1

x

هدف البحث

بحث في العناوين

بحث في المحتوى

بحث في اسماء الكتب

بحث في اسماء المؤلفين

اختر القسم

القرآن الكريم
الفقه واصوله
العقائد الاسلامية
سيرة الرسول وآله
علم الرجال والحديث
الأخلاق والأدعية
اللغة العربية وعلومها
الأدب العربي
الأسرة والمجتمع
التاريخ
الجغرافية
الادارة والاقتصاد
القانون
الزراعة
علم الفيزياء
علم الكيمياء
علم الأحياء
الرياضيات
الهندسة المدنية
الأعلام
اللغة الأنكليزية

موافق

الحياة الاسرية

الزوج و الزوجة

الآباء والأمهات

الأبناء

مقبلون على الزواج

مشاكل و حلول

الطفولة

المراهقة والشباب

المرأة حقوق وواجبات

المجتمع و قضاياه

البيئة

آداب عامة

الوطن والسياسة

النظام المالي والانتاج

التنمية البشرية

التربية والتعليم

التربية الروحية والدينية

التربية الصحية والبدنية والجنسية

التربية العلمية والفكرية والثقافية

التربية النفسية والعاطفية

مفاهيم ونظم تربوية

معلومات عامة

الاسرة و المجتمع : المجتمع و قضاياه : النظام المالي والانتاج :

أهمية التنمية الاقتصادية

المؤلف:  محمد الريشهري

المصدر:  التنمية الاقتصادية في الكتاب والسنة

الجزء والصفحة:  ص25-27

28-6-2016

5915

تدخل أهمية التنمية الاقتصادية ودورها المرموق في بناء المجتمع المثالي في عداد محكمات الكتاب والسنة. إن تفحص النصوص الإسلامية في هذا المضمار يكشف عن أن هذا الدين فاق الاتجاهات والمدارس الاخرى‏ في العناية بكل ما يتصل بهذا الموضوع من قضايا وبحوث.

فالإسلام ينظر إلى التنمية الاقتصادية للمجتمع بوصفها ثمرة المشروع الاسلامي في تنفيذ الأحكام الإلهية وتطبيق تعاليم السماء(1). كما يؤمن بأن المجتمع الإنساني سيشهد ازدهارا اقتصاديا يفوق تصوره حين تؤتى‏ الفرصة لتطبيق دين الله في الأرض على نحو صحيح، وهذا اليوم آت دون ريب(2).

يتعامل الإسلام مع ظاهرة ثراء المجتمع على أنها من النعم الإلهية للإنسان، ويحث الناس على تقدير هذه النعمة، ويدعوهم إلى استثمار الثروة في المسار الذي يؤدي إلى تكاملهم(3).

الثروة من منظور الإسلام خير معين على التقوى‏ وبناء النفس؛ تظهر المروءة، وتستر النقائص والعيوب، وتعمد إلى سكون النفس واستقرارها، وتضاعف ثواب من‏ يستفيد منها بإحسان ويستثمرها على نحو سليم؛ هي بكلمة واحدة قوام الدين والدنيا(4).

في هذا المسار يحث القرآن الكريم الناس إلى إعمار الأرض عبر عملهم وجهدهم المثابر ويدعوهم إلى توظيف مواهبها وبركاتها لما ينفع حياتهم الأبدية. لقد كان الأئمة وقادة الإسلام الكبار رادة في مضمار التنمية الاقتصادية، تراهم وهم يشحذون الهمم في العمل جدا ومثابرة يتضرعون إلى ربهم أن ينجيهم من الفاقة، وينأى‏ بهم عن العوز الاقتصادي(5).

على الجانب الآخر من المشهد نُبصر الإسلام يذم التخلف الاقتصادي، ويعده من ضروب البلاء والمصيبة ومن نقم الله، وعلامة سخطه - جل جلاله - وعدم رضاه عن المجتمع(6).

الفقر في مرآة الإسلام قمين بالذم، احتشدت فيه كل قوى‏ الهدم والتخريب؛ فهو عامل الجهل، وسبب سوء الخلق، والباعث إلى ضروب الفساد، والبؤرة التي تنشأ عنها أنواع الاضطرابات الروحية والجسمية على الصعيد الفردي والاجتماعي، وهو إلى ذلك تهديد جدي يطوّح بقيم المجتمعات الدينية، ويزعزع استقرارها، كالهشيم تذروه الرياح في يوم عاصف (7).

أهناك ما هو أوقع دلالة في بيان مفاسد الفقر من الأحاديث الشريفة، كمثل كلمات الرسول المؤتمن(صلى الله عليه واله وسلم): «كاد الفقر أن يكون كفرا»؟!(8) كثيرة هي الأحاديث في هذا المعنى، تدل في مجموعها على أن من يفقد مستلزمات الحياة المادية ولا تتأمن له دنياه يفقد حياته المعنوية، ولا تتأمن له اخراه(9).

في الوقت الذي كان فيه سُراة هذا الدين والأئمة الطاهرون يحذرون الناس من طامة الفقر ويشددون عليهم النكير من مغبة التخلف الاقتصادي، مضوا يستجيرون بالله ويستعيذون بالكبير المتعال من نازلة الفقر(10).

____________

1ـ انظر: ص 49 (سعادة الدنيا والآخرة).                                                             

2ـ انظر: ص 95 (التنمية الموعودة في الإسلام).

3ـ انظر: ص 57 (غنى‏ المجتمع من نعم الله).

4ـ انظر: ص 65 (بركات التقدم الاقتصادي).

5ـ انظر: ص 136 (سيرة الأنبياء والأوصياء في طلب الرزق).

6ـ انظر: ص 77 (فقر المجتمع من نقم الله).

7ـ انظر: ص 89 (مضار التخلف الاقتصادي).

8ـ انظر: ص 89، ح 139.

9ـ ثم في هذا المضمار جملة معروفة، هي: «من لا معاش له لا معاد له». وهذه المقولة وإن لم تكن فحديثا صادرا عن المعصومين، إلا أنه يمكن تأييد مضمونها بالروايات التي تذم الفقر.

10ـ انظر: ص 85 (الاستعاذة من الفقر).