المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

التاريخ
عدد المواضيع في هذا القسم 6689 موضوعاً
التاريخ والحضارة
اقوام وادي الرافدين
العصور الحجرية
الامبراطوريات والدول القديمة في العراق
العهود الاجنبية القديمة في العراق
احوال العرب قبل الاسلام
التاريخ الاسلامي
التاريخ الحديث والمعاصر
تاريخ الحضارة الأوربية

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
زكاة الغنم
2024-11-05
زكاة الغلات
2024-11-05
تربية أنواع ماشية اللحم
2024-11-05
زكاة الذهب والفضة
2024-11-05
ماشية اللحم في الولايات المتحدة الأمريكية
2024-11-05
أوجه الاستعانة بالخبير
2024-11-05

Cytomegalovirus
31-12-2015
دور الضمانات ورد قيمة المنتج المباع
3/9/2022
Semantic criteria: what speakers do with words
31-1-2022
تطور الفكر الاجتماعي في الحضارات القديمة
29-5-2022
إلكترود حارف deflecting electrode
2-8-2018
المياه كمنفعة اجتماعية
20-1-2016


الامبراطورية الاشورية الثانية (من حوالي 745 الى 609 ق . م )  
  
2091   08:20 صباحاً   التاريخ: 26-10-2016
المؤلف : نبيلة محمد عبد الحليم
الكتاب أو المصدر : معالم العصر التاريخي في العراق القديم
الجزء والصفحة : ص214- 233
القسم : التاريخ / الامبراطوريات والدول القديمة في العراق / الاشوريون /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 13-1-2017 1366
التاريخ: 13-1-2017 1896
التاريخ: 25-10-2016 2251
التاريخ: 18-7-2018 3725

مؤسس هذه الامبراطورية هو تجلات بلاسر الثالث(744- 727ق.م) (1) Tiglath-Pileser الذي نجح في اقرار النظام في البلاد ، ووسع حدودها الى حدود لم تكن قد بلغتها الامبراطورية الاشورية قبل عهده . وقد اتبع طريقة جديدة في الغزو ، فعين حكاما اشوريين محل الملوك المغلوبين  . وكان من نتيجة فتوحاته ، اخضاع بابل وضمها الى الامبراطورية الاشورية . كما

تمكن من القضاء على التجمع الذي كان يضم الدويلات السورية وفلسطين كما أمن حدود الشمالية من خطر الاراميين .

وتشير حولياته الي عثر عليها على الواح حجرية في كالح ، الى معاركه الحربية والى البلاد التي اصبحت من بين دافعي الجزية له . " ... اما سامسى Samsi ملكة بلاد العرب .... اصبحت خائفة من قوة جيشي وارسلت لي جمالا ونياقا ... أما سكان ماسعا Masa وسكان سباع Saba وهيابا Haiappa وبدانا Badana وحاتى وقبيلة ال اديبعليين Idibaileans ... فقد جاءوا بجزام كذلك ...اما سامسى ملكة بلاد العرب .... قتلت 1100 من السكان و (استوليت على) 30000  جمل و 20000  من الماشية و 5000 اناء توابل وكل ممتلكاتها ... واما هي فهربت الى مدينة بازو Bazu وهو اقليم ليس به ماء .... ثم ادركت مدى قوة جيشي فجاءت بالجمال والنياق (2) ... " .

وقد خلفه شلمنصر الخامس Shalmansar V الذي حكم ست سنوات (727-722ق . م ) وتوج نفسه ملكا على بابل ، وعرف عند البابليين باسم (اولولاى (3) ) Ululal ولما ثارت صور ضده حاصرها .

وبعد ذلك تآمرت اسرائيل ضده بتحريض من مصر ، في عهد الملك الاسرائيلي هوشع ، وذلك للتخلص من السيطرة الاشورية ، فأرسل شلمنصر الخامس حملة لتأديبه ، وحاصر اورشليم ثلاث سنوات . الا انه حدثت بعض الثورات في اشور نفسها ، فاضطر الى العودة الى اشور ، حيث وافته المنية .

وخلفه سرجون الثاني(721- 705ق.م) (4) Sargon II الذي قامت الثورات في عهده. فثارت بابل في بداية عام 721 ق. م بزعامة مروداخ بلادان ، الذي استطاع ان يتولى السلطة في بابل بعد ان عقد حلفا مع ملك عيلام . وقد حاول سرجون الثاني تأديبه. ولما لم ينجح في أول محاولة ، فقد استمر مروداخ بلادان يحكم بابل حوالي اثنى عشر عاما. وبعدها قاد سرجون الثاني حملة ضده ، وهزمه واضطره الى الفرار الى الجنوب .

