المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

علوم اللغة العربية
عدد المواضيع في هذا القسم 2764 موضوعاً
النحو
الصرف
المدارس النحوية
فقه اللغة
علم اللغة
علم الدلالة

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
القيمة الغذائية للثوم Garlic
2024-11-20
العيوب الفسيولوجية التي تصيب الثوم
2024-11-20
التربة المناسبة لزراعة الثوم
2024-11-20
البنجر (الشوندر) Garden Beet (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-20
الصحافة العسكرية ووظائفها
2024-11-19
الصحافة العسكرية
2024-11-19



اللغة العربية الفصحى ... جمعها وتدوينها ومصادرها  
  
16253   05:18 مساءاً   التاريخ: 17-7-2016
المؤلف : د. خالد نعيم الشناوي
الكتاب أو المصدر : فقه اللغات العروبية وخصائص العربية
الجزء والصفحة : ص 107 - 112
القسم : علوم اللغة العربية / المدارس النحوية / اللغة العربية / اللغة المشتركة (الفصحى) /

جمعت المادة اللغوية من الناطقين بها ، بالذهاب إليهم أو مشافهة دون تحديد منهج يعين على ترتيب المادة اللغوية المجموعة وتبويبها(1) ، والباحث في تدوين الفكر اللغوي عند العرب لم يجد سوى ما خلده القدماء في رواياتهم – التي تناقلها العلماء الأوائل في تنتصف القرن الثاني الهجري وحتى الرابع الهجري- تسجيلا لمشافهتهم للأعراب في حلهم وترحالهم ، ويقول أبو عمرو : "سمعت الكسائي يقول : حداني على النظر في النحو أني كنت أقرأ على حمزة الزيات ، فتمر بي الحجة ولا أتجأ لها ولا أدري ما الجواب فيها. . . وكانت قبائل العرب متصلة بالكوفة ، فخرجت وأهلي لا يعلمون بخروجي، فلما صرت إلى ظاهر الكوفة ولقيت القبائل جعلت أسألهم فيخبرونني مشافهة وينشدونني الأشعار. . ."(2) ، ومنذ ذلك الوقت لم نلحظ أي جهد

‏لغوي في هذا الميدان بالرغم من ظهور الجغرافيين العرب وتدوينهم للمعارف الجغرافية في شكلها العام الواسع ، وهذا يعني أن موضوعة الجغرافية اللغوية لم تكن من موضوعات الدرس اللغوي عند القدماء بمفهومها الحديث الواسع(3) الذي يقتضي جمع واستقصاء المادة اللغوية وتوزيعها على خرائط ميدانية حب البيئات

ص107

اللغوية، وهذا ما يتمثل المظهر التسجيلي الذي يرتكن إلى تحديد المادة اللغوية نوعاً وكماً فضلا عن ذلك تحديد الطرائق المستخدمة في جمع المادة اللغوية من رواة اللغة(4) ثم العمل على تحليل المادة اللغوية التي جمعت من محيطها الجغرافي وتحديد الفروق لتنوعاتها اللغوية - الصوتية- الصرفية – التركيبية ، الدلالية - التي جمعت من ذلك المحيط - بل قصدوا إلى هذا الموضوع في إطار منهجه الوصفي الذي يقتضي وصف اللغة أو اللهجة في مستوياتها المختلفة(5) وتحديدها وفصل بعضها عن بعض نتيجة التمايز والاختلاف الصوتي والصرفي والمعجمي فضلا عن الاختلاف التركيبي، وهذا العمل وفي إطار هذا المنهج يمكن تبويبه ورسم الحدود اللغوية من خلال أنوع الخرائط اللغوية ، إلا أن هذا التنوع اللغوي لم يكن في نظر القدماء بمستوى اللسان الفصيح إذ يرون في ذلك نوعا من الانحراف اللغوي الذي نعته بعضهم(6) باللغات المذمومة أو الشاذة.

