المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9111 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
القيمة الغذائية للثوم Garlic
2024-11-20
العيوب الفسيولوجية التي تصيب الثوم
2024-11-20
التربة المناسبة لزراعة الثوم
2024-11-20
البنجر (الشوندر) Garden Beet (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-20
الصحافة العسكرية ووظائفها
2024-11-19
الصحافة العسكرية
2024-11-19

فوق الڤلطية الفقاعية bubble overvoltage
21-2-2018
Old English
5-3-2022
لبيد بن أعصم
2023-03-20
هل تعد جميع الطرود في الحشرات طرودا مهاجرة؟
21-2-2021
المبيدات الحشرية (مبيد بريميكارب +لمبداسيهالوثرين)
29-9-2016
خصائص الصناعات الصغيرة - المرونة في الإنتاج
13-6-2021


[طبيعة الغدر والتذبذب في مواقف الكوفيين]  
  
4406   04:33 مساءاً   التاريخ: 6-4-2016
المؤلف : باقر شريف القرشي .
الكتاب أو المصدر : حياة الامام الحسين
الجزء والصفحة : ج2, ص421-424.
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام الحسين بن علي الشهيد / قضايا عامة /

الظاهرة الاُخرى في المجتمع الكوفي الغدر فقد كان مِنْ خصائصهم التي اشتهروا بها وقد ضُرِبَ بهم المثل فقيل : أغدر مِنْ كوفيّ  كما ضُرِبَ المثل بعدم وفائهم فقيل : الكوفي لا يوفي ؛ وقد وصفهم أمير المؤمنين (عليهم السّلام) بقوله : اُسود روّاغة وثعالب روّاغة , وقال فيهم : إنّهم اُناس مجتمعة أبدانهم مختلفة أهواؤهم وإنّ مَنْ فاز بهم فاز بالسهم الأخيب , وإنّه أصبح لا يطمع في نصرتهم ولا يصدق قولهم .

لقد كان الجانب العملي في حياتهم هو التقلّب والتردّد والتخاذل وقد غرّوا زيد بن علي الثائر العظيم فقالوا له : إنّ معك مئة ألف رجل مِنْ أهل الكوفة يضربون دونّك بأسيافهم  وقد أحصى ديوانه منهم خمسة عشر ألفاً كانوا قد بايعوه على النصرة  ثمّ لمّا أعلن الثورة هبط عددهم إلى مئتي وثمانية عشر رجلاً ؛ وقد نصح داود بن علي زيداً بأنْ لا ينخدع بأهل الكوفة فقال له : يابن عمّ إنّ هؤلاء يغرّونك مِنْ نفسك ؛ أليس قد خذلوا مَنْ كان أعزّ عليهم منك جدّك علي بن أبي طالب حتّى قُتِلَ؟ والحسن مِنْ بعده بايعوه ثمّ وثبوا عليه فانتزعوا رداءه مِنْ عنقه وانتهبوا فسطاطه وجرحوه؟ أو ليس قد أخرجوا جدّك الحُسين وحلفوا له بأوكد الأيمان ثمّ خذلوه وأسلموه ثمّ لمْ يرضوا بذلك حتّى قتلوه ؟

وكانوا ينكثون البيعة بعد البيعة وقد ألمع إلى هذه الظاهرة أعشى همدان الذي كان شاعر ثورة محمّد بن الأشعث الذي ثار على الحجّاج يقول داعياً على أهل الكوفة :

أبى اللهُ إلاّ أنْ يتمّمَ نورَهُ          ويُطفئَ نورَ الفاسقين فيخمدا

ويُنزل ذلاً بالعراقِ وأهلهِ         لما نقضوا العهد الوثيق المؤكّدا

وما أحدثوا مِنْ بدعةٍ وعظيمةٍ    مِن القول لمْ تصعد إلى الله مصعدا

وما نكثوا مِن بيعةٍ بعد بيعةٍ      إذا ضمنوها اليوم خاسوا بها غدا

وقد عرفوا بهذا السمت عند جميع الباحثين ويرى فلهوزن إنّهم متردّدون متقلّبون وإنّهم لمْ يألفوا النظام والطاعة وإنّ الإخلاص السياسي والعسكري لمْ يكنْ معروفاً لهم على الإطلاق وأكّد ذلك الباحث وزتر شنين يقول : إنّ مِنْ صفاتهم المميّزة البارزة الهوائية والتقلّب ونقص الثقة بأنفسهم.

ولمْ يكنْ هذا التذبذب في حياتهم مقتصراً على العامّة وإنّما كان شائعاً حتّى عند رجال الفكر والأدب ؛ فسراقة الشاعر المعروف وقف في وجه المختار واشترك في قتاله يوم جبّانة السبيع فلمّا انتصر المختار وقع سراقة أسيراً بين يدي أصحابه فزُجّ به في السجن فأخذ سراقة يستعطفه وينظم القصيد في مدحه ويذكر مبادئ ثورته ويبالغ في تمجيده فكان ممّا قاله فيه :

نُصرتَ على عدوِّك كلّ يومٍ         بكلّ كتيبةٍ تنعى حُسينا

كنصرِ محمّد في يوم بدرٍ        ويوم الشِّعبِ إذ لاقى حُنينا

فأسجح  إذ ملكت فلو ملكنا     لجرنا في الحكومةِ واعتدينا

تقبّل توبةً منّي فإنّي             سأشكرُ إنْ جعلتَ النقد دينا

ولمّا عفا عنه المختار خرج مِن الكوفة فلمْ يبعد عنها قليلاً حتّى أخذ يهجو المختار ويحرّض عليه وقد قال في هجائه :

ألا أبلغ أبا إسحاقَ أنّي         رأيتُ البلقَ دهماً مصمتاتِ

كفرتُ بوحيكُمْ وجعلتُ نذراً         عليّ قتالكمْ حتّى المماتِ

أرى عينيّ ما لمْ تُبصراهُ                 كلانا عالمٌ بالترّهاتِ

إذا قالوا أقولُ لهم كذبتمْ          وإنْ خرجوا لبستُ لهم أداتي

لقد مضى يصبّ ثورته وسخريته على المختار وأصحابه في نفس الوزن الذي نظم فيه قصيدته السابقة ومِن الطبيعي إنّ هذا التناقض في حياتهم كان ناجماً مِن الاضطراب النفسي وعدم التوازن في السلوك.

ومِن غرائب ذلك التناقض أنّ بعضهم كان يحتاط في أبسط الاُمور ولا يتحرّج مِن اقتراف أعظم الموبقات! فقد جاء رجل مِنْ أهل الكوفة إلى عبد الله بن عمر يستفتيه في دم البعوض يكون على الثوب أطاهر أم نجس فقال له ابن عمر : مِنْ أين أنت؟

ـ مِنْ أهل العراق.

فبُهر ابن عمر وراح يقول : انظروا إلى هذا يسألني عن دم البعوض وقد قتلوا ابن بنت رسول الله (صلّى الله عليه وآله)! وقد سمعته يقول فيه وفي أخيه : هما ريحانتاي مِن الدنيا !

ويعزو بعضهم السبب في هذا الاضطراب إلى الظروف السياسية القاسية التي مرّت عليهم ؛ فإنّ الحكم الاُموي كان قد عاملهم بمنتهى القسوة والشدّة فرماهم بأقسى الولاة وأشدّهم عنفاً أمثال المغيرة بن شعبة وزياد بن سُميّة ؛ ممّا جعل الحياة السياسية ضيّقة ومتحرّجة ممّا نجم عنه هذا التناقض في السلوك.




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.