وساعده على ذلك تخلى العيلاميين عن مروداخ بلادان . وقد حدث ان عفا عنه سرجون الثاني، وعينه حاكما على بيت ياكين Bit-Iakin احدى ولايات الجنوب. وبذلك توج نفسه ملكا على بابل ، واستطاع ان يقضى على كل محاولة للانفصال او الخروج عن حكمه . ومن حملاته ما قام به ضد دولة الحيثيين في الاناضول ، حيث استطاع بذلك ان يبسط سلطانه على كل المناطق المجاورة لبلاده . فسارع اهل قبرص الى ارسال الجزية السنوية ، كما أقاموا نصبا تذكريا رمزا لولاء الملك سرجون . وكان ازدياد نفوذ اشور على شواطئ البحر المتوسط من الاسباب التي ادت الى قلق مصر. فعاودت مصر تجميع الحلف مع امراء وملوك دويلات سورية وفلسطين ، حتى تستطيع ان تؤمن حدودها ضد التوسع الاشوري . وكان من نتيجة ذلك ، ان سارع الملك سرجون الثاني الى اورشليم ، حيث هزم الجيش المصري الذي كان قد ارسله طهارقه لمساعدة ملك اورشليم ، واستطاع ان يتقدم حتى وصل الى مدينة رفح ، ولكنه هزم مما اضطره الى التوقف عن السير الى الدلتا .

وتشير الحوليات (5) التي عثر عليها على بقايا جدران قصر سرجون في خرسباد (*) khorsabad الى الكثير من اعماله العسكرية " ... في بداية حكمي الملكي حاصرت وفتحت السامرة Samarians وقدت من سكانها 27290 كغنيمة .... وفرضت عليهم جزية .... وقد خرج ضدى هنو Hanno ملك غزة وكذلك سبعى Sibe تورتان مصر موصورى Musuri من رفح ليصارعوا في معركة حاسمة فهزمتهم ، واما سبعى فهرب خائفا .... وأما هنو فقد قبضت عليه .... وفي العالم الثاني من حكمى جاء ايلو بعيدي Ilubidi من حماة بجيش كبير عند مدينة قرقار  .... مدن اريد Arpad وسميرا ودمشق والسامرة ثارت ضدى  ... عمل هنو ملك غزة اتفاقا معه (ملك مصر) واستدعى هذا سبعى قائده ليساعده (هنو) وخرج سبعى ضدى في حملة هزمتهما فيها ... وأما سبعى ... هرب وحيدا واختفى وقبضت على هنو وجئت به .... الى مدينتي اشور ، ودمرت رفح وهدمت اسوارها وحرقتها .... حيثى ... قام بمؤامرة ليكون ملكا على حماه فأغرى مدن ارواد Arwad وسميرا ودمشق والسامرة لتتخلى عنى وتحالفوا وجمعوا جيشا ... وحاصرتهم وجنودهم في قرقار ... هزمتها واحرقتها ...

وفي العام الخامس (6) من حكمى نكث بسيرى Pisiri من قرقميش يمين كبار الالهة ... رفعت يدى بالصلاة الى اشور سيدي كان من اثرها ان جعلته واسرته يستسلمون ويخرجون من قرقميش في القيود ...

اما سكان قرقميش الذين انحازوا له فقدتهم كأسرى الى اشور ...

وفي السنة السابعة (7) .... قضيت على قبائل تامود Tamud وايباديدي  Ibadidi ومرسيمانو Marsimanu وحيابا Haiapa والعرب ... سبيت الاحياء منهم ونقلتهم الى السامرة . من بيرعو Piru ملك موصرو Musru ومن سمسى ملكة العرب ومن اتعمار Itamra السباى Sabaean ... هؤلاء ملوك ساحل البحر والصحراء من هؤلاء تقبلت الهدايا .

وفي السنة الحادية عشر (8) ، دبر عزورى Azuri ملك اشدود Ashdod لمر لمنع الجزية ... وفي غضبه مفاجئة اسرعت ... نحو اشدود ... وحاصرتها وغزوت مدن اشدود ، جث Gath وأسدوديمو Asdudimmu وأخذت معبوداتها ... وأمتعتها غنيمة .... " .

وفي المجال الداخلي ، وتشير النصوص التاريخية الى اتخاذ سرجون الثاني اكثر من عاصمة لملكة ، ففي أوائل حكمه ، اتخذ من اشور عاصمة له ، ثم انتقل منها الى مدينة كالح . وبعد ذلك اتخذ نينوى عاصمة لملكه . ولكنه في السنة التاسعة من حكمه ، بدأ يؤسس عاصمة جديدة أسماها دور شاروكين (9). وقد اكمل سرجون بناء عاصمته في سبع سنوات ، ثم مات في السنة التالية .

