أقرأ أيضاً
التاريخ: 9-2-2019
1978
التاريخ: 27-5-2020
1716
التاريخ: 4-2-2022
1929
التاريخ: 28-11-2021
1999
|
لفظ الإنفاق و المعروف و البر يتناول جميع ما تقدم من الإنفاقات الواجبة و المستحبة , والفرق بينها : أن الإنفاق خاص بالمال ، والمعروف اسم جامع لكل ما عرف من طاعة اللّه و التقرب إليه و الإحسان إلى الناس ، وكل ما ندب إليه الشرع من فعل و ترك ، و هو من الصفات الغالبة أي أمر معروف بين الناس إذا رأوه لا ينكرونه ، و الغالب في الأخبار إرادة ما يتعلق بالمال من معانيه.
والبر كالمعروف في شموله لجميع أعمال الخير في الأصل ، وانصراف إطلاقه غالبا في الأخبار إلى ما يتعلق بالمال من وجوه الإنفاقات المتقدمة بأسرها ، وربما خص بما سوى الصدقة منها ، لما ورد أن البر و الصدقة ينفيان الفقر و يزيدان في العمر.
والظاهر أن مبنى الخبر على ذكر الخاص بعد العام ، فلا وجه للتخصيص , ثم الصدقة تتناول جميع ما تقدم من وجوه الإنفاق ، سوى المروة , و على أي تقدير، لا ريب في أن ما ورد من الآيات و الأخبار في فضيلة مطلق الإنفاق و المعروف و البر يدل على فضيلة كل واحد مما تقدم من وجوه الإنفاق ، كقوله سبحانه : {أَنْفِقُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا كَسَبْتُمْ وَمِمَّا أَخْرَجْنَا لَكُمْ} [البقرة : 267] , وقوله : {وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ خَيْرٍ فَلِأَنْفُسِكُمْ وَمَا تُنْفِقُونَ إِلَّا ابْتِغَاءَ وَجْهِ اللَّهِ وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ خَيْرٍ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنْتُمْ لَا تُظْلَمُونَ } [البقرة : 272] , و قوله : {وَآتَى الْمَالَ عَلَى حُبِّهِ ذَوِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَالسَّائِلِينَ وَفِي الرِّقَابِ وَأَقَامَ الصَّلَاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَالْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذَا عَاهَدُوا وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ وَحِينَ الْبَأْسِ أُولَئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ} [البقرة : 177] , و قوله : {قُلْ مَا أَنْفَقْتُمْ مِنْ خَيْرٍ فَلِلْوَالِدَيْنِ وَالْأَقْرَبِينَ وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَمَا تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ فَإِنَّ اللَّهَ بِهِ عَلِيمٌ} [البقرة : 215] , وقوله : { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَنْفِقُوا مِمَّا رَزَقْنَاكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ يَوْمٌ لَا بَيْعٌ فِيهِ وَلَا خُلَّةٌ وَلَا شَفَاعَةٌ } [البقرة : 254] , و قوله : {مَثَلُ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنْبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنْبُلَةٍ مِائَةُ حَبَّةٍ وَاللَّهُ يُضَاعِفُ لِمَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ} [البقرة: 261] , وقوله : {الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ثُمَّ لَا يُتْبِعُونَ مَا أَنْفَقُوا مَنًّا وَلَا أَذًى لَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ} [البقرة: 262] .
وقول رسول اللّه (صلى اللّه عليه و آله) : «أول من يدخل الجنة المعروف و أهله ، و أول من يرد علي الحوض» , وقوله (صلى اللّه عليه و آله) : «إن البركة أسرع إلى البيت الذي يمتار فيه المعروف من الشفرة في سنام الجزور، أو من السيل إلى منتهاه» , وقول الباقر (عليه السلام) : «إن من أحب عباد اللّه إلى اللّه ، لمن حبب إليه المعروف و حبب إليه فعاله» , وقول الصادق (عليه السلام) : «إن من بقاء المسلمين و بقاء الإسلام أن تصير الأموال عند من يعرف فيها الحق و يصنع المعروف ، و إن من فناء الإسلام و فناء المسلمين أن تصير الأموال في أيدي من لا يعرف فيها الحق و لا يصنع فيها المعروف» , وقوله (عليه السلام) : «رأيت المعروف كاسمه ، وليس شيء أفضل من المعروف إلا ثوابه» , وقوله (عليه السلام) مخاطبا لزرارة «ثلاثة إن تعلمهن المؤمن كانت زيادة في عمره و بقاء لنعمه عليه , فقلت و ما هن؟ فقال : تطويله في ركوعه و سجوده في صلاته ، و تطويله لجلوسه على طعامه إذا أطعم على مائدته ، واصطناعه المعروف إلى أهله».
وقوله (عليه السلام) : «أقيلوا لأهل المعروف عثراتهم ، واغفروا لهم ، فإن كف اللّه عليهم هكذا و أومأ بيده كأنه يظلل بها شيئا» , وقوله (عليه السلام) : «صنائع المعروف تقى مصارع السوء» , وقال (عليه السلام) : «إن للجنة بابا يقال له المعروف ، لا يدخله إلا أهل المعروف وأهل المعروف في الدنيا هم أهل المعروف في الآخرة» : يعني كما أنهم يصنعون المعروف في الدنيا كذلك يصنعونه في الآخرة ، يهبون حسناتكم لمن شاؤوا ، كما قال الصادق (عليه السلام) في خبر آخر: «يقال لهم في الآخرة : إن ذنوبكم قد غفرت لكم ، فهبوا حسناتكم لمن شئتم و ادخلوا الجنة».
وقال (عليه السلام) : «قال أصحاب رسول اللّه (صلى اللّه عليه و آله) : يا رسول اللّه فداك آباؤنا و أمهاتنا! إن أصحاب المعروف في الدنيا عرفوا بمعروفهم ، فبم يعرفون في الآخرة؟ فقال (صلى اللّه عليه و آله) : إن اللّه إذا أدخل أهل الجنة الجنة ، أمر ريحا عبقة طيبة فلصقت بأهل المعروف ، فلا يمر أحد منهم بملإ من أهل الجنة إلا وجدوا ريحه ، فقالوا : هذا من أهل المعروف».
|
|
"عادة ليلية" قد تكون المفتاح للوقاية من الخرف
|
|
|
|
|
ممتص الصدمات: طريقة عمله وأهميته وأبرز علامات تلفه
|
|
|
|
|
ندوات وأنشطة قرآنية مختلفة يقيمها المجمَع العلمي في محافظتي النجف وكربلاء
|
|
|