المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
القيمة الغذائية للثوم Garlic
2024-11-20
العيوب الفسيولوجية التي تصيب الثوم
2024-11-20
التربة المناسبة لزراعة الثوم
2024-11-20
البنجر (الشوندر) Garden Beet (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-20
الصحافة العسكرية ووظائفها
2024-11-19
الصحافة العسكرية
2024-11-19



مشاكل التربية ــ عدم التجاوب من الولد  
  
2099   09:50 صباحاً   التاريخ: 11-9-2016
المؤلف : الشيخ حسان محمود عبد الله
الكتاب أو المصدر : مشاكل الأسرة بين الشرع والعرف
الجزء والصفحة : ص. 134-136
القسم : الاسرة و المجتمع / الحياة الاسرية / مشاكل و حلول /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 7-3-2021 3044
التاريخ: 1-6-2018 2082
التاريخ: 25-4-2018 2386
التاريخ: 19-6-2016 2289

لو اتبع الاهل اسلوبا مميزا في تربية أولادهم وكانوا مدركين للهدف الذي يجب أن يسعوا إليه من وراء هذه العملية وتمتع الأهل بثقافة عالية فهل سيصلون يقينا الى إعداد أولاد صالحين بعيدين عن الضلالة والغواية؟

الحقيقة أنه تدخل في عملية التربية عوامل كثيرة منها ما هو متعلق بالبيئة الخارجية التي يعيش فيها الولد كالمدرسة ورفاق السوء في الشارع وموضوع تأثير وسائل الإعلام التي يساهم بعضها في إضلال الأولاد وحرفهم عن الصراط المستقيم. لذلك عندما نتحدث عن وجوب وضوح الهدف, وامتلاك الوسائل المناسبة, والتفهم للمشاكل والصعاب التي تواجه عملية التربية وكيفية التعامل معها لتذليلها, فإننا لا نتحدث عن حلول سحرية ونتائج حتمية ولكن نتحدث عن شروط يجب توفرها بحيث تؤمن لولا المانع المقتضي لنجاح عملية التربية .

وليست المرة الأولى التي نسمع فيها عن أحد الصالحين الذي نشأ أولاده في كنفه وقدم لهم كل النصح والإرشاد اللازم, ولكنهم مع ذلك انحرفوا بسبب سوء سريرتهم وتأثرهم بالأجواء السلبية في المجتمع, وهذا حصل حتى مع الأنبياء, فنبينا نوح (عليه السلام) رفض ابنه مع كل النصح الذي وجهه له وتحذيره إياه من الطوفان أن يركب في السفينة, وقال له بجواب المتكبر المتعجرف: {سَآوِي إِلَى جَبَلٍ يَعْصِمُنِي مِنَ الْمَاءِ}[هود: 43], وقد نقل لنا القرآن هذه القصة للعبر بقوله تعالى:{وَهِيَ تَجْرِي بِهِمْ فِي مَوْجٍ كَالْجِبَالِ وَنَادَى نُوحٌ ابْنَهُ وَكَانَ فِي مَعْزِلٍ يَا بُنَيَّ ارْكَبْ مَعَنَا وَلَا تَكُنْ مَعَ الْكَافِرِينَ * قَالَ سَآوِي إِلَى جَبَلٍ يَعْصِمُنِي مِنَ الْمَاءِ قَالَ لَا عَاصِمَ الْيَوْمَ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ إِلَّا مَنْ رَحِمَ وَحَالَ بَيْنَهُمَا الْمَوْجُ فَكَانَ مِنَ الْمُغْرَقِينَ }[هود: 42، 43]. فالمشكلة هنا ليست في نوح (عليه السلام) وهو النبي المعصوم, وإنما هي في ابنه العاق والكافر الذي أرد أن يكون كقومه كافرا بنعمة الله متعرضا لغضبه .

ومن رأفته على ابنه تدخل نوح (عليه السلام) مع الله سبحانه وتعالى لكي ينجي ابنه من العذاب وقد نقل لنا القرآن الكريم هذا الحوار على الشكل التالي:{وَنَادَى نُوحٌ رَبَّهُ فَقَالَ رَبِّ إِنَّ ابْنِي مِنْ أَهْلِي وَإِنَّ وَعْدَكَ الْحَقُّ وَأَنْتَ أَحْكَمُ الْحَاكِمِينَ *قَالَ يَا نُوحُ إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ إِنَّهُ عَمَلٌ غَيْرُ صَالِحٍ فَلَا تَسْأَلْنِ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنِّي أَعِظُكَ أَنْ تَكُونَ مِنَ الْجَاهِلِينَ * قَالَ رَبِّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ أَنْ أَسْأَلَكَ مَا لَيْسَ لِي بِهِ عِلْمٌ وَإِلَّا تَغْفِرْ لِي وَتَرْحَمْنِي أَكُنْ مِنَ الْخَاسِرِينَ}[هود: 45، 47] .

لذلك يجب علينا أن لا نخاف نحن أدينا دورنا في تربية أولادنا, ومع ذلك لم يلتزموا بالإسلام وأحكامه فهذا حصل مع أنبياء قبلنا لأن هناك مشكلة كبيرة تواجه عملية التربية والتأديب ألا وهي عدم تجاوب الولد مع تأديب أهله وتربيته لهم .

نعم لا مانع من الأسى عليهم والخوف على مصيرهم فهم في النهاية أولادنا فلذات أكبادنا التي تمشي على الأرض, وقبلنا كان رسول الله (صلى الله عليه واله)يتألم لعدم اهتداء قومه لدين الحق بشكل يؤدبه فخاطبه الله سبحانه وتعالى بهذا الخطاب :

{أَفَمَنْ زُيِّنَ لَهُ سُوءُ عَمَلِهِ فَرَآهُ حَسَنًا فَإِنَّ اللَّهَ يُضِلُّ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ فَلَا تَذْهَبْ نَفْسُكَ عَلَيْهِمْ حَسَرَاتٍ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِمَا يَصْنَعُونَ}[فاطر: 8]. كان الرسول محمد (صلى الله عليه واله) يغتم ويهتم لعدم التزام قومه بالإسلام فطلب منه الله سبحانه وتعالى أن لا يتحسر عليهم , فإن موضوع الضلالة والهداية هو فعل منهم  ودورنا ينحصر في توفير المقدمات للهداية فمن اهتدى فلنفسه ومن ضل فعليها, لذلك كان يأتينا في كثير من الأحيان آباء يعانون من عدم حجاب ابنتهم, أو عدم التزام ابنهم مع كل الجهد الذي بذلوه في تربيته, فكنا نقول لهم : إن من مشاكل هذا الموضوع الكبيرة مسألة عدم التجاوب لأسباب خارجة عن طاقة الآباء, لذلك يجب أن لا تخافوا من عقاب الله سبحانه وتعالى على ما لستم مسؤولين عنه, نعم يجب أن تخافوا جدا ما لو كنتم مقصرين في أداء واجبكم .




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.