أقرأ أيضاً
التاريخ: 14-1-2017
1940
التاريخ: 13-1-2017
2306
التاريخ: 2024-01-03
1012
التاريخ: 14-1-2017
1575
|
الامبراطورية الاولى (من حوالي 911 الى 746 ق . م):
الاحداث التي مرت بها اشور بعد عهد تجلات بلاسر الاول ، وما نجم عنها من قحط وجوع واخطار نتيجة تدخل الاراميين في شؤون اشور ، ظهر اشور دان الثاني الذي استطاع ان يتدارك انهيار اشور . وتمكن من الاحتفاظ بالبقية الباقية من المدن الاشورية الرئيسية ، فمهد ذلك لقيام اسرة جديدة . وعندما خلفه ادد نرارى الثاني(911- 891ق.م) Adad-Nirari II اسس الامبراطورية الاولى. وبدأ اولى الخطوات بالسيطرة على بابل ، ثم عقد محالفة معها . ومنذ عهده كانت كل سنة من سنوات الحكم تحمل اسم موظف كبير من موظفي الدولة وهو ما يعرف باسم " اثبات اللمو ".
وقد خلفه ابنه توكلتي ننورتا الثاني(890- 883ق.م) Taukoulti-Ninorta الذي يمكن اعتباره من اعظم قواد عصره . فقد قام بالعديد من الحملات على الدويلات المجاورة ، والقبائل الجبلية في شمال البلاد وشرقها . وقد سجل هذا الملك حملاته العسكرية. وتشير هذه السجلات الى قيام الملك برحلة عسكرية ، خرج فيها من اشور متجها غربا ليؤكد سيطرته على الاراميين ، ثم اتجه بعد ذلك جنوبا ليوطد سلطانه على البابليين . وبذلك تمكن هذا الملك من السيطرة على انحاء مملكته وتأمين حصونها .
"وأقمت هناك نصبا منحوتا يخلد أعمالي الباهرة (1).... " .
وبعد ان استتبت له الامور ، قام بتجديد العاصمة كالح (2) ، واتخذ منها عاصمة عسكرية له . كما بنى قصرا في مكان قصر شلمنصر الاول القديم . ولقد كشفت التركة الاثرية التي تخلفت عن تمثال لملك ولوحة ونقوش على واجهة جدران القصر ، مما يعكس بعض خطوط الفن الاشوري في تلك المرحلة .
وقد خلفه ابنه شلمنصر الثالث Shalmanser III الذي بلغت مدة حكمه 35 عاما (858 – 824 ق. م) قام فيها باثنتين وثلاثون حملة . واستطاع ان يحافظ على الامبراطورية التي ورثها عن ابيه ، والتي امتدت في عهده من الخليج الفارسي جنوبا ، حتى جبال ارمينيا شمالا ، ومن عيلام حتى سواحل البحر المتوسط غربا. وأهم حملاته كانت في بلاد الشام في موقعة (قرقارkarkar 854ق.م) (3) التي واجه فيها قوة مكونة من بعض الدويلات السورية على رأسها أدد ادرى الدمشقي ، وأشاب ، ملك اسرائيل الذي كان صهرا لملك صيدا، وبعض اقاليم كيليكية، واربع مدن فينيقية، وكذلك بعض القبائل العربية في بادية الشام. أما صور وصيدا. فلم تشتركا في هذه الثورة واكتفيا بتقديم الجزية. ويبدو ان نتيجة المعركة في قرقار لم تكن حاسمة ،حيث عاد شلمنصر الثالث بعد ذلك الى آشور .
وتشير حولياته (4) الى تلك المعارك " ... ارتحلت من نينوى وعبرت دجلة ومررت ببلاد حسامو Hasamu ودحنواو Dihnunu واقتربت من مدينة لعلعته Lalate لصاحبها اخونى Ahuni ال ادينى Adini وتملكهم الذعر ... فتفرقوا ودمرت مدينتهم .
