المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

القرآن الكريم وعلومه
عدد المواضيع في هذا القسم 17808 موضوعاً
تأملات قرآنية
علوم القرآن
الإعجاز القرآني
قصص قرآنية
العقائد في القرآن
التفسير الجامع
آيات الأحكام

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
تـشكيـل اتـجاهات المـستـهلك والعوامـل المؤثـرة عليـها
2024-11-27
النـماذج النـظريـة لاتـجاهـات المـستـهلـك
2024-11-27
{اصبروا وصابروا ورابطوا }
2024-11-27
الله لا يضيع اجر عامل
2024-11-27
ذكر الله
2024-11-27
الاختبار في ذبل الأموال والأنفس
2024-11-27

البكتريا ضوئية التغذية Phototrophic Bacteria
9-8-2019
Ascaris
8-12-2015
الاثر الروحي في معرفة علم المعصوم
11-4-2017
حشيشة الملائكة
2024-09-06
The trp Operon Is Also Controlled by Attenuation
4-6-2021
الاحسان للخائن
29-6-2019


الاستدراج  
  
3331   05:55 مساءاً   التاريخ: 5-11-2014
المؤلف : محمّد هادي معرفة
الكتاب أو المصدر : تلخيص التمهيد
الجزء والصفحة : ج2 ، ص456-459.
القسم : القرآن الكريم وعلومه / الإعجاز القرآني / الإعجاز البلاغي والبياني /

سمّاه بعضهم ( مجاراة الخصم ) ليعثر ، بأن يُسلّم له بعض مقدماته حيث يراد تبكيته وإلزامه كم يُجاري الصيدَ ليستولي عليه ويقبضه .

قال ابن معصوم : هو إرخاء العنان مع الخصم ليعثر حيث يراد تبكيته وإفحامه ، وهو من مخادعات الأقوال والتصرّفات الحسنة التي هي مِن السحر الحلال ، يُسمعه الحقّ على وجه لا يُغضبه .

كقوله تعالى : {لَا تُسْأَلُونَ عَمَّا أَجْرَمْنَا وَلَا نُسْأَلُ عَمَّا تَعْمَلُونَ} [سبأ : 25] ، لم يقل عمّا تجرمون ؛ احترازاً عن التصريح بنسبة الجرم إليهم واكتفاءً بالتعريض في قوله ( عمّا أجرمنا ) ؛ لئلاّ تأخذهم الحمية الجاهلية والأنفة ، وليتفكّروا في حالة أنفسهم وحالة من خالفهم في العمل ، إن صلاحاً أو فساداً ، فيُدركوا بالتأمّل ما هو الحقّ منهما (1) .

وقد فصّل الكلام في ذلك ابن الأثير ، وعقد له باباً استخرجه من كتاب الله وشرحه شرحاً وافياً ، قال :

وهذا الباب أنا استخرجته من كتاب الله تعالى ، وهو مخادعات الأقوال التي تقوم مقام مخادعات الأفعال ، والكلام فيه وإن تضمّن بلاغة ، فليس الغرض هاهنا ذِكرُ بلاغته فقط ، بل الغرض ذِكر ما تضمّنه من النكت الدقيقة في استدراج الخصم إلى الإذعان والتسليم ، وإذا حُقّق النظر فيه عُلم أنّ مدار البلاغة كلّها عليه ؛ لأنّه لا انتفاع بإيراد الألفاظ المليحة الرائقة ، ولا المعاني اللطيفة الدقيقة ، دون أن تكون مستَجلِبة لبلوغ غرض المخاطب بها .

والكلام في مثل هذا ينبغي أن يكون قصيراً في خلابه ، لا قصيراً في خطابه .

فإذا لم يتصرّف الكاتب في استدراج الخصم إلى إلقاء يده ، وإلاّ فليس (2) بكاتب ، ولا شبيه له إلاّ صاحب الجدل ، فكما أنّ ذاك يتصرّف في المغالطات القياسية ، فكذلك هذا يتصرّف في المغالطات الخطابية .

وقد ذكرتُ في هذا النوع ما يُتعلّمّ منه سلوكُ هذه الطريق .

فمِن ذلك قوله تعالى : {وَقَالَ رَجُلٌ مُؤْمِنٌ مِنْ آلِ فِرْعَوْنَ يَكْتُمُ إِيمَانَهُ أَتَقْتُلُونَ رَجُلًا أَنْ يَقُولَ رَبِّيَ اللَّهُ وَقَدْ جَاءَكُمْ بِالْبَيِّنَاتِ مِنْ رَبِّكُمْ وَإِنْ يَكُ كَاذِبًا فَعَلَيْهِ كَذِبُهُ وَإِنْ يَكُ صَادِقًا يُصِبْكُمْ بَعْضُ الَّذِي يَعِدُكُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي مَنْ هُوَ مُسْرِفٌ كَذَّابٌ} [غافر : 28] .

