أقرأ أيضاً
التاريخ: 16-10-2016
755
التاريخ: 16-10-2016
889
التاريخ: 16-10-2016
788
التاريخ: 16-10-2016
666
|
في احدى ليالي حزيران نحو (323 ق.م) قبل حقبة وجيزة من موعد بدء حملة الاسكندر على شبه الجزيرة العربية (1) ، خرج بأحدى السفن الجديدة لجولة تجريبية بانحدار النهر ليفحص عمل نظام القنوات ورجع الى بابل عن طريق احد الممرات المائية وبعدها جاء سيلوقس (Seloucs ) وهو احد قواد الاسكندر يحمل له خبر قدوم بوستايس ( Bostaees) وهو احد الولاة الاخمينيين من فارس مع رتل من الجيش الجديد وقضى الاسكندر تلك الليلة يحتسي الخمر حتى مطلع الفجر (2) ، ولم ينم الاسكندر من شدة القلق وكان ينزل الى النهر ليسبح كلما شعر بقلق اكبر ، وفي اليوم الثاني شعر الاسكندر بالحمى ترتفع فاستحم مرة اخرى في البركة وبعدها حاول الراحة وأمر ضباطه ان يلتقوا به الفجر ، لكن الحمى هاجت عليه . (3) وفي اليوم الثالث اضطرت حاشيته لحمله ليقدم قرباناً لانه كان ضعيفاً جداً ، فحزن ضباطه عليه حزناً شديداً وشقوا طرقهم اليه فمروا واحداً واحداً وكان غير قادر على الكلام وحيّاهم الاسكندر بيده اليمنى ،اما رأسه فكان يرفعه بصعوبة وعند نهاية اللقاء والسلام والتحية عليهم توفي الاسكندر عن عمر يناهز اثنين وثلاثين عاماً (4) في قصر نبوخذ نصر في بابل على نهر الفرات ويرجح سبب موته انه اصيب بمرض او نتيجة الجروح التي اصيب بها في الحروب (5).وبقيت جثة الاسكندر جاهزة للدفن غير ان الصراعات التي حدثت بين قادته ، جعلهم يؤخرون نقل الجثة الى واحة سيوة ثم حرقها هناك (6) .
وهناك رأي اخر يجد بأن رمال بابل غيبت على جسد القائد الفاتح لترفع رايته ابد الدهر ولتفخر بأنها ضمت اليها بطلاً من ابطال الدنيا الذي اسس امبراطورية عالمية ومهد لقيام حضارة انسانية لم يعرفها العالم من قبل (7) .
وحدثت بعد وفاة الاسكندر اضطرابات في القلعة الجنوبية اذ يسكن الاسكندر وحوله الفرسان من الاغريق ،اما البابليون فلم يشاركوا في الاحداث وأغلقوا ابواب بيوتهم ، وكان قادة الاسكندر لم يهتموا الا في خزائن الاموال والسلطة بينما ارتدى الفرس المرتزقة (8) ، شعار الحداد على ولي نعمتهم وقطعوا جدائلهم ، وأطفأوا نارهم المقدسة (9) , وسجل موت الاسكندر في بابل خاتمة امال تلك المدينة ومطامحها ، بل خاتمة الوجود الذاتي لذلك القطر والثقافة المستقلة المعمرة ، وهكذا لم يعد لبلاد الرافدين وجود (10) , كان موت الاسكندر مفاجأة اذهلت قواده ، ولم تكن قد وضعت أي خطة لمواجهة هذا الظرف الطارىء (11) ، لكن الاسكندر قد سلم قبيل وفاته خاتمهً الرسمي لبرديكاس Perdikass" " (12 ) ، ودعا برديكاس كبار القواد للتشاور في الموقف (13).
الذين كانوا يكنون الولاء لبيت الملك المقدوني لم تساورهم فكرة تقسيم الامبراطورية ، فاقترحوا الانتظار الى ان تضع روكسانا " Roxana" التي كانت في شهرها الثامن من الحمل عند وفاة الاسكندر فاذا جاء المولود ذكراً ، ينصب ملكاً على عرش ابيه (14).
__________________________
(1) لطفي عبد الوهاب، دراسات، ص 83.
(2)جون اوتس ، بابل تاريخ مصور ، ص 213 ؛
H.G.Wells , The outline of history , Iv, P.367 .
(3) هارد لامب ، الاسكندر المقدوني ، ص 376 .
(4)المصدر نفسه ، ص 376 .
(5) المصدر نفسه ، ص 377 .
(6) مؤيد سعيد ، العراق خلال عصور الاحتلال ، العراق في التاريخ ، ص 247.
(7)بسام العسلي ، الاسكندر ، ص 92.
(8) الفرس المرتزقة / وهو العنصر الاسيوي الذي انخرط في صفوف جيش الاسكندر اذ كلما توغل الاسكندر في اسيا تزايد العنصر الاسيوي في الجيش المقدوني ( اسد رستم ، تاريخ اليونان ، ص 44 ) .
(9) مؤيد سعيد ، العراق خلال عصور الاحتلال ، العراق في التاريخ ، ص 247.
(10) سبايزر ، العراق القديم نور لم ينطفىء ، ترجمة : مديرية الفنون والثقافة الشعبية ،
(بغداد : وزارة الارشاد ، بلا ت) ، ص13 .
(11) عبد اللطيف احمد علي ، محاضرات في العصر الهلنستي ، ( بيروت : مطبعة كزوية
اخوان ، 1976م) ،ص 105.
(12) بردياكس " Perdikass" :قائد مقدوني خدم فيليب الثاني والاسكندر الاكبر وصار صاحب السلطة الحقيقية بعد وفاة الاسكندر ، تآمر عليه القواد الاخرون منهم بطليموس وقاد برديكاس جيشه نحو مصر لملاقاته لكنه هزم وقتل نحو ( 321 ق.م ) ( توفيق اسكندر ، الموسوعة الثقافية ، ص 198 ) .
(13) عبد اللطيف احمد علي ، محاضرات ، ص 105 .
(14) المصدر نفسه ، ص 105 .
|
|
دراسة يابانية لتقليل مخاطر أمراض المواليد منخفضي الوزن
|
|
|
|
|
اكتشاف أكبر مرجان في العالم قبالة سواحل جزر سليمان
|
|
|
|
|
اتحاد كليات الطب الملكية البريطانية يشيد بالمستوى العلمي لطلبة جامعة العميد وبيئتها التعليمية
|
|
|