أقرأ أيضاً
التاريخ: 26-7-2016
2825
التاريخ: 19-4-2016
2068
التاريخ: 29-3-2022
1959
التاريخ: 15-4-2017
1957
|
لعل مشكلة عناد الأطفال من أكثر المشكلات حضورًا في حياة كثير من الأسر العربية؛ حيث نجد اأن كلمة (عنيد) وعبارة (رأسه يابس)، و(لا يعمل إلا الذي في باله) من أكثر ما تتداوله الأمهات حين يتحدثن عن أولادهن في مسامراتهن المتكررة، ويفيد بعض الدراسات أن (العناد) يكون شيئا رئيسا لدى معظم الأطفال الذين يحتاجون إلى علاج نفسي.
ـ ما العناد ؟
الطفل المطيع هو الذي يفعل ما يطلبه منه أبوه، وما تطلبه منه أمه في الوقت المحدد، تقول الأم: قم الآن واذهب إلى سريرك، فإذا رفض الذهاب، فهذا عناد، وإذا تأخر في الذهاب، فتأخره أيضاً نوع ثان من العناد، وإذا ذهب بتثاقل وتذمر وتهجم، فهذا لون ثالث، وإذا أبدى استعداداً لضرب من يأمر بشيء لا يريده أو شتمه، هذا لون شديد من ألوان العناد، ويبلغ العناد ذروته حين يفعل الطفل عكس ما يطلب منه، وذلك مثل أن يؤمر بالكف عن الكلام فيصرخ، أو يؤمر ببلع لقمة، فيرفع يده ويخرجها من فمه...
ـ ما سن العناد ؟
تمر السنتان الاوليان من عمر الطفل بسلام في غالب الاحيان؛ فالدراسات تشير إلى ان العناد كثيرا ما يظهر لدى الاطفال بعد سن الثانية والنصف، ويشتد خلال السنة الثالثة والرابعة، ويبدأ بالتلاشي عند سن الخامسة اذا احسن الابوان التعامل معه، وتصرفا بالشكل المناسب.
ـ هل من العناد ما هو طبيعي ؟
إن لكثير من مشكلات الأطفال ـ وأيضاً الكبار - وجهاً إيجابياً ودلالة حسنة، ولا يشكل (العناد) استثناءً من ذلك؛ فالطفل حين يُبدي قدراً معقولا ومألوفاً من الممانعة والعصيان يرسل إلينا رسالة مضمونها: أنه بدأ يشعر بنفسه، وصار يتكلم وينتقل من مكان إلى آخر، وهو يريد أن يستقل عمن حوله، ويقلل من درجة اعتماده عليهم، إنه يريد من الآخرين أن ينظروا إليه شيئاً فشيئاً على انه شخص معتبر، ويستحق الاحترام.
علينا ان لا نبدي الابتهاج إذا رأينا الطفل مستكيناً مطيعاً ، لا يكاد يفارق والدته... فهذا قد يدل على تأخر في نموه النفسي والعقلي. المشكل الذي يواجه الأسر في هذا السياق هو عدم امتلاك القدرة الكافية على التفريق بين العناد الطبيعي والصحي وبين العناد الذي يحتاج إلى معالجة، ومن المؤسف أنه ليس هناك معايير دقيقة يمكن الرجوع إليها، لكن الأمهات يستطعن من خلال جلساتهن الطويلة مع بعضهن مقارنة أحوال ابنائهن والخروج بشيء يمكن الاعتماد عليه.
ـ مظاهر العناد لدى الأطفال :
1- يُظهر الطفل رفضاً للأوامر والنواهي الصادرة عن أبويه أو أحد إخوته الكبار؛ تقول الأم لابنتها : اغسلي يديك قبل الطعام، فترفض ذلك، وتباشر الأكل، ويقول الأب لابنه : اغلق باب غرفتك بهدوء فيغلقه بقوة فيزعج من حوله...
2- التأخر في أداء المهام والتلكؤ في تنفيذ ما يُطلب منه، فاذا قال الأب لطفله: اذهب إلى النوم، او اغلق التلفاز، فانه يفعل ذلك على مضض وبعد مدة ؛ لأن عناده لا يسمح له بالقيام بما يُطلب منه بسلاسة وأريحية.
3- ممارسة سلوكيات غير لائقة مثل الإصرار على كشف عورته أمام الآخرين والتلفظ بألفاظ بذيئة...