ولما خلفه ابنه سناخريب Sennacherib (شن اخى اريبا) (705 – 681 ق. م) تخلى عن العاصمة دور شاروكين وهجرها ، ورجع الى نينوى بغرض التقرب الى الكهنة الذين رغبوا في العودة الى نينوى . وقد بدأ التقرب الى الكهنة الذين رغبوا في العودة الى نينوى . وقد بدأ سناخريب عهده بمواجهة بعض الاخطار الخارجية وأهمها ما حدث في بابل . فقد ثار مروداخ بلادان مرة اخرى بغرض الحصول على استقلال بابل . وقد ساعده في ذلك العيلاميون وبعض القبائل العربية . فسار سناخريب الى بابل بجيشه ، مما اضطر مروداخ بلادان الى الهرب جنوبا . فتتبعه سناخريب بأسطوله ، وتمكن من القضاء على قوة مروداخ بلادان وعلى ما تبقى من اعوانه . وفي طريق عودته ، حاصر مدينة بابل التي كانت قد أعلنت العصيان مرة اخرى ، فحاصرها ودمرها وعين سناخريب حملات عسكرية الى عيلام ، حيث دمر مدن نجيتم Nagitum وحملى Hilmi وبل اتوم pillatum وخوبابانو Hupapnu وبعدها قام خالو شو Hallushu ملك عيلام بمهاجمة أكد ودخل سيبار وقتل من فيها ، وأسر اشور نادن شومى حاكم بابل ، واحضره الى عيلام وعين بدلا منه نرجال اوشيزيب Nergalushezib . وقام نرجال او شيزيب بمهاجمة الجيش الاشوري في نيبور ، ولكنه وقع أسير (10) وفي أثناء معارك سناخريب في مناطق جنوب العراق، واجهته مشكلة تأييد المصريين للمناطق السورية والفلسطينية ضده ، منتهزة فرصة تذمر هذه المناطق من طبيعة الحكم الاشوري العنيف . ليقضى على مملكة يهوذا التي كان يحكمها حزقيا ، ولكنها أبت الاستسلام . وشجع حزقيا على المضي في العناد ، ظهور العصيان في مدن اخرى مثل صور وعسقلون . كما أرسلت مصر حملة بقيادة طهارقة لمعاونة دولة يهوذا وذلك لوقف التوسع الاشوري في فسلطين . ولكن سناخريب بدأ في تأليب المدن الساحلية في جنوب فلسطين ، ثم ترك جيشا لحصار أورشليم ولكنها استعصت عليه ويبدو ان الاشوريين اضطروا للانسحاب بسبب وباء الطاعون الذي حل بجيشهم . وهكذا اضطر سناخريب ان يعود الى نينوى بما تبقى له من جيشه .

ومن اشهر حوليات سناخريب تلك التي تشير الى حصار اورشليم (11) " ... في حملتي الثالثة انطلقت ضد حاتى .وقد هرب أولى Luli ملك صيدا ... وقد سيطر ... على الرعب ... على مدنه القوية مثل صيدا الكبرى وصيدا الصغرى وبيت زيتي Bit-zitti وزاريتو Zaribtu وأوشو Ushu واكزيب Akzib وعكا وكل مدنه ... أما بالنسبة لملوك امورو مناحم Menahem من ساميمرونا Samaimuruna من صيدا وابدلعتى Abdiliti من ارواد وأوروملكي Buduili من بيت عمون Beth-Ammon وكموسونادبى Kammusunadbi من مؤاب Moab وأيارا و Aiarammu من ادوم Edon فأنهم احضروا هدايا نفسية .. أما صدقيا ملك عسقلون فقد سبيته وأرسلته الى اشور ... ومتابعة لحملتي حاصرت بيت داجون Beth-Dagon ويافا وباناى برقة Banai-Barqa ومدينة عزورو Azuru وكلها مدن تابعة ل صدقيا ... وفي عقرون Ekron كانوا قد خلعوا ملكهم ثم سلبوه الى حزقيا اليهودي ... فإنهم خافوا وطلبوا اثيوبيا (ملوخا Meluhha) ... وفي سهل التاكو Eltekeh اصطفت جموع جنودهم امامى وحددوا سنان اسلحتهم فقمت بمحاربتهم .. وأوقعت بهم الهزيمة ...

