أقرأ أيضاً
التاريخ: 2023-04-21
1559
التاريخ: 2023-09-29
1008
التاريخ: 2024-10-22
189
التاريخ: 2023-04-26
1204
|
لقد وردت حول الإِنسان تعبيرات مختلفة في القرآن الكريم :
فعبّرت عنه آيات كثيرة أنّه «بشر» وعبّرت عنه آيات متعددة بالإِنسان ، وفي آيات أُخرى «بنى آدم» ، والعجيب أنّ في كثير من الآيات التي عبّرت عنه بالإِنسان ، ذكرت صفاته المذمومة وغير الحميدة .
فقد عرفته هذه الآيات بأنّه موجود كثير النسيان وناكر للجميل ، وفي آية أُخرى بأنّه موجود ضعيف : {وَخُلِقَ الْإِنْسَانُ ضَعِيفًا } [النساء : 28] ، وفي آية أُخرى بأنّه ظالم وكافر : {إِنَّ الْإِنْسَانَ لَظَلُومٌ كَفَّارٌ} [إبراهيم : 34] ، وفي موضع آخر أنّه بخيل : {وَكَانَ الْإِنْسَانُ قَتُورًا } [الإسراء : 100] ، وفي موضع آخر أنّه عجول : {وَكَانَ الْإِنْسَانُ عَجُولًا} [الفاتحة : 11] الاسراء ، وفي مكان آخر أنّه كفور : {كَانَ الْإِنْسَانُ كَفُورًا } [الإسراء : 67] ، وفي مورد آخر أنّه موجود كثير الجدل : {وَكَانَ الْإِنْسَانُ أَكْثَرَ شَيْءٍ جَدَلًا} [الكهف : 54].
وفي موضع آخر أنّه ظلوم جهول : {إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولًا} [الأحزاب : 72] ، وفي مكان آخر أنّه كفور مبين : {إِنَّ الْإِنْسَانَ لَكَفُورٌ مُبِينٌ } [الزخرف : 15] ، وفي مكان آخر أنّه موجود قليل التحمل والصبر ، يبخل عند النعمة ، ويجزع عند البلاء : {إِنَّ الْإِنْسَانَ خُلِقَ هَلُوعًا * إِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ جَزُوعًا * وَإِذَا مَسَّهُ الْخَيْرُ مَنُوعًا } [المعارج : 19 - 21] ، وفي مورد آخر مغرور : {يَا أَيُّهَا الْإِنْسَانُ مَا غَرَّكَ بِرَبِّكَ الْكَرِيمِ} [الانفطار : 6] ، وفي موضع آخر أنّه موجود يطغى عند الغنى : {إِنَّ الْإِنْسَانَ لَيَطْغَى * أَنْ رَآهُ اسْتَغْنَى } [العلق : 6 ، 7].
وبناء على هذا فإنّا نرى القرآن المجيد قد عرّف الإِنسان بأنّه موجود يتضمّن جوانب وصفات سلبية كثيرة ، ونقاط ضعف متعددة.
فهل أنّ هذا هو نفس ذلك الإِنسان الذي خلقه الله في أحسن تقويم وأفضل تكوين : {لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ} [التين : 4] ؟.
وهل أن هذا هو نفس الإِنسان الذي علمه الله مالم يعلم : {عَلَّمَ الْإِنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ} [العلق : 5] ؟ وهل هو نفس الإِنسان الذي علمه الله البيان : {خَلَقَ الْإِنْسَانَ * عَلَّمَهُ الْبَيَانَ} [الرحمن : 3 ، 4].
وأخيراً ، فهل أنّ هذا هو الإِنسان الذي حثّه الله على السعي والكدح في المسير إِلى الله : {يَا أَيُّهَا الْإِنْسَانُ إِنَّكَ كَادِحٌ إِلَى رَبِّكَ كَدْحًا} [الانشقاق : 6] يجب أن نرى من هم الذين تتكرّس فيهم كل نقاط الضعف هذه ، بالرغم من كل هذه الكرامة والمحبة الإِلهية؟
الظاهر أنّ هذه المباحث تتعلق بمن لم ينشأ في حجر القادة الإلهيين ، بل نشأ ونما كما تنمو الأعشاب ، فلا معلم ولا دليل ، وقد اطلق العنان لشهواته وغاص وسط الأهواء والميول.
من الطبيعي أنّ مثل هذا الإِنسان لا يستفيد من إِمكاناته وثرواته العظيمة ، ويسخرها في طريق الإِنحرافات والأخطاء ، وعند ذلك سيظهر كموجود خطر ، وفي النهاية عاجز وبائس. وإِلاّ فالانسان الذي يستفيد من وجود القادة الإِلهيين ، ويستغل فكره في مسير الحركة التكاملية والحق والعدل ، فإِنّه يخطو نحو مرتبة الآدمية ، ويستحق اسم «بني آدم» ويصل إِلى درجة لا يرى فيها إلاّ الله سبحانه ، كما يقول القرآن : {وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلًا } [الإسراء : 70].
|
|
"عادة ليلية" قد تكون المفتاح للوقاية من الخرف
|
|
|
|
|
ممتص الصدمات: طريقة عمله وأهميته وأبرز علامات تلفه
|
|
|
|
|
المجمع العلمي للقرآن الكريم يقيم جلسة حوارية لطلبة جامعة الكوفة
|
|
|