المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

القرآن الكريم وعلومه
عدد المواضيع في هذا القسم 16661 موضوعاً
تأملات قرآنية
علوم القرآن
الإعجاز القرآني
قصص قرآنية
العقائد في القرآن
التفسير الجامع
آيات الأحكام

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
العمرة واقسامها
2024-06-30
العمرة واحكامها
2024-06-30
الطواف واحكامه
2024-06-30
السهو في السعي
2024-06-30
السعي واحكامه
2024-06-30
الحلق واحكامه
2024-06-30

الأفعال التي تنصب مفعولين
23-12-2014
صيغ المبالغة
18-02-2015
الجملة الإنشائية وأقسامها
26-03-2015
اولاد الامام الحسين (عليه السلام)
3-04-2015
معاني صيغ الزيادة
17-02-2015
انواع التمور في العراق
27-5-2016


إقناع العقل وإمتاع النفس  
  
2402   05:58 مساءاً   التاريخ: 5-11-2014
المؤلف : محمّد هادي معرفة
الكتاب أو المصدر : تلخيص التمهيد
الجزء والصفحة : ج2 ، ص448-450.
القسم : القرآن الكريم وعلومه / الإعجاز القرآني / الإعجاز البلاغي والبياني /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 5-11-2014 1543
التاريخ: 15-6-2016 3212
التاريخ: 17-11-2020 2238
التاريخ: 20-09-2014 1818

ميزة أُخرى في احتجاجات القرآن ، هو حينما يحاول إخضاع العقل ببراهينه المتينة تراه لا يتغافل عن إمتاع النفس بلطائف كلامه الظريفة ورقائق بيانه العذبة السائغة ، جامعاً بين أناقة التعبير وفخامة المحتوى ، سهلاً سلساً يستلذّه الذوق ويستطيبه الطبع ، عذباً فراتاً لذّة للشاربين .

إنّ للنفس الإنسانية جهتين : جهة تفكير يكون مركزه العقل ، وجهة إحساس يكون مركزه وجدان الضمير ، وحاجة كل واحدة منهما غير حاجة أُختها ، فأمّها إحداهما فإنّها تنقّب عن الحقّ لمعرفته أوّلاً ، وللعمل به ثانياً ، وأمّا الأُخرى فإنّها تحاول تسجيل أحاسيسها بما في الأشياء مِن لذّة وألم ، ومتعة وغذاء للنفس .

والبيان التامّ هو الذي يوفّي لك للحاجتين جميعاً ، ويطير بنفسك بكلا الجناحين ، فيؤتيها حظّها من الفائدة العقلية ، إلى جنب إيفائها متعة الوجدان وإشباع غريزتها في عواطف الإحساس .

أمّا الحكماء فإنّما يؤدّون إليك ثمار عقولهم غذاء لعقلك ، ولا يهمّهم جانب استهواء نفسك ونهم عاطفتك ، يقدّمون حقائق المعارف والعلوم ، لا يأبهون لِما فيها من جفاف وعري ونبوٍّ عن الطباع .

وأمّا الشعراء فإنّما يسعون إلى استثارة وجدانك وتهييج عواطفك وأحاسيسك ، وإمتاع سمعك وضميرك ، فلا يبالون بما صوّروه لك أن يكون غيّاً أو رشداً ، وأن يكون حقيقةً أو تخيّلاً ، فتراهم جادّين وهم هازلون ، يستبكون وإن كانوا لا يبكون ، ويُطربون وإن كانوا لا يَطربون {وَالشُّعَرَاءُ يَتَّبِعُهُمُ الْغَاوُونَ * أَلَمْ تَرَ أَنَّهُمْ فِي كُلِّ وَادٍ يَهِيمُونَ * وَأَنَّهُمْ يَقُولُونَ مَا لَا يَفْعَلُونَ} [الشعراء : 224 - 226] وكلّ إنسان حينما يفكّر فإنّما هو فيلسوف ، وكل إنسان حينما يحسّ فإنّما هو شاعر ، ولا تتكافأ القوّتان ، ( قوّة التفكير وقوّة الوجدان ) ، وكذا سائر القوى النفسية على سواء ... ولو مالت هذه القوى إلى شيء من التعادل عند قليل من الناس فإنّها لا تعمل في النفس دفعة وبنسبة واحدة ، بل متناوبة في حال بعد حال ، وكلّما تسلّطت قوّة اضمحلّت أُخرى وكاد ينمحي أثرها ، فالذي يُنهمك في التفكير تتناقص قوّة وجدانه ، والذي يسعى وراء لذائذه عند ذاك تضعف قوّة تفكيره وهكذا لا تقصد النفس إلى هاتين الغايتين قصداً واحداً أبداً {مَا جَعَلَ اللَّهُ لِرَجُلٍ مِنْ قَلْبَيْنِ فِي جَوْفِهِ} [الأحزاب : 4] .

وكيف تطمح أن يهب لك إنسان مثلك هاتين الطلبتين على سواء وهو لم يجمعهما في نفسه على سواء ، وما كلام المتكلّم إلاّ انعكاس الحالة الغالبة عليه ، ( وكلّ إناء بالّذي فيه ينضح ) ، {قُلْ كُلٌّ يَعْمَلُ عَلَى شَاكِلَتِهِ } [الإسراء : 84] وفاقد الشيء لا يستطيع أن يمنحك به .

