المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

الاخلاق و الادعية
عدد المواضيع في هذا القسم 6251 موضوعاً
الفضائل
آداب
الرذائل وعلاجاتها
قصص أخلاقية

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
القيمة الغذائية للثوم Garlic
2024-11-20
العيوب الفسيولوجية التي تصيب الثوم
2024-11-20
التربة المناسبة لزراعة الثوم
2024-11-20
البنجر (الشوندر) Garden Beet (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-20
الصحافة العسكرية ووظائفها
2024-11-19
الصحافة العسكرية
2024-11-19

ما أحسن شيء للنساء؟!
2024-06-21
خواص الكالسيوم
20-4-2018
المواقع اللاصقة Cohesive Sites
22-11-2017
ماذا يريد الرجل من المرأة ؟
14-1-2016
استقلال الكتابات التاريخية عن العلوم الإسلامية وأسبابها
1-6-2020
اجعلوا في قبرها من تربة الحسين (عليه السلام)
21-8-2017


العزلة  
  
1869   01:39 مساءاً   التاريخ: 21-9-2016
المؤلف : محمد مهدي النراقي
الكتاب أو المصدر : جامع السعادات
الجزء والصفحة : ج3 , ص195-199.
القسم : الاخلاق و الادعية / الفضائل / فضائل عامة /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 17-3-2021 2694
التاريخ: 24-11-2021 1782
التاريخ: 4-1-2022 2200
التاريخ: 21-9-2016 1726

ان من بلغ مقام الانس ، غلب على قلبه حب الخلوة و العزلة عن الناس , لان المخالطة مع الناس تشغل القلب عن التوجه التام إلى اللّه , فلا بد لنا من بيان ان الأفضل من العزلة و المخالطة ايهما , فان العلماء في ذلك مختلفون , والاخبار أيضا في ذلك مختلفة , و لكل واحد منها أيضا فوائد و مفاسد , فنقول : الظاهر من جماعة : تفضيل العزلة على المخالطة مطلقا والظاهر من الأخرى : عكس ذلك.

نظر الأولين إلى إطلاق ما ورد في مدح العزلة ، و إلى فوائدها و ما ورد في مدحها ، كقول النبي (صلى الله عليه واله): «ان اللّه يحب العبد التقي الخفي»، و قوله (صلى الله عليه واله): «أفضل الناس مؤمن يجاهد بنفسه و ماله في سبيل اللّه ، ثم رجل معتزل في شعب من الشعاب»   و قوله (صلى الله عليه واله) لمن سأله عن طريق النجاة : «ليسعك بيتك ، و أمسك عليك دينك   و ابك على خطيئتك» ، وقول الصادق (عليه السلام): «فسد الزمان ، و تغير الاخوان ، و صار الانفراد اسكن للفؤاد» ، و قوله (عليه السلام): «اقلل معارفك ، و أنكر من تعرف منهم»   و قوله (عليه السّلام) : «صاحب العزلة متحصن بحصن اللّه - تعالى-، و متحرس بحراسته  فيا طوبى لمن تفرد به سرا و علانية ! و هو يحتاج إلى عشر خصال : علم الحق و الباطل ، و تحبب الفقر، و اختيار الشدة ، و الزهد ، و اغتنام الخلوة  و النظر في العواقب ، و رؤية التقصير في العبادة مع بذل المجهود ، و ترك العجب ، و كثرة الذكر بلا غفلة ، فان الغفلة مصطاد الشيطان و رأس كل بلية و سبب كل حجاب ، و خلوة البيت عما لا يحتاج إليه في الوقت , قال عيسى بن مريم (عليهما السّلام) : (اخزن لسانك لعمارة قلبك   و ليسعك بينك ، و احذر من الرياء و فضول معاشك ، و استح من ربك ، و ابك على خطيئتك و فرّ من الناس فرارك من الأسد و الافعى ، فانهم كانوا دواء فصاروا اليوم داء ، ثم الق اللّه متى شئت)» , قال ربيع بن خثيم : «إن استطعت أن تكون اليوم في موضع لا تعرف و لا تعرف فافعل ، ففي العزلة صيانة الجوارح ، و فراغ القلب ، و سلامة العيش ، و كسر سلاح الشيطان ، و المجانبة من كل سوء ، و راحة القلب ، و ما من نبي و لا وصي إلا و اختار العزلة في زمانه ، إما في ابتدائه ، و إما في انتهائه» .

