المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
القيمة الغذائية للثوم Garlic
2024-11-20
العيوب الفسيولوجية التي تصيب الثوم
2024-11-20
التربة المناسبة لزراعة الثوم
2024-11-20
البنجر (الشوندر) Garden Beet (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-20
الصحافة العسكرية ووظائفها
2024-11-19
الصحافة العسكرية
2024-11-19

الدعاة الأصليّون الى الله تعالى.
2024-05-07
توصف التفاعلات الإنزيمية المعقدة ببعض المصطلحات التي تسهل تمييزها
14-6-2021
خنفساء القثاء Epilachna chrysomelina
2024-10-03
Language and the brain
24-2-2022
Nomenclature of Acid Halides
2-10-2018
اللون الأدبي الاجتماعي في التفسير
16-10-2014


الحقوق العامة للأخوة الإسلامية  
  
2916   09:35 صباحاً   التاريخ: 20-4-2016
المؤلف : باقر شريف القرشي
الكتاب أو المصدر : الاسلام وحقوق الانسان
الجزء والصفحة : ص117-123
القسم : الاسرة و المجتمع / المجتمع و قضاياه / آداب عامة /

ليست الاخوة الإسلامية مجرد محبة وولاء، وانما لها حقوق وواجبات ينبغي مراعاتها وتطبيقها، وهي كثيرة كان منها :

1ـ التراحم والتعاطف :

حث الأئمة العظام المسلمين على التراحم والتعاطف فيما بينهم، وهذه كوكبة من الأخبار :

1ـ قال الامام الصادق (عليه السلام) لأصحابه : (اتقوا الله تعالى، وكونوا اخوة بررة متحابين في الله تعالى، متواصلين، متراحمين. تزاوروا، وتذاكروا أمرنا واحيوه)(1).

2- قال الامام الصادق (عليه السلام) : (يحق على المسلمين الاجتهاد في التواصل والتعاون على التعاطف ، والمواساة لأهل الحاجة، وتعاطف بعضهم على بعض، حتى تكونوا كما امركم الله عز وجل رحماء بينهم، متراحمين، مغتمين لما غاب عنكم من أمرهم على ما مضى عليه معشر الانصار في عهد رسول الله (صلى الله عليه واله)(2).

إن المجتمع اذا سار على هذه التعاليم فانه يكون كالبنيان المرصوص يشد بعضه بعضا، لا ثغرة ولا قطيعة فيهم.

3- قال الامام الصادق (عليه السلام) : (تواصلوا وتباروا وتراحموا وتعاطفوا)(3).

إن المسلمين لو طبقوا هذه النصائح على واقع حياتهم لكانوا يداً واحدة على من سواهم، وما أقامت اسرائيل وطنا في بلادهم، واخذت تحصد ارواح الفقراء بلا رأفة ولا رحمة، فانا لله وانا اليه راجعون.

2- التزاور :

حث الإسلام المسلمين على التزاور فيما بينهم؛ لأنه يعقد أواصر المحبة والاخوة بينهم .

وقد أُثرت كوكبة من أحاديث أئمة الهدى (عليهم السلام) في ذلك، منها :

1ـ قال الامام أمير المؤمنين (عليه السلام) : (لقاء الاخوان مَغنَمٌ جَسيم، وان قلوا)(4).

2- حث الامام محمد الباقر (عليه السلام) الشيعة على التزاور، فقد قال لبعض اصحابه :

(ابلغ من ترى من موالينا السلام، واوصهم بتقوى الله تعالى، وان يعود غنيهم على فقيرهم، وقويهم على ضعيفهم، وان يشهد حيهم جنازة ميتهم، وان يتلاقوا في بيوتهم، فان لقيا بعضهم بعضا حياة لأمرنا، رحم الله من احيا امرنا)(5).

3- وقال الامام الصادق(عليه السلام):(تزاوروا، فان في زيارتكم احياء لقلوبكم، وذكرا لاحاديثنا، واحاديثنا تعطف بعضكم على بعض، فان اخذتم بها رشدتم ونجوتم، وان تركتموها ضللتم وهلكتم، فخذوا بها وانا بنجاتكم زعيم)(6).

وكثير من امثال هذه الاحاديث وردت عن أئمة الهدى (عليهم السلام)، وهي تحث المسلمين على زيارة بعضهم بعضا؛ وذلك لما يترتب عليها من جمع الكلمة واشاعة الحب بين المسلمين، الذي هو من أوثق الاسباب للترابط الاجتماعي بينهم.

3ـ الاغاثة والمواساة :

وشيء مهم جدا في تآلف المسلمين وجمع كلمتهم هو الإحسان واغاثة الملهوفين، وادخال السرور على الفقراء، ومواساتهم في مآسي الحياة، فان ذلك مما يوجب عقد اواصر المحبة

بينهم، وهذه شذرات من الأخبار حثت على ذلك :

1ـ قال رسول الله (صلى الله عليه واله) :( من نفس عن مسلم كربة من كرب الدنيا نفس الله عنه كربة من كرب الاخرة، والله في عون العبد ما كان العبد في عون اخيه)(7).