اما بالنسبة احزقيا اليهودي .. فحاصرت مدنه القوية وكذا القلاع... والقرى الصغيرة... وفتحتها بواسطة منحدرات ترابية وكياش ... وذلك بالاضافة الى هجمة المشاة الذين استخدموا المقاليع والمدكات ... أما هو نقد جعلته سجينا في اورشليم مقر ملكه كطير في قفص ، وحاصرته باكو ام من التراب ...... وأما مدنه التي نهبتها فقد نزعتها من بلاده وأعطيتها لمتنتى ملك اشدود ولبادى ملك عقرون ولسلليبل Sillibel ملك غزة ...اما حزقيا نفسه فأرسل الى فيها بعد الى نينوى مدينتي الملكية 30 وزنة من الذهب ، 800 وزنة من الفضة واحجارا كريمة ... " .

اما بالنسبة لأعماله الداخلية وجهوده الاصلاحية ، فقد اتجه الى تجميل مدينة نينوى واتخذ منها عاصمة الامبراطورية الاشورية ، كما بنى قناة (12) * لكي يصل تلك العاصمة بالأنهار التي تجري من الجبال الشمالية . ولقد امتدت اسوار نينوى لمسافة حوالي ميلين ونصف ميل على شاطئ نهر دجلة ، وبنى لنفسه قصرا بجانب العديد من المعابد ذات الابراج العالية . وقد اهتم سناخريب بزراعة الكثير من الاشجار والنباتات في الحدائق التي اقامها على شاطئ نهر دجلة مثل القطن ، مما يعتبر اول زراعة لهذا المحصول في العالم القديم في تلك الآونة .

وقد انتهت حياة سناخريب على يد احد ابنائه مما ادى الى قيام بعض الاضطرابات الداخلية في البلاد والتي اخمدها ابنه اسرحدون (13) Esarhaddon الذي توج نفسه ملكا بعد مقتل سناخريب على الرغم من انه لم يكن الابن الاكبر والوريث الشرعي للعرش ، مما ادى الى قيام المؤامرات ضده ، ولكنه في نهاية الامر انتصر على اخوته ووصل الى العرش كما تشير الى ذلك وثيقة تاريخية (14) " ... كنت حقا اصغر اخوتي ولكن ابى يأمر اشور ، سن Sin ، شمش ، بعل Bel ، نبو Nebo عشتار نينوى ، وعشتار اربيلا – Ishtar of Arbela قال لي بحضور اخوتي : هذا هو ابنى الذي يخلفنى ثم وضع هذا الامر اما شمش وادد عن طريق الوحي واجاباه قائلين : حقا هو من يحل محلك . واهتم (سناخريب) بنطقهما الهام ، واستدعى أهل اشور صغارا وكبارا واخوتي ، وكل الذكور من اسرة ابى وجعلهم يقسمون في حضرة تماثيل آلهة اشور ... لكي يؤمنوا خلافتي .

........ ولما ادرك اخوتي حقيقة ذلك تخلوا عن صلاحهم وبدأوا يدبرون المؤامرات وشرعوا ينشرون الشائعات والوشايات والاتهامات الباطلة ...

بل انهم جردوا الاسحلة في وسط نينوى .... وتنازعوا ليأخذوا الملك. ونظر اشور ، سن ، شمش ، بعل ... عشتار نينوى ، وعشتار اربيلا بعين السخط الى اعمال هؤلاء الغاصبين ... فلم يساعدوهم بل بالعكس قبلوا قوتهم ضعفا وجعلوهم ينحنون لي... واخذت الطريق الى نينوى .... وكانت عشتار ربة المعارك التي تحب ان تراني كاهنها الاكبر الى جانبي تكسر اقواسهم وتشتت صفوفهم المنظمة وعندئذ تحدثوا الى بعضهم قائلين : هذا هو ملكنا .... " .