وأما فوائد العزلة ، فكالفراغ للعبادة ، و الذكر، و الفكر، و الاستيناس بمناجاة اللّه ، و الاشتغال باستكشاف أسرار اللّه في ملكوت السماوات و الأرض ، و التخلص عن المعاصي التي يتعرض الإنسان لها غالبا بالمخالطة : كالغيبة ، و الرياء ، و سائر آفات اللسان ، و مسارقة الطبع الأعمال الخفية و الأخلاق الردية من الناس ، و المداهنة في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، و الاستخلاص من الفتن و الخصومات و اخطارها ، أو من شر الناس و ايذائهم قولا و فعلا ، و قطع طمعه عن الناس ، و قطع طمعهم عنه ، و الخلاص من مشاهدة الظلمة ، و الفسقة ، و الجهال ، و الثقلاء ، و الحمقى ، و مقاساة أخلاقهم.

ونظر الآخرين - اعني القائلين بتفضيل المخالطة على العزلة الى إطلاق الظواهر الواردة في مدح المخالطة و المؤالفة و المؤانسة و إلى فوائدها ، أما ما ورد في مدحها ، كقول النبي (صلى الله عليه واله) : «المؤمن إلف مألوف ، و لا خير فيمن لا يألف و لا يؤلف» ، و قوله (صلى الله عليه واله): «من فارق الجماعة مات ميتة الجاهلية» و كالاخبار الواردة في ذم الهجرة عن الاخوان ، و قوله (صلى الله عليه واله): «إياكم و الشعاب ، و عليكم بالعامة و الجماعة و المساجد».

و أما فوائد المخالطة : كالتعليم ، و التعلم ، و كسب الأخلاق الفاضلة من مجالسة المتصفين بها و استماع المواعظ و النصائح ، و نيل الثواب بحضور الجمعة و الجماعة و الجنازة ، و عيادة المرضى ، و زيارة الاخوان ، و قضاء حوائج المحتاجين ، و رفع الظلم عن المظلومين ، و إدخال السرور على المؤمنين ، و الاستيناس بالاخوان، و بأهل الورع و العبادة و التقوى ، و هو يروح القلب ، و يهيج داعية النشاط في العبادة ، و إيصال النفع إلى المسلمين بالمال و الجاه واللسان ، و استفادة مزيد الأجر و الثواب بتحصيل المعاش و الكد على العيال ، وارتياض النفس بمقاساة الناس في تحمل أذاهم ، و كسر النفس و شهواتها ، و ادراك صفة التواضع لتوقفه على معاشرة الناس و مخالطتهم و عدم حصوله في الوحدة ، و استفادة التجارب و الكياسة في مصالح الدنيا و الدين ، فانها لا تحصل إلا من مخالطة الخلق و مشاهدة مجاري أحوالهم.

