا على لوحة في معبد ايكور Ekur في نيبور وقد كتب اللوح بعد حكم اسرة اكد ويحتوي على نقوش الملك لوجال زاجيزي ملك الوركاء ، وسرجون ، وأورموش ، ومانيشتوسو ، ملوك أكد . وقد قام بنشر جزئين من هذا اللوح على التوالي بوبل ولجران .
Peebel, A., (in) Historical and Grammatical Texts, Philadelphia, 1914, p1 xx, No. 34. And Legrain, L., the Museum Journal, University of Pennsylvania, XIV, 1923, PP. 203 ff.
(8). Kramer, N., Sumerian Miscellaneous Texts, "The Curse of Agade, the Ekur Avenged", (in) A.N.E.T., P. 647.
(9). Speiser, E.A., Op. Cit., p. 119.
النص منقوش على لوحة موجودة بالمتحف البريطاني تحت رقم 26472 ويعود الى العهد البابلي الجنيد ونشره كنج .
King, L.W., Chronicles Concerning Early Babylonian Kings, Vol. 11, London 1907, pp. 113-119.
(10). Leo Oppeneim, A., Babylonian and Assyrian Historical Texts, "The Sargon Chronicle", (in) A.N.T., P. 266.
(11). تعنى بلاد امانوس .
(12). Bottero, J., Syria Before 2200 B.C., "Syria at the time of the kings of Agade", (in) C.A.H., 3rd ed., vol., 1, part 2A, Early History of the Middle East, Cambridge 1971, p. 322.
(13). تعنى اشارة الى طوروس
Bottero, J., Ibid., p. 324.
(14). Leo Oppenheim, A., Op. Cit., p. 266.
(15). Kramer, S.N., Op. Cit., p. 647.
(16). Leo Oppenheim, A., Op. Cit., p. 266.
(17). Gadd, C.J., Op. Cit., p. 437.
(18). Gadd, C.J., Ibid., p. 438.
(19). وجود التمثال في سوسة يؤكد ان عيلام كانت خاضعة في حكمها للأكديين .
Langdon, S.H., "The Dynasties of Akkad and Lagash", (in) The Cambridge Ancient History, Volume of plates, 1, Cambridge, 1927, p. 50, p1. A.
(20). Gadd, C.J., Op. Cit, p. 440.
(21). Gadd, C.J., Ibid., p. 443.
(22). قبائل جبلية تسكن منحدرات زاجروس .
(23). يحتمل ان تكون هي عمان الحالية وهي التي تقع في الركن الجنوبي الشرقي لشبه الجزيرة العربية .
(24). Leo Oppenheim, A., Op. Cit., p. 266.
(25). نشر النص وترجمة كل من جاد ولجران
Gadd, C.J., Legrain, L., Ur Excavations, Texts : 1, Royal Inscriptions, No. 275, London 1928, pp. 74. Ff.
والنص مأخوذ من مجموعة من النسخ اليت دونت على لوحة طينية سجلت نصوص ملوك اسرة اكد ، وقد كتب هذا النص على وجه التقريب في عصر اسرة ايسين ، او الاسرة البابلية الاولى .
(26). Leo Oppenheim, A., Texts from the Beginnings to the First Dynasty, "Naram-sin in the Cedar Mountain", (in) A.N.E.T., P. 268.
(27). Bottero J., Op. Cit., p. 325.
|
|
دراسة يابانية لتقليل مخاطر أمراض المواليد منخفضي الوزن
|
|
|
|
|
اكتشاف أكبر مرجان في العالم قبالة سواحل جزر سليمان
|
|
|
|
|
اتحاد كليات الطب الملكية البريطانية يشيد بالمستوى العلمي لطلبة جامعة العميد وبيئتها التعليمية
|
|
|