أقرأ أيضاً
التاريخ: 5-03-2015
4671
التاريخ: 5-4-2016
3723
التاريخ: 4-4-2016
3563
التاريخ: 7-4-2016
3038
|
السياسة المالية التي انتهجها أهل البيت كانت تلزم بصرف الخزينة المركزية على المصالح العامة كأنشاء المؤسسات وايجاد المشاريع الحيوية التي تنتظم بها الحياة ويقضى بها على شبح الفقر والحرمان ولا يسوغ عندهم صرف درهم واحد فيما لا تعود فيه منفعة أو فائدة للأمة وقد احتاطوا فى هذه الجهة احتياطا بالغا فقد اطفأ الامام أمير المؤمنين سراج بيت المال عن طلحة والزبير لما أرادا أن يفاوضاه في مصالحهما الشخصية فان الضياء الذي في بيت المال ملك للمسلمين فلا يجوز استعماله إلا في مصالحهم ؛ وقد أثارت عليه هذه السياسة الصارمة أحقاد العرب وأضغان قريش وأقبلت إليه طائفة من أصحابه يطلبون منه أن يغير سياسته قائلين : يا أمير المؤمنين اعط هذه الأموال وفضّل هؤلاء الأشراف من العرب وقريش على الموالي والعجم واستمل من تخاف خلافه من الناس ؛ فلذعه هذا المنطق الرخيص وانبرى قائلا : أتأمرونني أن أطلب النصر بالجور .
ان تفضيل العرب على الموالي ومنح الأموال للوجوه كل ذلك جور واعتداء على حقوق المسلمين في نظر ابن أبي طالب رائد المساواة والعدالة الكبرى في الأرض .
ان أموال المسلمين يجب أن تنفق على مصالحهم وضمان عائلهم ومحرومهم وليس لزعيم الدولة أن يصطفي منها أو يؤثر بها أقاربه ومن يمت إليه فان ذلك خيانة لله وللمسلمين وقد طبق الامام أمير المؤمنين هذه السياسة العادلة على واقع الحياة حينما آل إليه الأمر فانه لم يقتن الدور والضياع ولم يرفّه على نفسه فيعير لبالي ثوبه اهتماما أو يأكل ما لذّ من الطعام أو يتمتع بشيء من متع الحياة وإنما كان يعيش عيشة الفقراء والبؤساء فقد روى هارون عن أبيه عنترة قال دخلت على علي وهو بالخورنق وعليه خلق قطيفة وكان الوقت شديد البرد فقلت له : يا أمير المؤمنين إن الله قد جعل لك ولأهلك في هذا المال نصيبا وأنت تفعل هذا بنفسك ؛ فانبرى (عليه السلام) مجيبا له : والله ما أرزأكم شيئا وما هي إلا قطيفتي التي أخرجتها من المدينة.
انه ليس عنده من اللباس ما يقيه من البرد سوى خلق قطيفة جاء بها من يثرب وفي استطاعته أن يلبس الحرير الموشى ولكنه أبى أن يصطفي من أموال المسلمين شيئا كما انه لم يؤثر بها أحدا من أهل بيته وأبنائه فقد روى أبو رافع وكان خازنا لبيت المال قال : دخل عليّ أمير المؤمنين وقد أعطيت ابنته لؤلؤة من بيت المال فلما رآها عرفها وقد تغير لونه ومشت الرعدة بأوصاله فقال : من أين لها هذه؟ والله لأقطعن يدها .
فلما رأى أبو رافع جده في الأمر وعزمه على ذلك قال له : أنا والله يا أمير المؤمنين أعطيتها وهي عارية مضمونة ؛ فهدأ روعه وسكن غضبه واندفع قائلا : لقد تزوجت بفاطمة وما لي فراش إلا جلد كبش ننام عليه بالليل ونعلف عليه ناضحنا بالنهار وما لي خادم غيرها .
إن مثله الرفيعة لم تسمح له أن يؤثر ابنته على بنات المسلمين وهذا هو منتهى العدل الذي لم يحققه أحد غيره ومن مساواته بين المسلمين واحتياطه البالغ في أموالهم ما رواه عاصم بن كليب عن أبيه قال : قدم على عليّ مال من اصبهان فقسمه على سبعة أسهم فوجد فيه رغيفا فقسمه على سبعة أقسام ودعا امراء الأسباع فأقرع بينهم لينظر أيهم يعطى أولا .
إن هذا هو العدل الذي لم تحققه الانسانية فى جميع مراحل تأريخها فانها على ما جربت من تجارب ؛ وبلغت من رقي وابداع في فنون الحكم فانها لا تستطيع بأي حال من الأحوال أن تنشئ نظاما سياسيا تتحقق فيه العدالة الكبرى كهذا النظام الذي وضعه ابن أبي طالب وسار على منهاجه أبناؤه من بعده .
يعد هذا شيئاً من المثل العليا التي ينشدونها أهل البيت فى ظلال الحكم ولو أن الامام الحسن (عليه السلام) انحرف عنها ونهج في سياسته منهج من يعمل للدنيا وسلك مسلك من يبغي الملك والسلطان فراوغ وداهن وأنفق المال في غير محله لما آل الأمر الى ابن هند الذي سلك جميع الوسائل في سبيل الوصول الى الحكم ولكنه (سلام الله عليه) آثر صيانة الاسلام والحفاظ على مقدراته ومعنوياته فسار بسيرة جده وأبيه التي لا تقر كل طريق يتصادم مع الدين.
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
قسم شؤون المعارف ينظم دورة عن آليات عمل الفهارس الفنية للموسوعات والكتب لملاكاته
|
|
|