التهوية في مساكن الدواجن

تعتبر تهوية مساكن (عنابر) الدواجن عنصرا رئيسيا من عناصر إنتاج الدواجن وذات أهمية بالغة للحصول على نتائج جيدة. إن حركة الهواء حول جسم الطائر في الأجواء الحارة تعمل على إزالة طبقة الهواء الساخنة المحيطة بالجسم وتعمل أيضا على تبريده. وإذا زادت التهوية عن الحد الأقصى فإن ذلك يؤدي الى زيادة تيار الهواء حول الطائر، وبالتالي الإصابة بالأمراض التنفسية خصوصا في فصل الصيف ؛ ولذلك فإن اتباع الطرق العلمية الصحيحة في تهوية مساكن الدواجن يكون في غاية الأهمية .

إن تعريف " التهوية " هو تجديد هواء المسكن " العنبر " ولكن تطبيقه ليس بالأمر السهل للحصول على تهوية ناجحة ، إذ يؤثر في ذلك عوامل عدة منها درجات الحرارة داخل وخارج المسكن وسرعة واتجاه الرياح واتجاه المسكن وموقعه وغير ذلك.

أهداف التهوية

1. التخلص من غز ثاني أكسيد الكربون الناتج عن عملية التنفس وغاز الأمونيا الناتج من أجهزة الإفراز بالجسم. كذلك التخلص أيضا من الغازات الناتجة عن عمليات التمثيل الغذائي في جسم الطائر وكذلك الغازات التي تنتج عن الاحتراق غير الكامل للوقود مثل غاز أول أكسيد الكربون الذي يعتبر من الغازات السامة إذا ما زادت نسبته في جو المسكن، غاز أول أكسيد الكربون شديد الاتحاد بهيموجلوبين الدم إذا ما قورن بغاز الأكسجين ويصعب على كرات الدم الحمراء التخلص منه.

2. التخلص من الحرارة التي تنبعث من الطائر نتيجة لعمليات التمثيل الغذائي وخاصة في فصل الصيف، حيث يصعب بدون التهوية المحافظة على درجة حرارة ثابتة داخل المسكن، وبالتالي الى اضطراب الوظائف الفسيولوجية بالجسم.

3. التخلص من الرطوبة العالية داخل المسكن وخاصة في فصل الشتاء وفي المناطق التي ترتفع فيها الرطوبة النسبية.

كمية التهوية اللازمة في مساكن " عنابر " الدواجن

يحتاج الدجاج الى كمية من الهواء تتناسب مع وزن جسمه. تحسب التهوية في مساكن الدواجن على أساس أعلى وزن يصله الطائر خلال فترة التربية، والجدول التالي بين ذلك:

ويمكن الاستعانة كذلك بالجدول التالي لحساب سعة التهوية في مساكن الدواجن بأنواعها:

نظم التهوية المتبعة في مساكن (عنابر) الدواجن

1. التهوية الطبيعية.                  2. التهوية الصناعية.

أولا : التهوية الطبيعية

تتبع هذه الطريقة في مساكن (عنابر) الدواجن المفتوحة ، يعتمد نظام التهوية فيها على الخاصية الفيزيائية المعروفة بأن الهواء الساخن يكون أقل كثافة من الهواء البارد فيرتفع الى الطبقة العليا من المسكن على ذلك فإن أغلبية نظم التهوية الطبيعية تعتمد على جعل فتحات لخروج الهواء الفاسد من سقف المسكن (العنبر)، وعلى الأغلب في مكان التقاء سقفي الجمالون إذا كان السقف جمالونيا وفتحات دخول الهواء في مواضع منخفضة في الجدران الجانبية، حيث يدخل الهواء النقي البارد من هذه الفتحات ويمر في الطبقات المنخفضة من هذا المسكن فيسخن وتقل كثافته فيرتفع الى أعلى ويخرج من الفتحات الموجودة في السقف. عادة تكون هذه الفتحات التي بالسقف على شكل مدخنة لتساعد على سحب الهواء الفاسد بواسطة التيار المار فوق المسكن.

