المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
منع حدوث التهاب الكبد
2024-07-01
الانزيمات الكبدية ( الناقلة لمجموعة الامين )
2024-07-01
البيلروبين
2024-07-01
التهاب الكبد من نوع G
2024-07-01
التهاب الكبد من نوع D
2024-07-01
التهاب الكبد من نوع C
2024-07-01

الأفعال التي تنصب مفعولين
23-12-2014
صيغ المبالغة
18-02-2015
الجملة الإنشائية وأقسامها
26-03-2015
اولاد الامام الحسين (عليه السلام)
3-04-2015
معاني صيغ الزيادة
17-02-2015
انواع التمور في العراق
27-5-2016


الإسلام يرضي كل الميول الغريزية  
  
2453   12:18 مساءاً   التاريخ: 21-4-2016
المؤلف : السيد صالح السيد عبد الزراق الموسوي الخرسان
الكتاب أو المصدر : تربية الطفل واشراقاتها التكاملية
الجزء والصفحة : ص90ـ93
القسم : الاسرة و المجتمع / الحياة الاسرية / مقبلون على الزواج /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 14-1-2016 1562
التاريخ: 14-1-2016 1835
التاريخ: 7-4-2022 1571
التاريخ: 2024-01-01 756

ان الاسلام ينظر إلى جوانب الانسان المختلفة نظرة فاحصة ودقيقة فيحسب لكل جانب منها حسابه الخاص، ويحقق له ما يلائمه ويرضيه لان ارضاء كل الميول الغريزية للبشر يعتبر في الاسلام امرا محبّذا لان كل واحد منها هو فرع من فروع السعادة البشرية.

والإسلام يأبى ان يطغى جانب على جانب في الانسان ويرفض ذلك رفضاً قاطعا، كما يرفض ان يحصر الانسان نفسه في سجن الشهوة والغرائز , ويغرق في الملذات المادية الضارة به او بغيره من البشر. ولا يقبل البتّة بهذا النوع من الحياة البهيميّة المائعة, لأنه يريد من الانسان ان يكون انسانا بمعنى الكلمة, يسير وفق الفطرة والغريزة الطاهرة المهذبة ولا يحيد عنها, ويجسد في سلوكه انسانية الانسان في دنيا الوجود ويحقق القيم السامية والمثل العليا، والأهداف المنشودة في الحياة.

ومن هنا تأتي المقولة الحكمية لرسول الإنسانية ورحمتها محمد (صلى الله عليه واله) صريــحة وقاطعة :(من لم يرَ للهِ عز وجل عليه نعمة، الا في مطعم او مشرب او ملبس فقد قصر عمله ودنا عذابه)(1).

فالإسلام يرى ان سعادة البشر الحقيقية لا تتحقق الا في الاستجابة الكاملة لكل جوانب الانسان المادية والمعنوية وارضاء كل ميوله المشروعة، وينبغي التوازن والاعتدال وعدم الافراط والتفريط والا فان الانسان يرتكب خطأ جسيماً في حياته عندما يتخلى عن ميوله المادية بحجة الالتفات إلى كمالاته الروحية، او بالعكس، يقول الله تبارك وتعالى :{وَابْتَغِ فِيمَا آتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الْآخِرَةَ وَلَا تَنْسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا}[القصص:77] .

وقد ورد عن الامام محمد الباقر (عليه السلام) انه قال :

(ليس منا من ترك دنياه لأخرته، ولا اخرته لدنياه)(2).

والإسلام الحنيف في تشريعاته، وارشاداته، ووصاياه، لم يحرم أي لذة مشروعة، او زينة، او عمل يؤدي إلى سعادة حقيقية للإنسان، وها هي الآيات الكريمة والروايات الشريفة تؤكد ذلك بوضوح تام :

1ـ قال الله تعالى:{قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللَّهِ الَّتِي أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ وَالطَّيِّبَاتِ مِنَ الرِّزْقِ}[الأعراف:32].

2ـ وقال تعالى:{يَا بَنِي آدَمَ خُذُوا زِينَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلَا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ}[الأعراف:31].

3ـ قال الرسول الأكرم (صلى الله عليه واله): (من سعادة المرء الزوجة الصالحة )(3).

4ـ وقال (صلى الله عليه واله): ( ان من سعادة المرء المسلم ان يشبهه ولده والمرأة الجملاء ذات دين والمركب الهنيء، والمسكن الواسع )(4).

5ـ وعنه (صلى الله عليه واله): ( من سعادة المرء : المرأة الصالحة والمسكن الواسع والمركب الهنيء والولد الصالح)(5).

6ـ وعنه (صلى الله عليه واله): ( اربع من سعادة المرء الخلفاء الصالحون، والولد البار، والمرأة المواتية، وان تكون عيشته في بلده )(6) .

7ـ وفي الحديث الشريف: (من سعادة المرء: دابة يركبها في حوائجه وتُقضى عليه جوائح إخوانه)(7).

8ـ وعنه (صلى الله عليه واله): ( أفضل نساء أمتي اصبحهن وجها واقلهن مهراً)(8).

9ـ عن ابي الحسن الرضا (عليه السلام) انه قال: (أن سعادة الرجل أن يكشف الثوب عن امرأة بيضاء)

 (9).

10ـ وعن ابي الحسن الأول (عليه السلام) أنه قال: ( ثلاثة يجلبن البصر: النظر إلى الخضرة والنظر إلى الماء والنظر إلى الوجه الحسن) (10).

إلى غير ذلك من الآيات الكريمة والروايات الشريفة الواردة في هذا الخصوص نعرض عن ذكرها خوف الاسهاب ونكتفي بهذا القدر منها لايفائه بالغرض.

وان دلّ هذا على شيء فإنه يدل على ان الاسلام الحنيف يُرضى كل الميول الغريزية والرغبات المشروعة واللذات والزينات التي يقبلها العقل السليم والذوق الرفيع وتنسجم مع فطرة الله التي فطر الناس عليها.

____________

1ـ سفينة البحار مادة دنا، ص164.

2ـ وسائل الشيعة : ج4 ، ص 106.

3ـ الكافي : ج5، ص324.

4ـ بحار الأنور : ج23، ص51.

5ـ مكارم الاخلاق: ص65.

6ـ بحار الانوار : ج23، ص55.

7ـ مكارم الاخلاق / ص138.

8ـ وسائل الشيعة: ج20، ص31.

9ـ وسائل الشيعة : ج2، ص31.

10ـ الخصال: ج1، ض92.




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.