التجديد  Renewal، Regeneration:

يعتبر مفهوم التجديد من أكثر المفاهيم التي تناولتها التيارات الثقافية والفكرية المختلفة، وقد انعكس هذا التنازع على المفهوم ذاته من حيث معناه ودلالاته، وعلى ارض الواقع يصل الباحثون لحقيقة يسلمون بها وهي أن التجديد -على مختلف مستوياته وانواعه -  قد تُخفق جهوده وذلك بسبب عدم وضوح الجذور الفكرية والمنهجية لعملية التجديد وفي تأكيد واضح على أهمية الربط بين الناحية النظرية والفعلية في مجال التجديد الحضاري.

والتجديد في اللغة العربية من أصل الفعل "تجدد" أي صار جديدًا، جدده أي صيّره جديدًا وكذلك أجدّه واستجده، وكذلك سُمِّي كل شيء لم تأت عليه الأيام بالتقادم جديدًا، ومن خلال هذه المعاني اللغوية يمكننا القول: إن التجديد في أصل معناه اللغوي يبعث في الذهن تصورًا تجتمع فيه ثلاثة معانٍ متصلة:

1- إن الشيء المجدد قد كان في اول الامر موجودا وقائما ومعهودا.

2- إن هذا الشيء قد أتت عليه الأيام فأصابه البلى وصار قديمًا.

3-إن ذلك الشيء قد أعيد إلى مثل الحالة التي كان عليها قبل أن يبلى ويخلق.  (www.arabphilosophers.com) اما من جانب اخر فقد عرف التجديد ايضا بانه مصطلح يستخدم لوصف عملية إعادة البناء الاقتصادي عموما في مجال عانى من التدهور بسبب التغيرات الهيكلية التي تحدث في الاقتصاد كما يمكن ان يطبق في المراكز الحضرية والريفية على حد سواء.(Tribe , 2004 : 297) 

كما ان عملية التجديد لا يجب ان تكون عشوائية وغير متلائمة مع هدف التجديد أي انها يجب ان تكون عملية متوافقة مع الأهداف والمراحل الزمنية التي تمر بها تلك العملية والا كانت النتائج عكسية وهذا ما تم ذكره في احد البحوث، حيث بين أن عمليات التجديد التي أجريت في مجتمعات معينة لازالت تعاني من نتائج سلبية على كافة المستويات بسبب عدم توفر الأجواء الملائمة لنجاحها كونها لم تكن مراعية أصلا لخطط ومراحل وأهداف التجديد الحضري المستدام (الحيدري ، 1985 : 35).