المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
القيمة الغذائية للثوم Garlic
2024-11-20
العيوب الفسيولوجية التي تصيب الثوم
2024-11-20
التربة المناسبة لزراعة الثوم
2024-11-20
البنجر (الشوندر) Garden Beet (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-20
الصحافة العسكرية ووظائفها
2024-11-19
الصحافة العسكرية
2024-11-19



المراحل التي تسبق العقاب  
  
2335   01:23 مساءاً   التاريخ: 18-4-2016
المؤلف : د. علي القائمي
الكتاب أو المصدر : تربية الأطفال واليافعين وإعادة تأهيلهم
الجزء والصفحة : ص418-420
القسم : الاسرة و المجتمع / التربية والتعليم / التربية النفسية والعاطفية /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 19-4-2017 2088
التاريخ: 2023-08-24 1313
التاريخ: 28-11-2018 1738
التاريخ: 12-2-2017 3375

لا تعتبر العقوبات البدنية وبعبارة أخرى ضرب الطفل الخطوة الأولى لإصلاح الطفل أو المرحلة الأولى لبناء شخصية الطفل بل ينبغي ان نطوي مراحل معينة قبل ان نصل الى هذه المرحلة ،... ان الأساس في العملية التربوية هو اللجوء الى أسلوب المحبة والحماية والاشادة والتشجيع وإسداء النصيحة والوعظ والتذكير والتنبيه والتهديد والوعيد واللوم والحرمان والقطيعة والمصالحة لإصلاح الطفل وبناء شخصيته وإذا ما فشلت كل هذه الأساليب في اصلاح الطفل عندها نلجأ الى أسلوب الضرب.

فالوالدان ومن أجل صيانة مصالح الطفل يأمرانه بأداء مهمة ما ويطلبان منه ان ينفذ هذا الأمر، ولو رفض الطفل الإنصياع الى هذا الأمر يطلبان منه بلهجة اشد ان يلبي هذا الأمر وإذا ما رفض الانصياع أيضاً عندها ينبغي التفكير بتطويعه بأسلوب آخر ومن خلال الاخذ بنظر الاعتبار الظروف التي يعيشها، فنحن من حقنا معاقبة الطفل بدنياً ولكن ما هو الهدف من وراء ذلك؟ اليس الهدف هو اصلاح الطفل بشكل حقيقي؟ وفي هذه الحالة ينبغي لنا ان نسلك الطريق الذي يترتب عليه الحد الأدنى من الخسائر والحد الأكثر من الفوائد، كما اننا سنلاحظ ان الضرب الى جانب فوائده التربوية يترك آثاراً سلبية كبيرة على الطفل رغم اننا مضطرون لتعاطي هذا الأسلوب.

ـ الآثار التربوية لهذا الأسلوب :

يعد الضرب عاملاً لجذب انتباه الطفل ووسيلة لإصلاحه وبناء شخصيته ونوعاً من التدبير التربوي البنّاء الذي ينبغي استخدامه ضمن حدود معينة، وهو يترك آثاراً سريعة قد تنجلي بسرعة أو تبقى راسخة، فتأثير الضرب ينجلي بسرعة إذا جاء من غير تدبير ومن دون مقدمات وفي المقابل تبقى آثاره راسخة اذا ما جاء عن تمهيد واعداد واجتياز المراحل اللازمة.

فالطفل الذي لم يأخذه هاجس العقوبة ولم يجرب غضب وعقوبة الوالدين أو لا يخشى العقوبة لا يعد فرداً ناضجاً، فأمثال هذا الطفل يكونون أشخاصاً أنانيين ومغرورين متخبطين يفتقرون لمنهج معين أو يختارون المنهج الذي يخدم اهواءهم وتوجهاتهم فضلاً عن انهم أناس توقعاتهم كبيرة.

العقاب البدني ليس عامل نمو يساهم في تسريع التلقي عند الطفل، فالضرب لا يقود الى رفع مستوى فهم الطفل أو دفعه الى فهم الدرس الذي لم يستوعبه، فالضرب لا يرفع مستوى كفاءة واستعداد الطفل بل هو وسيلة يقظة وتحذير للطفل وعامل محفز له للوقوف على الوضع الذي يعيشه وإعادة النظر في مستقبله.

فالعقوبة البدنية اذا كانت قائمة على أساس العدالة وبدافع خير تترك آثاراً بناءة جداً وتحفز الفرد على مراجعة افعاله وممارساته بشكل جدي، وفي غير هذه الصورة لا يترك الضرب سوى مجموعة من العقد لدى الطفل.




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.