أقرأ أيضاً
التاريخ: 27-6-2016
![]()
التاريخ: 17-2-2022
![]()
التاريخ: 28-6-2016
![]()
التاريخ: 27/10/2022
![]() |
لا بد من معرفة الاسلوب الذي نبر به والدينا , وهو متعدد بتعدد ما نواجه من مشاكل في الحياة ويجمعه قاعدة عامة هي ان نضع في حسابنا ان لا نسيء إليهما وقد ورد في ذلك ما رواه أبي ولّاد الحناط عن الإمام الصادق (عليه السلام) حيث قال : سألت أبا عبد الله (عليه السلام) عن قوله تعالى:{وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا}[البقرة: 83] ما هو الإحسان ؟ فقال : الإحسان أن تحسن صحبتهما , وأن لا تكلفهما أن يسألاك شيئا مما يحتاجان إليه إن كانا مستغنيين)(1) .
فما أروع هذا التفسير للإحسان ! فإن معناه أن يصل بك البر الى حد أن لا يضطرا والداك لأن يسألاك ما يحتاجان إليه , بمعنى أن تكون عارفا بما يريدان وأن تضع نفسك مكانهما فتنظر ما يمكن أن تحتاج إليه في تلك الحالة فتؤمنه لهما من دون سؤال منهما .
ـ البر لا يورث فقراً :
يظن البعض أن الإنفاق على الوالدين يورث فقرا بسبب أنك تخسر عليهما مالا وأولادك وبيتك أحق بهذا المال , وكما يقولون عندما تواجههما مستنكرا هذا التصرف منهم : (إن الزيت إن احتجت له حرم على المسجد) .
والحقيقة يجب أن يعرف هؤلاء أنه لا ينقص مال من صدقة لو دفعتها الى فقير غريب , فكيف لو أنفقت على والديك وهو واجب شرعي فإن الله سبحانه وتعالى لن يتركك وسيعوض عليك بدعائهما لك أضعاف ما تصرفه عليهما . وهذا الوعد إلهي فقد ورد عن رسول الله (صلى الله عليه واله) قوله:(من أحب أن يمد الله له في عمره وأن يزاد في رزقه فليبر والديه وليصل رحمه)(2) .
ويظهر من حديث الرسول (صلى الله عليه واله) أن بر الوالدين ومنه طبيعيا الإنفاق عليهما سيؤدي الى زيادة الرزق عكس ما يتصور البعض من أنه يؤدي الى نقصانه .
ـ بر الوالدين حيين أو ميتين :
لقد أعطى الإسلام لبر الوالدين حجما كبيرا من التوجيه والإرشاد وجعله فريضة من أكبر الفرائض وقد ورد عن أمير المؤمنين علي (عليه السلام) قوله :(بر الوالدين أكبر فريضة)(3). وكون البر من أعظم الفرائض ناتج عن القيمة العظيمة للوالدين في الإسلام ولم يتوقف الأمر عند حدود إكرامهما حيين , بل تعداه الى إكرامهما ميتين , بل أكثر من ذلك قد يكون الإنسان بارا بوالديه في حياتهما ثم يترك ذلك بعد موتهما فينقلب عاقا , والعكس صحيح فقد يكون عاقا لهما في حياتهما ثم يستيقظ من طيشه فيبرهما ميتين فينقلب بارا . وقد ورد في ذلك ما روي عن الإمام الباقر(عليه السلام) أنه قال :(إن العبد ليكون بارا بوالديه في حياتهما , ثم يموتان فلا يقضي عنهما ديونهما ولا يستغفر لهما فيكتبه الله عاقا , وإنه ليكون عاقا لهما في حياتهما غير بار بهما , فإذا ماتا قضى عنهما دينهما واستغفر لهما فيكتبه الله عز وجل بارا)(4) .
إذاً لو أن إنسانا قَصَرَ في أداء حق والديه ولم يبرهما في حياتهما يمكن أن يبادر ويبرهما بعد موتهما ويكتب في علم الله سبحانه وتعالى بارا , وهذا ما يؤكد عظمة الإسلام كدين رحمة ودين يحافظ على التكامل الاجتماعي ووحدة الأسرة .
________________
1ـ الكافي الجزء 2 ص 157.
2ـ كنز العمال الجزء 16 ص 475.
3ـ مستدرك الوسائل الجزء 15 ص 178.
4ـ الكافي الجزء 2 ص 163.
|
|
التوتر والسرطان.. علماء يحذرون من "صلة خطيرة"
|
|
|
|
|
مرآة السيارة: مدى دقة عكسها للصورة الصحيحة
|
|
|
|
|
ضمن مؤتمر ذاكرة الألم في العراق باحث يتطرّق إلى استراتيجية كرسي اليونسكو في دراسات منع الإبادة الجماعية في العالم الإسلامي
|
|
|