أَلا ترى ما أحسن مأخذ هذا الكلام وألطفه ، فإنّه أخذهم بالاحتجاج على طريقة التقسيم ، فقال : لا يخلو هذا الرجل مِن أن يكون كاذباً فكذبه يعود عليه ولا يتعدّاه ، أو يكون صادقاً فيصيبكم (3) بعض الذي يعدكم إن تعرّضتم له .

وفي هذا الكلام من حسن الأدب والإنصاف ما أذكره لك ، فأقول : إنّما قال : ( يُصِبْكُم بَعْضُ الّذِي يَعِدُكُمْ ) وقد عُلم أنّه نبيٌّ صادقٌ ، وأنّ كلّ ما يعدهم به لابدّ وأن يصيبهم ، لا بعضه ؛ لأنّه احتاج في مقاولة خصوم موسى ( عليه السلام ) أن يسلك معهم طريق الإنصاف والملاطفة في القول ، ويأتيهم من جهة المناصحة ؛ ليكون أدعى إلى سكونهم إليه ، فجاء بما عُلم أنّه أقرب إلى تسليمهم لقوله ، وأدخل في تصديقهم إيّاه ، فقال : ( وَإِن يَكُ صَادِقاً يُصِبْكُم بَعْضُ الّذِي يَعِدُكُمْ ) وهو كلامُ المنصف في مقابلة غير المشتطّ ؛ وذلك أنّه حين فرضه صادقاً فقد أثبت أنه صادقٌ في جميع ما يَعدُ به ، لكنّه أردف بقوله : ( يُصِبْكُم بَعْضُ الّذِي يَعِدُكُمْ ) ليهضمه بعض حقّه في ظاهر الكلام فيريهم أنّه ليس كلام مَن أعطاه حقّه وافياً ، فضلاً عن أن يتعصّب له ، وتقديم الكاذب على الصادق مِن هذا القبيل ، كأنّه بَرطلَهم (4) في صدر الكلام بما يزعمونه ؛ لئلاّ ينفروا منه .

وكذلك قوله في آخر الآية : ( إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي مَنْ هُوَ مُسْرِفٌ كَذَّابٌ ) أي هو على الهدى ، ولو كان مسرفاً كذّاباً لَما هداه الله للنبوّة ، ولا عَضده بالبيّنات .

وفي هذا الكلام من خداع الخصم واستدراجه مالا خفاء به ، وقد تضمّن من اللطائف الدقيقة ما إذا تأمّلته حقّ التأمّل أعطيته حقّه من الوصف .

وممّا يجري هذا الأُسلوب قوله تعالى : {وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِبْرَاهِيمَ إِنَّهُ كَانَ صِدِّيقًا نَبِيًّا (41) إِذْ قَالَ لِأَبِيهِ يَا أَبَتِ لِمَ تَعْبُدُ مَا لَا يَسْمَعُ وَلَا يُبْصِرُ وَلَا يُغْنِي عَنْكَ شَيْئًا (42) يَا أَبَتِ إِنِّي قَدْ جَاءَنِي مِنَ الْعِلْمِ مَا لَمْ يَأْتِكَ فَاتَّبِعْنِي أَهْدِكَ صِرَاطًا سَوِيًّا (43) يَا أَبَتِ لَا تَعْبُدِ الشَّيْطَانَ إِنَّ الشَّيْطَانَ كَانَ لِلرَّحْمَنِ عَصِيًّا (44) يَا أَبَتِ إِنِّي أَخَافُ أَنْ يَمَسَّكَ عَذَابٌ مِنَ الرَّحْمَنِ فَتَكُونَ لِلشَّيْطَانِ وَلِيًّا} [مريم : 41 - 45].

هذا كلامٌ يهزّ أعطاف السامعين ، وفيه من الفوائد ما أذكره ، وهو أنّه لمّا أراد إبراهيم ( عليه السلام ) أن ينصح أباه ويعظه وينقذه ممّا كان متورّطاً فيه من الخطأ العظيم الذي عصى به أمر العقل رتّب الكلام معه في أحسن نظام ، مع استعمال المجاملة واللطف ، والأدب الحميد ، والخلق الحسن ، مستنصحاً في ذلك بنصيحة ربّه ، وذاك أنّه طلب منه أَوّلاً العلّة في خطيئته طلب منبّهٍ على تماديه ، موقظٍ من غفلته ؛ لأنّ المعبود لو كان حيّاً مميّزاً سميعاً بصيراً مقتدراً على الثواب والعقاب ـ إلاّ أنّ بعض الخلق يستخفّ عقل مَن أهّله للعبادة ، ووصفه بالربوبية ولو كان أشرف الخلائق كالملائكة والنبيّين ـ فكيف بمَن جعل المعبود جماداً لا يسمع ولا يبصر ، يعني به الصنم .

