أغلب سطح إفريقيا يتكون من هضاب مشهورة باتساعها وتناسقها من حيث الارتفاع من خلال مساحات ضخمة، وتوجد في شرق القارة الجنوبي أعلى هضاب إفريقيا ويتراوح ارتفاعها ما بين 1200 - 1800م كما يصل ارتفاعها في مساحات جبال داركنز برج (1500م) وتصل في مشارف الأودية الاخدودية في شرق القارة.

ففي شمال القارة تمتد على طول ساحل البحر المتوسط هضبة عظيمة الاتساع وتشمل ما يعرف بالصحراء الكبرى التي تعد أكبر صحاري العالم ويتميز سطحها بقلة الارتفاع والاستواء بعكس الأقسام الأخرى من الهضبة الإفريقية وتنحدر تدريجياً نحو الشمال حتى تلتقي بسواحل البحر كما في شمال مصر وخليج سرت في ليبيا وبشكل فجائي على شكل حافات في مناطق أخرى كالجبل الأخضر.

وتحتضن الهضبة بعض التضاريس في جنوب الجزائر كمرتفعات الحجارة وجبال تبستي وأكاكوس والعوينات والهروج السود والهوائش في جنوب ليبيا ومرتفعات دارفور في غرب السودان وتعد هذه الجبال بنايا السلاسل جبلية قديمة قطعتها عوامل التعرية وحولتها إلى جبال تحاتية.

وتحتوي الهضبة على العديد من المنخفضات كمنخفض الجوف الكفره في ليبيا وحوض السودان، التي كان لها دور في نشوء وانتشار نظامين من الواحات إحداهما شمالي وآخر جنوبي، فالقطارة وسيوه في مصر والجغبوب، جالو، أوجله الكفرة، مراده، وغدامس في ليبيا وتنزرف إلى عين صلاح في الجزائر .

أما النطاق الجنوبي فيمتد من واحة الداخلة في مصر مروراً بواحتي الكفرة وفزان في ليبيا إلى (1800م) وفي الجانب الغربي للقارة يتراوح ارتفاع هضبة أنجولا بين 900 إلى 1500م .

والصخور القديمة لقاعدة الهضبة الإفريقية في مناطق متعددة وأهمها هضبة بوتشي شمال نيجيريا والتي يزيد ارتفاعها على (1500م). وقد أثرت عوامل التعرية المائية والجوية في المناطق المحيطة بها مما نتج عنه مناطق منخفضة وبقي قسم آخر يقاوم بسبب صلابته فلم يتأثر بعوامل التعرية التي ساهم فيها كل من نهر النيجر الأعلى والأدنى والسنغال وبنوي وبحر الغزال.

كما توجد هضبة فوتاجالون في غرب القارة، وتمتد من غينيا حتى موريتانيا، وتمثل خط تقسيم المياه بين المجاري السريعة والقصيرة المنحدرة نحو المحيط الأطلسي وبين منابع نهر السنغال والنيجر.

وفي أقصى الشرق تقع هضبة الحبشة وهي أعلى هضاب إفريقيا وتمثل جزء من الهضبة الإفريقية القديمة والتي برزت في العصر الجوارسي بسبب تراكم طبقات سميكة من الطفح البركاني الذي تكون على مراحل وفي مختلفة أحدثها البليوسين والبلاي ستوسين ونتج عن طفوح هذين العصرين ارتفاعها الشديد في الوقت الحاضر، ويمتاز سطحها بالتقاطع الشديد والانكسارات من جهة وعوامل النحت والتعرية من جهة أخرى، كما كان للبراكين أثر في ارتفاع عدد من القمم أعلاها رأس داشان الذي يبلغ ارتفاعه (4620م)، وتمتاز هذه الهضبة بتربة غنية جداً بسبب الطفوح البركانية مما كان له أثر واضح على تاريخ الحبشة لإمكانياتها الزراعية .

وإلى الجنوب الشرقي من هضبة الحبشة تمتد هضبة الصومال بانحدار مفاجئ باتجاه خليج عدن ورأس البحر الأحمر وتدريجياً نحو ساحل المحيط الهندي. وتمثل جزيرة سومطرة امتداد للصخور القديمة التي تتكون منها الهضبة وإلى الجنوب من خط الاستواء توجد هضبة تنحدر بشدة نحو السواحل الشرقية، بحيث لا تترك سهلاً ساحلياً باستثناء بعض الأقسام كما في موزمبيق، حيث تبتعد بمقدار (500كم) عن خط الساحل وهي أعلى أجزاء الهضبة الإفريقية القديمة وتبدأ بالانخفاض نحو الغرب حيث تتقطع إلى مجموعة هضاب متلاحقة في شمال الزمبيزي كما في ملاوي وموزمبيق وتمتد إلى زامبيا وأنجولا ثم تعود إلى الارتفاع نحو الجنوب حيث تحتضن منخفض كلهاري وأهم أقسام الهضبة الجنوبية أجزائها الشرقية التي تترك سهلاً ساحلياً ضيقاً. ويبلغ ارتفاعها ما بين 500 - 1200م ويمتد داخلها الأخدود الإفريقي، وهو يمثل جزء منها، وقد ساعد على ظهور مرتفعات تمثل حافات الأخدود الشرقية والغربية يصل ارتفاعها بين 1200 - 2000م وفي بعض الأحيان تتسع الحلقات مكونة هضاب واسعة كما في كينيا وجنوب تنجانيقا ومنطقة كيفو وعملت التعرية المطرية منذ زمن بعيد عدة منخفضات مكونة بحيرات غير عميقة بعد امتلائها بالمياه بالقياس إلى بحيرات الأخدود وتعد بحيرة فكتوريا أكبر هذه المنخفضات.

