١- الجروف ورصيف النحت البحري:

يتضح من الشكل رقم (1) المراحل المختلفة لتكون الجرف ورصيف النحت البحري وتطورها:

أ- انحدار معتدل للساحل مع عمليات تقويض سفلى تقوم بها الأمواج.

ب- يبدأ الجرف في الظهور والتراجع نحو اليابس مع وضوح رصيف النحت البحري على حساب تراجع الجرف، كما يبدأ تكون رصيف إرساب بحري كنتاج لتراكم المفتتات الناتجة عن عمليات النحت بالجرف.

ج- مع تراجع الجرف يزداد ارتفاعه كما يزداد اتساع رصيف النحت البحري وكذلك رصيف الارساب البحري wave built – platform.

د- تؤدي عملية التجوية والانهيارات الأرضية إلى تخفيض منسوب الجرف , ويتضح في هذه المرحلة البلاج Beach بامتداده الكبير الذي يعمل على إضعاف أثر الأمواج كعامل نحت وذلك لضحالة المياه أمام خط الشاطئ بسبب عملية الترسيب المستمرة.

هـ - يتوقف نحت الأمواج بسبب اتساع النطاق الضحل من المياه الشاطئية ويدفن رصيف النحت البحري رواسب الشاطئ المكونة من الرمال والحصى وفي أغلب الأحوال يختفي الجرف في المرحلة الأخيرة ويبدو الساحل وقد اقترب تماما من نهاية دورة التعرية , وقد تظهر صخور بعض الجروف في شكل طبقات تميل تجاه اليابس والبعض الآخر يميل فيه الصخور نحو البحر وفي الحالة الأخيرة تبدو الجروف في صورة شديدة الانحدار. وتوضح الصورة رقم (2) جروف جيرية بساحل دوفر بإنجلترا.

وبالنسبة للسواحل المصرية تكثر الجروف في بعض المناطق مثلما الحال على ساحل البحر المتوسط في منطقة مرسى مطروح حيث تمتد العديد من الجروف على طول الساحل كجزء من السلسلة الساحلية التي تطل على البحر مباشرة في شكل جروف بحرية شبه حائطية مثلما الحال عند منطقة الطابية القديمة التي تشرف على مدخل ميناء مرسى مطروح وجروف السيرة بساحل الضبعة.

كما تظهر الجروف على قطاعات من سواحل البحر الأحمر وخليج العقبة وخاصة في مناطق الرؤوس البحرية مثل رأس محمد والحافة الشرقية بهضبة الجلال البحرية على خليج السويس , أما عن الأرصفة الشاطئية فعادة ما تحد الجروف الساحلية أرصفة عبر المنطقة الشاطئية وتنحدر بصفة عامة ببطء ملحوظ نحو البحر، وقد تطورت هذه الأرصفة الشاطئية واتسعت مع تراجع الجروف كما أنها قد تشكلت بفعل الأمواج وغيرها من عمليات النحت البحرية وعادة ما تتطور هذه الأرصفة وتتسع عندما تكون صخور الساحل متجانسة في خصائصها الصخرية والبنيوية.

2- الكهوف البحرية Sea Caves :

يتكون الكهف البحري على طول منطقة ضعف عند قاعدة الجرف البحري، وتلعب الأمواج دورا كبيرا في تكونها، والكهف البحري يبدو في شكل نفق أسطواني cylindrical tunnel يمتد في الجرف مقتفيا أثر خط ضعف صخري ويبدأ قطره في التناقص نحو الداخل، وقد تؤدي المفاصل الصخرية في نهاية النفق إلى تكون ما يعرف بالمنافس blow holes وهي عبارة عن ثغرة علوية قد تزداد اتساعا مع استمرار عمليات النحت والانهيار بحيث ينتهي الأمر بتكون شرم بحري ضيق sea inlet وعادة ما تكون الصخور الجيرية من أكثر أنواع الصخور التي يمكن لمياه البحر أن تتوغل خلال مفاصلها وشقوقها وتكون حيث تتكون كهوف في شكل ممرات إذابة نحت أرضية، على سبيل المثال كهوف بونيفاسو Bonivacio جنوب كروسيكا قد نشأت بهذه الكيفية.

3- الأقواس والمسلات البحرية Arches and Stacks :

تنتج عن تطور كهفين على جانبي بروز أو نتوء بحري ينتهي اتصالها ببعضها البعض في النهاية بحيث يتشكل قوس طبيعي، وعندما ينهار هذا القوس تبدو نهاية النتوء البحري كجزيرة صغيرة جدا أو ككتلة صخرية بارزة فوق رصيف النحت البحري المغمور يطلق عليها مسلة بحرية، ومع تتابع عمليات النحت المستمرة تتلاشى كل هذه الظاهرات شكل ( رقم 3 ) وهذه المسلات البحرية قد تتعرض بدورها لفعل الأمواج من جديد إلى أن تتآكل قواعدها وتنهار أمام نحت الأمواج ( أبو العينين حسن، ص،٥٤٠ ) ومن هذه المسلات ما تعرف بمسلة الغرام بساحل مرسى مطروح وتظهر أقواس بحرية على سواحل الحروف تعطي مظهرا ملفتا كما يظهر من الصورة رقم (3) قوس بحري على سواحل تايلاند.