أقرأ أيضاً
التاريخ: 28-2-2020
1895
التاريخ: 28-7-2016
2282
التاريخ: 2-3-2020
1230
التاريخ: 28-7-2016
1546
|
ارتقاء الاستراتيجية: أصبحت الثنائية استراتيجية- تكتيك في موضع تساؤل خاصة بعد تزايد أعداد المقاتلين في الجيوش. إذ أنه اعتبارا من القرن التاسع عشر أصبح تعداد بعض الجيوش مئات الآلاف، مما جعل من الضروري تعدد مستويات القيادة، وهذا ما جربه نابليون فعلا عندما أوكل قيادة الجيوش إلى ماري شالاته أثناء الحملة ضد ألمانيا عام 1813. خلال سنوات العشرينيات من القرن المنصرم يشير الكولونيل Culmann إلى أن هدف الاستراتيجية هو إدارة مجموعات الجيوش وكذلك الجيوش المنفردة. أما مع الحرب العالمية الثانية فإننا نلاحظ ارتقاء مستوى العمليات، والتي من الآن فصاعدا في علاقات متبادلة ودائمة رغم توسع مسرح الحرب.
التطور الثاني تقني. إذ أنه في السابق، ونتيجة لبطء نقل المعلومات، كانت عملية القيادة المركزية للحرب مستحيلة. أما مع ظهور التلغراف، ومن ثم التلفون، سكة الحديد، الاتوموبيل، الطائرة، أصبح من الممكن للقيادة المركزية متابعة الحرب عن بعد أو التنقل شخصيا إذا اقتضت الضرورة. كذلك مع هذه التطورات فان تصور خطة الحرب وقيادة العمليات لم تعد منفصلة بالكامل كما في السابق حيث تمتع القادة الميدانيون بحرية تصرف كبيرة نتيجة صعوبة التواصل مع المركز.
التطور الثالث يتجلى في أن الحرب الحديثة تتطلب حشدا ضخما للوسائل ومن كل الأنواع. تتطلب الحرب تعديلا للنشاطات الصناعية من أجل إنتاج كميات ضخمة من الأسلحة والذخائر، وأن تأخذ الدولة على عاتقها عملية التقنين وضبط التجارة الخارجية وتنظيم دعاية منظمة فيما يتعلق بسكان أكثر تعليما واطلاعا من الماضي، ولذلك فهم اقل إذعانا.
نمت درجة شمولية وتجرد الاستراتيجية مع تصنيع industrialisation الحرب، بحيث أنها توسعت وارتقت إلى درجة الفكاك عن التكتيك. مفهوم الاستراتيجية السائد ما بين الحربين أصبح متداولا فبما بعد الحرب العالمية الثانية. هذا التوسع أدى إلى تقسيمها وظهور مستوى وسيط سمي: الفن العملياتي.
- استراتيجية كبيرة، استراتيجية عامة، استراتيجية متعلقة بالعمليات العسكرية : للاستراتيجية جناحان: سياسي وعسكري. تضمن الإدارة العامة للحرب وللازمات والقيادة العامة للعمليات أو للأعمال العسكرية. في هذا الإطار يعرفها Herbert Rosinski بأنها المفهوم المركزي الموجه الذي ينظم كل العناصر ويوجهها نحو غاية محددة سلفا.
1 - تتطابق الاستراتيجية، في القيادة العامة للحرب وفي إدارة الأزمات، مع السياسة في الفعل، لا بل تستحوذ على مجمل قيادة العمل حيث في هذه الحالة تندمج السياسة التقليدية في الإستراتيجية العامة، وهنا تتنوع المسميات حسب الدول.
الاستراتيجية الكبرى مفهوم أنكلوسكسوني، أصبح متداولا في منتصف القرن الماضي. يعرفها Liddell Hart في كتابه strategy على أنها سياسة الحرب؛ هدفها تنظيم وإدارة كل موارد الأمة أو تحالف ما من أجل الوصول إلى هدف سياسي للحرب. بهذا المعنى إن الحرب استمرار للسياسة لكن بوسائل أخرى . يفضل الأمريكيون الحديث عن استراتيجية قومية ، والتي قسموها مؤخرا إلى استراتيجية الأمن القومي واستراتيجية الأمن العسكري، الأولي تتعلق بالاستراتيجية الكبرى.
فضل الفرنسيون في سنوات الخمسينيات مفهوم الاستراتيجية العامة. ورد تعريفها في برنامج التعليم حول استخدام القوات المسلحة لعام 1959 والذي تم استبداله ببرنامج عام 1984 على أنها الفن الذي يجمع كل الوسائل التي تستحوذها السلطة السياسية من اجل الوصول إلى الأهداف التي وضعتها.
ميز الروس بين السياسة العسكرية والاستراتيجية العسكرية. كما يشرح Jacques Laurent في عمله outil pour la pensée militaire soviétique أو أداة من أجل الفكر العسكري السوفييتي فان الأولى تتعلق بالتحضير وباستخدام وسائل القوة المسلحة من اجل الوصول إلى الأهداف السياسية؛ أما الثانية فهي جزء أساسي ومجال أعلى من الفن العسكري يشمل النظرية والتطبيق فيما يتعلق بتحضير القوات المسلحة أو بلد ما للحرب. يمكن أن نفسر رفض الروس للاستراتيجية الكبرى على أنه رفض من جانب الحزب الشيوعي لإخضاع الغايات السياسية للوسائل ، في إشارة واضحة إلى اقتسام سلطته المطلقة مع المتخصصين.
2 - في القيادة العامة للعمليات وللأعمال العسكرية، الاستراتيجية تمارس دورها التقليدي، خاصة العسكري، حيث تخضع لقيادة عليا في صلة وثيقة مع الحكومة. الأميركيون يسمونها الاستراتيجية العسكرية القومية. في فرنسا، ممارسة القيادة في أعلى مستوى عسكري يشمل تصور، تحضير وقيادة العمليات العسكرية(1). القيادة العامة للعمليات تسير وفق اتجاهين: الاستراتيجية القديمة على الأرض من الآن فصاعدا تسمى الاستراتيجية العملياتية: تضعها موضع التطبيق القيادات العسكرية العملياتية، مجموعات الجيش، القوات البحرية أو قيادة مسرح العمليات، و استراتيجية الوسائل التي تقوم، من خلال الموارد المتاحة، بالتنظيم والإمداد اللوجستي . بالتدريج، الصلة بين الاستراتيجية والعمليات تتفكك: حيث أن الفن العملياتي سوف ينافس الاستراتيجية العملياتية، لا بل سيحل محلها.
__________________
1- العقيدة الفرنسية عرفت الاستراتيجية العامة على أنها جزء من الاستراتيجية الكليةGlobale : هذه الأخيرة تضم كل الوسائل العسكرية الاقتصادية والدبلوماسية والتي من خلالها يمكن للسلطة السياسية أن تتصرف من اجل الوصول للأهداف المحددة، فيما العامة هي خلق ، عرض ، واستخدام الوسائل من اجل الوصول إلى أهداف الإستراتيجية الكلية . انظر le Glossaire interarmées , 1995 .
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مدرسة دار العلم.. صرح علميّ متميز في كربلاء لنشر علوم أهل البيت (عليهم السلام)
|
|
|