أقرأ أيضاً
التاريخ: 5-10-2016
1815
التاريخ: 2024-02-29
782
التاريخ: 2024-01-31
850
التاريخ: 2-1-2021
6975
|
الظلم قد يراد به ما هو ضد العدالة ، و هو التعدي عن الوسط في أي شيء كان ، و هو جامع للرذائل بأسرها , و هذا هو الظلم بالمعنى الأعم ، و قد يطلق عليه الجور أيضا و قد يراد به ما يرادف الإضرار و الإيذاء بالغير، و هو يتناول قتله و ضربه و شتمه و قذفه و غيبته و أخذ ماله قهرا و نهبا و غصبا و سرقة و غير ذلك من الأقوال و الأفعال المؤذية.
وهذا هو الظلم بالمعنى الأخص ، و هو المراد إذا أطلق في الآيات و الأخبار و في عرف الناس و باعثه إن كانت العداوة و الحسد ، يكون من رذائل قوة الغضب ، و إن كان الحرص و الطمع في المال ، يكون من رذائل قوة الشهوة , و هو أعظم المعاصي و أشدها عذابا باتفاق جميع الطوائف و يدل على ذمه , ما تكرر في القرآن من اللعن على الظالمين ، و كفاه ذما أنه تعالى قال في مقام ذم الشرك : {إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ} [لقمان : 13] , و قال : {إِنَّمَا السَّبِيلُ عَلَى الَّذِينَ يَظْلِمُونَ النَّاسَ وَيَبْغُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ أُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ } [الشورى : 42] و قال : وَ لا {وَلَا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غَافِلًا عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ} [إبراهيم : 42] , و قال : {وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُونَ} [الشعراء : 227] .
وقال رسول اللّه (صلى اللّه عليه و آله) : «إن أهون الخلق على اللّه ، من ولي أمر المسلمين فلم يعدل لهم» , وقال (صلى اللّه عليه و آله) «جور ساعة في حكم ، أشد و أعظم عند اللّه من معاصي تسعين سنة» , و قال (صلى اللّه عليه و آله) : «اتقوا الظلم ، فإنه ظلمات يوم القيامة» وقال (صلى اللّه عليه و آله) : «من خاف القصاص ، كف عن ظلم الناس» , وروى : «أنه تعالى أوحى إلى داود : قل للظالمين لا تذكروني ، فإن حقا علي أن أذكر من ذكرني ، و إن ذكري إياهم أن ألعنهم» , وقال علي ابن الحسين (عليهما السلام) لابنه أبي جعفر (عليه السلام) حين حضرته الوفاة : «يا بني ، إياك و ظلم من لا يجد عليك ناصرا إلا اللّه» , وقال أبو جعفر (عليه السلام) : «ما من أحد يظلم بمظلمة إلا أخذه اللّه تعالى بها في نفسه أو ماله» , وقال رجل له (عليه السلام) : «إني كنت من الولاة ، فهل لي من توبة؟ , فقال : لا! حتى تؤدي إلى كل ذي حق حقه».
وقال (عليه السلام) : «الظلم ثلاثة : ظلم يغفره اللّه تعالى ، و ظلم لا يغفره اللّه تعالى ، و ظلم لا يدعه اللّه , فأما الظلم الذي لا يغفره اللّه عز و جل فالشرك ، و أما الظلم الذي يغفره اللّه عز و جل فظلم الرجل نفسه فيما بينه و بين اللّه عز و جل ، وأما الظلم الذي لا يدعه فالمداينة بين العباد» , وقال الصادق (عليه السلام) في قوله تعالى : {إِنَّ رَبَّكَ لَبِالْمِرْصَادِ} [الفجر: 14].
