أقرأ أيضاً
التاريخ: 25-04-2015
2765
التاريخ: 13-10-2014
4345
التاريخ: 25-04-2015
1861
التاريخ: 27-09-2015
1915
|
كانت إحدى المهام الأساسية لرسول اللّه (صلى الله عليه وآله) هي تعليم القرآن الكريم وبيانه للناس ، قال تعالى : {كَمَا أَرْسَلْنَا فِيكُمْ رَسُولًا مِنْكُمْ يَتْلُو عَلَيْكُمْ آيَاتِنَا وَيُزَكِّيكُمْ وَيُعَلِّمُكُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُعَلِّمُكُمْ مَا لَمْ تَكُونُوا تَعْلَمُونَ} [البقرة : 151] .
ومع ذلك فقد اختلف في حدود التفسير الذي مارسه الرسول (صلى الله عليه وآله) ، فهل شمل القرآن كلّه أم أنّه فسّر بعض الآيات التي صعب على الصحابة فهمها ، أو سألوا عنها ؟
وكانت الآراء في ذلك كما يلي :
الأوّل : نسبة إلى ما روي عن عائشة أنها قالت : «ما كان النبيّ (صلى الله عليه وآله) يفسّر شيئا من القرآن إلّا آيا بعدد علّمهنّ إيّاه جبريل» «1» .
فإنّه قد يستفاد من ذلك أنّ رسول اللّه (صلى الله عليه وآله) لم يبيّن ويفسّر جميع الآيات ، وإنّما فسّر آيات معدودة .
وطعن ابن كثير في الحديث وقال إنّه منكر ، وأوّله ابن جرير وغيره على أنّها إشارات إلى آيات مشكلات أشكلن عليه ، فسأل اللّه علمهنّ فأنزل إليه على لسان جبريل «2» .
وحمله القرطبي على مغيبات القرآن وتفسيره لمجمله ونحو ذلك ممّا لا سبيل إليه إلّا بتوقيف من اللّه تعالى . على أنّ راوي الحديث : محمّد بن جعفر الزبيري مطعون فيه ، فقد قال البخاري في حقّه : لا يتابع في حديثه ، وقال عنه الطبري : إنّه ممّن لا يعرف في أهل الآثار «3» .
الثاني : أنّ رسول اللّه (صلى الله عليه وآله) قد فسّر جميع القرآن .
قال ابن تيميّة : «يجب أن يعلم أنّ النبيّ (صلى الله عليه وآله) بيّن لأصحابه معاني القرآن ، كما بيّن لهم ألفاظه؛ فقوله تعالى : {لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ} [النحل : 44] ، يتناول هذا وهذا ، وقد قال أبو عبد الرّحمن السّلمي : حدّثنا الذين كانوا يقرءون القرآن كعثمان بن عفّان وعبد اللّه بن مسعود وغيرهما : أنّهم كانوا إذا تعلّموا من النبيّ (صلى الله عليه وآله) عشر آيات لم يتجاوزوها حتى يعلموا ما فيها من العلم والعمل ، قالوا : فتعلّمنا القرآن والعلم والعمل جميعا ، ولهذا كانوا يبقون مدّة في حفظ السورة» .
وعقّب السيوطي قائلا : «فالعادة تمنع أن يقرأ قوم كتابا في فن من العلم كالطب والحساب ولا يستشرحونه ، فكيف بكلام اللّه الذي هو عصمتهم وبه نجاتهم وسعادتهم وقيام دينهم ودنياهم ، ولهذا كان النزاع بين الصحابة في تفسير القرآن قليلا جدّا» «4» .
الثالث : أنّ النبيّ (صلى الله عليه وآله) فسّر القرآن الكريم على مستويين : فقد كان يفسّره على المستوى العام في حدود الحاجة ومتطلّبات الموقف الفعليّ ، ولهذا لم يستوعب القرآن كلّه .
وكان يفسّره على مستوى خاص تفسيرا شاملا كاملا بقصد إيجاد من يحمل تراث القرآن ويندمج به اندماجا مطلقا بالدرجة التي تتيح له أن يكون مرجعا بعد ذلك في فهم الامّة للقرآن «5» .
وسنأتي على تفصيل هذا الرأي في الفصل الخاص بأهل البيت (عليهم السلام) .
__________________
(1)- أسنده الطبري إلى هشام بن عروة عن أبيه عن جدّه عن عائشة .
(2)- الإتقان/ ج 2/ ص 1289 .
(3)- القرطبي ومنهجه في التفسير/ ص 187 .
(4)- الإتقان/ ج 2/ ص 1199 .
(5)- علوم القرآن/ الشهيد الصّدر/ ص 254 .
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
جامعة كربلاء: مشاريع العتبة العباسية الزراعية أصبحت مشاريع يحتذى بها
|
|
|