أقرأ أيضاً
التاريخ: 12/11/2022
1002
التاريخ: 15-04-2015
3283
التاريخ: 11-8-2016
3209
التاريخ: 14-10-2015
3313
|
فذ من أفذاذ الإسلام وعلم من أعلام الدين ومن كبار الفقهاء والعلماء .. كان زرارة روميا فأبوه أعين بن سنسن عبد رومي لرجل من بني شيبان تعلم القرآن ثم اعتقه فعرض عليه أن يدخل في نسبه فأبى أعين أن يفعل وقال : اقرني على ولائي وكان سنسن جد زرارة راهبا في بلد الروم , أما زرارة فاسمه عبد ربه وزرارة لقب له ويكنى أبا الحسن ؛ وكان زرارة من أشهر علماء المسلمين فضلا وتقوى وحريجة في الدين وكان فيما أجمع عليه المؤرخون يملك طاقات هائلة من الفقه لا يملكها أحد من فقهاء عصره وهو أحد المؤسسين لفقه أهل البيت (عليه السلام) فرواياته تحتل الصدارة عند الفقهاء وتتميز على غيرها وإليها يرجعون في استنباطهم للحكم الشرعي ولم تقتصر رواياته على باب واحد من أبواب الفقه وإنما شملت جميع بحوثه من العبادات والمعاملات وغيرهما.
كان زرارة من أبرز تلاميذ الإمام أبي جعفر وقد روى عنه ألفا ومائتين وستة وثلاثين موردا كما إن روايته عن الامام الصادق (عليه السلام) تبلغ أربعمائة وتسعة وأربعين موردا .
وروى عنه جمهرة كبيرة من العلماء والفقهاء كان منهم أبو أيوب وأبو بصير وأبو جميلة وأبو زياد النهدي وأبو السفاتج وأبو عينية وغيرهم , وكانت مواهب زرارة مما تدعو إلى الاعتزاز والفخر بها وقد أشاد بها جمهور من رجال الفكر والعلم كان من بينهم من يلي :
1 ـ جميل بن دراج : وأشاد جميل بن دراج بمواهب زرارة وعبقرياته فقد قيل له : ما أحسن محضرك وازين مجلسك؟ فقال : أي والله ما كنا حول زرارة بن أعين إلا بمنزلة الصبيان في الكتاب حول المعلم .. .
وكان جميل من العلماء البارزين وأحد الفقهاء المعدودين وهو يعد نفسه أمام زرارة لا شيء وإنه أمامه بمنزلة الصبي أمام المعلم.
2 ـ النجاشي : قال النجاشي : زرارة بن أعين بن سنسن مولى لبني عبد الله , شيخ أصحابنا في زمانه ومتقدمهم وكان قاريا فقيها متكلما شاعرا أديبا قد اجتمعت فيه خلال الفضل والدين صادق فيما يرويه .. .
3 ـ الكشي : قال الكشي : اجتمعت العصابة على تصديق هؤلاء الأولين من أصحاب أبي جعفر وأصحاب أبي عبد الله (عليه السلام) وانقادوا لهم بالفقه فقالوا : أفقه الأولين ستة : زرارة ومعروف بن خربوذ وبريد وأبو بصير الأسدي والفضيل بن يسار ومحمد بن مسلم الطائفي قالوا : أفقه الستة زرارة .
4 ـ ابن النديم : قال ابن النديم : زرارة أكبر رجال الشيعة فقها وحديثا ومعرفة بالكلام والتشيع.
وكشفت هذه الكلمات عما يتمتع به زرارة من القدرات العلمية التي جعلته في القمة من رجال العلم والفكر في الاسلام.
كان الإمام الصادق (عليه السلام) يبجل زرارة ويكبره ويعتز به لأنه من كبار العلماء والفقهاء الذين تتلمذوا على أبيه وحافظوا على ثرواته الفكرية والعلمية وقد أثرت عنه مجموعة من الأخبار تشيد بفضل زرارة وهذه بعضها :
1 ـ روى الفضل بن عبد الملك قال : سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول : أحب الناس إلي أحياء وأمواتا أربعة : بريد بن معاوية العجلي وزرارة ومحمد بن مسلم والأحول. .
ودلت هذه الرواية على مدى ما يحمله الامام (عليه السلام) من حب عميق لهؤلاء الأعلام الذين رفعوا راية الاسلام وأضاءوا حياة المسلمين بعلومهم وآدابهم.
2 ـ روى جميل بن دراج قال : سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول : بشر المخبتين في الجنة بريد بن معاوية العجلي وأبا بصير ليث بن البختري المرادي ومحمد بن مسلم وزرارة أربعة نجباء أمناء الله على حلاله وحرامه لو لا هؤلاء انقطعت آثار النبوة واندرست .