ثم خلفت ورائي لعلعته واقتربت من كي ki (.) قا المقر الملكي ل اخوني ال أديني ... والتحمت به .... وهزمته ... ومن هناك انتقلت الى بورما رعاتا Bur-Marana .... وصفت بها وفتحتها ... وتلقيت جزى خابينى Hapini من مدينة تلابنا Tilabna وجعوني Gauni من مدينة سلاتي Sallate وجيرى ادد Giri-Adad من فضة وذهب وماشية ونبيذ .... وارتحلت من بورما رعانا وعبرت الفرات... وأخذت جزى من قطازيلى Qatazili ومن كوماجينى Commagene (كوموخى kummuhi) ... ثم اقتربت من مدينة باكاروخبونى Pakaruhbuni ومدن اخونى ال ادينى على الضفة الاخرى من الفرات وهزمت بلاده واحلتها الى خرائب ... ومن جورجوم Gurgume انتقلت الى لوتيبو Lutibu قلعة مدينة خانى Hani من سمعال Samal وكان خانى السمعالى قد تحالف مع سابالولمى Sapalulme من حاتينا Hattina واخنونى ال أدينى وسنجارا Sangara من قرقميش وتجهزوا للحرب ضدى فحاربتهم ... وجعلتهم كومة في خندق المدينة ... ثم انتقلت من جبل امانوس Alimush قلعة المدينة سابا لمولى الحاتينى ... وفتحت المدينة ... وهزمت المدن الكبرى ل – حاتينا ، ودمرت ... البحر الاعلى ل امورو والبحر العربي .... واخذت جزية من ملوك شاطئ البحر ثم تحركت مباشرة دون مقاومة خلال وقد خلفه ابنه اشور ناصر بال الثاني Ashurnasirpal II (883-859 ق . م) الذي سار على سياسة ابيه . وتشير الاثار والنقوش في اطلال قصره بكالح ، الى حملاته الحربية وخاصة ضد الاراميين في الغرب ، والقبائل الجبلية في شرق دجلة . وعندما ثارت احدى المقاطعات الخاضعة له ضد حاكمها الاشوري ، سار الملك اشور ناصر بال الثاني على راس حملة تأديبية ضد الثوار ، واصدر حكما بالإعدام على بعض الثوار ، واستخدم جلودهم في تغطية اثر انشاء امام مداخل المدنية . اما جثثهم المقطوعة الرؤوس ، فقد نكل بهم وعلق رؤوسهم كتاج فوق الاثر . وبالنبة لقائد الثوار ، فقد نقله الى نينوى وسلخه حيا ، وعلق جلده على جدران المدينة . ولم يكتف اشور ناصر بال الثاني بذلك با استمر في اقرار النظام في كافة انحاء الامبراطورية ، وذلك بالضرب على أيدي الثوار فقد عبر الفرات بعد ان استولى على قرقميش ولم يلق اي مقاومة من ملوك الانحاء المجاورة . واقواهم كان ملك دمشق في ذلك الوقت (5) .
وتشير حوليات اشور ناصر بال الثاني ، والتي عثر عليها في معبد نينورتا في كالح في المقر الملكي الجديد الذي بناه الى اعماله الحربية على النحو التالي : " تحركت من بلاد " بيت اديني " Bit-Adini وعبرت الفرات ... وتقدمت نحو قرقميش ... ثم جاءنى ملوك الانحاء المجاورة ... واخذت منهم رهائن وتحركوا معي الى لبنان Lab-na-a-ni ثم انتقلت من قرقميش .. وتقدمت نحو مدينة حزازو Hazazu .... وتقدمت بعد ذلك وعبرت نهر عبر Apre....... ومن ضفافه انتلقت الى مدينة كونولوا Kunulua مقر لوبارنا Lubarna ... الذي قدم الجزية ... ثم ارتحلت من كونولوا ... وعبرت الاورنت Orontes ..... ثم دخلت أريبوا Aribua قلعة لوبارنا واستوليت عليها ... وفتحت مدنا اخرى من مدن لوحوتى Lubuti .... وفي هذه المرحلة استوليت على كل جبال لبنان...... وصلت الى البحر الكبير لبلاد امورو Amurru .... صعدت الى جبال امانوس (حامانى Hama-ni ) شاطئ البحر المتسع واقمت لوحة بها صورتي كسيد ومولى لهذه البقاع حتى يكون اسمى خالدا الى الابد .... ثم صعدت الى جبال امانوس ..... ثم ذهبت الى اقليم جبال اتالور Atalur ..... وارتحلت من البحر وهزمت مدن تايا Taia وحزازو Hazazu ونوليا Nulia وبوتامو Butamu التابعة لاقليم حاتينا .... " .
