أقرأ أيضاً
التاريخ: 29-01-2015
3111
التاريخ: 30-01-2015
3271
التاريخ: 29-01-2015
3467
التاريخ: 7-11-2017
3575
|
لم يجد أصحاب الامام على الفرات شريعة يستقون منها الماء إلا وعليها الحرس الكثير وهم يمانعونهم أشد الممانعة من الوصول إليه فاقبلوا الى الامام يخبرونه بذلك فدعا صعصعة بن صوحان وقال له : ائت معاوية فقل : إنا سرنا مسيرنا هذا وأنا أكره قتالكم قبل الاعذار إليكم وإنك قدمت بخيلك فقاتلتنا قبل أن نقاتلك وبدأتنا بالقتال ونحن من رأينا الكف حتى ندعوك ونحتج عليك وهذه اخرى قد فعلتموها حتى حلتم بين الناس وبين الماء فخل بينهم وبينه حتى ننظر فيما بيننا وبينكم وفيما قدمنا له وقدمتم وان كان أحب إليك أن ندع ما جئنا له وندع الناس يقتتلون على الماء حتى يكون الغالب هو الشارب فعلنا .
وانطلق صعصعة الى معاوية فعرض عليه كلام الامام فاستشار اصحابه فقال له الوليد بن عقبة : امنعهم الماء كما منعوه ابن عفان : حصروه اربعين يوما يمنعونه برد الماء ولين الطعام اقتلهم عطشا قتلهم الله , وأشار عليه ابن العاص بالسماح لهم ولكن الوليد اعاد مقالته ، وانبرى عبد الله بن سعد بن أبي سرح فقال له : امنعهم الماء الى الليل فانهم إن لم يقدروا عليه رجعوا وكان رجوعهم هزيمتهم ؛ امنعهم الماء منعهم الله يوم القيامة , فثار صعصعة ولم يسعه السكوت فقال له : إنما يمنعه الله يوم القيامة الكفرة الفجرة شربة الخمر ضربك وضرب هذا الفاسق واشار الى الوليد وتواثبوا عليه يشتمونه ويتهددونه فأمرهم معاوية بالكف عنه ورجع صعصعة ولم تنتج سفارته شيئا فخف الى الامام الأشعث بن قيس فقال له : يا أمير المؤمنين أيمنعنا القوم ماء الفرات وأنت فينا ومعنا السيوف خل عنا وعن القوم فو الله لا نرجع حتى نرده أو نموت ومر الاشتر فليعل بخيله فيقف حيث تأمره ؛ فمنحه الامام الأذن ولما ظفر الاشعث بذلك رجع الى قومه وهو يهتف بهم : من كان يريد الماء او الموت فميعاده الصبح فانى ناهض الى الماء , فأجابه اثنا عشر الفا فلما رآهم قام مزهوا يشد عليه لامة حربه وهو يقول :
ميعادنا اليوم بياض الصبح هل يصلح الزاد بغير ملح
لا لا ولا أمر بغير نصح دبوا الى القوم بطعن سمح
مثل العزالى بطعان نفح لا صلح للقوم واين صلحى
حسبي من الاقحام قاب رمح
ولما اندلع لسان الصبح دبت جماهير العراقيين الى الاشعث فحمل بهم على أهل الشام وهو يقول لقومه : بأبي أنتم وأمي تقدموا قاب رمحي , ولم يزل يهتف بقومه ويبعث في نفوسهم روح العزم والنشاط حتى خالطوا أهل الشام وصاح بهم الاشعث : خلوا عن الماء ؛ فأجابه أبو الأعور السلمي : بعدم السماح لهم وهجم الاشعث ومن معه على صفوف أهل الشام فار الوهم عن الفرات والحقوا بهم خسائر فادحة في الاموال والنفوس ولما ملك العراقيون الفرات سمح الامام لأهل الشام أن يردوا منه ولم يكل لهم صاعا بصاع ولم يعمل معهم الا عمل المحسن الكريم .
|
|
"عادة ليلية" قد تكون المفتاح للوقاية من الخرف
|
|
|
|
|
ممتص الصدمات: طريقة عمله وأهميته وأبرز علامات تلفه
|
|
|
|
|
تسليم.. مجلة أكاديمية رائدة في علوم اللغة العربية وآدابها
|
|
|