لقد كان لهؤلاء المجاهدين الفضل العظيم على الاسلام والمسلمين بما حفظوه من أحاديث أئمة أهل البيت (عليه السلام) التي تمثل هدي الاسلام وواقعه.
3 ـ روى داود بن سرحان عن الامام أبي عبد الله (عليه السلام) أنه قال : إن أصحاب أبي كانوا زينا أحياء وأمواتا أعني زرارة ومحمد بن مسلم ومنهم ليث المرادي وبريد العجلي هؤلاء القوامون بالقسط القوالون بالصدق وهؤلاء السابقون أولئك المقربون .
لقد كان هؤلاء الأصفياء في حياتهم زينة لأهل البيت (عليه السلام) وذلك لما لهم من السيرة الحسنة والسلوك الطيب فكانوا قدوة حسنة لمن أراد الاهتداء بهم وأما بعد مماتهم فكانوا زينة لأهل البيت (عليه السلام) وذلك لما تركوه من الآثار العلمية التي هي من مواضع الاعتزاز والفخر.
4 ـ روى سليمان بن خالد الأقطع قال : سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول : ما أجد أحدا أحيي ذكرنا وأحاديث أبي إلا زرارة وأبو بصير ليث المرادي ومحمد بن مسلم وبريد بن معاوية العجلي ولو لا هؤلاء ما كان أحد يستنبط هذا هؤلاء حفاظ الدين وأمناء أبي على حلال الله وحرامه وهم السابقون إلينا في الدنيا والسابقون إلينا في الآخرة .
إن هؤلاء الفقهاء كانوا حفاظ الدين والأمناء والأوفياء على حلال لله وحرامه ولولاهم لاندرست آثار النبوة والامامة فهم الذين حفظوا أحاديث الأئمة ودونوها فما أعظم عائدتهم على الاسلام.
5 ـ روى جميل بن دراج قال : دخلت على أبي عبد الله (عليه السلام) فقال لي : لقيت الرجل الخارج من عندي؟ قلت : بلى هو رجل من أصحابنا من أهل الكوفة قال (عليه السلام) : لا قدس الله روحه ولا قدس مثله إنه ذكر أقواما كان أبي ائتمنهم على حلال الله وحرامه وكانوا عيبة علمه وكذلك اليوم هم مستودع سري أصحاب أبي حقا إذا أراد الله بأهل الأرض سوء صرف بهم عنهم السوء هم نجوم شيعتي أحياء وأمواتا يحيون ذكر أبي بهم يكشف الله كل بدعة ينفون عن هذا الدين انتحال المبعللين وتأول الغالين.
ثم بكى الامام (عليه السلام) وبهر جميل بن دراج وراح يقول : من هم؟
قال (عليه السلام) : من عليهم صلوات الله ورحمته أحياء وأمواتا بريد العجلي وزرارة وأبو بصير ومحمد بن مسلم أما إنه يا جميل سيتبين لك أمر هذا الرجل ينسب إلى أصحاب أبي الخطاب .
وكشف هذا الحديث عن مدى أهمية زرارة وأصحابه العلماء الذين كانوا مستودع أسرار الامامة وأمناء الامام أبي جعفر على حلال الله وحرامه وانهم قادة الأمة إلى ما يقربها إلى الله زلفى.
6 ـ قال الامام أبو عبد الله (عليه السلام) : رحم الله زرارة بن أعين لو لا زرارة ونظراؤه لاندرست أحاديث أبي .
إلى غير ذلك من الأحاديث التي أشادت بفضل زرارة وبينت منزلته ومكانته عند أئمة أهل البيت (عليه السلام) وإنه قائم في قلوبهم ومشاعرهم يكنون له أعظم الود والاخلاص.
ووردت بعض الأخبار وهي تطعن بشخصية زرارة ولكن الشيء المحقق إن قسما منها من الموضوعات والقسم الآخر قد صدر من الامام لكن لا بدافع القدح والحط من شخصية زرارة وإنما جاءت للحفاظ عليه من السلطة الأموية وفيما يلي ذلك :
1 ـ ما رواه الذهبي بسنده عن أبي السماك قال : حججت فلقيني زرارة بن أعين بالقادسية فقال : إن لي إليك حاجة عظيمة فقلت : ما هي؟ فقال : إذا لقيت جعفر بن محمد فأقرئه مني السلام وسله أن يخبرني أنا من أهل النار أم من أهل الجنة؟ فأنكرت ذلك عليه فقال لي : إنه يعلم ذلك ولم يزل بي حتى أجبته فلما لقيت جعفر بن محمد فأخبرته بالذي كان منه فقال لي : هو من أهل النار فوقع في نفسي مما قال جعفر فقلت : ومن أين علمت ذلك؟ فقال : من ادّعى علي علم هذا فهو من أهل النار فلما رجعت لقيت زرارة فأخبرته بأنه قال لي : إنك من أهل النار فقال : كان لك من جراب النورة ؟ قلت : وما جراب النورة؟ قال : عمل معك بالتقية وهذه الرواية ساقطة فان زرارة يخالف ابن السماك في فكرته وعقيدته فكيف يكلفه بسؤال الامام إنه من أهل النار أم من أهل الجنة؟ مضافا إلى أن زرارة من أعلام الفكر والعلم في الاسلام فكيف يسأل عن هذه المسألة التافهة لأن الانسان على نفسه بصير فهو يعرف مصيره بمقتضى عمله في دار الدنيا ومدى إخلاصه وإنابته إلى الله تعالى.
