أقرأ أيضاً
التاريخ: 18-4-2019
2671
التاريخ: 29-3-2016
3147
التاريخ: 8-04-2015
3275
التاريخ: 29-3-2016
27214
|
صاح ابن مرجانة بمسلم فقال له : بماذا أتيت إلى هذا البلد؟ شتّت أمرهم وفرّقت كلمتهم ورميت بعضهم على بعض , وانطلق فخر هاشم قائلاً بكلّ ثقة واعتزاز بالنفس : لست لذلك أتيت هذا البلد ولكنّكم أظهرتم المنكر ودفنتم المعروف وتأمّرتم على الناس مِنْ غير رضى وحملتموهم على غير ما أمركم الله به وعملتم فيهم بأعمال كسرى وقيصر ؛ فأتيناهم لنأمر بالمعروف وننهى عن المنكر وندعوهم إلى حكم الكتاب والسنّة وكنّا أهلاً لذلك ؛ فإنّه لمْ تزل الخلافة لنا منذ قُتِلَ أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السّلام) ولا تزال الخلافة لنا فإنّا قُهرنا عليها , إنّكم أوّل مَنْ خرج على إمام هدى وشقّ عصا المسلمين وأخذ هذا الأمر غصباً ونازع أهله بالظلم والعدوان .
وأدلى مسلم بهذا الحديث عن أسباب الثورة التي أعلنها الإمام الحُسين على الحكم الاُموي وقد التاع الطاغية مِنْ كلام مسلم وتبدّدت نشوة ظفره فلمْ يجد مسلكاً ينفذ منه لإطفاء غضبه سوى السبّ للعترة الطاهرة فأخذ يسبّ علياً والحسن والحُسين , وثار مسلم في وجهه فقال له : أنت وأبوك أحقّ بالشتم منهم فاقض ما أنت قاض ؛ فنحن أهل البيت موكّل بنا البلاء .
لقد ظلّ مسلم حتّى الرمق الأخير مِنْ حياته عالي الهمّة وجابه الأخطار ببأس شديد فكان في دفاعه ومنطقه مع ابن مرجانة مثالاً للبطولات النادرة.
آن للقائد العظيم أنْ يُنقل عن هذه الحياة بعد ما أدّى رسالته بأمانة وإخلاص وقد رُزِقَ الشهادة على يد الممسوخ القذر ابن مرجانة فندب لقتله بكير بن حمران الذي ضربه مسلم فقال له : خذ مسلماً واصعد به إلى أعلى القصر واضرب عنقه بيدك ؛ ليكون ذلك أشفى لصدرك , والتفت مسلم إلى ابن الأشعث الذي أعطاه الأمان فقال له : يابن الأشعث أما والله لولا أنّك آمنتني ما استسلمت , قمْ بسيفك دوني فقد اخفرت ذمّتك , فلمْ يحفل به ابن الأشعث , واستقبل مسلم الموت بثغر باسم فصعد به إلى أعلى القصر وهو يسبح الله ويستغفره بكلّ طمأنينة ورضى وهو يقول : اللّهم احكم بيننا وبين قوم غرّونا وخذلونا , وأشرف به الجلاّد على موضع الحذائيين فضرب عنقه ورمى برأسه وجسده إلى الأرض وهكذا انتهت حياة هذا البطل العظيم الذي يحمل نزعات عمّه أمير المؤمنين (عليه السّلام) ومُثُلَ ابن عمّه الحُسين وقد استشهد دفاعاً عن الحقّ ودفاعاً عن حقوق المظلومين والمضطهدين , ونزل القاتل الأثيم فاستقبله ابن زياد فقال له : ما كان يقول وأنتم تصعدون به؟
ـ كان يسبّح الله ويستغفره فلمّا أردت قتله قلت له : الحمد لله الذي أمكنني منك وأقادني منك , فضربته ضربة لمْ تغن شيئاً فقال لي : أما ترى فيّ خدشاً تخدشنيه وفاءً مِنْ دمك أيّها العبد.
فبهر ابن زياد وراح يبدي إعجابه وإكباره له قائلاً : أوَفخراً عند الموت !
وقد انطوت بقتل مسلم صفحة مشرقة مِنْ أروع صفحات العقيدة والجهاد في الإسلام فقد استشهد في سبيل العدالة الاجتماعية ومن أجل إنقاذ الاُمّة وتحريرها مِن الظلم والجور وهو أوّل شهيد مِن الاُسرة النّبوية يُقتل علناً أمام المسلمين ولمْ يقوموا بحمايته والذبّ عنه.
انبرى سليل الخيانة محمّد بن الأشعث إلى سلب مسلم فسلب سيفه ودرعه وهو غير حافل بالعار والخزي وقد تعرّض للنقد اللاذع مِنْ جميع الأوساط في الكوفة , ويقول بعض الشعراء في هجائه :
وتركت عمّكَ أنْ تُقاتلَ دونَهُ فشلاً ولولا أنتَ كان منيعا
وقتلتَ وافدَ آلِ بيت محمّدٍ وسلبت أسيافاً له ودروعا
وعمد بعض أجلاف أهل الكوفة فسلبوا رداء مسلم وثيابه.
|
|
دراسة يابانية لتقليل مخاطر أمراض المواليد منخفضي الوزن
|
|
|
|
|
اكتشاف أكبر مرجان في العالم قبالة سواحل جزر سليمان
|
|
|
|
|
اتحاد كليات الطب الملكية البريطانية يشيد بالمستوى العلمي لطلبة جامعة العميد وبيئتها التعليمية
|
|
|