«قنطرة على الصراط ، لا يجوزها عبد بمظلمة» , وقال (عليه السلام) «ما من مظلمة أشد من مظلمة لا يجد صاحبها عليها عونا إلا اللّه تعالى» , وقال : «من أكل مال أخيه ظلما ، ولم يرده إليه ، أكل جذوة من النار يوم القيامة» , وقال (عليه السلام) : «إن اللّه عز و جل أوحى إلى نبي من أنبيائه في مملكة جبار من الجبارين : أن ائت هذا الجبار، فقل له : إني لم استعملك على سفك الدماء و اتخاذ الأموال ، و إنما استعملتك لتكف عني أصوات المظلومين ، فإني لن أدع ظلامتهم و إن كانوا كفارا» , وقال (عليه السلام) : «أما إن المظلوم يأخذ من دين الظالم أكثر مما يأخذ الظالم من مال المظلوم ... ثم قال : من يفعل الشر بالناس فلا ينكر الشر إذا فعل به , أما إنه يحصد ابن آدم ما يزرع , و ليس يحصد أحد من المر حلوا ، و لا من الحلو مرا».
وقال (عليه السلام) : «من ظلم ، سلط اللّه عليه من يظلمه ، أو على عقبه أو على عقب عقبه» قال الراوي : «قلت هو يظلم ، فيسلط اللّه على عقبه أو على عقب عقبه؟! قال : فإن اللّه تعالى يقول : { وَلْيَخْشَ الَّذِينَ لَوْ تَرَكُوا مِنْ خَلْفِهِمْ ذُرِّيَّةً ضِعَافًا خَافُوا عَلَيْهِمْ فَلْيَتَّقُوا اللَّهَ وَلْيَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا} [النساء : 9].
والظاهر أن مؤاخذة الأولاد بظلم آبائهم إنما هو في الأولاد الذين كانوا راضين بفعل آبائهم ، أو وصل إليهم أثر ظلمهم ، أي انتقل إليهم منهم بعض أموال المظلومين , و قال بعض العلماء : الوجه في ذلك : أن الدنيا دار مكافاة و انتقام ، و إن كان بعض ذلك مما يؤخر إلى الآخرة.
وفائدة ذلك أما بالنسبة إلى الظالم فإنه يردعه عن الظلم إذا سمع ، و أما بالنسبة إلى المظلوم فإنه يستبشر بنيل الانتقام في الدنيا مع نيله ثواب الظلم الواقع عليه في الآخرة ، فإنه ما ظفر أحد بخير مما ظفر به المظلوم ، لأنه يأخذ من دين الظالم أكثر مما أخذ الظالم من ماله ، كما تقدم وهذا مما يصحح الانتقام من عقب الظلم أو عقب عقبه ، فإنه و إن كان في صورة الظلم ، لأنه انتقام من غير أهله ، مع أنه لا تزر وازرة وزر أخرى ، إلا أنه نعمة من اللّه عليه في المعنى من جهة ثوابه في الدارين ، فإن ثواب المظلوم في الآخرة أكثر مما جرى عليه من الظلم في الدنيا.
ثم إن معين الظالم ، و الراضي بفعله ، و الساعي له في قضاء حوائجه و حصول مقاصده كالظالم بعينه في الإثم و العقوبة.
قال الصادق (عليه السلام) : «العالم بالظلم ، و المعين له ، و الراضي به ، شركاء ثلاثتهم».
وقال (عليه السلام) : «من عذر ظالما بظلمه ، سلط اللّه عليه من يظلمه ، فإن دعا لم يستجب له ولم يأجره اللّه على ظلامته» , وقال رسول اللّه (صلى اللّه عليه و آله) : «شر الناس المثلث؟» قيل : و ما المثلث قال : «الذي يسعى بأخيه إلى السلطان ، فيهلك نفسه ، و يهلك أخاه ، و يهلك السلطان» , وقال (صلى اللّه عليه و آله) : «من مشى مع ظالم فقد أجرم» , وقال (صلى اللّه عليه و آله) : «إذا كان يوم القيامة ، نادى مناد : أين الظلمة و أعوان الظلمة و من لاق لهم دواة أو ربط لهم كيسا أو مدهم بمدة قلم؟ , فاحشروهم معهم».
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مدرسة دار العلم.. صرح علميّ متميز في كربلاء لنشر علوم أهل البيت (عليهم السلام)
|
|
|