المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
القيمة الغذائية للثوم Garlic
2024-11-20
العيوب الفسيولوجية التي تصيب الثوم
2024-11-20
التربة المناسبة لزراعة الثوم
2024-11-20
البنجر (الشوندر) Garden Beet (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-20
الصحافة العسكرية ووظائفها
2024-11-19
الصحافة العسكرية
2024-11-19



نماذج الاتصال العام  
  
14571   11:57 صباحاً   التاريخ: 28-6-2016
المؤلف : عمر عبد الرحيم نصر الله
الكتاب أو المصدر : مبادئ الاتصال التربوي والانساني
الجزء والصفحة : ص129-133
القسم : الاسرة و المجتمع / المجتمع و قضاياه / آداب عامة /

لقد توصل أرسطو إلى أن عملية الاتصال تقوم على ثلاثة عناصر رئيسية، وهذه العناصر هي: المتحدث والحديث نفسه و الخطبة التي تلقى على المستمعين أو الجمهور، وعلى المتحدث أن يعمل بصورة دائمة على الوصول إلى إقناع الناس بما يقوله، وأرسطو هنا يقول بما أن الخطابة قد وجدت لكي تؤثر في الناس، لذلك يجب على الخطيب أن يدعم توضيح حديثه بالبرهان المبني على المنطق، بالإضافة إلى قياسه بتقديم مضمون الذي من الممكن تصديقه بالشكل الذي يجعل المستمعين يعتقدون أنه شخصية صادقة ومقنعة، ولا يمكن أن يحدث هذا إلا أن إذا وضع المستمعين في الاطار الفعلي السليم، هذا يعني أن أرسطو قد أدرك أن الموقف الاتصالي هو من المواقف المعقدة والمركبة وأن الرسالة هي جزء منه، وهي غير قادرة على تحقيق الهدف منها، حتى ولو كانت على موجة عالية من الأحكام والدقة في صياغتها، إلا من خلال عوامل أخرى، معنى ذلك أن على المرسل التعمق في فهم المستمعين وأن يؤثر فيهم بالشخصية لكي يستطيع النجاح وبلوغ هدفه من عملية الاتصال التي يقوم فيها.

‏وعلى ضوء ما ذكر نقول إن ما توصل إليه أرسطو يتفق مع النظرة الحديثة للاتصال من حيث الجوهر، وهي النظرة الشاملة للموقف الاتصالي والتي تؤكد على أهمية وضرورة الاهتمام في جميع أركان عملية الاتصال وعدم إهمالها.

‏واليوم يمكن القول بأن ميدان الاتصال الجماهيري يضم العديد من نماذج الاتصال التي جاء بها عدد من الباحثين من ميادين مختلفة والتي تحاول، جميعها أن تمثل وتوضح عملية الاتصال الجماهيري، والنموذج هو عبارة عن عملية تبسيط للواقع العلمي أو الحقيقة العلمية، التي يمثلها ويعالجها ذلك النموذج.

‏والنموذج يسعى إلى إعطاء توضيح للعناصر الرئيسية التي تتكون منها عملية معينة، وإظهار العلاقات التي تربط بين هذه العناصر، وفي معظم الحالات تكون هذه العلاقة صعبة ومعقدة، مما يؤدي إلى الصعوبة في تفسيرها وايضاحه بسبب عدم قدرة التمثل الذي يحدث من خلال النموذج على القيام بتوضيح عمق العلاقات التي تحدث بين العناصر حتى ولو استطعنا الوصول إلى دقة متناهية في هذا المجال.

من هنا نقول بأن النموذج يقوم بتقديم صورة عامة تساعد على توضيح- العلاقات بين هذه العناصر، وهذا يحدث عن طريق إظهار الأدوار الرئيسية التي تقوم بها العناصر المختلفة والتي تكون هذا الواقع، بالرغم من كون تمثيل جميع العلاقات فيه أمراً مستحيلا.

ومن أهم النماذج في ميدان الاتصال الجماهيري نموذج برلو ونموذج لاسويل اللفظي، ونموذج شانون وويفر ونموذج ولبور شرام وغيرها من النماذج الأخرى التي ظهرت في مجال الاتصال الجماهيري، ...

ـ النموذج المبسط :