وقد استمر حكم اسرحدون من حوالي(680-669 ق. م) وقد استقرت الامور نسبيا بعد ذلك . وفيما يتعلق ببابل ، فقد حاول اسرحدون مخالفة سياسة ابيه ، فأعاد بناء المدينة ، وأعاد تمثال مردوك لمعبده ، ونؤدى بابن اسرحدون (شمش شوم أوكين) Shamashshumukin ملكا على بابل . وفي نفس الوقت ، عين اسرحدون ابنه الاكبر اشور بانيبال ملكا على اشور (15) . ولكن بابل ما زالت تحمل روح ا لعداء لأشور ، كما زالت المتاعب في كل من مصر وعيلام . وفي بابل حاول ابن مروداخ بلادن انتهاز الفرصة ، فتقدم لمحاصرة اور ولكنه هزم وفر الى عيلام . وفي سورية ، حاول ملك صيدا بمساعدة مصر الثورة ضد النفوذ الاشوري ولكنه هزم ودمرت مدينته وقطعت رأسه ، وعين بدلا منه حاكما اشوريا . ثم اتجه اسر حدون بعد ذلك الى الانتقام من مصر فزحف نحوها ، وتقابل الجيشان المصري بقيادة طهارقة Tirhakah والاشوري بقيادة اسرحدون في شرق الدلتا ، حيث انتهت المعركة بانتصار المصريين وكان ذلك في السنة السابعة من حكم اسرحدون (16) ، ولكن اسرحدون حاول مرة اخرى مهاجمة مصر ، خاصة وان هزيمته في شرق الدلتا كانت سببا في هز الامبراطورية الاشورية هزة عنيفة ، فعاود الكره . وقد سبقت غزوته هذه لمصر اخضاعه للمدن الفينيقية وخاصة مدينة صور وملكها " ... انا اسرحدون فاتح صيدا .... هدمت جميع مبانيها والقيت بها في البحر ... وأخذت غنيمة كل متعلقاته (عبدي ميلكوتي Abdimilkutte ملك صيدا) ونقلت الى آشور كل قومه وماشيته ... ثم سخرت ملوك حاتى جميعا ، وملوك شاطئ البحر لبنوا اسوار العاصمة التي سميتها كار اسرحدون (17) ... " .

ثم اتجه اسرحدون الى مصرفي العام الثاني عشر من حكمه ، ولم يكن طهارقة قد اتم استعداداته فاضطر الى الانسحاب . وبذلك استطاع اسرحدون ان يستولى على منف بمن فيها من عائلة طهارقه .

وتشير الالواح (18) المنقوشة بالمسمارية الى فتح اسرحدون ملف " ... من مدينة ايشوبرى Ishhupri حتى منف مقره الملكي ، مسيرة خمسة عشر يوما ، حاربت يوميا دون انقطاع في معارك دموية ضد طهارقة ملك مصر وأثيوبيا ، الملعون من كافة الالهة العظام ، وقد ضربته خمس مرات بسنان سهامى وسببت له جراحا لا تلتئم ، ثم حاصرت منف مقره الملكي وهزمتها في نصف يوم بوسائلي ... ودمرت وخربت اسوارها واحرقتها ... " .

ويستمر النص في وصف تلك الحملة نفيت كل الاثيوبيين من مصر ، لم اترك واحدا منهم يقدم لي فروض الطاعة ، وعينت في مصر في كل مكان لموكا جدد وحكاما وضباطا ورؤساء مواني وموظفين اداريين ... " .

اما طهارقة ، فقد هرب الى طيبة في الجنوب ، وبذلك خضعت الدلتا للحكم الاشورية . ولكن طهارة قعاد بعد سنوات واسترد منف ، وهزم الحامية الاشورية فيها . فدفع ذلك اسرحدون الى ارسال حملة تأديبية سار على راسها لإخضاع مصر مرة ثانية ، ولكنه اصيب بمرض مفاجئ ، فعاد الى بلاده حيث مات هناك .

وقد خلف اسرحدون على العرش اشرو بانيبال(668- 626ق.م) Ashurbanipal  بينما كان اخوه شمش شوم اوكين ملكا على بابل ، بعد ان اعترف بشرعية حك أخيه اشور بانيبال . وقد وجه اشور بانيبال حملة الى مصر عام 667 ق. م. حيث كان طهارقة قد استعاد الدلتا مرة أخرى ، وطرد الحامية الاشورية مها ، مما اضطر اشور بانيبال الى التقدم نحو مصر حث هزم جيوش طهارقة في شرق الدلتا . ثم اتجه الى منف ومنها الى طبية ، حيث خضعت مصر كلها للأشوريين .

وتشير حوليات (*) اشور بانيبال الى حملاته ضد مصر وسورية وفلسطين : اتجهت في حملتي الاولى الى مصر واثيوبيا (ملوخا) ، وكان (طهارقة) ملك مصر ونوبيا فقد هزمه ابي اسرحدون ملك اشور وهزم بلاده ، ويبدو انه نسى قوة اشور وعشتار (وبقية) الالهة الكبار اربابى ووضع ثقته للعاصمة منف (مى امبى Me-im-pi) التي احتلها ابى وادخلها ضمن الاملاك الاشورية . وجاءني رسول سريع الى نينوى ليحمل الى النبأ . فغضبت جدا من اجل هذه الاحداث .... (ثم) استدعيت قواتي المسلحة ... وأخذت أقصر طريق الى مصر ونوبيا ... وسمع (طهارقة) ملك مصر ونوبيا ، وهو في منف انباء حملتي فاستدعى محاربين لحملة حاسمة ضدي ... (ولكني) هزمت جنود جيشه المتمرنين على القتال في معركة كبيرة وعلم (طهارقة) وهو في منف بأمر هزيمة جيشه ... فترك منف وهرب ... الى مدينة نى Ni (طيبة) وأخذت أيضا هذه المدينة .... " ((19)) ويصف أشور بانيبال أنه " .... غزا طيبة غزوا شاملا وانه حمل معه الى نينوى جزية ضخمة ...  " (20) .