أما موقفهم من اللسان الفصيح فقد ذهب بعضهم إلى تحديد التنوع اللغوي الفصيح معتمداً  في ذلك المجال الجغرافي الذي تحرك فيه علماء العربية الأوائل أبو عمرو بن العلاء ويونس بن حبيب وعيسى بن عمر والخليل بن أحمد والكسائي - في شبه جزيرة العرب - إلا أن التحديد المكاني الذي يتمثل ،باللسان الفصيح لم يكن مرتبطاً ارتباط وثيقاً بالتنوع اللغوي، أي ل يربط هؤلاء اللغويون المثال اللغوي بذلك المجال الجغرافي بمعنى أنهم لم ينسبوا الظواهر اللغوية بشكل واضح وصريح

ص108

الى بيئاتها اللغوية بل اكتفوا بوصف هذه البيئات بالفصيحة دون تحديد النوع اللغوي.

من خلال هذا العرض – وما سبقه من استقراء للجهد اللغوي عند القدماء لا سيما في كتاب سيبويه – فإن الباحث في التراث اللغوي لا يعدم الفكر اللغوي الجغرافي عند العرب لأن ثمة معالم اعتمدها القدماء في بيان النوع اللغوي الفصيح إذ من الممكن توظيفها والعمل على تقنينها وهذا ما يوجب على الباحث تدبير المادة اللغوية مستندا الى التحديد المكاني باستخدام خريطة الميدان وسيلة للحصر والاستقصاء ، وهذا ما يرتبط بأولية الجغرافية اللغوية(7) ، ومن الممكن الوصول الى النظر في ما صنفه القدماء ، علماً أن الدرس اللغوي اللساني العربي(8) لا يزال بعيداً كل البعد عن منهجية وعمل الأطلس اللغوي – وهي جمع التنوعات اللغوية في بيئات معينة عند علماء الغرب فضلاً عن بعض المشتغلين في اللغة العربية(9) – وعمل علماء العربية في بحثهم اللغوي الذي بحث في لغة العرب من حيث بنيتها وحركاتها ومادتها التي استخدموا واساليبها التي جرت على ألسنتهم .

أما من حيث الكتابة فكان اللغويون (الرواة) – الذين جمعوا اللغة جلهم يعرفون الكتابة – يدونون عن الأعراب ما كانوا يسمعون ، قال ابو العباس ثعلب : (دخل أبو عمرو إسحق بن مرار البادية ومعه دستيجان حبراً ، فما خرج حتى أفناهما بكتب

ص109

سماعه عن العرب "(10) ، وقد سأل الكسائي الخليل : " من اين اخذت علمك هذا ؟ فقال : من بوادي الحجاز ونجد وتهامة ، فخرج ورجع وقد أنفد خمس عشرة قنينه حبر في الكتابة عن العرب سوى ما حفظ "(11) ، وقد اخذ العلماء مادة بحثهم اللغوي من افواه الاعراب عن طريقين ، الاول : الرحلة الى البادية والحصول على اللغة من افواه الاعراب المقيمين في كبد الصحراء ، فهذا الخليل بن احمد(12) يأخذ علمه من بادية الحجاز ونجد وتهامة ، وابو عمرو بن العلاء الذي جاوز البدو اربعين سنة(13).

ويتضح ذلك الجهد اكثر في ما روي عن علماء اللغة وما حوته مصنفاتهم التي تضمنت عبارات توحي بهذا العمل ، والى جانب ذلك هنالك افراد(14) من القبائل العربية ساعدوا اللغويين في جمع الغريب من اللغة وكان بعض هؤلاء يتلقون أجورا تتناسب مع ما يقدمون من معلومات(15) .

اما الطريق الثاني فقد تمثل بقدوم الاعراب الى البصرة والكوفة وكانت البصرة على حافة البادية يأتي اليها الاعراب يقضون حاجتهم في الحاضرة ، منهم من يعود لوقته ومنهم من تطول إقامته ومنهم من يستقر(16) ، ومن هؤلاء أفار بن لقيط – قيل كان يجلس على زبالة عالية ، واجتمع اليه اصحابه يأخذون عنه(17) وابو البيداء الرياحي – نزل البصرة وكان يعلم الصبيان بأجر ، وابو سوار الغنوي(18) كان فصيحا  اخذ عنه ابو عبيدة وله مجلس مع محمد بن حبيب بن ابي عثمان المازني وابي خيرة

