أقرأ أيضاً
التاريخ: 25-7-2016
5393
التاريخ: 20-4-2016
3041
التاريخ: 25-7-2016
2465
التاريخ: 25-7-2016
2285
|
إن العمل يؤثر في شعور الإنسان، وما يسمى (بالقلب) في مصطلح القرآن. ذلك الشيء الذي ينسب إليه الخشوع، والرقة، والقسوة والنور والظلام، نقول: إن فلاناً رقيق القلب. وفلاناً قاسي القلب؛ أو نقول: أظلّم قلبي، أو تنوّر قلبي، فمن آثار العمل هو فتحه القلب خشوعاً وخضوعاً، أي أنه يحول دون قسوة القلب. وان البطالة تجلب قسوة القلب. وبما أن العمل معلول فكر الإنسان وروحه وخياله وقلبه وجسمه فإنه في الوقت نفسه صانع الخيال والعقل والفكر والقلب، وبشكل عام صانع ومربي الإنسان.
والفائدة الأخرى للعمل هي مسألة حفظ الشخصية والشرف والاستقلال، فمثلاً لو تعرضت شخصية الإنسان إلى الإهانة وانفضح وحقر فإنه سيحزن ويتألم. وبما أن الإنسان يستغني عن الآخرين بواسطة العمل ـ خصوصاً لو كان مقروناً بالابداع ـ فإنه يشعر بالشخصية أمامهم، أي لا يشعر بالحقارة بعد ذلك.
هناك بيتان في الديوان المنسوب لأمير المؤمنين (عليه السلام) هما:
لنـقـل الصخـر مـن قـمـم الجـبــال أحب إلي مـن منن الـرجال
يقول الناس لي في الكسب[3]عار فـإن الــعـار في ذل السؤال
ويقول أحد الشعراء:
كُــدّ كـدّ الـعـبـد أن أحـبـبـت أن تصبح حرا واقـطـع الآمـال مـن مـال بـنـي آدم طرّا
لا تقل ذا مكسب يزري فقصد الناس أزرى أنت ما استغنيت عن غيرك أعلى الناس قدرا
فهذا الأمر ضروري للإنسان والعيش بحرية، وعدم تحمل منّة الآخرين. هو أكثر الأشياء قيمة وقدراً لمن يشعر بالإنسانية ولا يمكن ذلك دون أن يكون للإنسان عمل يعتمد به على نفسه.
ـ وصية الرسول الأكرم (صلى الله عليه واله ) :
في اُصول الكافي وردت هذه القصة:
افتقر أحد أصحاب الرسول (صلى الله عليه واله ) جداً بحيث أصبح محتاجاً لخبز ليلة. فقالت له زوجته مرّة: اذهب إلى الرسول (صلى الله عليه واله ) لعلك تستعين به. فذهب الرجل وتشرّف بالحضور عند الرسول (صلى الله عليه واله ) وجلس في مجلسه وانتظر ليخلو به وتسنح له الفرصة ليحدثه، ولكن قبل أن يطلب حاجته قال الرسول (صلى الله عليه واله ) من سألنا أعطيناه ومن استغنى عنا أغناه الله (وما أن سمع هذا الكلام حتى سكت وعاد إلى بيته. وبقي على فقره، فجاء إلى الرسول مرة ثانية بتحريض من زوجته. وفي ذلك اليوم كرر الرسول (صلى الله عليه واله) تلك الجملة السابقة في أثناء كلامه. يقول الرجل: كررت هذا العمل ثلاثاً، وعندما سمعت هذه الجملة في اليوم الثالث فكرت بأنه ليس صدفة أن يذكر الرسول (صلى الله عليه واله ) هذه الجملة أمامي ثلاثاً. فيتبين أن الرسول يريد أن يقول لا تدخل من هكذا طريق. شعر الرجل في المرة الثالثة بقوة في قلبه، وقال يظهر أن للعيش طرقاً أخرى، وهذا الطريق ليس بصحيح. ففكر بأن يذهب ويبدأ من نقطة ما، ليرى ماذا يحدث. وقال مع نفسه: إنني لا أملك شيئاً، ولكن ألا أستطيع جمع الحطب؟ ولكن جمع الحطب يحتاج دابة وحبلاً وفأساً. فاستعار هذه الوسائل من جاره. فجمع حطباً ونقله على الدابة وباعه ثم أخذ المال الذي حصل عليه إلى البيت وصرفه لمعيشته ورأى نتيجة عمله لأول مرة وذاق طعمها. وكرر ذلك في اليوم الثاني وصرف بعض المال الذي حصل عليه، وخزن بعضه، وظل يعمل إلى أن اشترى حبلاً وفأساً ودابة، وتأمنت معيشته عن هذا الطريق تدريجياً. فذهب يوماً إلى الرسول (صلى الله عليه واله ) فقال له الرسول (صلى الله عليه واله ) : من سألنا أعطيناه ومن استغنى عنا أغناه الله) فإنك لو سألتني في ذلك اليوم لأعطيتك، ولكنك تبقى فقيراً إلى نهاية عمرك. وبما أنك توكلت على الله وبحثت عن العمل فقد أغناك الله تعالى.
|
|
5 علامات تحذيرية قد تدل على "مشكل خطير" في الكبد
|
|
|
|
|
لحماية التراث الوطني.. العتبة العباسية تعلن عن ترميم أكثر من 200 وثيقة خلال عام 2024
|
|
|