أقرأ أيضاً
التاريخ: 6-4-2016
3511
التاريخ: 28-7-2022
2186
التاريخ: 20-3-2016
3589
التاريخ: 2-04-2015
3693
|
البواعث التي أدّت إلى تسابق الأنصار إلى عقد مؤتمرهم بتلك السرعة الخاطفة وعدم التريّث في الأمر حتّى يوارى النبي (صلّى الله عليه وآله) في مثواه الأخير فهي :
1 ـ إنّهم رأوا التحرّك السياسي من قِبَل المهاجرين الذين يمثّلون الجبهة القرشية المعارضة للإمام فقد أجمعوا على صرف الخلافة عن علي وظهرت منهم بوادر التمرّد ؛ فقد امتنعوا من الالتحاق بسرية اُسامة وحالوا بين النبي (صلّى الله عليه وآله) وبين ما رامه من الكتابة التي وصفها بأنها تضمن لاُمّته سعادتها وأصالتها , وأكبر الظنّ أنّ الأنصار وقفوا على حقد المهاجرين وكراهيّتهم للإمام قبل وفاة النبي (صلّى الله عليه وآله) بزمان بعيد وأنهم لا يخضعون لحكمه ولا يرضون بسلطانه ؛ لأن الإمام قد وتَرَهم وحصد رؤوس أعلامهم ؛ يقول عثمان بن عفان للإمام (عليه السّلام) : ما أصنع إن كانت قريش لا تحبّكم وقد قتلتم منهم يوم بدر سبعين رجلاً كأنّ وجوههم شنوف الذهب تصرع آنافهم قبل شفاههم !
ودلّل عثمان على مدى لوعة قريش وحزنها على مَن قتل منها في واقعة بدر من الرجال الذين كانت وجوههم شبيهة بشنوف الذهب ؛ لنضارتها وحسنها وقد صرعت أنافهم ذلاً قبل شفاههم. ومما لا شكّ فيه أنها كانت ترى الإمام (عليه السّلام) هو الذي وتَرَها فهي تطالبه بذحلها والدماء التي سفكها.
يقول الكناني محرّضاً لقريش على الوقيعة بالإمام (عليه السّلام) والطلب بثأرها منه :
في كلِّ مجمعِ غايةٍ أخزاكُمُ جذعٌ أبرُّ على المذاكي القُرّحِ
لله درّكمُ ألمّا تذكروا قد يذكر الحرّ الكريم ويستحي
هذا ابن فاطمةَ الذي أفناكُمُ ذبحاً بقتلةِ بعضه لم يذبحِ
أين الكهولُ وأين كلّ دعامةٍ في المعضلات وأين زينُ الأبطحِ
ويروي ابن طاووس عن أبيه يقول : قلت لعلي بن الحسين (عليه السّلام) : ما بال قريش لا تحبّ علياً؟ فأجابه (عليه السّلام) : لأنه أورد أوّلهم النار وألزم آخرهم العار ؛ وعلى أيّ حال فإن الأنصار قد علمت أنّ المهاجرين من قريش يدبّرون المؤامرات ويبغون الغوائل للإمام وأنهم لا يرضون بحكمه وقد أعلنوا ذلك يوم غدير خم فقد قالوا : لقد حسب محمد أنّ هذا الأمر قد تمّ لابن عمّه وهيهات أن يتمّ ؛ وقد أيقن الأنصار أنهم سيصيبهم الجهد والعناء إن استولى المهاجرون على زمام الحكم ؛ وذلك بسبب مودّتهم للإمام فلذلك بادروا إلى عقد مؤتمرهم والعمل على ترشيح أحدهم للخلافة.
2 ـ واستبان للأنصار فيما أخبر به النبي (صلّى الله عليه وآله) أنّ أهل بيته لا ينالون الخلافة وأنهم المستضعفون من بعده فقد روى شيخ الإمامية الشيخ المفيد : أنه بقي عند النبي (صلّى الله عليه وآله) في مرضه عمّه العباس وابنه الفضل وعلي بن أبي طالب وأهل بيته خاصة فقال له العباس : إن يكن هذا الأمر مستقرّاً فينا من بعدك فبشّرنا وإن كنت تعلم أنّا نغلب عليه فأوصي بنا فقال (صلّى الله عليه وآله) : أنتم المستضعفون من بعدي ؛ وسبق النبي (صلّى الله عليه وآله) أن أذاع ذلك بين المسلمين فاحتاطت الأنصار لأنفسها فبادرت لعقد مؤتمرها للاستيلاء على الحكم ؛ لئلاّ يسبقهم إليه المهاجرون من قريش.
3 ـ إنّ الأنصار كانوا العمود الفقري للقوات الإسلامية المسلّحة وقد أنزلوا الضربات القاصمة بالقرشيين فأبادوا أعلامهم وأشاعوا في بيوتهم الحزن والحداد في سبيل الإسلام وقد علموا أنّ الأمر إذا استتبّ للقرشيين فإنهم سيمعنون في قهرهم وإذلالهم طلباً بثأرهم وقد أعلن ذلك الحباب بن المنذر بقوله : لكننا نخاف أن يليها بعدكم مَن قتلنا أبناءهم وآباءهم وإخوانهم.
وتحقق هذا التنبّؤ فإنه لم يكد ينتهي حكم الخلفاء القصير الأمد حتّى آل الحكم إلى الاُمويِّين ؛ فسعوا جاهدين في إذلال الأنصار وقهرهم وإشاعة الفقر والحاجة فيهم وقد بالغ معاوية في الانتقام منهم ولمّا ولي الأمر من بعده يزيد جهد على الوقيعة بهم فأباح أموالهم ودماءهم وأعراضهم بجيوشه في واقعة الحرّة التي لم يشاهد التاريخ لها نظيراً في فظاعتها وقسوتها ؛ هذه بعض العوامل التي أدّت إلى مبادرة الأنصار لعقد مؤتمرهم الذي أحاطوه بكثير من السرّ والكتمان.
|
|
دراسة يابانية لتقليل مخاطر أمراض المواليد منخفضي الوزن
|
|
|
|
|
اكتشاف أكبر مرجان في العالم قبالة سواحل جزر سليمان
|
|
|
|
|
اتحاد كليات الطب الملكية البريطانية يشيد بالمستوى العلمي لطلبة جامعة العميد وبيئتها التعليمية
|
|
|