4- الغضب لأتفه الأسباب، وكم رأينا من طفل يغضب، ويترك المائدة لأن أخاه جلس في مكان يحب هو أن يجلس فيه، أو أخذ ملعقة معينة، يعتقد أنها ملعقته...
5- تعدي الطفل على الآخرين وتجاوز حدوده ؛ وذلك كأن تقسم الأم طبق الحلوى بين أولادها، فيصر الطفل العنيد على أن يأخذ قطعة الحلوى التي في يد أخته ، أو يصر على مشاهدة شيء في التلفاز، ولو كانت رغبة الجميع مخالفة لذلك.
6- رفض التفاوض والتنازل عن أي شيء يعتقده ، ورفض المصالحة مع إخوته وغيرهم، إن العنيد يكون صاحب مواقف جدية ونهائية، ورؤية ـ في نظرة - دائماً صواب وقطعية.
7- يختلط العناد أحياناً بالعدوانية ، فترى الطفل العنيد يتسلط على الخدم ويقوم بإيذائهم ، كما أنه يؤذي الحيوانات الاليفة، ويظهر نوعاً من التكبر والاستعلاء على الضعفاء.
ـ أسباب العناد لدى الأطفال :
نفوس الصغار والكبار عبارة عن لوحة كثيرة التفاصيل متداخلة الألوان؛ ومن ثم فإن معرفة السبب الحقيقي الكائن وراء عناد طفل بعينه ، ليس بالأمر اليسير، ولا سيما حين يكون المربي أميّاً أو محدود الثقافة، ومع هذا فإن معرفة إسباب هذه الظاهرة تساعد كثيراً في عمليات الحدس التي يمارسها الأبوان في محاولة استكشاف شخصيات أبنائهم، ولعل من أهم أسباب ما نتحدث عنه الآتي :
1- تقييد حركة الطفل: إن الله ـ تعالى- فطر الطفل على حب الحركة حتى تنمو عضلاته، وحتى يكتسب الخبرات التي تمكنه من العيش السوي ، وهو يظن في البداية أن من حقه فعل ما شاء ، وأن كل شيء آمن، ولا يعرف أن في انتظاره ألف قيد وقيد ؛ ولهذا فإنه كلما كثرت المواقع التي يصطدم بها زادت درجة العناد لديه، هذا والقيود نوعان :
ـ قيود مادية : مثل : ضيق مساحة المنزل وكثرة التحف والاشياء والادوات التي لا يصح للطفل لمسها.
ـ قيود معنوية: وهي القيود المتمثلة في عدم محاورة الطفل والتواصل معه وضعف الاهتمام به.. ان كثرة القيود على الطفل إلى جانب اهماله تؤدي إلى رفع درجة التوتر لديه، ومع التوتر العالي يأتي العنادي ومحاولة استرداد الذات المنتهكة...
2- أحياناً يأتي العناد من شعور الطفل بالضعف الشديد بسبب شعوره بانه مظلوم وممتهن من قبل احد الذين يعيش معهم، كما يكون العناد نتيجة للتوجيهات المثالية والمطالب التعجيزية من قبل الأب حيث ترتفع درجة التور لديه، ويبدا بتفريغه من خلال السلوك العدواني ومن خلال المعاندة الشديدة، تقول احدى الطبيبات: تقدم لي بعد تخرجي من كلية الطب الكثير من الخاطبين، وكنت ارفض الزواج رفضا قاطعا؛ وذلك لشعور بان كل الرجال ظلمة وقساة، وسبب هذا الشعور هو (ابي) حيث انه طلق والدتي وانا في الخامسة من عمري، وتزوج بامرأة نظرت الي على انني امتداد لوالدتي، فعاملتني بقسوة شديدة، وكان ابي ضعيف الشخصية، وطالما ضربني بسبب كلامها عني وعن تصرفاتي، ومع انني اعترف انني ذات طبيعة صعبة، الا ان المؤامرات التي كانت تدبرها زوجة ابي لي جعلت مني انسانة عنيدة وعدوانية جدا، وعلى الرغم من بلوغي الخامسة والثلاثين الا انني اشعر بانني ما زلت صلبة وشرسة اكثر بكثير مما هو مألوف.