اما طهارقة فقد هرب الى نباتا . واضطر الاشوريون امام الثورات المصرية ضدهم ان يكتفوا بالدلتا واخذ الجزية من مصر العليا . ولكن الامور لم تستقر نهائيا للأشوريين في مصر العليا ، حي ثكان تانوت امانى خلفية طهارقة قد قام بثورة ضد الجيش الاشوري ، استعاد فيها منف ... مما دفع اشور بانيبال الى ارسال الامدادات العسكرية الى جيشه في مصر ، واستطاع ان يهزم تانوت امانى في منف ثم يحلق به في طيبة . وبذلك استطاع الاشوريون من استعادة قبضتهم مرة اخرى على مصر . ولكن الثورات ضد الحكم الاشوري استمرت بقيادة نيكاو امير سايس الذي اسر مع غيره واخذ الى نينوى ، ولكن اشور بانيبال أكرمه واعاده الى سايس " ... وأعدت له سايسر (كمقر) وعاصمة كان قد عينه ابى عليها ملكا وعينت ابنه نابوشزيباني Nabushezibanni على اتريب Athribin ، واظهرت نحوه من الود والصداقة أكثر مما فعل أبى ... " (21) .

وفي نهاية الامر ، يقتل نيكاو اثناء المعركة التي شنها تانوت امانى على منف ، ويهرب ابنه بسمتك الاول الى سورية ، ثم يعود مرة اخرى الى مصر  بمجرد انتصار الاشوريين ، حيث يعينه اشور بانيبال اميرا على سيايس مضافا اليها منف .

ولما تولى بسمتك الاول حكم مصر ، استطاع ان ينظم شؤون مصر الداخلية استعدادا لطرد الاشوريين منها عندما تواتيه الفرصة . ولكي ينفذ تلك الخطة ، تحالف مع جيجس ملك ليديا ، حيث كان كل منهما مهددا بالأشوريين . وزيادة على ذلك ، فقد لجأ الى تجنيد جيش من المرتزقة الاغريق ، وأرسل اليه ملك ليديا جيشا لمساعدته في طرد الاشوريين ، فكان هذا الجيش عونا له في تخليص مصر من الاحتلال الاشوري . وعندما انتهى من طردهم من مصر تتبعهم الى فلسطين . وبعد ذلك حاول أن يهادنهم وخاصة بعد مقتل حليفه جيجس . وكان من نتيجة هذه السياسة الجديدة ، ان أبرم معاهدة مع أشور بانيبال تتضمن اعتراف مصر بزعامة الاشوريين على دويلات سورية وفلسطين ، وعلى تضامن مصر واشور عسكريا في النواحي الدفاعية والهجومية .

اما في مجال السياسة الداخلية في عهد اشور بانيبال ، فكانت قد سبقت الاشارة الى تعيين شمش شوم اوكين واليا على عرش بابل . ولكن شمش شوم اوكين هذا ، ما لبث ان تحدى اشور بانيبال وساعده على ذلك تأييد الكلدانيين له وتكوينه حلفا ، ضم اليه ملك عيلام ، وبعض امراء العرب من فلسطين وسورية وكذلك بسمتك ملك مصر . وبدأ الصراع بين كل من آشور بانيبال وشمش شوم اوكين في بابل ، وانتهى بمحاصرة شمش شوم اوكين في مدينة بابل . وكان من نتيجة هذا الحصار ، ان حلت المجاعة مما ساعد على سقوط المدينة في يد اشور بانيبال ، وموت شمش شوم أوكين في قصر حيث لقى مصرعه محروقا (22) وقد انتقم اشوربانيبال من شركاء اخيه سواء العيلاميين او العرب . ففي عيلام ، دمر سوسة ونهبها ، وانتقم من امرائها .