ثانيا: التهوية الصناعية

تستعمل هذه النظم من التهوية غالبا في المساكن المقفولة (المغلقة) وتصنف الى :

1. النظام التقليدي.

2. نظام سحب الهواء من الجدران.

3. التهوية عبر المسكن (العنبر).

4. إدخال الهواء خلال قناة مركزية في السقف والسحب من الجدارين.

5. سحب الهواء من زوايا المسكن ودخول الهواء من وسطها.

6. التهوية المعتمدة على دفع الهواء داخل المسكن (ضغط موجب).

وسنتكلم عن كل واحد ن هذه النظم بالترتيب.

1. النظام التقليدي

هذا النظام من التهوية يستعمل بكثرة في الدول الأوربية ، إذ يعتمد على سحب الهواء من داخل المسكن (العنبر) بواسطة ساحبات تثبت في منتصف السقف وتعمل فتحات على طول الجدارين الجانبين لدخول الهواء منهن كما هو مبين في الأشكال التالية:

شكل نظام التهوية التقليدي

(أ) شتاء: حيث درجة حرارة الهواء في الخارج أقل من درجة حرارة الهواء في الداخل.

(ب) صيفا: حيث درجة حرارة الهواء في الخارج أعلى من درجة حرارة الهواء في الداخل.

يراعى في نظام التهوية التقليدي أربع نقاط أساسية:

أـ تكون سعة فتحات دخول الهواء 4 أقدام مربعة لكل 1000 قدم مكعب من الهواء المسحوب وذلك لتفادي حدوث تيارات هوائية داخل المسكن (العنبر) وأن لا تزيد سرعة الهواء عن 500 قدم في الدقيقة.

ب ـ تكون فتحات دخول الهواء على ارتفاع مناسب يحدده جو المنطقة المنشأ عليها المشروع بحيث تكون منخفضة في الأجواء الحارة وبحدود 90-100 سم أو أعلى عن ذلك في الأجواء الباردة.

جـ ـ يستعمل منظم لسرعة واتجاه الهواء على فتحات دخول الهواء لزيادة مرونة نظام التهوية.

دـ في الصيف (وكقاعدة عامة لجميع نظم التهوية) يجب إدخال هواء باردة من الفتحات المخصصة لدخول الهواء وذلك للإبقاء على حركة الهواء بالأسلوب الصحيح، وإلا فإن الهواء الخارجي سيرتفع الى أعلى سائرا بمحاذاة السقف ليسحب الهواء من الساحبات ؛ لأن حرارته أعلى من الهواء الداخلي ويفشل نظام التهوية في تغيير الهواء على مستوى الطائر .

ومنظم الضوء وكمية وسرعة واتجاه الهواء هو غطاء (أشبه بالصندوق) من الخشب أو الصاج المجلفن يوضع على فتحة دخول الهواء أو خروجه في نظم تهوية أخرى بحيث يعمل على منع دخول ضوء النهار الى داخل المسكن لكي يمكن التحكم في الإضاءة الصناعية في الداخل . هذه المنظمات مجهزة بمصدات ثابتة لمنع دخول الضوء الى المسكن وللتقليل من سرعة الهواء الداخل الى المسكن (أعلى وأسفل) وأخيرا بوابات متحركة الى أعلى وأسفل للتحكم في كمية الهواء الداخل.

منظم لدخول الهواء (هودج)

منظم لدخول الهواء (هودج)

2. نظام سحب الهواء من الجدران

يعتمد هذا النظام على تثبيت ساحبات الهواء على الجدارين الطوليين والسماح لدخول الهواء من فتحات في السقف الجمالوني (شكل 33) ويمكن الاستفادة من هذا النظام إذا كان المسكن عريضا 12-18 مترا . في الصيف يجب إدخال الهواء البارد من فتحات دخول الهواء أو وضع مبردات هواء في السقف .

