أقرأ أيضاً
التاريخ: 21-9-2016
1219
التاريخ: 21-9-2016
929
التاريخ: 21-9-2016
1090
التاريخ: 22-9-2016
912
|
حضور القلب : فسببه الاهتمام , فان قلت : كل أحد تابع لهمه ، فلا يحضر إلا فيما يهمه ، و مهما أهمه أمر حضر فيه قلبه ، شاء أو لم يشأ ، فهو مجبول عليه مسخر فيه ، و القلب اذا لم يحضر في الصلاة لم يكن متعطلا ، بل كان حاضرا فيما يهمه من أمور الدنيا.
فلا حيلة و لا علاج لإحضار القلب في الصلاة إلا بصرف الهمة اليها ، و الهمة لا تنصرف إليها ما لم يتيقن أن الآخرة خير و أبقى ، و ان الصلاة وسيلة إليها.
و إذا أضيف إلى هذا العلم بحقارة الدنيا و مهانتها ، حصل من مجموع ذلك حضور القلب في الصلاة , و لكون الباعث و السبب لإحضار القلب في أمر إنما هو الاهتمام و الاعتناء بشأنه ترى قلبك يحضر اذا حضرت بين يدي ملك من ملوك الدنيا ، بل بين يدي بعض الأكابر ممن لا يقدر على نفعك و ضرك.
فإذا كان لا يحضر قلبك عند المناجاة مع ملك الملوك الذي بيده الملك والملكوت والنفع و الضر فلا تظنن أن له سببا سوى ضعف الايمان و اليقين , فينبغي حينئذ السعي في تقوية اليقين و الايمان.
و أما التفهم : فسببه - بعد حضور القلب - ادمان الفكر، و صرف الذهن إلى ادراك المعنى.
وعلاجه ما هو علاج إحضار القلب ، مع الإقبال على الفكر، و التشمر لرفع الخواطر الشاغلة بقطع موادها ، أعنى النزوع على الأسباب التي تنجذب الخواطر إليها , و ما لم تنقطع تلك المواد لا تنصرف عنها الخواطر, فان من أحب شيئا أو بغض شيئا أو خاف من شيء ، أكثر ذكره , فذكر المحبوب و المبغوض و المخوف يهجم على القلب بالضرورة.
ولذا ترى أن من أحب غير اللّه أو كان قلبه مشغولا بعداوة أحد أو بالخوف عنه ، لا تصفو له صلاة عن الخواطر.
و أما التعظيم : فهو حالة للقلب يتولد من معرفتين : إحداهما : معرفة جلال اللّه و عظمته ، فان من لا يعتقد عظمته لا تذعن النفس لتعظيمه ، و هذه المعرفة من أصول الايمان , الثانية: معرفة حقارة النفس و خستها و ذلتها ، و كونها عبدا مسخرا مربوبا لا يقدر شيئا من النفع و الضر.
وتتولد من المعرفتين : الاستكانة و الانكسار و الخشوع للّه ، فيعبر عنه بالتعظيم ، وما لم تمتزج معرفة حقارة النفس بمعرفة جلال الرب لا تنتظم حالة التعظيم و الخشوع ، فان المستغني عن غيره الآمن على نفسه ، يجوز أن يعرف من غيره صفات العظمة و الجلال ، ونعوت القدرة و الكمال ، و لا يكون خاشعا معظما له ، لأن معرفة حاجة النفس و حقارتها لم تقترن إليه.
واما الهيبة و الخوف : فحالة للنفس تتولد من المعرفة بقدرة اللّه - تعالى - وسطوته و نفوذ مشيته فيه ، مع قلة المبالاة به ، و انه لو أهلك الأولين و الآخرين لم تنقص من ملكه ذرة ، مع تذكر ما جرى على الأنبياء و الأولياء من المصائب و أنواع البلاء مع القدرة على الدفع.
وكلما زاد العلم باللّه و بصفاته و أفعاله زادت الخشية و الهيبة.
واما الرجاء : فسببه معرفة لطف اللّه - تعالى- و كرمه و عميم انعامه و لطائف صنعه ، و معرفة صدقه في وعده الجنة بالصلاة , فإذا حصل اليقين بوعده و المعرفة بلطفه ، انبعث منها الرجاء.
واما الحياء : فسببه استشعار التقصير في العبادة ، و علمه بالعجز عن القيام بعظيم حق اللّه ، و يقوى ذلك بمعرفة عيوب النفس و آفاتها و قلة اخلاصها و خبث باطنها ، و ميلها إلى الحظ العاجل في جميع افعالها ، مع العلم بجميع ما يقتضيه جلال اللّه و عظمته ، و العلم بأنه مطلع على السرائر و خطرات القلب ، و ان دقت و خفيت.
و هذه المعارف إذا حصلت يقينا ، انبعثت منها- بالضرورة- حالة تسمى بالحياء.
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مدرسة دار العلم.. صرح علميّ متميز في كربلاء لنشر علوم أهل البيت (عليهم السلام)
|
|
|