وقد انتهى حكم اشور بانيبال حوالي 626 ق . م . بموته . وقد ادى ذلك الى قيام صراع على الحكم حيث تولى ابنه اشور أطل ايلاني Ashuratalelani العرش (626-621 ق . م ) وقد امتدت حدة هذا الصراع الى كافة انحاء الامبراطورية الاشورية . فحاولت بابل من جهة ان تثور ضد الحكم الاشوري ، وقد نجحت في ذلك . فانفصلت بزعامة نبوبولاسر الاول عام 625 ق . م . اما فلسطين ومعظم مدن فينيقيا فقد انتهزت هي الاخرى الفرصة فانفصلت عن اشور . وبالنسبة للميديين ، فقد اتحدوا تحت زعامة كي اخسار . وقد أدت كل هذه العوامل الى انقراض الامبراطورية الاشورية عند موت الملك الاشوري اشور أطل ايلاني .

وقد تولى العرش بعده اخوه الاصغر سن شار اشكون Sinsharishkn (سراكوس) (620-612 ق . م .) الذي عاصر انهيار الامبراطورية الاشورية . ففي هذه المرحلة ، تحالف ملك بابل مع ملك الميديين بغرض القضاء على أشور . وانظم الى هذا الحلف ، كثير من الدول التي كانت واقعة تحت حكم الاشوريين ، ومنهم قبائل الاسكيذيون (*) ولقد استطاع هذا الحلف ان يلحق الهزيمة بالجيش الاشوري في اشور ، ثم في نينوى التي سقطت عام 611 ق . م . وهرب الملك (23) ودمرت المدينة وسقطت ونهبت .

ولكن اشور اوبلط الثاني Ashuruballit II الذي تولى الحكم بعد سن شار اشكون ، لجأ الى مدينة حران ، والتمس العون من مصر التي أرسلت جيشا ضخما لمساعدته ، فاخترق نهر الفرات وسار الى حران (24) . ولكن جيش ملك أكد طارده والحق به الهزيمة في عام 610 ق. م. وبهذه النهاية قضى على آخر محاولة لاستعادة مجد اشور . وقد حكم أشور اوبلط الثاني من 611-609 ق . م .

_________

(1). Pritchard, J.B., Op. Cit., Fig. 119.

(2). Leo Oppenheim, A., Historical Documents, Tiglath Pileser III (744-727): Campaigns Against Syria And Palestine, «Annalistic Records», (in) A.N.E.T., PP. 282-283.

ترجم الحوليات لوكنبيل .

Luckenbill, D.D., AR. 1, § 770.

(3). King, L.W., Op. Cit, P. 268.

(4). Pritchard, J.B., Op. Cit, Fig. 120.

(5). Leo Oppenheim, A., Historical Documents, Sargon II (721-705): The Fall of Samaria, «From Annaliatic Reports», (in) A.N.E.T., PP. 284-286.

(*) دور شاروكين وهي تقع الى الشمال الشرقي من نينوى .

(5). ترجم الحوليات لوكنبيل .

Luckenbill, D.D., A.R., 11 Chicago, 1927, § 8.

(6). انظر :

Winckler, H., Annals, 1, PP. 94-99.

وترجمة لوكنبيل

(7)  Luckenbill, D.D., AR, 11, §§ 17.

(8). Winckler, H., Op. Cit., pp. 215-228.

وترجمة لوكنبيل

Luckenbill, D.D., A.R., 11 § 30.

(9). طه باقر ، المرجع السابق ، ص 191 .

(10). Leo Oppenheim, A., Historiographic Documents, «Text from the First Year of Belibni to the Accession Year of Shamash- shumukin», (in) A.N.E.T., P. 302.

انظر ترجمة النص

Luckenbill, D.D., The Annals of Sennacherib (in) O.I.P., Vol. 11, University of Chicago, Chicago 1924, PP. 158 ff.

(11). Leo Oppenheim, A, Historical Documents, Sennacherib (704-681) «The Siege of Jerusalem», (in) A.N.E.T., PP. 287-288.

انظر الطبعة الاخيرة لحوليات سناخريب منشورة في

Luckenbill, D.D., (in) OIP, Vol. 11, Chicago, 1924.

وترجمها أيضا لوكنييل

Luckenbill, D.D., A.R... 11, §§ 233 ff.

(12). جيمس هنرى برستد ، المرجع السابق ، ص 224 .

(*) يرجع الفضل لعهد شيكاغو للدراسات الشرقية ، في اكتشاف المخلفات الاثرية لتلك القناة .

(13).- Pritchard, J.B., Op. Cit, Fig. 121.

(14). Leo Oppenheim, A., Historical Documents, Esarhaddon (680- 669) «The Fight for the Throne», (in) A.N.E.T., P. 289.

انظر ايضا :

Thompson, R.C., The Prisms of Esarhaddon and of Ashurbanipal, London 1931.

(15). King, L. w., Op. Cit, P. 271.