ثمّ ثنّى ذلك بدعوته إلى الحق ، مترفِّقاً به ، فلم يَسِم أباه بالجهل المطلق ، ولا نفسه بالعلم الفائق ، ولكنّه قال : إنّ معي لطائف من العلم وشيئاً منه ، وذلك عِلمُ الدلالة على سلوك الطريق ، فلا تستنكف ، وهب أنّي وإيّاك في مسير وعندي معرفة بهداية الطريق دونك ، فاتّبعني أُنجك مِن أن تضلّ .

ثمّ ثلّث ذلك بتثبيطه عمّا كان عليه ونهيه ، فقال : إنّ الشيطان الذي استعصى على ربّك ـ وهو عدوّك وعدوّ أبيك آدم ـ هو الذي ورّطك في هذه الورطة ، وألقاك في هذه الضلالة ، وإنّما ألغى إبراهيم ( عليه السلام ) ذِكر معاداة الشيطان آدم وذرّيته في نصيحة أبيه ؛ لأنّه لإمعانه في الإخلاص لم يذكر من جنايتي الشيطان إلاّ التي تختّص بالله ، وهي عصيانه واستكباره ، ولم يلتفت إلى ذكر معاداته آدم وذرّيته .

ثمّ ربّع ذلك بتخويفه سوء العاقبة ، فلم يُصرّح بأنّ العقاب لاحِقٌّ به ، ولكنّه قال : ( إِنّي أَخَافُ أَن يَمَسّكَ عَذَابٌ ) ، فنكّر العذاب ملاطفةً لأبيه ، وصدّر كلّ نصيحة من هذه النصائح بقوله ( يا أبت ) توسّلاً إليه واستعطافاً .

وهذا بخلاف ما أجابه به أبوه ، فإنّه قال : ( أَرَاغِبٌ أَنْتَ عَنْ آلِهَتِي يَا إِبْرَاهِيمُ ) فأقبل عليه بفظاظة الكفر ، وغلظ العناد ، فناداه باسمه ، ولم يقابل قوله ( يا أبت ) بقوله ( يا بنيّ ) ، وقدّم الخبر على المبتدأ في قوله ( أراغبٌ أنت ) ؛ لأنّه كان أهمّ عنده ، وفيه ضربٌ مِن التعجّب والإنكار لرغبة إبراهيم عن آلهته .

وفي القرآن الكريم مواضع كثيرة مِن هذا الجنس لا سيّما في مخاطبات الأنبياء صلوات الله عليهم للكفّار ، والردّ عليهم ، وفي هذين المثالين المذكورين هاهنا كفاية ومقنع (1) .
______________________
(1) أنوار الربيع : ج6 ص62 و63 .

(2) سياق المعنى يقتضي حذف كلمة ( وإلاّ ) .

(3) في الأصل ( يصبكم ) .

(4) يقال : بَرطل فلاناً أي : رشاه ، فتبرطل : فارتشى .

(5) المثل السائر : ج2 ص260 ـ 264 .




وهو تفسير الآيات القرآنية على أساس الترتيب الزماني للآيات ، واعتبار الهجرة حدّاً زمنيّاً فاصلاً بين مرحلتين ، فكلُّ آيةٍ نزلت قبل الهجرة تُعتبر مكّيّة ، وكلّ آيةٍ نزلت بعد الهجرة فهي مدنيّة وإن كان مكان نزولها (مكّة) ، كالآيات التي نزلت على النبي حين كان في مكّة وقت الفتح ، فالمقياس هو الناحية الزمنيّة لا المكانيّة .

- المحكم هو الآيات التي معناها المقصود واضح لا يشتبه بالمعنى غير المقصود ، فيجب الايمان بمثل هذه الآيات والعمل بها.
- المتشابه هو الآيات التي لا تقصد ظواهرها ، ومعناها الحقيقي الذي يعبر عنه بـ«التأويل» لا يعلمه الا الله تعالى فيجب الايمان بمثل هذه الآيات ولكن لا يعمل بها.

النسخ في اللغة والقاموس هو بمعنى الإزالة والتغيير والتبديل والتحوير وابطال الشي‏ء ورفعه واقامة شي‏ء مقام شي‏ء، فيقال نسخت الشمس الظل : أي ازالته.
وتعريفه هو رفع حكم شرعي سابق بنص شرعي لا حق مع التراخي والزمان بينهما ، أي يكون بين الناسخ والمنسوخ زمن يكون المنسوخ ثابتا وملزما بحيث لو لم يكن النص الناسخ لاستمر العمل بالسابق وكان حكمه قائما .
وباختصار النسخ هو رفع الحكم الشرعي بخطاب قطعي للدلالة ومتأخر عنه أو هو بيان انتهاء امده والنسخ «جائز عقلا وواقع سمعا في شرائع ينسخ اللاحق منها السابق وفي شريعة واحدة» .