2- قال الامام الصادق (عليه السلام) :(من نفس عن مؤمن كربة نفس الله تعالى عنه كرب الاخرة، وخرج من قبره وهو ثلج الفؤاد، ومن اطعمه من جوع اطعمه الله تعالى من ثمار الجنة، ومن سقاه شربة سقاه الله تعالى من الرحيق المختوم)(8).

3- قال الامام الصادق (عليه السلام) : (ايما مؤمن نفس عن مؤمن كربة وهو معسر يسر الله تعالى له حوائجه في الدنيا والاخرة، ومن ستر على مؤمن عورة يخافها ستر الله عليه سبعين عورة من عورات الدنيا والاخرة، والله في عون المؤمن ما كان المؤمن في عون اخيه، فانتفعوا في العِظَةِ، وارغبوا في الخير)(9).

4- قال الامام محمد الباقر (عليه السلام) : (ان احب الأعمال الى الله تعالى إدخال السرور على المؤمنين)(10).

5- قال الامام محمد الباقر (عليه السلام) : (لا يرى احدكم اذا ادخل على مؤمن سرورا انه عليه ادخله فقط، بل والله علينا – أي على أهل البيت (عليهم السلام) – بل والله على رسول الله (صلى الله عليه واله)(11).

6- قال الامام الرضا (عليه السلام) : (من فرج عن مؤمن فرج الله تعالى عن قلبه يوم القيامة)(12).

وتواترت امثال هذه الاحاديث عن اوصياء رسول الله (صلى الله عليه واله)، وهي تحث المسلمين وتدعوهم الى الإحسان والمواساة فيما بينهم لينتشر الوئام والمودة بينهم.

4- قضاء الحوائج :

من الاسباب الوثيقة التي تؤدي الى اشاعة المودة والمحبة وجمع كلمة المسلمين على البر والتقوى قضاء الحوائج، وقد تواترت الأخبار عن النبي (صلى الله عليه واله) وخزنة علومه في الحث على ذلك، وهذه بعضها :

1ـ قال رسول الله (صلى الله عليه واله) : (من مشى في قضاء حاجة أخيه ساعة في ليل او نهار وقضاها او لم يقضها كان خيرا من اعتكاف شهر)(13).

قال الامام الباقر (عليه السلام) : (تنافسوا في المعروف لإخوانكم، وكونوا من اهله، فان للجنة بابا يقال لها : المعروف، لا يدخله الا من اصطنع المعروف في الحياة الدنيا، فان العبد ليمشي في حاجة اخيه المؤمن فيوكل الله تعالى به ملكين : واحد عن يمينه، واخر عن شماله، يستغفران له ربه، ويدعوان له بقضاء حاجته)(14).

2ـ روى صفوان الجمال، وهو من خيار أصحاب الامام الصادق (عليه السلام) ، قال : كنت مع الامام ابي عبدالله (عليه السلام) اذ دخل عليه رجل من أهل مكة يقال له ميمون، فشكا تعذر الكراء عليه فقال لي :

(قُم فأعن أخاك).

وقام صفوان وقضى حاجته، وقفل راجعا الى الامام، فبادره قائلا :

ما صنعت في حاجة اخيك؟

قضاها الله بأبي أنت وامي.

وابتهج الامام وراح يقول :

(اما إنك ان تُعين اخاك المسلم احب الي من طواف اسبوع بالبيت).

واخذ الامام يتحدث عن فضيلة قضاء حوائج الناس قائلا :

(إن رجلا أتى الامام (عليه السلام)، فقال له :

بأبي أنت وامي أعني على قضاء حاجتي، فقام معه فاجتاز على أخيه الامام الحسين (عليه السلام) وهو قائم يصلي، فقال للرجل : أين كنت عن أبي عبدالله (عليه السلام) تستعينه على حاجتك.

قال : فذكر انه معتكف.

فقال (عليه السلام) : اما انه لو اعانك كان خيرا من اعتكاف شهر)(15).

هذه بعض الحقوق التي شرعها الإسلام لجمع كلمة المسلمين ووحدة شملهم، فأنها تجمعهم على صعيد المحبة والالفة.

_________

1ـ اصول الكافي : 2/175، الحديث 1.

2- اصول الكافي : 2/175، الحديث 4.

3- اصول الكافي : 2/175، الحديث 3.

4- أصول الكافي : 2/179، الحديث 16.

5- اصول الكافي : 2/175، الحديث 2.

6- وسائل الشيعة : 16/346. اصول الكافي : 2/186.

7- سنن ابن ماجة : 1/82. سنن أبي داود : 2/465. سنن الترمذي : 2/439.

8- اصول الكافي : 2/ 199، الحديث 3.

9- اصول الكافي : 2/200، الحديث 5.

10- اصول الكافي : 2/189، الحديث 4.

11- أصول الكافي : 2/189، الحديث 6.

12- اصول الكافي : 2/200، الحديث 4.

13- اصول الكافي : 2/194، الحديث 9.

14- أصول الكافي : 2/195، الحديث 10.

15- أصول الكافي : 2/198، الحديث 9.

 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.