إن ما يحدث في مجال الاتصال الجماهيري مع ما يحدث في مجال الاتصال الشخصي الذي يحدث وجها لوجه، وهذا التشابه يكون في مجال العناصر الاساسية وهي المستقبل، الرسالة، والوسيلة أو القناة، هذا بالإضافة إلى وجود عدة جوانب التي يوجد فروق بينهما، مثلما يحدث في الاتصال الجماهيري من انفصال المصدر أو المرسل عن المستقبل، وانخفاض عملية الرجع أو التغذية العكسية، ووجود آلات الاتصال والأجهزة المختلفة التي ترسل غيرها الرسالة إلى  المستقبل، وهذه العوامل جميعها تساعد على جعل العملية الاتصالية عملية معقدة، مما يزيد من صعوبة دراستها وفهمها الفهم الصحيح والكامل لأن الصفة الأساسية التي يتصف بها الاتصال الجماهيري هي سير المعلومات فيه من المرسل إلى المستقبل، الذي يكون في اللحظة نفسها متواجدا في مكان آخر بعيداً عن المرسل وأنظاره، بمعنى آخر مثل هذا الاتصال يصل إلى  المستقبلين في أي مكان مهما بعد عن المصدر الذي يقوم في ارساله، والمستقبل هنا ممكن أن يكون فردا داخل جمهور كبير يستقبل الرسالة كما يستقبلها غيره من الأشخاص أو الجماهير، ومثل هذا الاتصال لا يعني عدم المقدرة من جانب المرسل على بناء أو إقامة علاقة اتصالية ناجحة وفعالة مع الجمهور الذي يتلقى رسائله، لأن عملية إقامة العلاقات الناجحة والفعالة مع الجماهير المستهدفة تعتبر الهدف الرئيسي والأساسي الذي تسعى إليه عملية الاتصال، هذا بالإضافة إلى إمكانية وجود أهداف أخرى لها أهمية، مثل نقل المعرفة والمعلومات التعليمية التي نريد أن نحققها من خلال العملية الاتصالية.

‏والمقدرة على إقامة علاقات اتصالية ناجحة يعتبر أحد المعايير التي تعكس قدرة المرسل الإعلامي وتظهر تفوقه في مجال العمل الذي يؤديه أو يقوم به.

‏وفي عملية الاتصال الجماهيري يقوم المرسل الإعلامي بتحضير وإعداد وصيانة رسائله التي تتعلق في معظم الأحيان بالأحداث التي تتعلق في البيئة الاجتماعية، وهو الذي يقوم بعملية إرسال هذه الرسائل من خلال الوسائل أو القنوات الاتصالية المتوفرة اليه، واستقبال الجمهور لهذه الرسائل وتقبله لها، وتفاعله معها، يعتمد على وجود وتوفير مواصفات معينة فيها، لأنها تقوم بتلبية بعض الحاجات الضرورية له، وحتى نضمن تحقيق الرسالة لأهدافها الأساسية يجب أن تؤدي إلى إحداث تماثل في الأفكار التي هي موضوع الرسالة وهدفها، وبين المرسل والمتلقي، وذلك من خلال إقامة العلاقات الاتصالية الناجحة والمؤثرة.

‏وحتى تحقق الرسالة هذا التماثل في الأفكار، يجب أن تتناسب مع الإطار المرجعي للمستقبل، ودون التعرف على إطار المستقبل المرجعي، لن يتحقق هذا التماثل المنشود، والتعرف المسبق يحدث عن طريق دراسة الجمهور والتعرف على مميزاته وصفاته الاجتماعية والثقافية والشخصية، ومستوياته التعليمية واستعداداته وحاجاته الخاصة، ومعرفة هذه الصفات تساعد المرسل على القيام في إعداد الرسالة إعداداً يتناسب مع مستويات الجمهور وحاجاته، والأهداف التي يسعى المرسل لتحقيقها من رسالته، ومن جهة أخرى عندما يستقبل الجمهور هذه الرسالة فان إمكانية وصولها إلى إطاره المرجعي تصبح كبيرة، وتتيح الفرصة لتفاعلها مع إمكانياته المعرفية، والتأثير على تكوينها بما يتفق وأهداف المرسل، وهذا التأثير يؤدي بدوره إلى إعادة صياغة الوحدات التي يتكون منها الإطار المرجعي للمستقبل، وهذا لا بد وأن ينعكس على سلوكه اللاحق، والمتأثر من الرسالة التي وصلت إليه بصورة علنية، هادفة ورفيعة الذوق.

‏يتضح مما ذكر حتى الآن أن عناصر الاتصال التي تكون العملية الاتصالية لا قيمة لها إذا لم تكن مترابطة ومكملة لبعضها البعض، وذلك بالرغم من أن كل عنصر يمثل عملية أو مجموعة من العمليات المستقلة والقائمة بحد ذاتها، والمعيار الذي يحدد نجاح الاتصال هو ما يحدث من تفاعل بين المرسل والمستقبل ويظهر هذا المعيار بصورة واضحة من خلال جهد المرسل والمحاولات المستمرة لإعداد رسالة خاصة تجمع حولها أكبر عدد من الجمهور المستهدف، وهذا بطبيعة الحال يفرض على المرسل أن يكون على جانب كبير من المسؤولية والمعرفة الشاملة والمهارات النفسية والاجتماعية التي تمكنه من القيام في إعداد رسالة ناجحة، يتقبلها الناس ويقبلون عليها لأنها تثير فيهم الاهتمام الخاص وذلك لكونها قريبة من مشاعرهم وآمالهم ورغباتهم المختلفة والخاصة.




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.