أقرأ أيضاً
التاريخ: 13-3-2019
4170
التاريخ: 10-4-2016
3440
التاريخ: 14-10-2015
3127
التاريخ: 28-1-2019
4861
|
استقبل جمهور المسلمين خلافة الامام أمير المؤمنين بمزيد من السرور والابتهاج واتساع الأمل والرجاء فقد أيقنوا أن الامام سيرجع لهم الحريات المنهوبة ويحطم عنهم أركان العبودية التي أقامها الحكم الأموي المهدوم ويعيد لهم عهد النبوة الزاهر الذي انبسطت فيه الرحمة وعم فيه العدل والرجاء وانهم سينعمون في ظل حكمه العادل الذي لا يعرف الإثرة والاستغلال ولا يميز قوما على آخرين لقد وثق الجمهور أن الامام سيحقق لهم الأهداف النبيلة التي يصبون إليها من تحقيق العدل الاجتماعي والعدل السياسي في البلاد وتطبيق المبادئ والنظم التي جاء بها الاسلام والقضاء على جميع الفوارق والامتيازات التي خلفها عثمان وقد هبوا بجميع طبقاتهم إلى الامام وهم يهتفون باسمه ويعلنون رغبتهم الملحة فى أن يلي أمورهم ليحملهم على الحق الواضح والمحجة البيضاء ونضع بين يدي القراء صورة مجملة عن البيعة وعن الأحداث التي رافقتها .
اجتمع المهاجرون والأنصار ومعهم الثوار وبقية الجماهير ومن بينهم طلحة والزبير فهرعوا إلى الامام أمير المؤمنين وهو معتزل بداره فأحاطوا به من كل جانب وقالوا له : يا أبا الحسن ؛ إن هذا الرجل قد قتل ؛ ولا بد للناس من إمام ؛ ولا نجد اليوم أحدا أحق بهذا الأمر منك لا أقدم سابقة ولا أقرب قرابة من رسول الله ؛ فامتنع الامام من أجابتهم وقال لهم : لا حاجة لي فى أمركم فمن اخترتم رضيت به ؛ فهتفوا بلسان واحد : ما نختار غيرك , وكثر اصرار الجماهير على الامام ولكنه لم يستجب لهم فخرجوا منه ولم يظفروا بشيء وعقدت القوات المسلحة اجتماعا خاصا عرضت فيه الأحداث الخطيرة التي تواجه الأمة إن بقت بلا إمام يدير شئونها وقد قررت على احضار المدنيين وارغامهم على انتخاب إمام للمسلمين فقالوا لهم : أنتم أهل الشورى وأنتم تعقدون الإمامة وحكمكم جائز على الأمة فانظروا رجلا تنصبونه ونحن لكم تبع وقد أجلناكم يومكم فو الله لئن لم تفرغوا لنقتلن عليا وطلحة والزبير وتذهب من أضحية ذلك أمة من الناس , وفزع المدنيون بعد هذا الانذار والتهديد إلى الامام أمير المؤمنين وهم يهتفون بلسان واحد: البيعة ... البيعة .
أما ترى ما نزل بالاسلام وما ابتلينا به من أبناء القرى وأجابهم الامام بهدوء قائلا : دعوني والتمسوا غيري ؛ ثم أعرب لهم عن السر في توقفه من قبول الخلافة قائلا : أيها الناس إنا مستقبلون أمرا له وجوه وله ألوان لا تقوم به القلوب ولا تثبت عليه العقول .
لقد علم (عليه السلام) بما دب في نفوس الأمة من الشر وبما ساد في نفوس زعمائها من الأهواء لا سيما ولاة عثمان وأسرته ومن يمت إليه فانهم جميعا سيقفون أمامه ويحولون بينه وبين تحقيق أهدافه العريضة ولا بد أن يخلقوا المشاكل والمصاعب في وجه حكومته لذلك أصر على الامتناع من قبول الأمر.
وفكر الامام فى الأمر فقال لهم : إني إن أجبتكم ركبت بكم ما أعلم وإن تركتموني فانما أنا كأحدكم ألا واني من أسمعكم وأطوعكم لمن وليتموه .
وصاحوا به هاتفين : ما نحن بمفارقيك حتى نبايعك .
وقد وصف (عليه السلام) مدى انثيالهم عليه وشدة اصرارهم واقبالهم عليه بقوله : فما راعني إلا والناس كعرف الضبع إلى ينثالون عليّ من كل جانب حتى لقد وطئ الحسنان وشق عطفاي مجتمعين حولي كربيضة الغنم وأجلهم الامام إلى صباح اليوم الآخر لينظر فى الأمر فافترقوا على ذلك وقد خيم الليل على سماء المدينة وبرك بحمله على بيوتها فبات المدنيون ولكن في غير هدوء واطمئنان ولما أصبح الصبح اجتمع الناس فى الجامع الأعظم فاقبل الامام واعتلى أعواد المنبر فخطب فيهم قائلا : يا أيها الناس إن هذا أمركم ليس لأحد فيه حق إلا من أمرتم وقد افترقنا بالأمس وكنت كارها لأمركم فأبيتم إلا أن أكون عليكم ألا وانه ليس لي أن آخذ درهما دونكم فان شئتم قعدت لكم والا فلا آخذ على أحد ؛ وتعالى هتاف الجماهير بلهجة واحدة : نحن على ما رقناك عليه بالأمس ؛فقال (عليه السلام) : اللهم اشهد عليهم .
وتدافع الناس كالموج المتلاطم إلى البيعة وتقدم طلحة فبايع بتلك اليد التي سرعان ما نكث بها عهد الله وجاء بعده الزبير فبايع كما بايع رفيقه وبايعه الوفد المصري والوفد العراقي وبايعه الجمهور العام ولم يظفر أحد من الخلفاء بمثل هذه البيعة في شمولها وعمت المسرة جميع المسلمين وقد وصف الامام مدى سرور الناس ببيعته بقوله : وبلغ من سرور الناس ببيعتهم إياي أن ابتهج بها الصغير وهدج إليها الكبير وتحامل نحوها العليل وحسرت إليها الكعاب.
لقد ابتهج المسلمون ببيعتهم إلى وصي رسول الله وباب مدينة علمه وعمت الأفراح جميع أنحاء البلاد فقد أطلت على عالم الوجود حكومة العدل والمساواة وتقلد الخلافة امام الحق وناصر المظلومين وأبو الأيتام الذي واسى الفقراء والمحرومين في سغبهم ومحنهم القائل فى دور حكمه : أأقنع من نفسي بأن يقال أمير المؤمنين ولا أشاركهم فى مكاره الدهر أو أكون أسوة لهم في جشوبة العيش .
لقد نشرت في ذلك اليوم الخالد ألوية العدالة الكبرى وتحققت الأهداف الأصيلة التي ينشدها الإسلام فى عالم السياسة والحكم فلا استغلال ولا مواربة ولا استبداد ولا انقياد للنزعات والعواطف كل ذلك حققه ابن أبي طالب في دور خلافته وحكمه .
|
|
دراسة يابانية لتقليل مخاطر أمراض المواليد منخفضي الوزن
|
|
|
|
|
اكتشاف أكبر مرجان في العالم قبالة سواحل جزر سليمان
|
|
|
|
|
اتحاد كليات الطب الملكية البريطانية يشيد بالمستوى العلمي لطلبة جامعة العميد وبيئتها التعليمية
|
|
|