أقرأ أيضاً
التاريخ: 2024-01-02
846
التاريخ: 16-10-2016
850
التاريخ: 16-10-2016
990
التاريخ: 16-10-2016
1047
|
اذا انتقلنا من أرض اليونان مجتازين بحر إيجة إلى المستقرات اليونانية في آسية ومصر أدهشنا أن نجد فيها حياة جديدة مزدهرة، وأدركنا أن العصر الهلنستي لم يشهد سقوط الحضارة اليونانية بل شهد انتشارها. ذلك أن طوائف في إثر طوائف من الجنود والمهاجرين اليونان أخذت تتدفق على آسية، وزادت فتوح الإسكندر من ضخامة هذه الطوائف بما أتاحت للمغامرات اليونانية من فرص وما مهدت لها من سبل جديدة.
وكان سلوقس الملقب "بنيكاتور" Nicator (المظفر) يمتاز من بين قواد الإسكندر بالشجاعة، وقوة الخيال، والكرم الذي لا حد له. وحسبك دليلاً على هذا الكرم أنه وهب زوجته الثانية استرتنيسي Stratonice الحسناء لابنه دمتريوس لما عرف أن الغلام قد افتتن بها. وغضب أنتجونس الثاني حين جعلت بابل من نصيب سلوقس فزحف بجيوشه ليستولي على جميع بلاد الشرق الأدنى، ولكن سلوقس وبطليموس هزماه عند غزة. وكانت الأسرة السلوقية تعد هذه الحادثة مبدأ لتاريخ الإمبراطورية السلوقية والعصر الجديد، وهي طريقة في التأريخ بقيت في غرب آسية إلى ظهور الإسلام. وضم سلوقس تحت لوائه عدة ممالك وثقافات قديمة هي عيلام، وسومر، وفارس، وبابل، وآشور، وسورية، وفينيقية؛ وشملت آسية الصغرى وفلسطين في بعض الأحيان، وأنشأ في سلوقية وأنطاكية عاصمتين لملكه كانتا أعظم ثروة وأكثر سكاناً من أية مدن عرفناها في بلاد اليونان الأصلية. واختار لسلوقية موضعاً قرب موضع مدينة بابل القديمة التي شُيدت فيه بغداد فيما بعد، لا يبعد إلا قليلاً عن ملتقى نهر دجلة والفرات؛ وكان هذا الموضع من أصلح المواضع لاجتذاب التجارة المتبادلة بين أرض الجزيرة والخليج الفارسي وما وراءه. ولم يكد يمضي عليها نصف قرن من الزمان حتى بلغ عامرها 600.000 نفس، كانوا خليطاً من مختلف أجناس آسية تسيطر عليها أقلية يونانية{تعليق}وقد استخرج الأستاذ لروي ووترمان Leroy Waterman من هذا الموضع في عام 1931 ألواحاً تدل على أن رجلاً من أغنى رجال سلوقية قد ظل يتهرب من أداء الضرائب خمساً وعشرين سنة.{انتهى} . وكان موقع أنطاكية على نهر العاصي شبيهاً بموقع سلوقية، ولم تكن تبعد عن مصبه بعداً يحول دون وصول السفن المحيطة إليها، ولكنها تبعد عنه بعداً يجعلها في مأمن من هجوم الأساطيل المعادية، ويمكنها من استغلال حقول وادي النهر الغنية، ومن اجتذاب تجارة البحر الأبيض المتوسط وشمالي الجزيرة وسوريا. وفي هذه المدينة شاد الأباطرة السلوقيون المتأخرون قصورهم، وظلت المدينة تنمو وتزدهر حتى صارت في عهد أنتيوخوس الرابع أغنى مدائن آسية السلوقية. تزينها المعابد والأروقة المعمدة، ودور التمثيل، وساحات الألعاب الرياضية، والمدارس، وحدائق الأزهار، والشوارع الواسعة ذات المناظر الرائعة، والبساتين الجميلة ومنها حديقة دفني Daphne التي طبقت الخافقين شهرة ما بها من أشجار الغار والسرو، والفوارات والجداول.
واغتيل سلوقس الأول في عام 281، وبعد أن حكم البلاد حكماً صالحاً دام خمساً وثلاثين سنة كسب فيها قلوب شعبه. وأخذت دولته بعد موته في التفكك.
|
|
"عادة ليلية" قد تكون المفتاح للوقاية من الخرف
|
|
|
|
|
ممتص الصدمات: طريقة عمله وأهميته وأبرز علامات تلفه
|
|
|
|
|
المجمع العلمي للقرآن الكريم يقيم جلسة حوارية لطلبة جامعة الكوفة
|
|
|