ص110

نهشل بن زيد بدوي من بني عدي دخل الحيرة (19) وكان أبو عمرو بن العلاء من جلسائه فقال ذات مرة : (كيف تقول : حفرت اراتك ؟ فقال : حفرت اراتك ، قال : فكيف تقولُ : استأصل الله عرقاتهم أو عرقاتهم ؟ فقال : استأصل الله عرقاتهم . فلم يعرفها أبو عمرو وقال: لان جلدك ، يا أبا خيرة، يقول : أخطأت» (20) وآخرون هن فصحاء العرب اقتضى جمعهم على النحو الآتي :

‏أبو مالك عمرو بن كركرة أعرابي يعلم الناس في البادية (21) ، أبو عرار أعرابي فصيح (22) ، أبو زياد الكلابي عبد الله بن الحر أعرابي بدوي ، أبو الجاموس ثور بن زيد أعرابي وكان يفد البصرة ، أبو الشمح أعرابي بدوي نزل الحيرة شبيل بن عرعر الضبي ، أبو عدنان عبد الرحمن ، عبد الأعلى أبو ثوابة الأسدي ، أبو شبل العقيلي همح بن محرر البصري من بني أسد بن خزيمة ، أبو محلم الشيباني محمد بن سعد السعدي ، أبو مسحل عبد الوهاب بن حريش، أبو ثروان العكلي أعرابي فصيح يعلم في البادية، أبو ضمضم الكلابي، أبو عثمان سعيد بن ضمضم البهدلي ، عمرو بن عامر راجز فصيح ، جهم بن خلف المازني راوية عالم  ‏بالغريب من تميم كان في عصر خلف الأحمر و الأصمعي (23) ، أبو مسهر الإعرابي محمد بن أحمد بن مروان (24) الحرمازي ، أبو علي ‏الحسن بن علي قدم البصرة ونزل بها (25) ،   أبو العميثل عبد الله بن خليد (26) عبادُ بن كسيب من بني عمرو بن جندب من بني العنبر(27) الفقعسي _ محمد بن عبد الملك

ص111

الأسدي راوية بني أسد (28) ابن أبي صبح عبد الله بن عمرو أبي صبح المازني (29) ربيعة البصري بدوي تحضر فيما بعد(30) .

ص112

___________________

(1) ينظر : البحث اللغوي عند العرب : 62 .

(2) مجالسُ العلماء : 266-267 .

(3) David – Crystal: The linguistic Atlas of England: 30 ((Geographical Identitx)).

(4) من الكتب التي صنفت في مادة رواية اللغة ، أو كان موضوع السماع والرواية جزءاً من مادتها عند القدماء والمحدثين (الخصائص لابن جني ، ولمع الأدلة في أصول النحو لعبد الرحمن بن محمد الأنباري و الاقتراح في علم أصول النحو والمزهر في علوم اللغة لجلال الدين السيوطي و الكفاية في علم الرواية للخطيب البغدادي والرواية والاستشهاد باللغة للدكتور محمد عبد ، والإعراب والرواة و رواية اللغة و مصادر اللغة للدكتور عبد الحميد الشلقاني والبحث اللغوي عند العرب للدكتور احمد مختار عمر .

(5) ينظر : المدخل الى علم اللغة : 182 .

(6) ينظر : الصاحبي : 35 ، الخصائص : 1/399-400 ، المزهر  1: 221-226 [معرفة الرديء والمذموم من اللغات] .

(7) ينظر : في البلاغة العربية (من الجغرافية اللغوية الى الجغرافية الأسلوبية) : 165.

(8) ينظر : الجغرافية اللغوية وأطلس برجشتراسر ، ((د. رمضان عبد التواب) مجلةُ المجسم ج (37) : 119-124 .

(9) ينظر : الفصل الأول (الفكر اللغوي الجغرافي عند العرب) المبحث الأول : ثانياً : مبادئ علم الجغرافية اللغوية في مباحث المحدثين العرب .

(10)انباه الرواة على انباه النحاة : 1: 224 .

(11) المصدر نفسه : 2 : 258 .

(12) المصدر نفسه : 2: 258 .

(13) ينظر : مجالس العلماء للزجاجي 171 .

(14) أبو مالك عمرو بن كركرة أعرابي كان يعلم في البادية وكان يحفظ اللغة كلها . الفهرست 1: 44 .

(15) ينظر : اللهجات العربية الغريبة القديمة: 39-40 .

(16) ينظر : رواية اللغة : 70-71 ، وينظر : الرواية والاستشهاد باللغة / 22 .