ومن اهم الاثار المرسومة في عهد هذا الملك ، توجد حاليا بالمتحف البريطاني بلندن المسلة السوداء الى تسجيل اعماله . والمسلة مزينة بنقوش ، وتبدو صور الملوك وهم يقدمون له الجزية . كما توجد نقوش على لوحات من البرونز المطروق ، كانت تغطى جدران ابواب المدينة وتصور معاركه الحربية .
وزيادة على ذلك ، فقد عثر على لوحات طينية في آشور ، وعلى تماثيل في كالح ، تشير الى عهد هذا الملك .
وعلى الرغم من تأمنيه لحدود مملكته ، الا ان الخطر الذي هدد البلاد في اواخر عهده ، جاء من داخل البلاد حيث ثار ضده ابنه الاكبر ويدعى آشور دانن ابلا الذي انحازت الى صفة معظم المدن الاشورية . وقد تسبب ذلك في قيام حرب أهلية استغرقت مدة اربع سنوات ، مات بعدها شلمنصر الثالث . وكان على ابنه الاصغر شمشي ادد الخامس(834- 810ق.م) Shamshi- Adad V ان يتابع الصراع مدى عامين آخرين قبل ان يستتب له الامر ، ويقضى على الثورة . ولكن الاقاليم الخاضعة لأشور انتهزت فرصة الاضطرابات الداخلية في البلاد ، فأعلنت تمردها هي الاخرى على آشور .
وكان من نتيجة الحروب الداخلية ، ان ضعفت الامبراطورية الاشورية خلال حكمه بدليل ان حدود امبراطوريته انكمشت فلم غربا الى ما وراء الفرات .
وقد خلف شمشي ادد الخامس على العرش ابنه الصغير ادد نرارى الثالث(810- 782ق.م) Adad-Nirari III وكان تحت وصاية امه التي عرفت في المصادرة اليونانية باسم " سميراميس " . وهي كلمة محرفة من الاسم الاشوري سمورمات . وصفت بأنها كانت ابنه الهية نصفها سمكة ونصفها الاخر حمامة ، وان امها تخلت عنها بعد مولدها فرباها طير الحمام حتى عثر عليها كبير رعاة ملك اشور . ثم تزوجت من حاكم نينوى " اونيس " ثم بعد ذلك من ملك اشور " نينوس " .
وتضيف القصص اليونانية (6) الى ذلك بأنها طلبت من زوجها نينوس ان يجلسها على العرش كملكة لمدة خمسة ايام ، ولم تكد تصبح ملكة ، حتى ارسلت زوجها الملك الى السجن كما تقول احدى الروايات ،او قتلته كما تذكر رواية أخرى ، ثم أستأثرت بعده بالحكم حوالي اربعين سنة .
وقد استطاع ادد نرارى الثالث ان يمد حدود الامبراطورية من الخليج الفارسي وحدود عيلام الى صحراء مصر غربا ، بعد ان استولى على مملكة مارى ودمشق . وفي الاخيرة استولى على المقر الملكي وعلى ما فيها من الذهب والفضة والحديد . وفي العام الخامس من حكمه ، سار على رأس جيش أشور في حملة ضد فلسطين ، حيث اخترق الفرات في وقت فيضانه وأدب الملوك العصاة الذين ثاروا في عهد ابيه (شمشي أدد الخامس) (7) .