نظام التهوية بواسطة سحب الهواء من الجدارين الطوليين

3. التهوية عبر المسكن

هذا النظام شائع في كثير من مساكن الدواجن ويعتمد على دخول الهواء من أحد الجدارين الطوليين وسحبه من الجدار المعاكس (أشكال 22 ، 23) توضع فتحات دخول الهواء على ارتفاع 90 سم تقريبا من مستوى الأرضية والساحبات بارتفاع أعلى من ذلك (2-2.5 متر) .

وفي الصيف يجب إدخال الهواء البارد ، وذلك باستعمال مبردات هواء أو أي وسيلة تبريد أخرى لتبريد الهواء الداخل الى المسكن . ويطبق هذا النظام فقط في المساكن التي يبلغ عرضها أقل من 12 مترا لكي لا يكون نصيب الطيور من جهة الساحبات من الهواء النقي أقل من نصيب الطيور من الجهة الأخرى .

4. إدخال الهواء خلال قناة مركزية في السقف والسحب من الجدارين

يعتمد هذا النظام على إدخال الهواء خلال قناة (Duct) طويلة مثقبة تثبت في منتصف السقف الجمالوني ليدخل الهواء بمعدل متساو على طول المسكن ، ويتم سحب الهواء بواسطة ساحبات تثبت على طول الجدارين الجانبيين .

نظام تهوية بواسطة دخول الهواء عن طريق قناة في منتصف السقف الجمالوني والسحب من الجدارين الطوليين ويمكن استعمال هذا النظام للمساكن الأعرض من 12 مترا في فصل الصيف .

يسهل في هذا النظام إدخال الهواء البارد خلال هذه القناة بوضع أجهزة تبريد في إحدى النهايات أو نهايتي القناة.

5. سحب الهواء من زوايا المسكن ودخول الهواء من وسطه

شاع استعمال هذا النظام مؤخرا في المسكن الجاهزة في المناطق الحارة ، وذلك لسهولة تغييره الى تبريد في فصل الصيف . يعتمد هذا النظام (شكل رقم 35) على سحب الهواء من ساحبات كبيرة توضع في أسفل نهايتي كل جدار ، أي أن الهواء يسحب من الزوايا الأربع ، أما دخوله فيكون من وسط كل جدار حيث يدخل الهواء خلال مخدات يمكن ترطيبها في الصيف بفتح مصدر المياه عليها . أما في الشتاء فيقطع مصدر المياه ويستعمل القماش المشمع المثبت من الخارج للتحكم في ارتفاع وكمية الهواء .

شكل نظام تهوية وتبريد خلال المخدات الرطبة وذلك بواسطة التفريغ من زوايا المسكن الأربع والدخول من وسطها خلال مخدات رطبة

(أ) يبين حركة الهواء      (ب) أحد الجدارين الطوليين

منظر من الداخل لمفرغتين كبيرتين في إحدى زوايا المسكن

المنظر العلوي من الخارج

6. دفع الهواء داخل المسكن (ضغط موجب)

يعتمد هذا النظام على تثبيت ثلاثة أو أكثر من المراوح الضخمة الدافعة للهواء في نهاية المسكن ، ويثبت على كل منها أنبوب من القماش أو الخشب يمتد على طول المسكن ليخرج منه الهواء الى فتحات في الجدارين الجانبين تسمح بخروج الهواء بحرية ، ويمكن وضع مخدات رطبة للتبريد خلف هذه المراوح في الصيف لسحب الهواء البارد. يأخذ على هذا النظام ايضا أن الأنبوب القماش أو الخشب المثقب سرعان ما ينسد بفعل الغبار المتراكم على هذه الثقوب، واستعمال مبردات الهواء في مساكن الدواجن هو ايضا من نظم الضغط الموجب، ويعتبر من النظم الناجحة في تبريد وتهوية مساكن الدواجن في المناخ الحار والجاف.

المصدر: د. محمد سعيد محمد سامي.2000. انتاج دجاج اللحم للمشاريع الصغيرة والكبيرة.