هذه هي فوائد كل من العزلة و المخالطة ، و فوائد كل منهما مفاسد و غوائل للآخر، و أنت  بعد ما عرفت فوائد كل منهما و غوائله  تعلم أن الحكم بترجيح أحدهما على الآخر على الإطلاق خطأ ، كيف يجوز أن يقال : ان العزلة أفضل لشخص جاهل لم يتعلم شيئا من اصوله و فروعه  ولم يقرع سمعه علم الأخلاق ، و لم يميز بين فضائل الصفات و رذائلها ، فضلا عن أن تحصل له التخلية و التحلية ، و مع ذلك يمكن أن يحصل ذلك بالمخالطة مع العلماء و أولى الأخلاق الفاضلة؟ و كيف يجوز أن يقال : إن المخالطة أفضل لمن حصل ما في و سعه و قدرته من العلم و العمل ، و وصل إلى مرتبة الابتهاج و الالتذاذ بالطاعات و المناجاة ، و لم يترتب على مخالطته مع الناس شي‏ء من الفوائد الدينية و الدنيوية ، بل تترتب عليه المفاسد الكثيرة؟.

فالصحيح أن يقال : إن الأفضلية فيهما تختلف بالنظر إلى الأشخاص و الأحوال و الأزمان و الأمكنة , فينبغي أن ينظر إلى كل شخص و حاله ، و إلى خليطه ، و إلى باعث مخالطته ، و إلى ما يحصل بمخالطته من فوائد المخالطة ، و ما يفوت لاجلها من فوائد العزلة , و يوازن بين ذلك ، حتى يظهر الأفضل و الارجح ، و لاختلاف ذلك في حق الأشخاص ، بملاحظة الأحوال والفوائد و الآفات , و ربما يظهر- بعد التأمل- أن الأفضل لبعض الخلق العزلة التامة ، و لبعضهم المخالطة ، و لبعضهم الاعتدال في العزلة و المخالطة , و بما ذكر يظهر أن الأفضل لمن بلغ مقام الانس و الاستغراق : الخلوة و العزلة ، إذ لا ريب في أن المخالطة توجب السقوط عن مرتبة الشهود و الانس ، و لا يتصور من فوائدها شي‏ء يقاوم ذلك , و لذلك كان المحبون المستأنسون باللّه يعتزلون عن الخلق و يؤثرون الخلوة , قال أويس القرني : «ما كنت أرى أحدا يعرف ربه فيأنس بغيره» ، و قال بعضهم : «إذا رأيت الصبح أدركني استرجعت كراهية لقاء الناس» , وقال بعضهم : «سرور المؤمن و لذته في الخلوة بمناجاة ربه» , وقال بعض الصالحين : «رأيت في بعض البلاد عابدا خرج من بعض قلل الجبال ، فلما رآني تنحى عني و تستر بشجرة , فقلت له : سبحان اللّه! أ تبخل علي بالنظر إليك؟ , فقال : يا هذا! اني قمت في هذا الجبل دهرا طويلا اعالج قلبي في الصبر عن الدنيا و أهلها ، فطال في ذلك تعبى و فنى فيه عمري ، فسألت اللّه - تعالى- أن يعطيني ذلك. فسكن قلبي عن الاضطراب ، و ألف الوحدة و الانفراد , فلما نظرت اليك خفت ان اوقع في الأول , فاني أعوذ من شرك برب العالمين و حبيب القانتين , ثم صاح و قال : واغماه من طول المكث في الدنيا! ثم حول وجهه عني و قال : سبحان من أذاق قلوب العارفين من لذة الخلود و حلاوة الانقطاع إليه! ما ألهى قلوبهم عن ذكر الجنان و عن الحور الحسان» , و قال بعض الأكابر : «إنما يستوحش الإنسان من نفسه لخلو ذاته عن الفضيلة , فبملاقاة الناس و مخالطتهم يفرح و يطرد الوحشة من نفسه.

فإذا كانت ذاته فاضلة طلب الوحدة ليستعين بها على الفكرة و يستخرج العلم و الحكمة» , و من هنا قيل : «الاستيناس بالناس من علامات الا فلاس».

فمن تيسر له منزلة بدوام الذكر و الانس باللّه و بدوام الفكر و التحقيق في معرفة اللّه ، فالتجرد والخلوة أفضل له من كل ما يتعلق بالمخالطة , فان غاية العبادات و ثمرة المجاهدات أن يموت الإنسان محبا للّه عارفا باللّه ، و لا محبة إلا بالأنس الحاصل بدوام الذكر، و لا معرفة إلا بدوام الفكر , و فراغ القلب شرط لكل منهما ، و لا فراغ مع المخالطة.

