أقرأ أيضاً
التاريخ: 20-1-2016
353
التاريخ: 20-1-2016
345
التاريخ: 23-12-2015
702
التاريخ: 23-12-2015
389
|
المشي خلف الجنازة أو إلى أحد جانبيها أفضل من التقدم عليها ، ذهب إليه علماؤنا أجمع ـ وبه قال سعيد بن جبير ، والأوزاعي ، وإسحاق ، وأصحاب الرأي (1) ـ لأنّ عليا عليه السلام سأله أبو سعيد الخدري فقال : أخبرني يا أبا الحسن عن المشي مع الجنازة؟ فقال : « فضل الماشي خلفها على الماشي قدامها كفضل المكتوبة على التطوع » فقلت : أتقول هذا برأيك أم سمعته من رسول الله صلى الله عليه وآله؟ فقال : « لا بل سمعته من رسول الله صلى الله عليه وآله» (2).
ومن طريق الخاصة : قول الباقر عليه السلام : « إن المشي خلف الجنازة أفضل من بين يديها» (3) ولأنها متبوعة فكانت متقدمة ، ولأن المستحب التشييع والمشيّع متأخر.
وقال الشافعي ، ومالك ، وأحمد : المشي أمامها أفضل ، ورواه الجمهور عن الحسن بن علي عليهما السلام، وعن أبي بكر ، وعمر ، وعثمان ، وابن عمر ، وأبي هريرة ، وابن الزبير ، وأبي قتادة ، والقاسم بن محمد ، وشريح ، وسالم ، والزهري ، وابن أبي ليلى (4) ، لأن النبي صلى الله عليه وآله مشى أمام الجنازة (5) ، ولأنهم شفعاء الميت فينبغي أن يتقدموا المشفوع له.
والحديث حكاية حال ، فلا يعارض القول ، مع احتمال أنه عليه السلام مشى مع أحد جانبيها ، فتوهم المشاهد السبق ، ثم إن الباقر عليه السلام روى عن علي عليه السلام قال : « سمعت النبي صلى الله عليه وآله يقول : اتبعوا الجنازة ولا تتبعكم ، خالفوا أهل الكتاب » (6) ولا تقدّم للشفاعة هنا إذ المشفوع اليه سبحانه وتعالى غير مختص بحيز ولا مكان.
وقال الثوري : الراكب خلفها والماشي حيث شاء (7).
فروع :
أ ـ يكره الركوب ، قال ثوبان : خرجنا مع النبي صلى الله عليه وآله في جنازة ، فرأى ناسا ركبانا ، فقال : ( ألا تستحيون ، إن ملائكة الله على أقدامهم وأنتم على ظهور الدواب ) (8) ومن طريق الخاصة قول الصادق عليه السلام : « خرج رسول الله صلى الله عليه وآلهفي جنازة يمشي فقال له بعض أصحابه : ألا تركب؟ فقال : إني أكره أن أركب والملائكة يمشون » (9).
ب ـ لو احتاج إلى الركوب زالت الكراهة إجماعا.
ج ـ الكراهة في الركوب في التشييع ، فلا بأس به في عوده ، لأن الباقر عليه السلام روى عن علي عليه السلام أنه كره أن يركب الرجل مع الجنازة في بدأة إلاّ من عذر ، وقال : « يركب إذا رجع » (10).
د ـ يستحب للراكب المضي خلف الجنازة ، ويكره أمامها كالماشي لما تقدم ، وعند أحمد يتحتم المضي خلفها (11) ، لقول النبي صلى الله عليه وآله : ( الراكب يسير خلف الجنازة ) (12).
__________________
(1) المجموع 5 : 279 ، المبسوط للسرخسي 2 : 56 ، بدائع الصنائع 1 : 309 ، المغني 2 : 356 ، الشرح الكبير 2 : 366.
(2) كنز العمال 15 : 722 ـ 42879 ، العلل المتناهية 2 : 899 ـ 1502.
(3) الفقيه 1 : 100 ـ 464 ، الكافي 3 : 169 ـ 1 ، التهذيب 1 : 311 ـ 902 ، وفي الأخيرين عن أبي عبد الله عليه السلام.
(4) المجموع 5 : 279 ، المدونة الكبرى 1 : 177 ، المغني 2 : 356 ، الشرح الكبير 2 : 366 ، بداية المجتهد 1 : 233 ، المبسوط للسرخسي 2 : 56 ، بدائع الصنائع 1 : 309 ، سبل السلام 2 : 567.
(5) الموطأ 1 : 225 ـ 8 ، سنن الترمذي 3 : 329 ـ 331 ـ 1007 ـ 1010 ، سنن أبي داود 3 : 205 ـ 3179 ، سنن النسائي 4 : 56 ، سنن ابن ماجة 1 : 475 ـ 1482 و 1483 ، سنن الدار قطني 2 : 70 ـ 1.
(6) التهذيب 1 : 311 ـ 901.
(7) المجموع 5 : 279 ـ 280 ، سبل السلام 2 : 567.
(8) سنن ابن ماجة 1 : 475 ـ 1480 ، سنن الترمذي 3 : 333 ـ 1012 ، المستدرك للحاكم 1 : 356.
(9) الكافي 3 : 170 ـ 171 ـ 2 ، الفقيه 1 : 122 ـ 588 ، التهذيب 1 : 312 ـ 906.
(10) التهذيب 1 : 464 ـ 1518.
(11) المغني 2 : 358 ، الشرح الكبير 2 : 368.
(12) مسند أحمد 4 : 249 ، سنن أبي داود 3 : 205 ـ 3180 ، سنن الترمذي 3 : 349 ـ 350 ـ 1031 ، سنن النسائي 4 : 56 و 58 ، سنن ابن ماجة 1 : 475 ـ 1481.
|
|
5 علامات تحذيرية قد تدل على "مشكل خطير" في الكبد
|
|
|
|
|
مكتبة العتبة العباسية.. خدمات رقمية متطورة وجهود لتلبية احتياجات الباحثين
|
|
|