(16). Leo Oppenheim, A., Historiographic Documents, «Text from the First Year of Belibni to the Accession Year of Shamashahumukin», (in) A.N.E.T., P. 302

(17). Leo Oppenheim, A., Esarhaddon (680-669), «The Syro - palestinian Campaign», (in) A.N.E.T., P. 290.

وقد نشر النص رولنسون (انظر)

Rawlinson, H.C., The Cuneiform Inscriptions of Western Asia, Vol. 1, London 1861, Pls. 45 f.

وترجمة لوكنبيل

Luckenbill, D.D., A.R., 11, §§ 527-528.

(18). Leo Oppenheim, A., Esarhaddon (680-669) «The Campaign against the Arabs and Egypt», (in) A.N.E.'1‘. P. 293.

(*) حوليات أشور بانيبال احتوتها اسطوانة رسام Rassam وعثر عليها في عام 1878 في خرائب كونجيك Kuyunjik .

(19). Leo Oppenheim, A., Ashurbanipal (668-633) «Campaigns Against. Egypt, Syria. And Palestine», (in) A.N.E.T., P. 294.

احدث نشر للحوليات بواسطة رولنسون

Rawlinson, H.C., Op. Cit., Vol. V, Pis. 1-10.

والترجمة الانجليزية ل لوكنبيل .

Luckenbill, D.D., A.R., 11, §§ 770-783.

(20). Leo Oppenheim, A., Op. Cit., p. 295.

(21). Leo Oppenheim, A., Ibid. p. 295.

(22). King, L.w., OP. Cit., p. 272.

(*) من شرق بحر اورال وهم من القبائل المتبربرة من العناصر الهندو اوربية .

(23). Leo Oppenheim, A., Historiographic Documents, «Text from the Tenth to the Seventeenth Year of Nabopolassar: Events Leading to the fall of Nineveh», (in) A.N.E.T., P. 304.

(24). Leo Oppenheim, A., Ibid. P. 305.




العرب امة من الناس سامية الاصل(نسبة الى ولد سام بن نوح), منشؤوها جزيرة العرب وكلمة عرب لغويا تعني فصح واعرب الكلام بينه ومنها عرب الاسم العجمي نطق به على منهاج العرب وتعرب اي تشبه بالعرب , والعاربة هم صرحاء خلص.يطلق لفظة العرب على قوم جمعوا عدة اوصاف لعل اهمها ان لسانهم كان اللغة العربية, وانهم كانوا من اولاد العرب وان مساكنهم كانت ارض العرب وهي جزيرة العرب.يختلف العرب عن الاعراب فالعرب هم الامصار والقرى , والاعراب هم سكان البادية.



مر العراق بسسلسلة من الهجمات الاستعمارية وذلك لعدة اسباب منها موقعه الجغرافي المهم الذي يربط دول العالم القديمة اضافة الى المساحة المترامية الاطراف التي وصلت اليها الامبراطوريات التي حكمت وادي الرافدين, وكان اول احتلال اجنبي لبلاد وادي الرافدين هو الاحتلال الفارسي الاخميني والذي بدأ من سنة 539ق.م وينتهي بفتح الاسكندر سنة 331ق.م، ليستمر الحكم المقدوني لفترة ليست بالطويلة ليحل محله الاحتلال السلوقي في سنة 311ق.م ليستمر حكمهم لاكثر من قرنين أي بحدود 139ق.م،حيث انتزع الفرس الفرثيون العراق من السلوقين،وذلك في منتصف القرن الثاني ق.م, ودام حكمهم الى سنة 227ق.م، أي حوالي استمر الحكم الفرثي لثلاثة قرون في العراق,وجاء بعده الحكم الفارسي الساساني (227ق.م- 637م) الذي استمر لحين ظهور الاسلام .



يطلق اسم العصر البابلي القديم على الفترة الزمنية الواقعة ما بين نهاية سلالة أور الثالثة (في حدود 2004 ق.م) وبين نهاية سلالة بابل الأولى (في حدود 1595) وتأسيس الدولة الكشية أو سلالة بابل الثالثة. و أبرز ما يميز هذه الفترة الطويلة من تأريخ العراق القديم (وقد دامت زهاء أربعة قرون) من الناحية السياسية والسكانية تدفق هجرات الآموريين من بوادي الشام والجهات العليا من الفرات وتحطيم الكيان السياسي في وادي الرافدين وقيام عدة دويلات متعاصرة ومتحاربة ظلت حتى قيام الملك البابلي الشهير "حمورابي" (سادس سلالة بابل الأولى) وفرضه الوحدة السياسية (في حدود 1763ق.م. وهو العام الذي قضى فيه على سلالة لارسة).