المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر

الأفعال التي تنصب مفعولين
23-12-2014
صيغ المبالغة
18-02-2015
اولاد الامام الحسين (عليه السلام)
3-04-2015
الجملة الإنشائية وأقسامها
26-03-2015
معاني صيغ الزيادة
17-02-2015
انواع التمور في العراق
27-5-2016


آفة التخمة  
  
1724   10:53 صباحاً   التاريخ: 15-4-2016
المؤلف : السيد علي عاشور
الكتاب أو المصدر : آداب وقوانين الجسم الطبّي والنصائح عند أهل البيت (عليهم السلام)
الجزء والصفحة : ص186-188
القسم : الاسرة و المجتمع / التربية والتعليم / التربية الصحية والبدنية والجنسية /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 15-4-2016 1846
التاريخ: 28-1-2016 2031
التاريخ: 15-4-2016 1647
التاريخ: 15-4-2016 1933

عن أبي عبد الله (عليه السلام) : إن البطن إذا شبع طغى(1).

وعن أبي جعفر (عليه السلام) : ما من شيء أبغض الى الله (عزّ وجلّ) من بطن مملوء(2).

والأمراض إنما تتولد غالباً من التخمة والامتلاء وهي أكثر أسباب الموت كما يشهد به العقل والنقل فورد في الحديث النبوي : صوموا تصحّوا.

وفي حديث أمير المؤمنين (عليه السلام) : المعدة بيت كل داء والحمية رأس كل الدواء وأعط كل بدن ما عودته(3).

ومنها خفة المؤونة وسهولة الأمر فإن من تعوّد قلة الأكل أمكنه الإكتفاء بالقليل من الماء، والذي تعود الإمتلاء صار بطنه غريماً متقاضياً له فيحتاج الى أن يدخل المداخل ويرتكب المشاق والأخطار للزيادات، فطلب الزيادة يورث التعب والمذلة بالطمع مما في أيدي الناس وربما يتعسر من حلال فينجر الى تحصيل الحرام والشبهة.

وعن بعض الحكماء إذا أردت أن أستقرض من غيري لشهوة أو زيادة إستقرضت من نفسي فتركت زيادة.

ومنها إمكان إيثار الفاضل عمّا يقيم به صلبه من الأطعمة على المساكين ليكون في ظله يوم القيامة كما جاء في الخبر أن المتصدقين يكونون في ظلال صدقاتهم.

وورد عن أبي عبد الله (عليه السلام): ما من شيء أضر لقلب المؤمن من كثرة الأكل وهي مورثة شيئين قسوة القلب وهيجان الشهوة، والجوع إدام للمؤمن وغذاء للروح وطعام للقلب وصحة للبدن، الحديث(4).

وإنما كان الجوع إداماً للمؤمن، لأنه إنما يأكل في معاء واحد فاللذة الحاصلة له من الخبز تنوب مناب لذة الإدام لغيره بل ربما تربو عليها، وأما البواقي فمعلومة مما تقدم.

... إن المقصود من مدح الجوع والإطراء في بيان فوائده ليس دعوة النفوس الى الإفراط فيه فان إثمه أكبر من نفعه، بل الغرض التوقيف على حد الإعتدال والتوسط الذي هو قوام جميع الأمور فان كانت النفس المسترشدة متعودة له فلتستقم على صراطها المستقيم وطريقتها المثلى، وان كانت مفرطة بالتقليل بحث يتضرر البدن وتضعف البنية ويخبط الدماغ ويقل نور البصر فليخرج عن ذلك قليلاً ولتتناول من الطيبات من الرزق الى أن تقف على سواء السبيل.

ويمكن التقليل بالتدريج بحيث لا يحس بالبدن فمن كان مأكله كل يوم على حسب عادته مداً مثلاً أمكنه أن ينقص منه أولاً مثقالاً يومين أو ثلاثة ثم مثقالين وهكذا الى أن يبغ ما يحصل به القوام المطلوب فيثبت عليه، وإن لم يطق التقليل بسبب ضعف في البنية أو طعن في السن أو اشتغال بعمل رياضي أو نحو ذلك فأجود التدبيرات الإقتصار على الأكل بعد صدق الشهوة (ومن علامته أن تشتهي النفس الخبز ولا تطلب الأدام، وان يبصق فلا يقع عليه الذباب إذ لا دسومة فيه لخلو المعدة) والكف عنه قبل تمام الشبع(5).

_______________

1ـ محاسن البرقي:2/446.

2ـ الفصول المهمة للحر العاملي:2/437.

3ـ البحار:59/290.

4ـ مستدرك الوسائل:16/211.

5ـ انظر التحفة السنية:174.




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.