فان قلت : لا منافاة بين المخالطة مع الناس و الانس باللّه ، و لذا كان الأنبياء مخالطين للناس مع غاية استغراقهم في الشهود و الانس.

قلنا : لا يتسع للجمع بين مخالطة الخلق ظاهرا و الإقبال التام على اللّه سرا إلا قوة النبوة , فلا ينبغي أن يغتر كل ضعيف بنفسه فيطمع في ذلك , ثم بما ذكرناه يظهر وجه الجمع بين الاخبار الواردة من الطرفين.

فان ما ورد في فضيلة العزلة إنما هو بالنظر إلى بعض الناس ، و ما ورد في فضيلة المخالطة انما هو بالنظر إلى بعض آخر.




جمع فضيلة والفضيلة امر حسن استحسنه العقل السليم على نظر الشارع المقدس من الدين والخلق ، فالفضائل هي كل درجة او مقام في الدين او الخلق او السلوك العلمي او العملي اتصف به صاحبها .
فالتحلي بالفضائل يعتبر سمة من سمات المؤمنين الموقنين الذين يسعون الى الكمال في الحياة الدنيا ليكونوا من الذين رضي الله عنهم ، فالتحلي بفضائل الاخلاق أمراً ميسورا للكثير من المؤمنين الذين يدأبون على ترويض انفسهم وابعادها عن مواطن الشبهة والرذيلة .
وكثيرة هي الفضائل منها: الصبر والشجاعة والعفة و الكرم والجود والعفو و الشكر و الورع وحسن الخلق و بر الوالدين و صلة الرحم و حسن الظن و الطهارة و الضيافةو الزهد وغيرها الكثير من الفضائل الموصلة الى جنان الله تعالى ورضوانه.





تعني الخصال الذميمة وهي تقابل الفضائل وهي عبارة عن هيأة نفسانية تصدر عنها الافعال القبيحة في سهولة ويسر وقيل هي ميل مكتسب من تكرار افعال يأباها القانون الاخلاقي والضمير فهي عادة فعل الشيء او هي عادة سيئة تميل للجبن والتردد والافراط والكذب والشح .
فيجب الابتعاد و التخلي عنها لما تحمله من مساوئ وآهات تودي بحاملها الى الابتعاد عن الله تعالى كما ان المتصف بها يخرج من دائرة الرحمة الالهية ويدخل الى دائرة الغفلة الشيطانية. والرذائل كثيرة منها : البخل و الحسد والرياء و الغيبة و النميمة والجبن و الجهل و الطمع و الشره و القسوة و الكبر و الكذب و السباب و الشماتة , وغيرها الكثير من الرذائل التي نهى الشارع المقدس عنها وذم المتصف بها .






هي ما تأخذ بها نفسك من محمود الخصال وحميد الفعال ، وهي حفظ الإنسان وضبط أعضائه وجوارحه وأقواله وأفعاله عن جميع انواع الخطأ والسوء وهي ملكة تعصم عما يُشين ، ورياضة النفس بالتعليم والتهذيب على ما ينبغي واستعمال ما يحمد قولاً وفعلاً والأخذ بمكارم الاخلاق والوقوف مع المستحسنات وحقيقة الأدب استعمال الخُلق الجميل ولهذا كان الأدب استخراجًا لما في الطبيعة من الكمال من القول إلى الفعل وقيل : هو عبارة عن معرفة ما يحترز به عن جميع أنواع الخطأ.
وورد عن ابن مسعود قوله : إنَّ هذا القرآن مأدبة الله تعالى ؛ فتعلموا من مأدبته ، فالقرآن هو منبع الفضائل والآداب المحمودة.