3- عدم تلبية الاحتياجات الملحة للطفل تحوله إلى شخص عنيد؛ وذلك لان الشعور بالعوز الشديد إلى شيء، يخل بالاتزان النفسي، مما يؤدي في العديد من الحالات إلى العناد بوصفه منبها إلى وجود شيء غير طبيعي في حياة الطفل، وتلك الحاجات؛ مثل :الجوع الشديد ومثل الشعور بالألم والشعور بالإرهاق، ان الجائع يحتاج إلى الطعام والمرهق يحتاج إلى الراحة، ومن الممكن ان يظهر في سلوكه العناد وعلى تحركاته التوتر إلى ان تقضى حاجته.
4- لتقليد الكبار نصيب في دفع الطفل إلى ان يكون معاندا؛ فالذي يرى اخاه الكبير يرفض طلبات ابيه، ويرى اباه مصرا على رايه في الكثير من شؤون الاسرة.. يظن ان هذا هو السلوك المناسب واللائق بالكبير، وان كل شخص يود ان يصبح كبيراً، والحقيقة ان في امكاننا ان نقول: ان الانسان كائن مقلد.
5- في بعض الاحيان يكون العناد رد فعل على حالة نفسية سيئة للطفل؛ وذلك كما لو انه كان يشعر بالغيرة الشديدة من اخ اكبر او اصغر منه وكما لو كان يشعر بالإحباط والمنافسة الشديدة والعجز والكسل والملل... ان الشعور بهذه الامور يقلل من لياقة الطفل في التعامل مع ما يسمعه، وما يراه، وما يطرأ عليه من ظروف، وحينئذ فان الرفض والسلبية هو أول ما يخطر في باله واول ما يبدو في سلوكه بطريقة غير شعورية؛ لأنه غير مكلف، ولا يحتاج إلى أي عمل.
ـ كيف نتعامل مع الطفل العنيد ؟
الفطرة التي فطر الله الناس عليها كثيرا ما تكون عبارة عن استعداد لقبول الخير واستعداد لقبول الشر، وهذا واضح فيما صح عنه (صلى الله عليه واله) اذ يقول : (كل مولود يولد على الفطرة فأبواه يهودانه او ينصرانه او يمجسانه) فالأبوان هما اللذان يصوغان عقيدة الطفل وكثيرا من رغباته وعاداته، ومن هنا فان فطرة الطفل لا تستطيع الدفاع عن نفسها، ولا بد لبقائها خيرة موافقة لنهج الاسلام من رعاية وعناية وتهذيب، وانما اقول هذا الكلام؛ لان كثيرا من الناس حين يتحدثون عن (عناد) ابنائهم، يقولون : انه عنيد، ولا فائدة من التعب معه، وهذا كله غير صحيح؛ فقد تبين لنا من الحديث عن اسباب العناد انه مكتسب بسبب التعامل الخاطئ مع الطفل وبسبب الظروف غير المواتية التي يعيش فيها، من هذا المنطلق اود ان اشير في التعامل مع عناد الاطفال إلى الاسس التالية :
1- لعلي اشير إلى شيء مهم :
هو أن البيئة التربوية الجيدة تساعد الاطفال على ان يحيوا حياة سوية وطيبة، كما ان البيئة التربوية السيئة، تساعد على نشوء عدد كبير من المشكلات النفسية والسلوكية لديهم؛ ولهذا فاني سأتحدث هنا بإيجاز عن بعض الامور المهمة التي تشكل بيئة تحول ـ باذن الله - دون وقوع الطفل في العديد من المشكلات، ومن هذه الامور الآتي :
أ- المعاملة بالمثل : حين نستجيب لطلبات الطفل المعتدلة والمعقولة، فأننا نجعله يشعر في اعماقه بالامتنان لنا، وكثيرا ما يتمثل شكره لاستجابتنا لطلباته بالاستجابة لطلباتنا، فقد فطر الله ـ تعالى - البشر على ان يقابلوا الكرم والصفح والمعاونة بكرم وصفح ومعاونة...
ب- التواصل المستمر : يحتاج كل الاطفال إلى الشعور بعطفنا وحبنا واهتمامنا بهم؛ ولهذا فان تخصيص الاب وقتا يوميا (ولو عشر دقائق) للتواصل مع اولاده ومداعبتهم والسؤال عن احوالهم.. من الأمور المهمة جدا في تقليل رفض الابناء لما يطلبه منهم، تماما كما هو الشأن في رفض الصديق لطلبات صديقه الحميم.
