المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
القيمة الغذائية للثوم Garlic
2024-11-20
العيوب الفسيولوجية التي تصيب الثوم
2024-11-20
التربة المناسبة لزراعة الثوم
2024-11-20
البنجر (الشوندر) Garden Beet (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-20
الصحافة العسكرية ووظائفها
2024-11-19
الصحافة العسكرية
2024-11-19



السمع كوسيلة للاكتساب  
  
2500   01:27 مساءاً   التاريخ: 26-6-2016
المؤلف : الشيخ حسان محمود عبد الله
الكتاب أو المصدر : مشاكل الاسرة بين الشرع والعرف
الجزء والصفحة : ص83-85
القسم : الاسرة و المجتمع / المجتمع و قضاياه / آداب عامة /

 بعد خروج الولد الى العالم الخارجي من عالمه الداخلي في رحم أمه أثبت علماء التربية أن حاسة السمع تعتبر من اوائل الحواس التي تتفتح لدى الطفل, بل أكثر من ذلك فقد أثبت بعض علماء التربية أن الطفل يسمع من الشهر الخامس أو السابع في بطن أمه , وبالتالي نصحوا بأن، تستمع الأم أثناء حملها.. فإن لذلك أثراً إيجابياً على الولد وعلى تسهيل الولادة، ونحن نقول في هذا المجال إننا ننصح ايضا بأن تستمع الأم أثناء حلمها إضافة الى.. التي تبعث على الاستقرار النفسي بل قبلها الى القرآن الكريم والأدعية فإن لذلك أثرا إيجابيا بالغاً على الولد .

ومع ذلك فإن القدر المتيقن عند الجميع هو أن الولد منذ اللحظة الأولى ولادته يستطيع ان يسمع الأصوات التي تُطلق أمامه, وبالتالي فإن الطفل مهما كان صغيرا فإنه يسمع ما يدور حوله من اصوات، وهو وإن كان لا يُدرِكها بشكل كامل وواضح إلا أنه يفهم بعض الأمور وخاصة المتغيرات فمثلا هو يعرف الصوت الحنون لأمه وهي.. لينام, وهو يدرك الصوت الغاضب العالي ويعرف أنه مخيف وإن كان لا يعرف بالدقة معنى الخوف, كما لدى الطفل الذي يمتلك إدراكا أكبر إلا أنه تخيفه الأصوات الخارجة عن المألوف التي لا يسمعها عادة في محيطه, وقد أجرى بعض علماء التربية النفسية في إحدى دول الغرب تجربة إثبات ذلك فوضعوا آلات جس النبض ومعرفة الأحاسيس العصبية التي تخالج الولد من خلال قياس توتره العصبي ثم أحضروا أمه واباه طلبوا منهما أن يختلفا أمامه ويصرخ كل منهما على الآخر, ثم نظروا الى المؤشرات فوجدوا أنها تتحرك بسرعة وبشكل مضطرب فثبت لهم أن الولد تأثر بهذا الإشكال بين الأبوين, وهذا ما يدعونا الى إلفات الأهل الى أن لا يصرخوا أمام الولد وإبعاده قدر الإمكان عن الأصوات المزعجة فإن لذلك تأثيرا كبيرا عليه , ولا يقل أحد منهم إنه طفل لا يدرك ولا يعرف شيئا, بل إن هذا الطفل يدرك الأصوات التي حوله ومن هنا ندرك السبب الذي طلب فيه الله سبحانه وتعالى منا أن نؤذن للطفل في إحدى أذنيه ونقيم له في الأخرى لتكون هذه المعاني الحميدة والأصوات الجميلة أول ما يسمع فيختزن في نفسه أهميتها وتكون معه دائما فهي أول صوت سمعه في حياته وهي دليل آخر على أنه يسمع . فقد ورد عن أمير المؤمنين الإمام علي (عليه السلام) أنه قال: قال رسول الله(صلى الله عليه واله):(من ولد له مولود فليؤذن له في اذنه اليمنى بأذان الصلاة, وليقم في اليسرى, فإن ذلك عصمة من الشيطان الرجيم والإفزاع له)(1). فبالنظر الى الحديث الشريف يظهر بشكل واضح ان الطفل يُعصَم من الشيطان الرجيم من خلال ما يسمعه وايضا يأمن من الفزع, وعليه فإننا نؤكد على الأهل التعامل مع الطفل منذ بداية ولادته وكأنه يسمع فعلا فلا يسمع كل ما هو جميل ولا مانع من أن يوضع بقربه مسجلا يسمع من خلاله آيات من القرآن الكريم, أو أدعية بصوت جميل,... فإن ذلك أثرا جيدا على الطفل، وما هو متعارف لدى الناس من أن الطفل لا يدرك ولا يسمع غير صحيح وقد أثبتنا ذلك... , بل أثبتنا أيضا أنه يسمع وهو وإن لم يدرك تماما ما يسمعه إلا أنه يدرك منها أمورا مهمة لا يجوز أن يُحرم منها .

_________

1ـ مستدرك الوسائل الجزء 15 ص 137 .




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.