وتظهر الهضبة في جمهورية جنوب إفريقيا على شكل مدرجات منحدرة باتجاه الجنوب وتبدأ من جبال ستورم برج Storm Berg وسلسلة نيوفلد ثم جبال الكارو الأكبر التي يتراوح ارتفاعها بين 450 إلى 600م، أما هضبة القلد الأعلى فتمتد إلى الشمال من ليسوتو بارتفاع يتراوح من 1200 ـ 1300م .

وسطحها غير معقد التضاريس باستثناء بعض التلال والتي قسمها كوبيز في حوض الفال حيث تمتد هضبة فلد السافانا الشجرية وتشمل معظم نهر الترانسفال شمال خط عرض 30 درجة جنوب خط الاستواء، وتنحدر هذه الهضبة باتجاه سهول اللمبوبو الذي يحيطها بشكل قوسي من الشمال والغرب والشرق. وهي أقل ارتفاعاً من الفلد الأعلى حيث بلغ متوسط الارتفاع 1300م وقطعتها الأنهار المنحدرة إلى الشرق والشمال والغرب، وأهمها نهر أوليفانتس، أما كتلة الهضبة فيما بين اللمبوبو حتى حدود الزمبيزي والتي تسمى بهضبة التابيلي العليا والتي تمتد من الشمال الشرقي إلى الجنوب الغربي وتتكون من صخور بلورية قديمة يتراوح ارتفاعها بين 1200 إلى 1600م، وإلى الشرق من هذه الهضبة تمتد هضبة مانيكا والتي ترتفع إلى أكثر من 2000م وإلى الشمال من هضبة الميتابلي تنحدر الأرض نحو وادي الزمبيزي ويطلق عليها هضبة دجر نجوني وتنتهي بشكل خانق يكون مجرى نهر الزمبيزي ثم تنحدر الهضبة نحو الغرب إلى إقليم ماتوبو والذي تخترقه أنهار صغيرة ذات تصريف داخلي. ثم ترتفع الأرض في إقليم بارويست والتي تمثل هضبة متوسطة الارتفاع تمتد بين نهر الزمبيزي ورافده كافوي. وإلى الشرق من كافوي تنحدر الأرض مكونة مستنقعات الكونغو الأعلى.

وغرب نهر الزمبيزي تظهر هضبة بيهي التي تسيطر على وسط أنجولا، وهي خط تقسيم المياه التي تجري نحو الشرق إلى المحيط الهندي والمتمثلة في روافد الزمبيزي الأعلى ونحو الجنوب الغربي إلى المحيط الأطلسي كنهر كونيني وإلى الشمال الغربي كنهر كوانزا. أما ومنحدراتها الجنوبية الشرقية فتنحدر مياهها إلى تصريف داخلي في حوض كلهاري. وتترك الهضبة سهلاً ساحلياً ضيقاً بموازاة مياه المحيط الأطلسي يصل عرضه ما بين 100 - 200كم وفي جنوب القارة تمتد هضبة ماريلاند Damaraland المرتفعة وهضبة نامالاند Namaland الكبيرة والتي تنتهي شمال الأورانج وتظهر جنوب الهضبة على شكل مرتفعات تكالاندا وفي وسط تلك الهضبات يوجد منخفض كلهاري ذي التصريف الداخلي، أما هضبة جزيرة مدغشقر فهي هضبة تكوينها قديم تشبه صخور القارة القديمة وهي بلورية تكونت في الزمن الأول. وتأثر جانبها الغربي بموجات البحر العالية مما أدى إلى تغطية سطحها برواسب تعود إلى الزمن الثاني وما بعده.

وتعتبر هضبة مدغشقر ذات سطح مرتفع نحتت به سهول ساحلية ضيقة من الشرق وعريضة من الغرب وتبلغ أقصى ارتفاع لها في الجزء الداخلي الشرقي من هذه السهول وتمثل الهضبة عمود فقري لمدغشقر يمتد من الشمال إلى الجنوب وتخترقه عدة ممرات طبيعية لتصل الشرق بالغرب.