هذا مقياس يمكنك أن تتبيّن فيه ما لكلّ لسان وما لكلّ قلم مِن قوّة غالبة عليه ، حينما ينطق وحينما يكتب ، فإذا رأيته يتّجه إلى حقيقة فرغ له بعد ما قضى وطره ممّا مضى ... عرفت بذلك أنّه يضرب بوترين ، يتعاقب على نفسه الشعور والتفكير تعاقب الليل والنهار لا يجتمعان .

وأمّا أنّ أُسلوباً واحداً يتّجه اتّجاهاً واحداً ، ويستهدف هدفاً واحداً ، ويرمي إلى غرض واحد ، ولكنّه مع ذلك قد جمع لك بين الطريقتين : إقناع عقلك وإمتاع نفسك معاً ، وفي آنٍ واحد وفي كلام واحد ، كما يحمل العنصر الواحد من الشجرة الواحدة أوراقاً وأثماراً ، أنواراً وأزهاراً ، معاً ، أو كما تجري الروح في الجسد والماء في العود الأخضر ... فذلك ما لا تظفر به في كلام بشر على الإطلاق ، ولا هو من سُنن الله في النفس الإنسانية ... {مَا جَعَلَ اللَّهُ لِرَجُلٍ مِنْ قَلْبَيْنِ فِي جَوْفِهِ} [الأحزاب : 4].

فمِن أين لك بكلام واحد وبيان واحد وأُسلوب واحد ، يفيض عليك من الحقيقة البرهانية والدلائل العقلانية ، بما يرضي أُولئك الفلاسفة الحكماء ، والمتعمّقين النبلاء ، ويرضخ بعقولهم الجبّارة .

وإلى جانب ذلك ـ وفي نفس الوقت ـ يضفي عليه من المتعة الوجدانية والعذوبة والحلاوة والطلاوة ، ما يسدّ فَهمَ هؤلاء الشعراء المرحين وأصحاب الأذواق الرقيقة الفكهين .

ذلك هو الله ربّ العالمين ، الذي لا يشغله شأن عن شأن ، القادر على أن يُخاطب العقل والقلب معاً بلسان واحد ، وأن يخرج الحقّ والجمال جميعاً ، يلتقيان ولا يبغيان ... فيستخرج منهما اللؤلؤ والمرجان ... ويسقيك من هذا وذاك شراباً طهوراً ، عذباً فراتاً ، سائغاً لذّةً للشاربين .

هذا هو الذي تجده في كتاب الله الكريم ، حيثما توجّهت وأينما تولّيت بوجهك ، إنّه في فسحة قَصَصه وأخباره عن الماضين ، لا ينسى حقّ العقل من حِكم وعِبر ، وأنّه في مزدحم براهينه ودلائله ، لا يغفل حظّ القلب من رغبة ورهبة وشوق ورجاء ، يبثّ ذلك بوفرة شاملة ، في جميع آياته وبيّناته ، في مطالعها ومقاطعها وتضاعيفها ، الأمر الذي {تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ} [الزمر : 23] ، و {إِنَّهُ لَقَوْلٌ فَصْلٌ (13) وَمَا هُوَ بِالْهَزْلِ} [الطارق : 13، 14].




وهو تفسير الآيات القرآنية على أساس الترتيب الزماني للآيات ، واعتبار الهجرة حدّاً زمنيّاً فاصلاً بين مرحلتين ، فكلُّ آيةٍ نزلت قبل الهجرة تُعتبر مكّيّة ، وكلّ آيةٍ نزلت بعد الهجرة فهي مدنيّة وإن كان مكان نزولها (مكّة) ، كالآيات التي نزلت على النبي حين كان في مكّة وقت الفتح ، فالمقياس هو الناحية الزمنيّة لا المكانيّة .

- المحكم هو الآيات التي معناها المقصود واضح لا يشتبه بالمعنى غير المقصود ، فيجب الايمان بمثل هذه الآيات والعمل بها.
- المتشابه هو الآيات التي لا تقصد ظواهرها ، ومعناها الحقيقي الذي يعبر عنه بـ«التأويل» لا يعلمه الا الله تعالى فيجب الايمان بمثل هذه الآيات ولكن لا يعمل بها.

النسخ في اللغة والقاموس هو بمعنى الإزالة والتغيير والتبديل والتحوير وابطال الشي‏ء ورفعه واقامة شي‏ء مقام شي‏ء، فيقال نسخت الشمس الظل : أي ازالته.
وتعريفه هو رفع حكم شرعي سابق بنص شرعي لا حق مع التراخي والزمان بينهما ، أي يكون بين الناسخ والمنسوخ زمن يكون المنسوخ ثابتا وملزما بحيث لو لم يكن النص الناسخ لاستمر العمل بالسابق وكان حكمه قائما .
وباختصار النسخ هو رفع الحكم الشرعي بخطاب قطعي للدلالة ومتأخر عنه أو هو بيان انتهاء امده والنسخ «جائز عقلا وواقع سمعا في شرائع ينسخ اللاحق منها السابق وفي شريعة واحدة» .