وفي عهد ادد نرارى الثالث ، بدأ الميديون المتحفز ضد الامبراطورية الاشورية ، كما انتهزت بعض الاقاليم الاخرى الفرصة لمحاولة استعادة استقلالها .
وجاء بعد أدد نرارى الثالث الى الحكم ، شلمنصر الرابع(782- 772ق.م) Shalmansar IV الذي حارب الاراميين الذين عاودوا الضغط على أشور من شمال البلاد محاولين الانتشار . ثم قاد الحملات العسكرية ضد بعض المدن الثائرة ومنها حملتين ضد دمشق. وفي عهده ضعفت البلاد واستقلت بابل.
ثم استمر الضعف في عهد خلفه اشور دان الثالث(772- 754ق.م) Ashurdan III 754 الذي تابع الصراع ضد الاراميين ، وارسل حمنة الى ميديا. وقد تشائم الناس في عهده لتفشى الطاعون من ناحية ، ولحدوث كسوف في الشمس من ناحية اخرى . واستمر الانهيار في عهده ، فثارت مدينة اشور على الملك الذي خلع ، وحل محله ابنه ادد نراري الرابع Adadnirari IV ولم يقم هذا الملك بأية حروب خلال السنوات الاربع من حكمه ، ولكنه اضطر بعد ذلك للتدخل لإخماد ثورة في كالح .
وقد استمر الضعف في الامبراطورية الاشورية ، من بعده في عهد خلفه اشور نرارى الخامس(753- 746ق.م) Ashurnirari V حتى لقد اعتبر عصراهما من اشد العصور ظلمة في التاريخ الاشوري . فقد انكمشت حدود الامبراطورية ، وزاد ضغط الدول الارامية . وانتهت الامبراطورية الاولى بثورة اطاحت بالملك اشور نرارى الخامس ، وانتقل الحكم من بعده الى تجلات بلاسر الثالث الذي بدأ عهدا جديدا في تاريخ اشور ، حيث اسس الامبراطورية الثانية .
_________
(1). Leo Oppenheim, A., Babylonian and Assyrian Historical Texts, «Ashurnasirpal II (883-859): Expedition to Carchemish and the Lebanon», (in) A.N.E.T., PP. 275-276.
وقد نشر الحوليات بدج وكنج – انظر
Budge, E.A., and King, L.W., Annals of the kings of Assyria London 1902, PP. 254 ff.
وترجمها لوكنييل
Luckenbill, D.D., Ancient Records of Assyria. And Babylonia , Vol. 1, Chicago 1926, § 475-479. .
(2). طه باقر ، المرجع السابق ، ص 183 .
(3). King, L. W., Op. Cit, P. 262.
(4). Leo Oppenheim, A., Historical. Documents, Shalmanser III (858-824): The Fight against the Aramean Coalition, Annalistic Reports», (in) A.N.E.T., PP. 277-278.
ترجم الحوليات لوكنييل .
Luckenbill, D.D., A.R., 1. §§ 599-600.
(5). King, L.W., Op. Cit., P. 262.
(6) . طه باقر ، المرجع السابق ، ص 185 .
(7). Leo Oppenheim, A., Historical Documents «Adad-Nirari III (810-783): Expedition to Palestine», (in) A.N.E'.T.' PP. 281-282.
وجد النص منقوشا على لوح مهشم في كالح وقام بنشرة رولنسون Rawlinson وترجمة لوكنييل .
Luckenbill, D.D., A.R., 1 §§ 739-740.
|
|
"عادة ليلية" قد تكون المفتاح للوقاية من الخرف
|
|
|
|
|
ممتص الصدمات: طريقة عمله وأهميته وأبرز علامات تلفه
|
|
|
|
|
قسم التربية والتعليم يكرّم الطلبة الأوائل في المراحل المنتهية
|
|
|