أن تنمية المستقرات البشرية مرتبط بتطور شبكة النقل , التي تؤثر على سهولة الوصول والتنظيم المكاني للمستقرات وفي الوقت نفسه تؤثر في شبكة الطرق, إذ هناك ترابط مكاني بينهما فمنها اعتمد الطريق محوراً طولياً لتطورها ومنها اتخذ شكلاً إشعاعياً, ولقد نمت المستقرات البشرية بصورة كبيرة في القرن العشرين⁽¹⁾ , وتحدد مواقع المستقرات البشرية في المحافظة على شبكة الطرق الموجودة فيها , ومواقع العقد الرئيسة في الشبكة ومواقع العقد الرابطة بين أجزاء الشبكة  وبناءً عليه فان المستقرات تتركز مواقعها قرب هذه العقد⁽²⁾ , لأن طرق النقل تجذب العديد من المشاريع الخدمية منها المدارس والمستشفيات وخدمات الماء والكهرباء فضلاً عن المشاريع الصناعية , مما تؤدي إلى نمو المستقرات البشرية وزيادة عدد سكانها أو نشوء مستقرات جديدة  بالقرب من المشاريع التي أقيمت فيها, ويلحظ أن الأهمية الموقعية للمدن ومرتبتها الإدارية وحجمها السكاني يرتبطان ارتبطاً طردياً مع امتلاكها شبكة الطرق وأصنافها ( الرئيسة والثانوية والريفية ) مثل مدينة السماوة مركز محافظة المثنى التي تعد بمثابة نقطة تنطلق منها الطرق باتجاهات متعددة بين أجزاء المحافظة من جهة والمحافظات المجاورة من جهة أخرى, وبناءً على ما تقدم يمكن القول إن توافر شبكة الطرق في  أي منطقة تعد من العوامل الرئيسة لجذب السكان واستقرارهم مما يؤدي إلى زيادة عددهم ونموهم بسبب توفر فرص العمل وممارسة الأنشطة الاقتصادية المختلفة المرتبطة بامتداد الطريق وبنائها.

__________
(1)  مهيب كامل فليح الراوي, مصدر سابق, ص31.

(2) هدى عبد القادر ألخالدي, مصدر سابق, ص8.