المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
القيمة الغذائية للثوم Garlic
2024-11-20
العيوب الفسيولوجية التي تصيب الثوم
2024-11-20
التربة المناسبة لزراعة الثوم
2024-11-20
البنجر (الشوندر) Garden Beet (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-20
الصحافة العسكرية ووظائفها
2024-11-19
الصحافة العسكرية
2024-11-19



وقفة مع اسلوب توزيع الأموال العامة في صدر الإسلام  
  
2102   11:21 صباحاً   التاريخ: 21-1-2016
المؤلف : محمد الريشهري
الكتاب أو المصدر : التنمية الاقتصادية في الكتاب والسنة
الجزء والصفحة : ص285-288
القسم : الاسرة و المجتمع / المجتمع و قضاياه / النظام المالي والانتاج /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 21-1-2016 1934
التاريخ: 23-12-2016 1957
التاريخ: 21-1-2016 2354
التاريخ: 25-7-2016 1942

إن عنوان «بيت المال» في النصوص الروائية هو مصطلح عام للعائدات العامة للمسلمين، ويكون تحت اختيار الحكومة الإسلامية. ويتبين من خلال نظرة جامعة للروايات أن عائدات بيت المال كانت تنفق على نحوين:

1. في المصارف العامة ذات العنوان الخاص؛ كإعانة الفقراء، والمساكين، والعاجزين، وأسر الشهداء، ورواتب العاملين في بيت المال، والقضاة، والجنود، ومصارف التعليم، والصحة، وقروض الغرماء، وديات المقتولين الذين ليس لهم كافل، والعمران، وغيرها.

2. ثم تقسيم الفائض؛ فبعد أن يتم إعطاء المذكورين حصصهم من بيت المال، يقسم الفائض عن ذلك بين عامة المسلمين. وقد عرفت الروايات هذا القسم بأنه الحق العام للأفراد من بيت المال.

إن التوزيع المطلوب لبيت المال - من وجهة نظر الإسلام - يستند على ركيزتين أساسيتين، هما:

1ـ رعاية العدالة في التقسيم: للعدالة الاقتصادية في توزيع الثروات العامة معياران أصليان في الإسلام:

أحدهما: أولوية الضمان الاجتماعي، والاهتمام بالطبقات الاجتماعية المحرومة والضعيفة، والسعي في التوسعة عليهم.

والآخر: رعاية المساواة في الحقوق المتكافئة.

وإذا لاحظنا سياسة الإمام علي(عليه السلام) في توزيع الأموال نلمس فيها أوضح مصاديق هذين المعيارين، إذ نقرأ في كتبه إلى عماله تأكيده الدائم على تخصيص قسم من مصادر بيت المال للطبقات المحرومة وذات الدخل المحدود، وتأكيداته الجمة ووصاياه الكثيرة بإلغاء الامتيازات الوهمية المجحفة، ومنح الحقوق المتساوية للقريب والبعيد، والعربي والأعجمي، والمرأة والرجل، وذي‏ السابقة في الإسلام وحديثي العهد به. فترتسم لطلاب العدالة صورة مشرقة للعدالة الإنسانية.

2ـ عدم حبس الحقوق العامة والإسراع في الإنفاق: بالرغم من تأكيد الإسلام على لزوم الاعتدال في الإنفاق والتخطيط له، والإنفاق بمقدار، نجده ذم بشدة حبس الحقوق العامة بلا مسوغ، وأوصى بالإسراع في إنفاقها.

وإذا لاحظنا هاتين الخصوصيتين، يمكن بيان المنهج القويم في صرف أموال بيت المال بالنحو التالي: إذا تم حبس جزء من الدخل لمصارف خاصة وكان كل من الدخل والمصرف حاليين فهذا الحبس هو الإمساك والادخار المنهي عنه في الروايات، بل بلغ اهتمام النبي الأعظم(صلى الله عليه واله وسلم) برعاية هذا المبدأ مرتبة قصوى تظهر معها آثار الغم على صفحات وجهه الكريم بسبب بقاء مقدار قليل من الأموال التي ينبغي أن تصل إلى مستحقيها. وعندما ازدادت عائدات بيت المال في عهد عمر بشكل لم يسبق له مثيل قامت الحكومة بتأسيس بيت المال وتشكيل الديوان، وكانت العائدات تجمع فيه وتدخر على طول السنة، ثم توزع على عامة المسلمين في نهاية السنة بشكل فردي.

وعندما تقلّد الإمام أميرالمؤمنين(عليه السلام) الخلافة رفض هذه السياسة، وسار بسيرة النبي(صلى الله عليه واله وسلم). وامتناعه عن التأخير في تقسيم بيت المال ولو لليلة واحدة، وكذلك تأكيده على توزيع جميع ما في بيت المال، يدلان بوضوح على شدة اهتمامه باجتناب الادخار.




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.