2 ـ روى الكشي بسنده عن مسمع كردين بن سيار قال : سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول : لعن الله بريدا ولعن الله زرارة .
3 ـ روى الكشي بسنده عن ليث المرادي قال : سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول : لا يموت زرارة إلا تائها وهذه الرواية كالرواية السابقة إمّا موضوعة أو إنها صدرت للحفاظ على حياة زرارة من السلطة الأموية التي لم تتحرج في سفك دماء شيعة أهل البيت (عليه السلام) بغير حق ويدلل على هذه الجهة ما رواه عبد الله بن زرارة قال : قال لي أبو عبد الله (عليه السلام) اقرأ مني على والدك السلام وقل له : إني إنما أعيبك دفاعا مني عنك فان الناس والعدو يسارعون إلى كل من قربناه وحمدنا مكانه لإدخال في من نحبه ونقربه ويرمونه لمحبتنا له وقربه ودنوه منا ويرون إدخال الأذى عليه وقتله ويحمدون كل من عبناه نحن فانما أعيبك لأنك رجل اشتهرت بنا وبميلك إلينا وأنت في ذلك مذموم عند الناس غير محمود الأثر بمودتك لنا ولميلك إلينا فأحببت أن أعيبك ليحمدوا أمرك في الدين بعيبك ونقصك ويكون بذلك منا دافع شرهم عنك يقول الله عز وجل : {أَمَّا السَّفِينَةُ فَكَانَتْ لِمَسَاكِينَ يَعْمَلُونَ فِي الْبَحْرِ فَأَرَدْتُ أَنْ أَعِيبَهَا وَكَانَ وَرَاءَهُمْ مَلِكٌ يَأْخُذُ كُلَّ سَفِينَةٍ غَصْبًا} [الكهف: 79] هذا التنزيل من عند الله صالحة لا والله ما عابها إلا لكي تسلم من الملك ولا تعطب على يديه ولقد كانت صالحة ليس للعيب فيها مسلغ والحمد لله فافهم المثل يرحمك الله فانك والله أحب الناس إلي وأحب أصحاب أبي حيا وميتا فانك أفضل سفن البحر القمقام الزاخر وإن من ورائك ملكا ظلوما غصوبا يرقب عبور كل سفينة صالحة ترد من بحر الهدى ليأخذها غصبا ثم يغصبها وأهلها ورحمة الله عليك حيا ورحمته ورضوانه عليك ميتا ... .
وكشف هذا الحديث عما عانته الشيعة من الخطوب السود في تلك الأدوار المظلمة من حكم الأمويين فان من عرف بالانقطاع لأهل البيت (عليه السلام) والولاء لهم تعرض لنقمة السلطان وغضبه وقد التجأ الأئمة الطاهرون إلى سب الأعلام من شيعتهم وانتقاصهم ليصرفوا عنهم السوء والتنكيل.
ولم يحفل زرارة بما عاناه من المشاكل والخطوب في سبيل عقيدته ومبدئه فقد ظل وفيا لأئمة الهدى فدون علومهم وفقههم وحدث بها العلماء والفقهاء وقد كان عزا لأهل البيت (عليه السلام) وذلك لما اتصف به من عظيم الفضل ومكارم الأخلاق ومحاسن الصفات.
ويقول المؤرخون : إنه قد ألم به المرض فلقي حفنة من الأيام يعاني آلاما مرهقة حتى وافاه الأجل المحتوم ومضى إلى الله وهو قرير العين بما قدمه للإسلام من خدمات يعجز عنها الوصف والاطراء وكانت وفاته سنة 150هـ أي قبل وفاة الامام الصادق (عليه السلام) بشهر وقد خسر المسلمون بموته علما من أعلام الفكر والعلم فتحيات من الله ورضوان على روحه وسلام عليه يوم ولد ويوم مات ويوم يبعث حيا.
|
|
دراسة يابانية لتقليل مخاطر أمراض المواليد منخفضي الوزن
|
|
|
|
|
اكتشاف أكبر مرجان في العالم قبالة سواحل جزر سليمان
|
|
|
|
|
اتحاد كليات الطب الملكية البريطانية يشيد بالمستوى العلمي لطلبة جامعة العميد وبيئتها التعليمية
|
|
|