عبارة عن كتل جليدية ضخمة تنساب من مصادرها وتطفو فوق سطح البحر؛ وذلك بسبب كثافة الجليد الأقل من كثافة ماء البحر^(*) وتتراوح النسبة بين الجزء البارز من الجبل الجليدي إلى الجزء الغاطس منه ما بين 1 : 4 و 7 و 1 : 8,2, قد أعطى كرومل Krummrl الرقم 1 : 8 و 1 : 4 كأقصى نسبة ومتوسط يتراوح ما بين 1 : 5 : و 1 : 6 (Sharma , R. C. and Vat al. M, P 16) , وتتراوح أحجام الكتل أو الجبال الكتل أو الجبال الجليدية من أمتار قليلة إلى عدة كيلو مترات طولا وعرضا. ويتراوح ارتفاعها فوق سطح البحر ما بين أمتار قليلة وأكثر من أربعمائة متر. وحجم الجبال الجليدية في النصف الجنوبي أكبر من النصف الشمالي, وتقوم التيارات البحرية بتحريك الجبال الجليدية من أقاليمها بالعروض العليا إلى العروض الأدنى ويتسبب عنها مخاطر بالنسبة للملاحة.

وعادة ما تتحكم الرياح ودوران الأرض في اتجاهات تحركاتها كما أوضح ذلك نانس Nansen وذلك من ملاحظات في المياه القطبية وترتبط سرعتها بسرعة الرياح التي تتسبب في تحركها فإذا ما كانت سرعة الرياح ٣٠ عقدة تكون سرعتها 4 ميل بحري في اليوم. وأحيانا ما تتحرك الجبال الجليدية عكس الرياح السائدة وذلك بسبب قوة تحرك الكتل المائية السطحية. وقد لاحظ رنك Rink ان تكون الجبال الجليدية بالساحل الغربي لجزيرة جرينلند من الظاهرات المنتشرة بالساحل وكان أصلها عبارة عن غطاءات جليدية تكونت على اليابس وتحركت نحو البحر في شكل أنهار جليدية ويطلق على تكسر الانهار الجليدية glaciers وتحولها الى جبل جليدي باسم (calving) هذه العلمية تكون نشطة وصيفا وشتاء، ولكنها في الصيف تجد لها منافذ لتطفو نحو البحر خلال مصبات الفيوردات , ويتراوح العدد السنوي للجبال الجليدية القادمة من جرينلند نحو المحيط عبر خليج بفن Baffin bay ما بين 5 – 15 ألف جبل جليدي , وخلال رحلتها نحو الجنوب فإن أغلبها يتقطع والقليل منها ما يتمكن من الوصول إلى الجنوب من نيوفوندلاند. وأحيانا ما تظهر قرب جزيرة سيبل Sable جنوب نوفاسكوتشيا.

وتختلف حدود امتداد الجبال الجليدية في الجزء الشمالي الغربي من الأطلنطي من عام إلى آخر ومن شهر إلى شهر, وإلى الشرق من جرينلند تتحرك الجبال الجليدية ( التي نادرا ما تتكون نحو الشرق ) ثم يستمر تحركها عبر مضيق الدنمرك بين جزيرتي أيسلند وجرينلند وتنحرف غربا الى الجنوب من رأس فيرويل Farewell وتدخل خليج ديفز ويسوقها بعد ذلك تيار لبرادور , وتختفي الجبال الجليدية من أمام ساحل النرويج بسبب مياه الخليج الدافئة , ويرجع عدم انتشارا الجبال الجليدية شمالي المحيط الهادي الى ضيق ممر رنج Bering Strait الى جانب ضحالة مياهه التي لا تسمح بعبور الجبال الجليدية إلى جانب أن الظروف المناخية هنا لا تساعد على تكونها.

وتتميز الجبال الجليدية في نصف الكرة الجنوبي بأنها أكبر حجما من نظائرها في النصف الشمالي. إلى جانب استمرارها لفترة زمنية أطول بحيث تبقي الجبال الجليدية الشمالية فترة تصل إلى عامين، بينما تظل الجنوبية والتي تبدو كهضاب ضخمة يصل قطر الواحدة منها إلى ستين كيلو مترا – إلى نحو عشر سنوات – ويرجع ذلك الفرق الكبير إلى ضخامة الأخيرة وانخفاض في المياه القريبة منها.

وترى روشيل Russel ان الجبال الجليدية في النصف الجنوبي قد انفصلت من الغطاءات الجليدية بالقارة القطبية بسبب النشاطات البركانية والتي تؤدي طفوحها اللافية وما يرتبط بها من اهتزازات إلى انفصال الكتل الجليدية  الساحلية وتدفقها نحو المحيط وهي عادة خالية من الركامات الجليدية Glacial – Moraines , ويبلغ متوسط ارتفاع الجبل الجليدي في النصف الجنوبي من الكرة الأرضية ٢٦٠ مترا فوق سطح البحر وأحيانا ما يكون أضخم لدرجة يطلق عليها أحيانا الجزر الجليدية Iceislands وتتحرك هذه الجبال الجليدية بواسطة تيارات فوكلند وبنجويلا وجنوب استراليا وذلك حتى خط عرض ٤٠ درجة جنوبا بالأطلنطي و ٥٠ درجة بالمحيط الهادي وبصفة عامة يعتبر خط عرض ٥٠ درجة جنوبا الحد الشمالي لجليد أنتاركتيكا العائم. وتختفي الجبال الجليدية جنوب استراليا وشرق نيوزيلند وبين جز فوكلاند. وتعد الجبال الجليدية في تحركها من مكامن الأخطار أمام الملاحة البحرية، فالتاريخ يذكرنا بالعديد من حوادث اصطدام السفن بالجبال الجليدية وخاصة في الجزء الشمالي من المحيط الأطلنطي وأشهرها حادثة اصطدام الباخرة تيتانك في سنة ١٩١٢ بجبل جليدي قرب جزيرة نيوفوندلاند مما أدى إلى تحطمها وغرقها تماما بركابها البالغ عددهم ١٥٠٠ راكب.

وقد أدت الحوادث البحرية الناجمة عن تحرك الجبال الجليدية إلى الاهتمام بدراستها كظاهرة أوقيانوغرافية، مع تتبع اتجاهات تحركها وانتشاراها وقد أنشئت محطات ساحلية وبحرية للإنذار بقدومها وتحديد مسارات السفن الملاحية على ضوء انتشارا هذه الجبال وخطوط تحركها , وقد نجح الباحثون في الوقت الحاضر في تحديد مناطق الجليد البحري ومعرفة أبعاد تحركها خلال أشهر السنة المختلفة, ورغم تقدم الدراسات الخاصة بالجليد إلا أنه مازال يمثل مصدرا رئيسيا من مصادر القلق والمخاطر بالنسبة للملاحة البحرية خاصة شمال المحيط الأطلنطي وفي العروض العليا الجنوبية بالمحيطات الرئيسية حيث نطاقات تحرك الجليد القطبي الجنوبي.

____________
(*) سلع كثافة الجليد ٩ بينما كثافة ماء البحر  1,25