ت- خطاب لطيف : يمكن لكل خطابنا للأطفال أن يكون بطريقتين : طريقة فيها تسلط واستعلاء وجفاء، وطريقة فيها وضوح وحزم مع لطف، واذا كان من الممكن ان نتبع الثانية ويحصل ما نريده، فلماذا نتبع الاولى؟ ان الطلب بلطف لا يثير روح العناد والمقاومة لدى الطفل، لكن حين نطلب منه ان يفعل شيئا ما او يكف عن شيء ما بقسوة، فان آليات الدفاع عن الذات تشتغل آنذاك بطريقة لا شعورية، ويبدأ الرفض والعناد.. يقول احد الشباب: لا اذكر انني وقفت امام ابي موقف مجابهة، او عصيان، مع انني اكبر اخوتي وضيوف والدي الذين يحتاجون إلى خدمة كثيرون، وذلك ـ حسب ظني- لان والدي كان يخاطبني بأسلوب دمث ورقيق جداً، وطالما قال لي: لو سمحت يا خالد (هات لي كأس ماء)... (من فضلك اخفض صوت التلفاز).. (أعرف أني اثقلت عليك بكثرة الطلبات ولكن شهامتك تشجعني على ان اطلب منك ما لا اطلبه من غيرك)... انه يجرحني بكلامه، وانفذ ما يقوله وانا راغب وبحماسة شديدة..
ث- لا للحشر في الزاوية: كثيرا ما ينشأ عناد الطفل من حصرنا له في الزاوية الضيقة، وذلك حين نطلب منه تنفيذ امر من الامور بسرعة وبلهجة صارمة ودون ان نترك له أي خيار او أي بديل ودون ان نستشيره فيه، ان هذا الاسلوب في الخطاب ينطوي على الاهانة للطفل؛ ومن ثم فان الرفض والعناد يكون امراً متوقعا. الاسلوب الجيد هو ما كانت تتبعه احدى الامهات حين كانت تقول لابنها: بقي لذهابك إلى غرفة النوم عشر دقائق، وحين كانت تقول له: تحب ان تأتيني بكذا وكذا من البقالة الان او بعد العصر، وحين كانت تقول له: اذا تضايقت من طلب من طلباتي، فارجوا ان تعبر عن ذلك بصوت مسموع.
ج- فضيلة التعليل : استخدام التعليل وشرح اسباب ما نطلبه يسهل على الطفل الاستجابة لنا حين نطلب منه شيئا، او ننهاه عن فعل شيء، والحقيقة ان لتعليل كلامنا مع الاطفال فائدتين اساسيتين:
الأولى: حفظ كرامة الطفل ومراعاة مشاعره: فنحن حين نقول له: قم ونم الان حتى تستيقظ إلى صلاة الفجر نترك له الفرصة ليقول في نفسه، او بصوت مسموع: انا مهما سهرت استطيع الاستيقاظ لصلاة الفجر، او ليقول: قد نمت كثيرا في النهار لصلاة الفجر، او ليقول: قد نمت كثيرا في النهار، ويكفيني القليل من النوم في الليل، او ليقول: عندي منبه قوي، يوقظني إلى الصلاة مهما كنت ناعسا... وهذا مع انه يترك له فرصة للجدال والتماس العذر لعدم الذهاب إلى النوم يقوي لديه الحس الاخلاقي؛ حيث نرسل له خلال التعليل رسالة مفادها: اذا لم تقتنع بما اقول لك، فقل لي رأيك، وهذا ينمي في نفسه الشعور بالمسؤولية.
الثانية: تدعيم التفكير السببي لدى الطفل؛ حيث اننا نربط له بين التوقف عن عمل ما وبين ما يترتب على الاستمرار فيه من اضرار، كما لو قلنا للطفل: يكفي ما اكلته إلى الان حتى لا يزيد وزنك، او حتى تنام بعمق، لكن من المهم ان ننتبه إلى ان ممارسة اسلوب التعليل قد يترك لدى الطفل انطباعا بعدم جدية الاب فيما يطلبه وعدم حدوث أي مشكلة اذا لم يقم بما دعاه إلى القيام به؛ ولهذا فينبغي ان يعرف الطفل بوضوح ان عليه الاذعان، والامتثال للنظام المتبع لدى الاسرة.