(17) الفهرست : 1: 44 .

(18) المصدر نفسه : 1: 45 .

(19) المصدر نفسه : ١ ‏: ٤٥ ‏.

(20) مجالس العلماء للزجاجي : 5 ، وأنباه الرواة على انباه النحاة : 4: 111-112 .

(21) الفهرست : 1: 44 ، معجم الأدباء : 4: 509 .

(22) المصدر نفسه : 1: 44 ، ينظر أنباء الرواة : 4: 174 .

(23) ينظر : معجم الأدباء : 2: 402 .

(24) المصدر نفسه : 1: 47 ، أنباه الرواة : 4: 176 .

(25) المصدر نفسه : 1: 48 . أنباه الرواة : 4: 147 .

(26) المصدر نفسه : 1: 48-49 أنباه الرواة : 4: 143 .

(27) المصدر نفسه : 1: 149 .

(28) المصدر نفسه : 1 ‏/ 149‏، أنباه الرواة : 3: 9 .

(29) المصدر نفسه : 1: 49 .

(30) المصدر نفسه : 1: 50 ، أنباه الرواة : 2: 9 .




هو العلم الذي يتخصص في المفردة اللغوية ويتخذ منها موضوعاً له، فهو يهتم بصيغ المفردات اللغوية للغة معينة – كاللغة العربية – ودراسة ما يطرأ عليها من تغييرات من زيادة في حروفها وحركاتها ونقصان، التي من شأنها إحداث تغيير في المعنى الأصلي للمفردة ، ولا علاقة لعلم الصرف بالإعراب والبناء اللذين يعدان من اهتمامات النحو. واصغر وحدة يتناولها علم الصرف تسمى ب (الجذر، مورفيم) التي تعد ذات دلالة في اللغة المدروسة، ولا يمكن أن ينقسم هذا المورفيم الى أقسام أخر تحمل معنى. وتأتي أهمية علم الصرف بعد أهمية النحو أو مساويا له، لما له من علاقة وطيدة في فهم معاني اللغة ودراسته خصائصها من ناحية المردة المستقلة وما تدل عليه من معانٍ إذا تغيرت صيغتها الصرفية وفق الميزان الصرفي المعروف، لذلك نرى المكتبة العربية قد زخرت بنتاج العلماء الصرفيين القدامى والمحدثين ممن كان لهم الفضل في رفد هذا العلم بكلم ما هو من شأنه إفادة طلاب هذه العلوم ومريديها.





هو العلم الذي يدرس لغة معينة ويتخصص بها – كاللغة العربية – فيحاول الكشف عن خصائصها وأسرارها والقوانين التي تسير عليها في حياتها ومعرفة أسرار تطورها ، ودراسة ظواهرها المختلفة دراسة مفصلة كرداسة ظاهرة الاشتقاق والإعراب والخط... الخ.
يتبع فقه اللغة من المنهج التاريخي والمنهج الوصفي في دراسته، فهو بذلك يتضمن جميع الدراسات التي تخص نشأة اللغة الانسانية، واحتكاكها مع اللغات المختلفة ، ونشأة اللغة الفصحى المشتركة، ونشأة اللهجات داخل اللغة، وعلاقة هذه اللغة مع أخواتها إذا ما كانت تنتمي الى فصيل معين ، مثل انتماء اللغة العربية الى فصيل اللغات الجزرية (السامية)، وكذلك تتضمن دراسة النظام الصوتي ودلالة الألفاظ وبنيتها ، ودراسة أساليب هذه اللغة والاختلاف فيها.
إن الغاية الأساس من فقه اللغة هي دراسة الحضارة والأدب، وبيان مستوى الرقي البشري والحياة العقلية من جميع وجوهها، فتكون دراسته للغة بذلك كوسيلة لا غاية في ذاتها.





هو العلم الذي يهتم بدراسة المعنى أي العلم الذي يدرس الشروط التي يجب أن تتوفر في الكلمة (الرمز) حتى تكون حاملا معنى، كما يسمى علم الدلالة في بعض الأحيان بـ(علم المعنى)،إذن فهو علم تكون مادته الألفاظ اللغوية و(الرموز اللغوية) وكل ما يلزم فيها من النظام التركيبي اللغوي سواء للمفردة أو السياق.