2- التجاهل :
نعني بالتجاهل ان نغض الطرف عن الموقف المعاند للطفل، وكأن شيئا لم يكن، وهذا مفيد جداً في الكثير من الحالات؛ فالطفل يرفض القيام ببعض الاعمال من اجل اثبات ذاته او لفت الانظار اليه، وحين نتجاهله نجهض عناده ونحرمه من استثماره، وهذا الاسلوب مطبق بالفعل لدى الكثير من الاسر، وكثيرا ما يكون ذلك حين يرفض ابن الخامسة اكل طعام معين؛ حيث يترك المائدة ويتمدد، على الارض وحين يشعر انه لا احد طلب منه العودة إلى المائدة، وان الطعام اشرف على النفاذ يعود إلى المائدة ويبدأ بالأكل. وقد كانت احدى الامهات تقول لكل افراد العائلة: اذا رأيتم فلانا غاضبا او متذمرا من امر من الامور، فلا تنظروا اليه، ولا تتحدثوا معه، وقد نجح اسلوبها نجاحا باهرا، وخف العناد لدى طفلها إلى درجة كبيرة.
3- المكافأة :
تدل العديد من الدراسات على ان قدرة العقل البشري على إدراك السلبيات أعظم بكثير من قدرته على ادراك الايجابيات، ومن هنا فأننا نرى عيوب ابنائنا بسهولة، اما رؤية ايجابياتهم، فتحتاج إلى اهتمام وانتباه، واعتقد ان البداية تتمثل في عدم نظرتنا لطاعة ابنائنا لنا على انها شيء متوقع وطبيعي، فالطفل لا يعرف الكثير مما نظنه بديهيا وواضحا، ومن هنا فان علينا ان نثني على كل امتثال يظهره الطفل لما نطلبه منه، كما ان علينا تقديم المكافاة المادية والوعود لشراء شيء يحبه الطفل، او اخذه إلى مكان ترفيهي يعجبه.. والغرض من كل ذلك ترك انطباع راسخ في ذهنية الطفل بفوائد الطاعة.
4- العقاب :
لا يستغني أي مرب مهما كان ابنه هادئا ومتفهما عن استخدام العقاب في بعض الاحيان، والذي لا يعني بالضرورة الضرب واستخدام العنف. اذا كانت (المكافاة) تجعل الطفل يشعر بفوائد الطاعة، فان (العقاب) يجعله يشعر بأضرار العناد، وقد ذكر احد الاباء شيئا من الاسلوب ابني (سعد) صعب الطباع، وكان ينظر إلى المسؤوليات التي عليه القيام بها بنوع من الاستخفاف والاهمال؛ ومن ثم فاني اوضحت له الامور التالية :
ـ الذهاب إلى النوم يكون في الساعة التاسعة، وان كل ربع ساعة تأخير عن ذلك الموعد سيعني ان يذهب إلى الفراش في اليوم التالي قبل الموعد المحدد بعشرين دقيقة.
ـ في كل مرة يرفض المهمة التي كلفته بها والدته يتم حرمانه من مصروف يوم في الاسبوع التالي.
ـ اذا تأخر عن الموعد المحدد للعودة إلى المنزل مدة تزيد عن نصف ساعة فان عقوبته هي المنع من الذهاب مع اصدقائه في يوم قادم.
يقول الاب : في البداية وجدت صعوبة بالغة في تطبيق العقوبة؛ حيث اظهر الطفل تقبله للعقوبة دون ان يغير طباعه، لكن بعد شهرين او ثلاثة شعرت بان الامور تحسنت، وتخلص الولد من (70%) من عناده على الاقل، وهذا انجاز كبير!
إن من المهم ألا ننظر إلى عناد الطفل على انه شيء مؤقت سوف يزول حين يبلغ السادسة او السابعة؛ فالدراسات الكثيرة تدل على ان اهمال معالجة العناد قد يجعل الطفل عدوانيا او مضطرباً نفسيا حتى بعد ان يتجاوز العشرين. بالصبر والمثابرة يمكن لأمور كثيرة في حياة الصغار ان تزول وتتغير.
|
|
دراسة يابانية لتقليل مخاطر أمراض المواليد منخفضي الوزن
|
|
|
|
|
اكتشاف أكبر مرجان في العالم قبالة سواحل جزر سليمان
|
|
|
|
|
اتحاد كليات الطب الملكية البريطانية يشيد بالمستوى العلمي لطلبة جامعة العميد وبيئتها التعليمية
|
|
|